كتبت" الانباء الكويتية": اعتبر مصدر سياسي ان «بقاء إسرائيل في بعض النقاط اللبنانية التي تحتلها، يمثل خطرا استراتيجيا وأمنيا يعزز احتمالات التصعيد العسكري، ويهدد استقرار الجنوب اللبناني ككل».

وقال لـ «الأنباء الكويتية»: «النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها ليست مجرد أراض ذات قيمة جغرافية فحسب، بل تمثل مراكز تحكم استراتيجية تكشف مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، وتمكن الاحتلال من فرض سيطرته الأمنية واللوجستية على المنطقة».


وأضاف المصدر «تلة اللبونة المطلة على بلدات الضهيرة واللبونة وعلما الشعب، تعد نقطة استراتيجية تمكن إسرائيل من مراقبة المستوطنات المحيطة، بفضل ارتفاعها وموقعها الحيوي. وتتحول التلة إلى برج مراقبة متقدم للعدو، ما يجعلها مركزا حساسا يهدد القرى اللبنانية المحيطة، ويشكل حاجزا أمام عودة الحياة الطبيعية إلى سكان المنطقة».
وتابع «أما تلة العزية الواقعة بالقرب من يارين ومروحين، فتلعب دورا مشابها في مراقبة الحدود الجنوبية. هذه التلة تعطي إسرائيل ميزة ميدانية في أي مواجهة مستقبلية، وتحرم لبنان من سيطرته الطبيعية على أراضيه. من هنا تأتي أهميتها الاستراتيجية الكبيرة».
وأكمل «تلة جبل بلاط على حدود رميش وعين إبل، تشكل نقطة إشراف أخرى على الحدود، ما يعزز قدرة إسرائيل على مراقبة أي تحرك في تلك المنطقة الحساسة. هذا الموقع يهدد القطاع الحدودي في شكل مباشر، ويفرض قيدا على تحركات الأهالي والجيش اللبناني في المنطقة».
وأشار المصدر إلى ان «جبل الباط في عيترون يشرف على كامل القطاع الأوسط، ما يمنح إسرائيل ميزة مراقبة واسعة النطاق. هذا الارتفاع يكشف أي نشاط ميداني لبناني، ما يعزز الهيمنة العسكرية الإسرائيلية، ويحد من أي محاولات لبنانية لاستعادة التوازن الميداني».
ولفت إلى ان «تلة العويضة الواقعة بين قرى العديسة والطيبة ورب ثلاثين، تمنح إسرائيل أفضلية استراتيجية تمكنها من مراقبة تحركات الجيش اللبناني والمقاومة»، ورأى ان «استمرار احتلال هذه التلة يعزز من فرض الحصار العسكري على القرى المحيطة، ويعرقل أي محاولات لبنانية لتحرير المنطقة».
وأكد المصدر ان «الإصرار الإسرائيلي على الاحتفاظ بهذه النقاط الخمس يعكس نوايا توسعية، لا تهدف فقط إلى الاحتلال العسكري، بل إلى فرض أمر واقع جديد. وهذا الوجود يمثل تهديدا دائما لأي جهود تهدئة في الجنوب اللبناني، ويفتح الباب أمام مواجهات متكررة يمكن أن تتطور إلى نزاعات أوسع».
واعتبر ان «المطلوب من لبنان في هذه المرحلة تعزيز الجهود الديبلوماسية والسياسية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من هذه النقاط. كما أن استمرار التنسيق مع قوات «اليونيفيل» يصبح أمرا ملحا، لضمان رصد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والعمل على توثيقها لإثبات عدوانية الاحتلال».
وحذر من ان «بقاء الاحتلال الإسرائيلي في هذه النقاط الخمس لا يهدد فقط السيادة اللبنانية، بل يضع المنطقة بأكملها تحت تهديد دائم، ما يستدعي استجابة حازمة من الدول الضامنة وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي، لدرء خطر التصعيد وتكريس الاستقرار والأمن في الجنوب».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: النقاط الخمس

إقرأ أيضاً:

مفاجآت أمنية على الحدود اللبنانية – السورية.. الاشتباكات لم تغيّر شيئا!

على الرغم من الاشتباكات العنيفة التي تشهدها الحدود اللبنانية - السورية، خصوصًا في منطقة حاويك والقريبة من الهرمل، لا تزال عمليات التهريب نشطة بين البلدين، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني واستمرار ظاهرة التهريب رغم المحاولات المتكررة للسيطرة عليها. فقد اندلعت المواجهات في الأيام الأخيرة بين العشائر اللبنانية المنتشرة في المنطقة من جهة، وقوات الأمن السورية من جهة ثانية. ورغم التصعيد الأمني، لم تنجح هذه الاشتباكات في وقف تدفّق البضائع عبر المسالك غير الشرعية، حيث يواصل المهربون استغلال التضاريس الجغرافية الوعرة والمناطق النائية للتهرب من المراقبة. ومع تزايد حدّة التوتر، تدخّل الجيش لاحقًا لاستلام زمام الأمور، في محاولة لاحتواء الأوضاع الأمنية ومنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى، مع تعزيز المراقبة على المعابر الحدودية غير الرسمية بهدف الحدّ من استمرار عمليات التهريب التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الوضعين الأمني والاقتصادي في لبنان.

في هذا السياق، تشير مصادر أمنية لـ"لبنان24" إلى أن عمليات التهريب تشمل بشكل رئيسي المحروقات والغاز التي تُنقل من لبنان إلى سوريا، بينما تأتي الخضار والخردة في الاتجاه المعاكس من سوريا إلى لبنان. وتُنفّذ هذه العمليات بشكل أساسي عبر معبر الواويات في منطقة وادي خالد الحدودية بعكار، وهو واحد من المعابر غير الشرعية العديدة التي يستغلها المهربون.

ورغم تشديد المراقبة الأمنية، إلا أن المهربين يستغلون الطبيعة الجغرافية الوعرة والمناطق النائية التي يصعب على القوى الأمنية ضبطها بالكامل، ما يساهم في استمرار عمليات التهريب. ويستخدم المهربون طرقًا فرعية غير معبّدة، وغالبًا ما تتم عمليات التهريب ليلًا لتفادي نقاط التفتيش، حسب المصدر.

وكانت السلطات السورية الجديدة قد اتهمت "حزب الله" بشنّ هجمات على قوات أمن سورية ورعاية عصابات تهريب عبر الحدود، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود، مؤيد السلامة، قوله إن اشتباكات اندلعت خلال الأسبوع الفائت مع عصابات التهريب المسلحة في قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية، وذلك أثناء حملة تمشيط أطلقتها القوات السورية لضبط الحدود الغربية ومنع استمرار عمليات التهريب. كما أكد السلامة أن السلطات السورية وضعت خطة متكاملة لضبط الحدود بالكامل، تأخذ في الاعتبار التحديات الجغرافية والأمنية التي تواجهها المنطقة، مع التشديد على حماية السكان من أي مخاطر أمنية قد تنجم عن استمرار عمليات التهريب.

من جهته، أشار المصدر الأمني لـ"لبنان24" إلى أن القوات السورية التابعة لإدارة أمن الحدود ما زالت في حالة استنفار في المنطقة، خوفًا من عودة المجموعات المسلحة التي دخلت لبنان، مؤكّدًا استمرار عمليات التأمين والمراقبة لمنع أي تسلل أو استغلال للحدود في عمليات غير مشروعة.

كما أوضح أن الجيش السوري يعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني، لضمان عدم تصاعد التوتر على الحدود المشتركة.

بالتوازي مع التصعيد الأمني والاشتباكات على الحدود اللبنانية - السورية، تم الكشف مؤخرًا عن شبكة تزوير ضخمة كانت تسعى إلى طباعة الدولار الأميركي وضخّه في الأسواق اللبنانية والسورية، حيث نفّذ الجيش السوري عملية واسعة النطاق في منطقة القصير بريف حمص، استهدفت مكافحة الأنشطة غير القانونية وضبط عمليات التهريب المستمرة عبر الحدود مع لبنان. وأسفرت هذه العملية عن تفكيك شبكة متخصصة في تزوير العملات، كانت تلعب دورًا أساسيًا في تمويل شبكات التهريب وتجارة المخدرات. وكشفت التحقيقات أن أفراد هذه الشبكة استخدموا آلات متطورة لطباعة عملات أجنبية مزيفة داخل ورش سرية على الحدود.

وبعد ضبط المنشأة، قامت السلطات بإتلاف كميات كبيرة من العملات المزورة التي كانت معدّة للتداول، في محاولة للحدّ من تأثير هذه الأنشطة على الأسواق المحلية. وفي سياق متصل، تمكّنت قوات حرس الحدود السورية من فرض سيطرتها على المنطقة بعد أيام من الاشتباكات، أعقبها إطلاق عمليات بحث وتمشيط واسعة لتعقّب أي أنشطة غير قانونية أخرى. كما أعلنت السلطات السورية، يوم الاثنين الماضي، عن ضبط معامل لإنتاج المخدرات وكميات من الأسلحة، في إطار حملة أمنية شاملة تهدف إلى الحدّ من التهريب وتعزيز الاستقرار على الحدود مع لبنان.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • رفض انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية بسبب تواجد إسرائيل
  • النقاط الخمس.. هل سيتسلمها الجيش واليونيفيل
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟
  • بري : رفضنا مطلب إسرائيل البقاء في خمس نقاط بعد 18 فبراير
  • عضو بـ«النواب»: إسرائيل تهتم بمصالحها على حساب «التهدئة» في المنطقة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات الحرق والتدمير في عدد من البلدات اللبنانية
  • مفاجآت أمنية على الحدود اللبنانية – السورية.. الاشتباكات لم تغيّر شيئا!
  • الاستحقاق الحكومي الداهم :اسرائيل تمدّد الهدنة من جانب واحد وتلقي على 5 نقاط مراقبة
  • الرئاسة اللبنانية تنفي تمديد اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل لما بعد عيد الفطر