خطاب قائد الثورة.. نصر السيادة وكسر الهيمنة الأمريكية
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
جاء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية لهروب المارينز الأمريكي من صنعاء ليؤكد على معاني النصر والسيادة الوطنية، واضعًا الأحداث في سياقها التاريخي والسياسي، مع إبراز أبعاد هذا الانتصار وتداعياته على المستوى الوطني والإقليمي.
وصف قائد الثورة انسحاب القوات الأمريكية من صنعاء بأنه «هروب مذل»، معتبرًا ذلك دليلًا على فشل المشروع الأمريكي في فرض هيمنته على اليمن.
كما كشف السيد الحوثي عن السياسات الأمريكية التخريبية قبل ثورة 21 سبتمبر، والتي شملت التحكم في القرار السياسي، التدخل في المؤسسات السيادية، وإضعاف البلاد عسكرياً واقتصادياً، مؤكداً أن واشنطن كانت تسعى إلى خلق الأزمات لإبقاء اليمن تحت سيطرتها، بما في ذلك الترويج للفساد الأخلاقي والانحرافات القيمية بهدف طمس الهوية الإيمانية للشعب اليمني.
كما شدد على أن أحد أهداف واشنطن كان تحويل اليمن إلى قاعدة عسكرية دائمة، ولكن صمود الشعب أسقط هذه المؤامرات، مما دفع الأمريكيين إلى الهروب من صنعاء وترك عملائهم لمواجهة مصيرهم وحدهم، وربط قائد الثورة بين ما حدث في اليمن وما يجري في بقية الدول الإسلامية والعربية..
وأشار إلى أن أمريكا تنتهج سياسات مماثلة في جميع البلدان التي تحاول السيطرة عليها.. مؤكداً أن المواجهة ليست خاصة باليمن فقط، بل هي جزء من معركة تحرير الشعوب من الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وفي سياق الدعم العملي لفلسطين، أكد قائد الثورة -يحفظه الله- أن صنعاء لم تكتفِ بالشعارات، بل أصبحت قوة مؤثرة في البحر الأحمر، تفرض معادلة جديدة تجعل الاحتلال الإسرائيلي ومحاصري غزة في موقف دفاعي غير مسبوق.
ولطالما كان باب المندب ممراً آمناً للأساطيل الأمريكية، لكنه أصبح اليوم رمزاً لصفعة مدوية لواشنطن وحلفائها، السفن الحربية التي كانت تسرح وتمرح في المياه اليمنية، باتت تبحث عن ممرات بديلة، وكأنها مجموعة من اللصوص المحاصرين. هذا التحول لم يكن مجرد نجاح تكتيكي، بل هو انتصار استراتيجي يعيد رسم خارطة النفوذ البحري في المنطقة.
كما أصبحت صنعاء رمزاً عالمياً للصمود والمقاومة، وعقدة نفسية للمارينز الأمريكي، بعد أن تحولت إلى مقبرة للمشاريع الاستعمارية، فمن كان يظن أن القوات الأمريكية، التي اعتادت فرض سطوتها على العواصم العربية، ستُجبر على الهروب من صنعاء تحت جنح الظلام، تمامًا كما يحدث للطغاة في نهاية المطاف؟
لم يكن الأمريكيون بحاجة إلى تقارير استخباراتية ليعرفوا أن مشروعهم في اليمن قد فشل، لكنهم تجاهلوا حقيقة أن اليمنيين لا يقبلون أن يكونوا بيادق في رقعة شطرنج استعمارية.. فماذا تبقى لهم؟ جواسيس متخفّون سرعان ما انكشفوا، ومحاولات يائسة لإعادة ترتيب الأوراق، لكنها جميعًا باءت بالفشل.
واشنطن اليوم لا تبحث عن انتصار، بل عن «خروج مشرّف»، ولكن أين الشرف في الهروب؟ كيف يمكنها أن تخرج من اليمن دون أن يتكرر سيناريو فيتنام أو أفغانستان؟ الحقيقة أن صنعاء لم تترك لهم مجالًا للمناورة.. انتهى زمن اللعب على الحبال، ولم يعد لأمريكا سوى الاعتراف بفشلها والانسحاب من المشهد دون أمل في العودة.
لقد حاولت واشنطن إخضاع صنعاء بكل الوسائل، لكنها اصطدمت بجدار من الصمود اليمني، فصنعاء ليست مجرد عاصمة سياسية، بل هي مدرسة في النضال والاستقلال. لم تُبَع، لم تُشترَ، ولم تخضع، ومن يظن أنه قادر على فرض هيمنته عليها، فليتعلّم من تجربة المارينز الأمريكي: «الهروب هو أقصى ما يمكن أن تحصل عليه عندما تواجه عاصمةً حرةً تقود مشروع استقلال الأمة».
وفي النهاية، تبقى صنعاء شامخة، ويبقى أعداؤها يبحثون عن مخرج لا وجود له.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
11 فبراير: خروج عسكري أمريكي من صنعاء واستعادة السيادة اليمنية
طالب عمير
يمثل يوم 11 فبراير محطة تاريخية فارقة في مسار السيادة الوطنية اليمنية، فقد شهد هذا اليوم خروج قوات المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء، في مشهد جسد لحظة انتصار للإرادَة الشعبيّة اليمنية واستعادة جزء من القرار الوطني الذي طالما عبثت به التدخلات الأجنبية.
لم يكن هذا الحدث مُجَـرّد انسحاب عسكري عادي، بل كان تعبيرًا واضحًا عن تحوّل عميق في الوعي الوطني، وتأكيدًا على أن السيادة لا تقبل المساومة، وأن إرادَة الشعوب أقوى من أي وجود أجنبي مهما بلغ حجمه ونفوذه.
لقد كانت سنوات الوجود العسكري الأمريكي في صنعاء شاهدة على مرحلة من التبعية السياسية والارتهان الأمني، عملت الولايات المتحدة على فرض أجنداتها من خلال التدخل المباشر وغير المباشر في القرار السيادي اليمني، عبر استخدام أدوات أمنية واستخباراتية تحت مسمى “مكافحة الإرهاب”، في حين كان الهدف الحقيقي هو حماية مصالحها الاستراتيجية والسيطرة على القرار السياسي في البلاد، لكن هذا الحضور لم يكن مقبولًا من قبل الشعب اليمني، الذي لطالما رفض الهيمنة الأجنبية مهما كانت مبرّراتها.
خروج المارينز من صنعاء لم يكن نتيجة قرار سياسي أمريكي بقدر ما كان نتيجة مباشرة لصمود الشعب اليمني وتغيير موازين القوى على الأرض؛ فقد عكست هذه اللحظة قدرة اليمنيين على فرض إرادتهم رغم كُـلّ الضغوط الخارجية، وإعادة التأكيد على أن الحرية والسيادة لا تمنح بل تُنتزع.
كان هذا الحدث رسالة قوية إلى العالم بأن اليمن ليس ساحة مفتوحة للتدخلات الأجنبية، وأن إرادَة الشعب قادرة على قلب المعادلات مهما كانت التعقيدات.
ذكرى 11 فبراير تدعونا لتقييم دروس الماضي واستلهام العبر، السيادة ليست مُجَـرّد شعار يُرفع في المناسبات، بل هي ممارسة فعلية تتجسد في استقلال القرار الوطني ورفض التبعية لأية قوة خارجية، هذا الحدث يؤكّـد أن النضال؛ مِن أجلِ الحرية لا يتوقف عند لحظة تاريخية معينة، بل هو مسار طويل يتطلب وعيًا شعبيًّا واستعداداً دائمًا للتضحية؛ مِن أجلِ الوطن.
اليوم، وبعد سنوات من ذلك الحدث المفصلي، يواصل الشعب اليمني معركته في الدفاع عن كرامته وحريته.
إن صمود اليمنيين في مواجهة العدوان والحصار هو امتداد لتلك اللحظة التاريخية التي أجبرت المارينز الأمريكي على مغادرة صنعاء، هذه الروح الوطنية التي تجسدت في 11 فبراير ما زالت حية في نفوس اليمنيين، تؤكّـد أن الكرامة الوطنية لا تُباع ولا تُشترى، وأن اليمن سيظل حرًا مستقلًا مهما تكالبت عليه قوى الاستكبار العالمي.
وفي كُـلّ مرة نتذكر فيها هذه الذكرى، علينا أن نستحضر حجم التضحيات التي قُدمت؛ مِن أجلِ استعادة السيادة الوطنية، وندرك أن الحفاظ على هذا المكسب يتطلب وعيًا وطنيًّا مُستمرّا، ويقظة دائمة ضد أية محاولات جديدة للنيل من استقلال اليمن.
إن اليمن الذي طرد المارينز من صنعاء قادر على مواجهة أية تحديات مستقبلية؛ لأَنَّ إرادَة الشعب أقوى من أية قوة عسكرية أَو سياسية تحاول السيطرة عليه.