هل يستعبد الذكاء الصناعي البشرية؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
العلماء يدينون الشبكة العصبية ChatGPT بالميل إلى آراء سياسية يسارية
يُخيف علماء المستقبل البشرية بأن حكمة الذكاء الاصطناعي ستزداد قريبا إلى حد بعيد وأنه سوف يستولي على السلطة ويستعبد البشرية. ومع ذلك فإن الدراسات التي أجراها العلماء من جامعة شرق إنجليزيا تلقي بظلال من الشك على هذا الرأي.
فقد خلص الدكتور فابيو موتوكي وزملاؤه في الجامعة إلى أن واحدة من أكثر الشبكات العصبية رواجا وشعبية ChatGPT تلتزم باليسار، أي حتى لو تولت دورا قياديا فإنها لن تضطهد أي أحد، بل ستبدأ في تدمير الرأسمالية وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية وهو الشيوعية، كما أراد ماركس وإنجلز ولينين.
وعلى مدار الدراسة، شارك تطبيق الدردشة ChatGPT في استطلاع الرأي نفسه أكثر من 100 مرة وقام بتقييم أكثر من 60 بيانا تتعلق ببعض القضايا السياسية. وفي البداية "تظاهرت" الشبكة العصبية بأنها تمثل نوعا من الأحزاب، من أقصى اليسار إلى اليمين المتطرف. ثم طلب العلماء من الذكاء الاصطناعي أن يكون محايدا.
إقرأ المزيد تراجع ذكاء "ChatGPT" عقب محاولات لـ"تهذيبه"وقام العلماء بمقارنة النتائج، فاتضح إن التقييمات التي قدّمها موقع ChatGPT على أنها محايدة، تطابقت إلى حد بعيد مع الآراء اليسارية.
وقال موتوكي:" لو شارك ChatGPT السياسيين اليمينيين آراءهم لما كان ذلك من الأمور الجيدة لإنه يمكن للذكاء الاصطناعي التأثير على الجمهور، كما يؤثر الإنترنت ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية. ويعني ذلك أن "أنشطته" يمكن أن يكون لها تأثير كبير على رأي الناخبين وعلى العمليات السياسية بشكل عام".
بالمناسبة فإن ChatGPT له أكثر من 100 مليون مستخدم.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى تنظيم وحوكمة وتشريعات قانونية في ظل التطورات المتلاحقة التي تثير الكثير من المخاوف، وذلك للحفاظ على التوازن بين الابتكار التكنولوجي والأمن، وفقا للكاتب علي أوغوز ديريوز في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" بنسختها التركية.
وقال الكاتب، وهو أستاذ مشارك بجامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة، إن هناك بالفعل جهودا دولية من أجل سن تشريعات تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي تضع له أطرا قانونية، حيث يركز الاتحاد الأوروبي حاليا على إدارة المخاطر الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، في حين شرعت الهند بصياغة تدابير تنظيمية أكثر صرامة، لكنه يرى أن تجنب الآثار السلبية يحتاج إلى جهود إضافية وتعاون دولي أوسع.
وأوضح أن تلك الجهود يجب أن تشمل تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية، لأن مخاطرها تتجاوز الاعتبارات الأمنية وتمسّ سيادة الدول، معتبرا أن جمع الضرائب وإصدار العملات النقدية يجب أن يبقى حكرا على الحكومات.
وحسب رأيه، فإن الجهود التنظيمية في مجال العملات المشفرة يجب أن تركز على مكافحة غسل الأموال وتمويل الأنشطة الإجرامية وعمليات الاحتيال المالي، خاصة أن البورصات غير المنظمة للعملات الرقمية قد تهدد استقرار الأسواق والاقتصادات الوطنية.
إعلان
إجراءات تنظيمية أكثر صرامة
أضاف الكاتب أنه رغم قدرة التكنولوجيا على تسهيل حياتنا اليومية وزيادة كفاءة أعمالنا، فإنها تشكّل تهديدا على مستقبل بعض الوظائف.
وفي هذا السياق، أقر الاتحاد الأوروبي قانونا جديدا للذكاء الاصطناعي يعتمد على تقييم المخاطر، ويفرض قواعد صارمة لمجابهتها، كما يحظر بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُصنَّف بأنها ذات مخاطر غير مقبولة.
وأشار الكاتب إلى أن الهند التي تتبوأ مكانة رائدة إقليميا وعالميا في إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تبنّت في الماضي نهجا منفتحا تجاه الابتكارات في هذا المجال، قد تكون في طريقها نحو سياسة تنظيمية جديدة أكثر صرامة.
وأضاف أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي كان يتحدث باستمرار عن فوائد الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الابتكار والمشاريع الجديدة، اعتمد في الفترة الأخيرة نهجا يلمح إلى أن الهند تسعى لتحقيق توازن بين الابتكار والتنظيم لمواجهة المخاطر والتحديات الأمنية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وشدد الكاتب على أن تركيا مطالبة بمتابعة التطورات التقنية، ليس فقط في سياق الاتحاد الأوروبي، نظرا لارتباط تركيا بالعديد من المؤسسات الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضا في دول مجموعة بريكس مثل الهند.
وقال إنه من الملاحظ أن تركيا، كدولة تفخر بامتلاكها نفوذا في المجال التكنولوجي، تبنّت مؤخرا موقفا أكثر حذرا تجاه تنظيم الذكاء الاصطناعي، مما يعكس إدراكها للتحديات والفرص المصاحبة لهذه التقنيات.
قمم عالمية منتظرة
ذكر الكاتب أن العديد من الدول ستشارك في اجتماعات وقمم دولية في عام 2025 لمناقشة كيفية الموازنة بين مزايا الذكاء الاصطناعي ومخاطره، ومن بينها "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي" التي ستُعقد في العاصمة الفرنسية باريس في فبراير/ شباط 2025.
ومن المنتظر أن تتناول القمة 5 محاور رئيسية، تشمل الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور ومستقبل الوظائف والابتكار والثقافة والثقة في الذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
إعلانوأكد الكاتب أن التعاون الدولي يعدّ ضرورة ملحة للتعامل مع عيوب الذكاء الاصطناعي قبل استفحالها، حيث إن تجاهل هذه العيوب قد يؤدي إلى مشكلات أكبر في المستقبل، معتبرا أن هذه الجهود تتطلب مشاركة الحكومات والشركات والمجتمع الدولي لضمان إدارة هذه التقنيات بشكل يخدم الصالح العام.