الطائفي: رسمياً نتبنى التوعية في هذا المجال في ظل الحرب الناعمة المستمرة على بلادنا

 

ظاهرة الابتزاز الإلكتروني التي أخذت تتزايد في السنوات الماضية تعد من أخطر المشكلات التي باتت تهدد المجتمعات العربية والمجتمع اليمني على وجه الخصوص بالنظر إلى انه من أكثر الشعوب محافظة وتمسكا بعاداته وتقاليده الاجتماعية الأصيلة وهويته الإيمانية الراسخة.

الأسرة/زهور عبدالله

 

جرائم الابتزاز عبر شبكة الإنترنت من الجرائم الجديدة على مجتمعنا اليمني وراح الكثير من المواطنين وخاصة الفتيات ضحايا لهذه الجرائم وترتبت عليها نتائج كارثية عليهن وعلى أسرهن ومنها ما تسببت في إزهاق أرواح وتفكك أسر وعائلات والسبب يعود -بحسب مختصين- إلى غياب الوعي بالطرق الملائمة والسليمة في مواجهة التصدي لها من قبل الضحايا قبل أن تستفحل ويتمادى المجرمون في ممارسة الابتزاز وصولا إلى ما لا يحمد عقباه- والسبب في ذلك، كما يقول أخصائيون اجتماعيون- يتمثل في عدم تمتع أرباب الأسر بالوعي الكافي الذي يؤهلهم لاستيعاب المشكلة في مهدها وهو ما يجعل الضحية تحجم عن مصارحة الأهل بما تتعرض له خوفا من ردة الفعل القاسية والعنيفة فتنزلق إلى مهاوي الضياع والانحراف عبر تنفيذ طلبات المجرم وابتزازاته المتصاعدة.

الطرق المثلى للمواجهة

أصبحت التكنولوجيا واستخدام الإنترنت ومواقع التواصل جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، ومع هذا التوسع الرقمي المتطور باستمرار، ظهرت تحديات تهدد خصوصيات الأفراد وتعرضهم لمخاطر غير مسبوقة، ومن أبرز هذه التحديات، «الابتزاز الإلكتروني» كونه إحدى أخطر الظواهر التي باتت تؤرق الأفراد عند استخدامهم للشبكة العنكبوتية التي صارت في ظل هذه الممارسات الخاطئة من قبل البعض من عديمي الأخلاق والمروءة شراً مستطيراً على الرغم من المنافع الجمة لهذا التطور الإنساني إذا ما تم استخدامها في المجالات العلمية والتثقيفية والبحث عن جوانبها الإيجابية العديدة.

ويقوم الابتزاز الإلكتروني على تهديد المجرمين للضحية بنشر صور أو مواد «فيلمية» أو تسريب معلومات سرية، مقابل مبالغ مالية، أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لمصلحة المبتزّين، كما تنفذ هذه الجرائم بطرائق عدة، من أبرزها استدراج الأشخاص عن طريق إنشاء حسابات نسائية وهمية على مواقع التواصل، هدفها في الظاهر التعارف وفي الباطن الابتزاز، وعند التعارف يفتح بثّاً مباشراً بالكاميرا وتصوير الضحية في وضع مخل بالآداب.

طرق الوقاية

ويؤكد مختصون أن أفضل طرق الوقاية من الابتزاز عند وقوعه، هي عدم الرضوخ للابتزاز والاستجابة لطلبات الابتزاز وعدم إرسال أي مبالغ مالية تحت أي تهديد مباشر والإبلاغ للجهات الأمنية عن تلك المحاولات وعلى الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز الإلكتروني مصارحة الأسرة في وقت مبكر، فكل النتائج التي قد تحصل عند اطلاع أولياء الأمور تقل بكثير عن تلك التي ستحصل في حال الرضوخ للمبتزين.

دور الإعلام.

جرائم الابتزاز الإلكتروني كان محور لقاء تشاوري عقد الأسبوع الماضي في صنعاء نظمته اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرأة بوزارة الإعلام، وكرس لمناقشة دور الإعلاميات اليمنيات في نشر التوعية لمواجهة مخاطر الابتزاز الإلكتروني.

وأشاد اللقاء بصمود الإعلاميات اليمنيات ودورهن في تعزيز وتأصيل الهوية الإيمانية وتربية الأجيال تربية قرآنية، وثباتهن في مواجهة العدوان والحصار والحرب الناعمة التي تستهدف الفتيات والشباب بوجه خاص.

واستعرض اللقاء، الصعوبات التي تواجه سير عمل الإعلاميات في المؤسسات الحكومية والخاصة والسبل الكفيلة بمعالجتها، مشددًا على أهمية انعقاد اللقاء مع قيادة وزارة الإعلام لمناقشة تلك الصعوبات، ووضع الحلول اللازمة.

وأكدت المشاركات في اللقاءاً ضرورة تخصيص مساحات للمرأة «إعداداً، وتقديماً وإخراجاً» في القنوات الفضائية والصحف والمجلات لإبراز مخاطر الابتزاز الإلكترونية ونشر التوعية المناسبة لمواجهته إلى جانب الظواهر الاجتماعية السلبية.

وشددت على أهمية اختيار المصطلحات التي تنسجم مع الهوية الإيمانية عند مناقشة أو طرح أي قضية تمس المجتمع، والتأكيد على أهمية استشعار دور النساء العاملات في المجال الإعلامي ودعم صمودهن وثباتهن وتوعية المجتمع وإيجاد جيل قادر على بناء اليمن، متسلح بالعلم والمعرفة قادر على مواجهة مخاطر العولمة.

وفي اللقاء، أشارت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب، إلى دور الإعلاميات اليمنيات في نشر التوعية بخطورة الابتزاز الإلكتروني، وطرقه وأساليبه وأهدافه، والمساهمة في الحد من الابتزاز والآثار النفسية المترتبة على الفرد والمجتمع.

ودعت الإعلاميات اليمنيات إلى تضافر جهودهن في نشر التوعية من خلال وضع برامج توعوية وإرشادية عن كيفية التعامل السليم مع الوسائل الإلكترونية.

الهوية الإيمانية

بدورها لفتت مدير إدارة المرأة بوزارة الإعلام سمية الطائفي إلى أهمية تأصيل الهوية الإيمانية بما يسهم في تفادي الاستخدام الخاطئ للإنترنت والمواقع المشبوهة.

وأكدت على ضرورة تضافر الجهود لدعم الإعلاميات اليمنيات وإعطاء الفرصة لهن للمساهمة في نشر التوعية بجرائم الابتزاز الإلكتروني من خلال تخصيص مساحة لهن لتوعية المجتمع.

مسؤولية الإعلاميات

ونبهت الإعلامية والناشطة الحقوقية سمية الطائفي إلى أهمية دور لإعلاميات في مواجهة الظاهرة من خلال التوعية الإعلامية عبر جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة سواء عبر الإعلام الرسمي أو الخاص أو الإعلام الإلكتروني أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت في حديث خاص لـ«الاسرة» إلى أن اللقاء التشاوري كان خطوة مهمة في هذا المجال، موضحة القول: إن اللقاء خرج بعدة محاور منها لكي نستطيع كإعلاميات أن نتبنى هذه التوعية التي أصبحت في وقتنا الحالي ضرورة ملحة خاصة في ظل الاستهداف الممنهج والحرب الناعمة المستمرة على بلادنا.

ومن أبرز المخرجات -بحسب الطائفي- تخصيص مساحة إعلامية في كل الوسائل لتناول الظواهر الاجتماعية إضافة إلى التأكيد على عقد لقاءات أخرى لمناقشة المشاكل الخاصة وطرق معالجتها وكيفية وضع خطة إعلامية متكاملة لمساندة كل الوسائل الإعلامية ولإعداد قاعدة بيانات.

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الابتزاز الإلکترونی الهویة الإیمانیة فی نشر التوعیة

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من العواقب الكارثية لانهيار «الأونروا»

البلاد – رام الله
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من العواقب الكارثية التي قد تنجم عن انهيار الوكالة، مؤكدة أن ذلك سيحرم جيلًا كاملًا من الأطفال الفلسطينيين من التعليم.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إن غياب التعليم سيؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة، معربًا عن قلقه البالغ إزاء التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذا الحرمان، مؤكدًا أن هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل بانهيار الوكالة وانفجارها إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة.
وأضاف أنه إذا انهارت الأونروا فإننا بالتأكيد سنضحّي بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب، واصفًا الأونروا بأنها “شريان حياة” لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني يتوزعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.
وقطع لازاريني بأن التعليم يمثل حقا أساسيًا وأداة حاسمة لتحقيق السلام والاستقرار، محذرا من أن فقدان هذه الفرصة يعني خسارة مستقبل مشرق للأطفال الفلسطينيين.
وقالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أن إسرائيل تهدف إلى تصفية “الأونروا”، باعتبارها رمزًا للوجود الدولي في فلسطين.
وتعاني الأونروا من تضييق سلطات الاختلال، التي تعتبرها نصيرًا للفلسطينيين، ودخل حيز التنفيذ نهاية يناير الماضي، تشريع لبرلمان الاحتلال يحظر أي نشاط للوكالة داخل إسرائيل والقدس الشرقية.
وتُقدّر أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأنروا بحوالي 5.7 مليون نسمة، وتشغّل أكثر من 700 مدرسة، مما يتيح التعليم لما يقرب من 280,000 طالب وطالبة، ونظرًا لتدمير الاحتلال مدارس غزة كليًا أو جزئيًا، أعلنت الأونروا في وقت سابق أن حوالي 260 ألف طفل من قطاع غزة انضموا إلى برنامج التعلم عن بعد الذي تقدمه الوكالة منذ شهر يناير الماضي.
وتشغّل الأنروا أكثر من 140 مركزًا صحيًا في مختلف المناطق، تُقدّم خدمات الرعاية الأولية والتخصصية لملايين اللاجئين.
وتأسست الأونروا عام 1949، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم الإغاثة والتنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين، ومنذ ذاك الوقت تلعب دورًا حيويًا في حياة الفلسطينيين، إذ تُعتبر الشريان الأساسي لتقديم الخدمات الحيوية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • دور الإعلام في تعزيز الوعي الوطني ودعم مسار استعادة الدولة.. ندوة نقاشية بمحافظة مأرب
  • لقاء تثقيفي بجامعة الفيوم يؤكد: الشباب أمن قومي ودعوات لتعزيز الوعي الوطني
  • تجميد الإعلام الأمريكي الدولي: غيابٌ استراتيجي يعزز حضور المنافسين
  • مهتم بالطيران وأعمال الخير| النائب محمد أبو العينين يكشف دور الإعلام في تنمية الوعي
  • صدمة قوية للزمالك.. غياب نجم الفريق 4 أسابيع للإصابة
  • تحذيرات من العواقب الكارثية لانهيار «الأونروا»
  • شرطة الآداب بشبوة تنشر بودكاست توعوي.. نصائح للتعامل مع الابتزاز الإلكتروني وطرق الوقاية منه
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. كيف أنهى الابتزاز الإلكترونى حياة ندى؟
  • أبوخشيم: يجب محاسبة وسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية
  • فاسدة وغسر شرعية..ترامب يهاجم ووسائل الإعلام التي تنتقده