أمين البحوث الإسلامية يوجّه رسائل مركزة من خطبة الجمعة بالدنمارك
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي خطبة الجمعة بمركز المنهاج الإسلامي في أولى فعاليات زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهانجن بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر، أكد خلالها أن الإسلام يرفض العنصرية، ولا مجال فيه للتمييز على أساس دين أو عرق أو جنس أو لغة، وهو منهج طالما أكد عليه الأزهر الشريف وشيوخه الأجلاء، ولعل جولات الإمام الأكبر أ.
حضر خطبة الجمعة السفير محمد كريم شريف نائب السفير، والمستشار بوزارة الخارجية أحمد أبو المجد، و أشرف رفعت مسؤول البروتوكولات في السفارة المصرية بالدنمارك.
وأكد الأمين العام خلال خطبة الجمعة أنه من فروض العدالة التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنها تمثل قضية أمة هي القضية الفلسطينية وهي قضية عادلة، وأصحابها أصحاب حق كامل، مصيرها بيد أصحابها وحدهم لا بيد غيرهم، وكل محاولة لتهجير أهلها وإجبارهم على ترك وطنهم جريمة وحشية، وانتهاك واضح لإنسانيتهم وكرامتهم، ينبغي أن يقف ضده عقلاء العالم وأحراره.
القضية الفلسطينية قضية عادلة، وأصحابها أصحاب حق كامل، مصيرها بيد أصحابها وحدهم لا بيد غيرهم.
وتابع الجندي إنه من مرونة شريعة الإسلام أن خصت المسلمين في المجتمعات الغربية بفقه خاص يناسب أحوالهم ويواكب واقعهم ويساعد على اندماجهم، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، ولذا فإن الأزهر الشريف يدعم المواقف الإنسانية المنصفة التي يتبناها المسلمين وغير المسلمين في الغرب والشرق، إذ هو منارة التسامح والاعتدال، وهو بذلك ينطلق من منطلقات الإسلام الذي يرفض العنصرية، ولا مجال فيه للتمييز على أساس دين، أو عرق، أو جنس، أو لغة، فممارسة التمييز والتحيز يتنافى وتعاليم الإسلام التي تقوم على العدالة بين جميع البشر، والتأكيد على أن التفاضل الوحيد بين الناس يكون بالتقوى والعمل الصالح، كما يعد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، امتدادًا لهذا الإرث العريق، وقد عرف عنه منذ توليه المشيخة، دفاعه الشجاع عن الإسلام وقيمه، مع التأكيد على مبادئ العدل والتسامح وقبول الآخر، ورفض الظلم والاضطهاد.
وأوضح الأمين العام أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسس الحضارة الإسلامية على التعايش وقبول الآخر، وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسس المتينة لهذا النهج القويم، ولا يزال التعايش وقبول الآخر من القيم الأساسية التي يجب أن تحكم علاقات المسلمين بغيرهم في العصر الحديث، فالعالم اليوم أحوج ما يكون إلى الحوار والتفاهم، وإلى نبذ العنف والتعصب، وإلى العمل المشترك من أجل تحقيق السلام والازدهار للجميع.
واستطرد قائلًا إن الحرية الدينية في الإسلام قائمة على كفالة حق الآخر في إقامة شعائر دينه، وعدم ازداء معتقده ومقدساته، واحترام مشاعره، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمبادئ عظيمة ترسخ لقيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة، وتحترم معتقدات الآخرين وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، يقول الله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"، والفكر الإسلامي ينظر إلى الحرية الدينية من باب المسؤولية الاجتماعية وليس من باب الحريات الفردية فقط، وهو باب أكثر سعة ورحابة.
وأشار إلى أنه من مرونة شريعة الإسلام أن خصت المسلمين في المجتمعات الغربية بفقه خاص يناسب أحوالهم ويواكب واقعهم ويساعد على اندماجهم، إذ المسلمون في المجتمعات الغربية يواجهون بعض التحديات التي لا يواجهها المسلمون في البلدان الإسلامية، لذلك راعت الشريعة الظروف الخاصة لهذه الفئة من خلال فقه خاص يساعدهم على الاندماج في هذه المجتمعات مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية، كما أنه لا يوجد تعارض بين تعايش المسلم بفاعلية في مجتمعه، وبين الحفاظ على هويته الإسلامية الأصيلة وتربية أبنائه على تعاليم الدين الحنيف، بل يمكن الجمع بين هذه الجوانب بتوازن وحكمة، مع مراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية، إذ الإسلام يحث المسلم على أن يكون فاعلًا وإيجابيًّا في مجتمعه، وأن يسهم في بنائه وتطويره في مختلف المجالات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية خطبة الجمعة الدنمارك الدكتور محمد الجندي الأزهر الشريف المزيد خطبة الجمعة وقبول الآخر
إقرأ أيضاً:
الإسلام دين واحد
منذُ أن خلق الله الخليقة وأنزل آدم عليه السلام إلى الأرض من أجل عبادته وحدهُ سبحانه وتعالى واستخلاف الأرض وإعمارها ، جميع مافي هذا الكون يدل على أن خالقه واحد وصانعه واحد هو الله عزّ وجلّ ، ودينه واحد هو دين (الإسلام) وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة..
.
الآيات التي تتحدث عن الإسلام في القرآن الكريم كثيرة ، وتوضح معنى الإسلام كدين وطريقة حياة إليكم بعض الآيات التي تشير إلى الإسلام:
سورة آل عمران:(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (١٩) ، بمعنى أن الدين المقبول عند الله هو الإسلام فقط ..
وأيضاً في سورة آل عمران:(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(٨٥) ، من يتبع دينًا غير الإسلام فلن يُقبل منه ، وسيكون من الخاسرين في الآخرة..
وفي سورة سورة المائدة:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (٣) ، تُشير الآية بأن الله تعالى أكمل الدين الإسلامي وأتم النعمة على المؤمنين ، ورضي لهم الإسلام كدين برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..
وفي سورة الأنعام :(فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (١٢٥) ، أي من يرد الله هدايته يشرح صدره للإسلام ، ومن يرد إضلاله يجعل صدره ضيقًا..
وفي سورة الزمر :(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (٢٢) ، بمعنى من شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ، أما من قست قلوبهم فهم في ضلال واضح و دائم ..
وفي سورة الصف :(وَمَن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٧) ، أي لا أحد أظلم ممن يكذب على الله وهو يُدعى إلى الإسلام..
هذه الآيات توضح أن الإسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده ، وهو الاستسلام الكامل لله بالتوحيد والطاعة..
.
في القرآن الكريم ، لم يرد نص صريح يفيد بأن آدم عليه السلام تحدث عن الإسلام بشكل مباشر ، و لكن الإسلام بمعناه العام (الاستسلام لله تعالى والانقياد لأمره) هو جوهر رسالة جميع الأنبياء والرسل ، بما فيهم آدم عليه السلام..
ومع ذلك ، يمكن استنباط أن آدم عليه السلام كان مسلماً ، بمعنى أنه استسلم لأمر الله واتبعه ، وهذا يتضح من قصته في القرآن الكريم في سورة البقرة :(فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٣٧) ، آدم عليه السلام تلقى كلمات من ربه (دعاء أو توبة) فتاب الله عليه ، وهذا يدل على استسلامه الكامل لأمر الله..
وأيضاً في سورة الأعراف:(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (٢٧) ، تُشير الآية أن آدم وحواء عليهما السلام اعترفا بذنبهما واستغفرا ربهما ، وهذا يعكس روح الإسلام كاستسلام وتوبة..
وفي سورة طه :(ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ) (١٢٢) ، بمعنى أن الله تعالى اجتبى آدم (اختاره) وتاب عليه وهداه ، مما يدل على أن آدم كان مطيعاً ومستسلماً لربه بعد التوبة..
آدم عليه السلام كان مسلماً بمعنى أنه استسلم لأمر الله واتبعه ، وتاب إليه بعد الوقوع في الخطيئة ، الإسلام بمعناه العام (الاستسلام لله) هو دين جميع الأنبياء ، بما فيهم آدم عليه السلام..
القرآن الكريم يؤكد أن رسالة جميع الأنبياء والرسل كانت واحدة ، وهي الدعوة إلى الإسلام ، أي الاستسلام لله تعالى وعبادته وحده دون شريك ، وهذه بعض من الآيات التي تشير إلى ذلك ، في سورة البقرة (آية 136):{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، الآية تؤكد الإيمان بجميع الأنبياء ورسالاتهم ، وأنهم جميعًا كانوا مسلمين لله..
وفي سورة الأنبياء (آية 92) :{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} ، بمعنى أن الأمة الإسلامية أمة واحدة ، والأنبياء جميعًا دعوا إلى عبادة الله وحده..
وفي سورة يونس (آية 72):{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، النبي نوح عليه السلام يقول إنه أُمر أن يكون من المسلمين ، أي المستسلمين لله..
وأيضاً في سورة المائدة (آية 111):{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} ، تُشير الآية الكريمة أن الحواريون أتباع عيسى عليه السلام شهدوا بالإسلام والاستسلام لله..
هذه الآيات تؤكد أن الإسلام هو الدين الذي دعا إليه جميع الأنبياء ، وأن رسالتهم كانت واحدة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له..