الجزائر تمنع عبور الطائرات العسكرية الفرنسية إلى النيجر
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
رفضت السلطات الجزائرية السماح بعبور الطائرات العسكرية الفرنسية المتوجهة إلى النيجر ومنطقة الساحل، في سياق رفضها لخبار التدخل العسكري في النيجر، عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، منذ نهاية الشهر الماضي.
ونقلت الإذاعة الجزائرية الرسمية عن مصادر موثوقة، الإثنين، أن السلطات الجزائرية رفضت طلبا فرنسا بالسماح بعبور طائرات عسكرية فرنسية إلى النيجر، انسجاما مع الموقف الجزائري الرافض بشكل صارم لأي تدخل عسكري في النيجر، كخيار لإجبار الانقلابيين عن التخلي عن السلطة وعودة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.
وأكد المصدر نفسه أن “التدخل العسكري بات وشيكا والترتيبات العسكرية جاهزة، والجزائر التي كانت دائما ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، وجوابها كان صارما وواضحا”.
ويؤكد موقف الجزائر رفضها بشكل قاطع استخدام أجوائها من قبل القوات الفرنسية، أو أية قوات أجنبية أخرى، لتنفيذ عمليات عسكرية أو تدخل بالقوة في النيجر، وفي أي بلد، وفقا للمبادئ الثابتة لسياساتها الخارجية.
وقبل أيام، رصد موقع يتابع حركة الطيران في العالم “فلاي رادار”، عودة طائرة تابعة للقوات الجوية الفرنسية، كانت قادمة من فرنسا، إدراجها من حدود الأجواء الجزائرية، بعدما لم يسمح لها بعبور أجواء البلاد.
وكانت الجزائر قد عبّرت، الأحد الماضي، عن بالغ استيائها من قرار مجموعة “إيكواس” التي تدعمها باريس، اللجوء إلى الخيار العسكري لحل الأزمة في النيجر، وأكد بيان لزارة الخارجية أنها “تأسف بشدة لإعطاء الأسبقية للجوء إلى العنف عوض مسار الحل السياسي والتفاوضي في النيجر”.
وتعتبر الجزائر، بحسب المصدر ذاته، أن الحل السياسي ما زال ممكنا، وحذرت من أن اعتماد الخيار العسكري “سيدخل المنطقة في دوامة عنف لا يمكن التنبؤ بعواقبها الوخيمة”.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: فی النیجر
إقرأ أيضاً:
سوريا والمهمة الصعبة
سيأخذ الغبار أو التراب الذي خلّفه نظام بشّار الكثير من الوقت قبل أن يمسحه السوريون عن وجه دمشق وحلب وإدلب وحمص ومعرة النعمان وجميع المدن السورية. النفق ما بين العهد الجديد والقديم مظلم وطويل ولن يعبره السوريون بسهولة إلا بالوحدة والتكاتف والعمل نحو المصير المشترك الواحد الذي يحمي الفسيفساء السورية التي تضم أطيافا متعددة مثل السنّة، وهم الأغلبية الطاغية، والأقليات الأخرى التي تضم المسيحيين والأكراد والدروز واليزيديين والعلويين. أثبتت التجارب أن الدول العربية لم تنجح في عبور هذا النفق ومازالت تواجه الكثير من المصاعب والحروب الطائفية التي تسحق المواطن في مثل هذه الدول. كما أن روسيا والدول الغربية وخاصة أمريكا وبريطانيا ووكيلهما الوظيفي، العدو الصهيوني، الذي عينّاه في المنطقة العربية، سيبحثون عن المبررات في التدخل بالشأن السوري، وسوف نسمع الأسطوانة المملّة التي يسمونها داعش تتردّد في الأيام القادمة بعد أن غابت عن الساحة لفترة وتحديداً منذ اندلاع السابع من أكتوبر. هذه الدمية التي يسمونها داعش، تغيب عن الأخبار، ثم تظهر فجأة، ويتم تحريكها بالريموت كنترول لتحقيق المصالح الغربية. هل ينجح السوريون في تجاوز هذا المنعطف الخطير الذي يتمثّل في وجود هذه الذريعة المزيَّفة والمتمثّلة في داعش وقسد وملحقاتهما والتي تبرّر التدخلات الأجنبية من كل حدب وصوب؟
أثبت هذا السقوط الدراماتيكي السريع لنظام بشّار، أن إيران الطائفية إلى أفول سريع قادم. والسبب في ذلك هو أن الأيديولوجية الإيرانية، طائفية بامتياز، وتجرّ إلى عواقب وخيمة وخير دليل على ذلك الدمار الذي تحدثه في الأنظمة العربية التي تخضع لها مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق. لم ينجح العراقيون في عبور النفق الذي بناه الأمريكيون بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، ومازالوا يبحثون عن المخرج الذي يأخذهم إلى الحياة التي ينشدها كافة أطياف الشعب. ولم ير اليمنيون بعد، النور الذي يقولون أنه سيأتي في نهاية النفق منذ الإطاحة بنظام علي عبدالله صالح، حيث عاث الحوثيون، وكلاء النظام الإيراني، فساداً في اليمن، بنفس الطريقة التي يفعلها حزب الله في لبنان. كل ذلك أدّى إلى تهافت الطريقة الإيرانية في المنطقة وهشاشتها.
أما سقوط نظام بشّار السريع، وانتصار السوريين المفاجئ، فيكشف عن الفلسفة التي يستند إليها كل طرف. انتهج بشار الظلم لكل أطياف شعبه فقد كان النظام يعذّب كل من يخالفه بالحديد والنار ولعل قصة قيصر وسامي التي انفجرت في 2014 والتي تتعلّق بملفات التعذيب في سجون النظام، قد كشفت الكثير من الجرائم التي لا يمكن وصفها. كشف سامي مؤخراً عن اسمه الحقيقي على أنه أسامة عثمان بعد سقوط النظام في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط. كما تكشف قصص السجون المرعبة في دمشق وحلب وغيرهما والتي ظهرت إلى السطح، عن الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام، والتي تعكس غياب أي قيمة أخلاقية يستند إليها النظام. كانت مسألة تهافت النظام، مسألة وقت، خاصة بعد أن أمعن في الظلم، وأصبح عدوّ الأرض وأهلها.
البيان الذي أعلنته وزارة الخارجية في المملكة، يلخّص الاستراتيجية التي تساعد الشعب السوري الشقيق في عبور هذا النفق، وتأمين سلامته، وحقن الدماء، وتجاوز الويلات التي عانى منها طويلا.