سواليف:
2025-02-15@06:21:23 GMT

ما بين الثوابت والتأطير …!

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

ما بين #الثوابت و #التأطير …!

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

يقول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في كتاب منسوب إليه بعنوان: فن الصفقة أنه حتى تنجح في التفاوض قم بتقديم عرض مبالغ فيه خارج التصور يثير الهلع والرعب، لتقوم بتخفيفه بعدها للحصول على مكاسب كانت في خانة الأحلام سابقاً، ومن يتأمل هذه الكلمات يرى بأنها ما يفعله الرئيس الأمريكي منذ استلامه سلطاته في الولايات المتحدة قبل أقل من شهر، خاصة فيما يتعلق بإعلانه عن خطة تهجير أهل غزة ونقلهم من أرضهم إلى بلدان أخرى لامتلاك غزة وإعادة بنائها، وقد رأينا كيف أن ذكر الخطة بات يتكرر على المسامع باستمرار بين حين وآخر، في عنوان كبير لما يعرف ب”التأطير”، وذلك بجعل تفكير المتلقي لا يخرج عن إطار محدد تم تحديده له من خلال الفكرة المطروحة، مثل هذه الخطة المرفوضة جملة وتفصيلاً سابقاً ولاحقاً من أهل غزة ومن كل أهل فلسطين، ومن معظم البلدان العربية والإسلامية ومعهم كثير من دول العالم والتي يعتبر بعضها حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية، وبرغم ذلك يستمر تكرار طرح الخطة حتى يتم ترسيخها في عقل أكبر عدد من المتلقين، لجعلهم يسألون أنفسهم لم لا؟ ربما كان ذلك أفضل؟ لعل من يطرح الخطة ينجح في النهاية في تمريرها ولو بعناوين وطرق مختلفة، ومن هنا نرى تفسير تصريحات مسؤولي الإدارة الأمريكية الأخيرة بأن على العرب تقديم خطة واقعية مقبولة طالما كانوا يرفضون هذه الخطة، ولم تأتي هذه التصريحات إلا بعد أن رأينا كيف كان العاهل الأردني واضحاً في اجتماعه مع الرئيس الأمريكي في رفض الخطة وعدم القبول بفكرة تمريرها على حساب الشعب الفلسطيني والأردني والشعوب العربية الأخرى، وإن كان قبل بدبلوماسية عالية استقبال 2000 طفل من المرضى في لفتة إنسانية إلا أنه كان واضحاً أن على الإدارة الأمريكية انتظار الخطة العربية التي يعمل على اعدادها الاشقاء في مصر والسعودية مع الأردن وعدد من الدول العربية الأخرى، لتقديم طرح مقبول للشعب الفلسطيني والدول العربية أولاً وقبل كل شيء، وأنه لن يعمل سوى ما يصب في مصلحة شعبه وبلده، كما رأينا في موازاة ذلك المواقف المصرية والسعودية الواضحة والقوية في رفض خطة التهجير وعدم القبول بها تحت أي ظرف، كما رأينا كيف خرج الشعب الأردني في استقبال قائده معلناً وقوفه بكل قوة خلف القيادة الهاشمية ومواقفها الثابتة في عدم التخلي عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ورفض تهجير أهل غزة وفلسطين وإعادة احتلال الضفة الغربية وتهجير أهلها إلى الأردن في دفن واضح لكل معاني اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع الاحتلال.

 

والمضحك في مثل هذه الخطة أنه ينسف بجرة قلم صمود شعب لأكثر من 70 عاماً في أرضه ودفاعه عنها، متناسياً ذلك الشاب الصغير الذي سارع مع الآلاف للعودة إلى ركام منازلهم في شمال غزة حاملاً أسطوانة الغاز فوق ظهره، وتلك الفتاة العائدة حاملة شقيقها فوق ظهرها، فعن أي تهجير يتحدث هؤلاء؟ وقد رأينا هروب الآلاف من خلال مطار بن غوريون بعد انهمار الصواريخ على مدن الاحتلال بينما ثبت أهل غزة في أرضهم برغم انهمار كل أنواع الصواريخ والقنابل والقتل والدمار فوق رؤوسهم لأكثر من عام ونصف؟ ثم ألم يسأل أصحاب تلك الخطة أنفسهم لماذا لم يتم تهجير شعب اليابان وألمانيا من أرضهم بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية لإعادة بنائها من جديد؟ أم ان القانون الذي ينطبق على الدول العربية والإسلامية هو غير القانون الدولي المنطبق على دول العالم الأخرى؟

مقالات ذات صلة نحمي الوطن.. بالعقول لا الطبول؟ 2025/02/13

وبكل الأحوال نرى الإجابة على مثل هذه الخطة العبثية في قدر ورق العنب الذي احتفظ به الشباب الصامدون في أرض فلسطين لأكثر من 6 ساعات على حاجز جبع شمال القدس المحتلة برغم كل قمع الاحتلال وتجبره عليهم، فهل سيترك أمثال هؤلاء أرضهم ويتخلون عنها، وسيبقى ذلك الاحتلال ومن معه يخططون ويحلمون ويعملون لدفن قضية فلسطين اليوم قبل الغد ولكن يشاء الله تعالى تثبيت أهلها في أرضهم أكثر وأكثر، كما شاء الله عزوجل أن يكون يوم عودة أهل غزة إلى بيوتهم شمالاً مصادفاً ليوم 27 رجب الفائت يوم ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين، لتبقى الحرب العلنية أمس واليوم وغداً ما بين الثوابت الراسخة التي توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وبين التأطير الذي يسعى الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة وكل داعميه لترسيخه في الأذهان والنفوس الضعيفة، لعله ينجح في نسف هذه الثوابت وتدميرها، ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الثوابت التأطير هذه الخطة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

عن ذكرى ثورة أحيت الأمّة…

 

احتلت الجمهورية الإسلامية في إيران بالأمس أعين العالم، المحبّ والمبغض على حدّ سواء، فذكرى انتصار الثورة الإسلامية فيها تشكّل محطة سنوية، ينتظرها المحبّون للتعبير عن حبّهم وامتنانهم ووفائهم للجمهورية الثورية الداعمة لحركات المقاومة في أمّتنا والناصرة للمستضعفين في الأرض، وينتظرها المبغضون على أمل أن يروا تراجعًا في عدد وعزيمة أبناء هذه الثورة المباركة وهم يجدّدون البيعة لنهج الإمام الخميني (قُدّس سرّه)، ويجدّدون العهد والولاء لدولتهم المقاتلة وعلى رأسها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.

ستة وأربعون عامًا على ذلك اليوم الذي دخلت فيه الجمهورية الإسلامية في إيران التاريخ من باب إحياء الأمّة الإسلامية، وبدأت بخوض المواجهة المستمرّة حدّ اللحظة ضدّ جميع قوى الاستكبار في العالم. “إيران” الدولة القويّة القادرة والنّاصرة لكلّ مستضعف في الأرض، راكمت على مدى الأعوام الستة والأربعين، أيّ منذ انتصار ثورتها العظيمة على حكم الشاه وتحرّرها من التبعية والارتهان للغرب، ولم تزل تراكم القوّة الكفيلة بدعم حركات المقاومة وأحرار الأرض، بكلّ ما تملك وتتحدّى قوى الشرّ والطغيان والنّهب رغم الحصار ورغم الهجمات الدولية المركّزة ضدّها، سواء الهجمات العسكرية والأمنية والاقتصادية، أو تلك الناعمة.

الدولة السّند التي حملت على عاتقها كلّ همّ يصيب الأمّة والمستضعفين، احتفت بالأمس بيومها الوطنيّ بامتياز. تجمّع أبناء الثورة في ساحات طهران، وهتفوا حبًّا وولاءً على وقع تردّدات طوفان الأقصى ومعركة أولي البأس وعمليتي الوعد الصادق هناك. حلّ لبنان وأهل المقاومة فيه ابنًا عزيزًا في رحاب الثورة الإسلامية، وتألقت فلسطين في صدر البيت الإيراني المرصّع بالشرف اليمنيّ المحارب الصادق، وبالبسالة العراقية التي لا تسكت على ضيم ولا تتخلّى عن إرث وأثر اختلاط أشلاء ودم الشهيدين القائدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبي مهدي المهندس. تهادت في ساحات طهران كلّ أصوات المستضعفين والأحرار، رُفعت على الرايات والعصبات والشعارات التي جدّدت الولاية والعهد وتمسّكت بمقاومة الاستكبار بكل وجوهه وأقنعته. قالت لاءها لأمريكا، و”لا لأمريكا” حين تقال في الجمهورية الثورية المنتصرة، تأتي معمّدة بالبذل وبالدم وبالصبر وبالمقدرة.

بالأمس، شخصت الأبصار نحو ساحات طهران، وهي تبدّد أوهام المارقين بانفصال أو تباعد بين النظام والشعب في إيران، وتهشّم محاولات تظهير النظام كسلطة منفصلة عن إرادة الناس. واللافت أن منظّري ودعاة “الديمقراطية” الذين يحسبون أن بضع تحركات مركّبة ومدسوسة ومبنية على بروباغندا كاذبة تناهض الدولة حراكًا ينبغي متابعته والتعويل عليه ويرون فيه حقيقة رأي الشعب الإيراني.

يكذّبون أعينهم والوقائع حين يرون الحاضنة الشعبية المنقطعة النظير للنظام الذي هو وليدها، بل ويصرّون على ركوب أمواج الوهم المتماهي مع شعارات الحرب الناعمة التي يخوضها الغرب برمّته ضدّ الدولة الإيرانية. وهكذا، دون جهد سوى الولاء للحقّ وللحقيقة الساطعة، يكذّب الشعب الإيراني كلّ ما يُحاك من أقاويل عنه في محطة سنويّة ناصعة، ليس في تاريخ الجمهورية في إيران فحسب، بل في تاريخ الأمّة الإسلامية التي كانت شعوبًا ميتة، وأحياها الخميني (قُدّس سرّه).

 

كاتبة لبنانية

 

 

مقالات مشابهة

  • القمم العربية.. من قمة إلى قمة، القصة ذاتها… وترامب يكتب السيناريو
  • لماذا يبدو مخطط ترامب لتهجير غزة غير قابل للتحقيق؟
  • وزير الخارجية يؤكد لنائب نظيره الياباني الثوابت المصرية تجاه غزة
  • نائب: الوحدة العربية أفضل الطرق لمواجهة مخاطر استقرار المنطقة
  • أستاذ في العلاقات الدولية: المواقف العربية الحاسمة ضد تهجير الفلسطينيين أربكت ترامب
  • عن ذكرى ثورة أحيت الأمّة…
  • صوروا كل شيئ … وثقوا كل شيئ
  • مفتي الجمهورية: الإسلام لا يترك مجالًا للقفز على الثوابت أو الاستغناء عنها
  • الصحف العربية.. الشرق الأوسط تتحدث عن ملامح الخطة العربية للتصدي للتهجير.. والموقف المصري الثابت.. ومقال بعنوان هل فقد عقله؟!