ماذا قال الشيخ الشعراوي عن الأحلام؟.. طريقة قديمة للتفسير
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
أثناء النوم يعيش الناس في الخيط الرفيع بين الواقع والغيب، وتدريجيا يسحب ذلك الخيط الناس لعالم آخر تختلف أحداثه وتفاصيله، وبعد حياة كاملة يعيشها البعض في أحلامهم، وتأتي اليقظة والحيرة في تفسير ما رأه العقل الباطن في رحلته، وفي لقاء قديم تحدث الشيخ الشعراوي عن تفسير الأحلام وكيف ظهرت الكتب، وماذا نصح من يرى رؤية مخيفة مستعينًا بالسنة النبوية.
قال الشيخ الشعراوي في لقاء نادر، إن تفسير الأحلام ليس علما، بل هي موهبة يهبها الله لمن يشاء «ويعلمك من تأويل الأحاديث»، وأن من ألفوا الكتب أخذوا من أحلام الناس وقاسوها على واقع، موضحا: «وبعدين قالوا اللي يشوف كذا يبقى تفسيرة كذا، وبعدين ظهرت الكتب، أما الرؤى واقعة من القرآن».
واستشهد «الشعراوي» بالآية الكريمة في سورة يوسف: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ».
وأوضح الشيخ الشعراوي: «قصة الرؤيا وقد جعلها ربي حقة، تفسيرها ليس علما، هم أناس أفاض الله عليهم بشفرة تفسير الأحلام، لو قولت حلم لواحد يقدر يفسر وناس كتير ميقدروش، ودا ظهر في سورة يوسف والرؤيا اللي فسرها عشان ربنا وهبة كدا، لكن رجال الملك قالوا عليها أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمون، أما يوسف فسر ورتب على التفسير تزرعون وتزرعون واعملوا كذا ويأتي عام الجفاف، لذلك سيدنا يوسف دخل السجن معه فتيان وكل واحد فيهم شاف رؤيا راحوا له عايزين الفتوى منك لأننا نراك من المحسنين».
وأشار إلى أن الأحلام التي يراها البعض وتتحقق، يكون الشخص في هذه الحالة مُفسر نفسه: «الشخص دا نصيحة ليه يتعود لما يشوف الأحداث التي تليها آية، لو رأيت رؤيا لا تعجبك الرسول عليه الصلاة والسلام وضع الحد فيها، تعالى يسارك وابصق 3 بصقات واستعذ، ولا تقصها على أحد وانتهت المسألة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشيخ الشعراوي تفسير الأحلام الرؤيا الشیخ الشعراوی
إقرأ أيضاً:
ميزة الكتب عن غيرها
تتعدد وتتنوع مصادر المعرفة في كل زمان ومكان، غير مقتصرة على مجال واحد. فقد كانت البشرية في البداية- كما وصلنا- شفهية في تلقيها للمعرفة؛ تنتقل بينهم إما بالملاحظة، أو بالحديث أو بالتجربة. وتعدّ هذه الأساليب اليوم بدائية للغاية، وبطيئة لدرجة كبيرة، بحيث إن الإنسان الأول قضى قرونًا طويلة، حتى اكتشف النار مثلًا والعجلة، أو حتى اكتشف أمورًا نعدها نحن اليوم بديهيات أو حقائق مفروغًا منها.
أما اليوم، فإن مصادر المعرفة، أصبحت أكثر تنوعًا وشمولية وسهولة من تلك الأيام، لكن الكتاب بمختلف أشكاله، يأتي في مقدمتها؛ مصنوعًا من الجلود، أو أوراق البردي، أو الأوراق العادية، أو الكتب الرقمية.
ويتميز الكتاب عن غيره من مصادر المعرفة، بميزات عديدة، تجعل من الصعب جدًّا الاستغناء عنه بغيره؛ فهناك عدد كبير من الكتب في العالم، يقدر بعشرات الملايين، تغطي مختلف حقول المعرفة؛ من التاريخ إلى الأدب بصنوفه، إلى العلوم بمختلف فروعها، إلى الأمور الدينية والفنون المختلفة. كل هذه العلوم، يمكن الإحاطة بأي منها بمجرد التقاط كتاب والبدء بقراءته، في حين أن الأمر أصعب من هذا، حين استخدام وسائط معرفة أخرى كالتلفاز مثلًا الذي لا تتوفر فيه جميع العلوم.
هناك إيجابيات كثيرة في التلفاز (خاصة برامجه العلمية أو الوثائقية)؛ منها قدرته الكبيرة على الإفهام، وإيصال المعلومة، بما يتضمنه من صور ثابتة ومتحركة، وأصوات ومؤثرات أخرى، تجعله يشد مشاهده وقتًا طويلًا دون ملل، في حين أن قارئ الكتاب قد يملّ ويتثاءب بعد دقائق من فتحه لكتاب. لكن برامج التلفاز وبمختلف لغات العالم مهما كثرت وامتدت، فإنها لا يمكنها إلا أن تتضمن جوانب محدودة جدًّا ممّا تتضمنه أكثر من 100 مليون كتاب كتبها الإنسان.
كما تعدّ الكتب (الورقي منها على وجه الخصوص) أرخص وسائط المعرفة وأسهلها وأقربها على الدوام إلى الإنسان. وهي ليست بحاجة إلى طاقة لتشغيلها، خفيفة الوزن ثقيلة من حيث المحتوى والمضمون، لكنها تحمل في طياتها أفكار كبار المفكرين والفلاسفة والمثقفين في العالم عبر مئات وآلاف السنين، صبوا فيها خلاصة أفكارهم على مدى عشر سنين أو عشرين أو حتى أربعين وخمسين سنة، ننهل منها ونحن جالسون في مكان هادئ وجميل.
هذا ما يتميز به الكتاب عن غيره من وسائط المعرفة، وهو ما عبَّر عنه عالم الاجتماع البريطاني أندرو روس حين قال:( إن أصغر مكتبة تحتوي بداخلها على أفكار أكثر قيمة مما قُدِّم طوال تاريخ التلفزيون.)
* “الكتاب الجيد يحرر الإنسان الذي يقرؤه، أما التلفزيون الجيد، فيعتقل الإنسان الذي يشاهده”. -مصطفى محمود-
@yousefalhasan