هل ندرك قيمة تحرير معتقل محكوم بالمؤبد؟!
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
هل لنا أن ندرك معنى أن يتحرّر معتقل لدى هذا الاحتلال الغاشم وقد حكم عليه بالمؤبد مدى الحياة، أي أنهم يريدون له أن يموت في السجن ثم بعد موته تنقل جثته إلى ثلاجة الموتى أو مقبرة الارقام، حتى أن أهله وشعبه لا يحظون باستلام جثته ودفنها بما يليق بها من مكانة وتكريم لشخص دفع حياته كلها ثمنا لحرية شعبه؟
هل جرّبت مشاعر معتقل لا توجد حدود لنهاية حبسته؟ وهو بالمناسبة لا يقارن بين من هو محكوم عشرين أو خمس وعشرين سنة؛ لأن هذا لحكمه نهاية بينما المؤبد لا نهاية لحبسته إلا أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك فينتقل إلى الرفيق الأعلى ويبقى حسرة في قلوب أهله وذويه.
هؤلاء قد قضوا في السجن بغالبيتهم ما يزيد عن عشرين سنة واشتعلت رؤوسهم شيبا، لقد رأيتموهم شيبا ولم تروهم أيام شبابهم، هذا الشيب المنتشر في الرأس كان لعذابات السجن ولبؤس حياة تجعل الولدان شيبا، ثم عوامل التعرية فيه كان لها الأثر البالغ على هذا الانتشار الأبيض
ثم إن هؤلاء قد قضوا في السجن بغالبيتهم ما يزيد عن عشرين سنة واشتعلت رؤوسهم شيبا، لقد رأيتموهم شيبا ولم تروهم أيام شبابهم، هذا الشيب المنتشر في الرأس كان لعذابات السجن ولبؤس حياة تجعل الولدان شيبا، ثم عوامل التعرية فيه كان لها الأثر البالغ على هذا الانتشار الأبيض.
هل ندرك أن أملهم الوحيد هو فقط صفقة تبادل يفتح الله بها عليهم أبواب السجن؟ وهل ندرك أن الوفاء الذي جسّده من أفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار كان بطريقة عظيمة لا مثيل لها في واقع أدار العالم كله ظهره لهم القريب قبل البعيد؟ لقد وعدوهم وانطلقوا من السجن ليعملوا المستحيل، لقد صنعوا طوفانا عظيما من أجل هذه اللحظات العظيمة.
هل ندرك حجم الخيبة والمرارة التي تملّا الصدر والقلب لمعتقل تركه تنظيمه عشرات السنين دون أن يعمل على تحريره، أو أن يحاول المرّة تلو الأخرى ليبعث الأمل ويبدّد مشاعر الألم من الإهمال وعدم القيام بالواجب التنظيمي المطلوب؟
هل ندرك أن هذا النفر العزيز من السنوار والضيف والشيخ صالح ووو.. قد نذروا حياتهم للوصول إلى هذه اللحظة؟ كان بإمكانهم كما فعل الكثيرون أن يركزوا ربابتهم ويسندوا ظهورهم على تاريخهم النضالي ويسيروا مرفوعي الرأس على ما قدّموا وكفى الله المؤمنين القتال، ولكنهم فعلوا العكس وبذلوا كل وقتهم وجهدهم وعصروا أدمغتهم وتفانوا بإراداتهم وعزائمهم..
هؤلاء الذين أدركوا معنى الحريّة ومعنى أن تحرّر أسيرا محكوما بالمؤبد وتنقذه من فم الموت عنوة، هؤلاء قلوبهم من ذهب وقد صنعوا منها مفتاحا ذهبيا لفتح هذه السجون المتوحّش سجّانها.
ليتنا ندرك قيمة هؤلاء الأحرار سواء كان المحرر بكسر الراء أو المحرّر بفتحها. فالحرية لا يعرف قيمتها إلا الأحرار الذين صفت نفوسهم من أية شائبة من شوائب العبودية إلا لله، ولن يدرك قيمة تحرير المؤبد من يرتع في حسابات دنيوية لا تعطي وزنا لقيمة الحريّة التي غابت شمسها عنا طويلا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال السجن صفقة اسرى احتلال فلسطين غزة صفقة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد رياضة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تحرير 413 مخالفة في حملات مكبرة على المخابز بالبحيرة
وجهت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، بتكثيف الحملات التموينية على المخابز والمحلات العامة والأسواق ومحطات تمويل السيارات، للتأكد من الالتزام بالقرارات والقوانين التموينية، وتوافر السلع وفقًا للاشتراطات المقررة، وإنتاج خبز مطابق للمواصفات والأوزان.
تنفيذًا لتوجيهات المحافظ، شنت مديرية التموين بالبحيرة، برئاسة محمد هدية، حملات تموينية مكثفة بالتنسيق مع مديرية الصحة والطب البيطري ومباحث التموين، على مدار أسبوع.
أسفرت الحملات عن تحرير 413 محضرًا بالمرور على المخابز البلدية، تمثلت في:« إنتاج خبز ناقص الوزن وغير مطابق للمواصفات، عدم الالتزام بمواعيد التشغيل، عدم صرف بونات، توقف عن الإنتاج، التصرف والتجميع غير المشروع».
وخلال مرور الحملات على الأسواق، أسفرت عن تحرير 151 محضرًا شملت:«لحوم مكشوفة ومجهولة المصدر، لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي، نتهاء صلاحية منتجات، ذبح خارج المجازر الحكومية وبدون ترخيص، عدم إعلان عن الأسعار، غش تجاري ومنتجات بدون بيانات، مخالفات التجار التموينيين»، كما تم أيضًا تحرير 7 محاضر مخالفات مواد بترولية.
شددت محافظ البحيرة على أهمية استمرار هذه الحملات بجميع مدن ومراكز المحافظة لضبط المخالفين، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان الالتزام بالتعليمات التموينية وحماية حقوق المواطنين.