ما يجمع الشباب العربي بأشقائهم في فلسطين من أواصر القربى واللغة والدين والمحيط الجغرافي، يحتم عليهم جعلهم القضية المحورية.
ينشط الشباب العربي في مختلف وسائل الإعلام والحديث منها كالفيسبوك وتويتر والواتس آب والتليجرام والانستجرام والتيك توك، وكثير منهم يعد من مشاهير تلك الوسائل ولديه الملايين من المتابعين والمشاهدات، فما الذي قدموه جميعا لنصرة القضية الفلسطينية ومساندة أشقائهم؛ الذين يتعرضون لكل أنواع العدوان من قبل جيش العدو الصهيوني؟.
للأسف الشديد من يتابع الإعلام العربي بكل أنواعه، وصفحات الشباب العربي، فسيجد أنها منصبة لتعظيم هذا النادي الغربي وذلك اللاعب الغربي، بل ويصل الأمر إلى الشجار عليهم، فيما لا يعيرون فلسطين ولا شبابها أي اهتمام!.
نعرف كلنا أن الإعلام يغير كثيراً من المفاهيم ويجعل كثيراً من المنظمات والدول تحول توجهاتها، وهو ما يقوم به الشباب الغربي المتصهين في مساندة العدو الصهيوني، فما المفرق بيننا وبينهم؟ ولماذا يتفقون علينا وهم على الباطل؟ فيما نحن والحق معنا لا نتحاشى حتى الحديث عن ما يجري في فلسطين من مآس لا حدود لها ولا وصف لفظاعتها.
المخزي أن شباب الجامعات الغربية والأمريكية كانوا مناصرين للقضية الفلسطينية أكثر من شباب الجامعات العربية والإسلامية، ولم يثنهم الاعتقال وسوء المعاملة عن إظهار مظلومية الشباب الفلسطيني.
وحدها الجامعات اليمنية وشبابها كانوا وما زالوا في مقدمة المناصرين لإخوانهم الفلسطينيين سواء من خلال الوقفات اليومية أو إقامة الندوات والأنشطة الداعمة للجهاد ضد العدو والمشاركة في الخروج الأسبوعي كل جمعة في منظر ليس له نظير في أي بلد آخر.
مساندة اليمنيين مستمرة، حتى مع الهدنة الهشة، ومنها المؤتمر الأول للجامعات اليمنية الذي سيقام نهاية الأسبوع الجاري خلال أيام ٢١،٢٠،١٩ شعبان ١٤٤٦هـ وتحتضنه جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء، ويشارك فيه العلماء والخبراء من داخل اليمن وخارجه بمختلف البحوث والأوراق العلمية التي تتحدث كلها عن فلسطين ومعركة طوفان الأقصى.
المؤتمرات العلمية هي إحدى جبهات الإسناد لفلسطين وشعبها، وهي بلا شك تغيض العدو والموالين له؛ لكونها تبين أن الإسناد مستمر في حالة العدوان والهدنة، وهو ما يجب أن يستمر لأن العدو لا أمان له.
العدو اليوم يضغط من خلال الشيطان الأكبر (أمريكا) لتهجير سكان قطاع غزة إلى خارج حدود بلاده، وهذا الأمر الخطير، يستدعي منا جميعا الوقوف ضده، وهو حق فلسطين وشعبها علينا، لأنهم أهل الرباط.
إذا لم نقف مع مقدساتنا (الأقصى الشريف) ونسعى لتحريره من اليهود الغاصبين، مع من نقف؟! وإذا لم نقف مع إخواننا المستضعفين في فلسطين، فمع من نقف؟!.
نسأل الله تعالى أن ينصرهم ومن جاهد معهم بما نصر به المرسلين وأن يحفظهم بما حفظ الذكر المبين، إنه قوي متين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إعلام الماضي ورياضة المستقبل
إحدى مشاكل الإعلام الرياضي؛ هي استمرار وجود إعلام الماضي (بفكره وممثليه)؛ فالرياضة السعودية بدأت مرحلة انتقالية شاملة خلال العقد الحالي خلال 5-8 أعوام، على جميع الأصعدة من إعادة تشكيل للوزارة، والاتحادات، والاستضافات العالمية، والنقلة الرياضية النوعية أو بمعنى آخر International Exposure الانفتاح/ التعرض العالمي.
صاحب هذه النقلة تحول لوجستي وعملي واتصالي كبير في كل القطاعات، ماعدا الإعلام الرياضي، الذي إن كان به حراك، فهو حراك بطيء جدًا، ويعود السبب في ذلك لتشبث عقليات كانت تمثل المشهد الرياضي إعلاميًا منذ فترة الثمانينات بالمشهد بكل ما أوتيت من قوة، ويساعدها في ذلك القنوات والبرامج الرياضية، فهؤلاء تعودوا على مرحلة مختلفة (اتصاليًا وإعلاميًا) فقد كانوا يكتبون مقالًا، ثم يسلمونه للصحيفة، ليتم نشره بدون الأخذ في الاعتبار التغذية الراجعة، أو تأثيره سلبًا أو إيجابًا(على الصحيفة والقارئ) أو صحة المعلومة من عدمها؛ لذلك تجد الكثيرين منهم الآن ينشرون/ ويتحدثون بمعلومات وأخبار مكذوبة، لاهثين خلف المشاهدات والمتابعات، أو أطروحات سخيفة يخجل ذو العقل السديد أن يفكر بها، فما بالك بأن يطرحها كوجهة نظر، وأخيرًا تنصيب أنفسهم كمحامين أو مدافعين عن النادي، أو اللاعب (إعلام الأندية) وكل ذلك أصبح جليًا باتساع دائرة التواصل من خلال البرامج، ووسائل التواصل الاجتماعي.. ولكن لماذا ما زالوا يتصدرون المشهد؟
الجواب هو الطرف الآخر في المشكلة، وهي القنوات والبرامج الرياضية؛ حيث إن آخر ما تهتم به، جودة وصحة المعلومة، ولكن الأهم هو التفاعل والوصول بأي طريقة؛ ولذلك يلجؤون إلى أسهل طريقة، وهي توزيع الاستضافات بحسب الانتماء للنادي (المحاصصة) أو بأشد الآراء تطرفًا، والذي بالطبع يصاحبه بالطبع المشاهدات، في المقابل أجد مثالاً لقنوات/ شبكات رياضية ساهمت من خلال برامجها في تعزيز الصورة الرياضية والإعلامية لدولها؛ مثل ما قدمته وتقدمه شبكات” beIN ” في قطر، و“ESPN” في الولايات المتحدة الأمريكية، و“Sky Sports” في إنجلترا.
في النهاية، أجد نفسي أمام نتيجة حتمية بأن الإعلام الرياضي (تفرق دمه بين القبائل) وأعني بذلك عدم وجود أية جهة تهتم، أو تُعنى بجودة مخرجاته؛ رغم ما يشكله من أهمية؛ كدرع واقٍ أو رأس حربة للنقلة الرياضية العظيمة، التي تقوم بها المملكة العربية السعودية.
بُعد آخر.. المنتدى السعودي للإعلام أصبح حدثًا ننتظره سنويًا، وكإعلامي رياضي، أتمنى أن تتسع مخرجاته بدرجة أكبر من مجرد ندوات ومحاضرات، ولكن لخارطة طريق أو خطط عمل لتطوير الإعلام الرياضي.
@MohammedAAmri