أضرم مقاتلو قوات الدعم السريع النيران في مناطق واسعة بأكبر مخيم للاجئين في السودان، وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المدنيين، وتزامن ذلك مع مطالبة عدد من القادة بوقف إطلاق نار فوري في السودان.

وقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص وأصيب 40 آخرون في هجمات تستهدف مخيم زمزم منذ يوم الثلاثاء، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود التي تدير واحدة من آخر المرافق الصحية المتبقية في المخيم الواقع بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأكدت المنظمة أن المسعفين غير قادرين على إجراء عمليات جراحية داخل زمزم، كما أصبح السفر مستحيلا إلى المستشفى السعودي في الفاشر، وهو هدف متكرر لقوات الدعم السريع.

ويستضيف مخيم زمزم ما يقرب من مئات الآلاف من النازحين، وكان ملاذا آمنا للمدنيين الفارين من العنف في مدينة الفاشر، لكنه يتعرض لهجمات منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وتسيطر قوات الدعم على 4 ولايات من ولايات دارفور الخمس، فيما يسيطر الجيش السوداني على أجزاء من ولاية شمال دارفور، بينها عاصمتها الفاشر.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول أميركي كبير سابق قوله "لقد بذلنا جهدًا كبيرًا للضغط على الدعم السريع لوقف الهجمات على زمزم للأسف، قادة الدعم السريع أذكياء بما يكفي لإدراك أن الإدارة الجديدة لا توليهم أي اهتمام".

إعلان

وحذر إدمور توندلانا نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان من أن الوضع في البلاد يزداد سوءا، وأضاف أن لدى السودان بعضا من أعلى الاحتياجات الإنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 30 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، وأوضح أن نحو 70% من الأشخاص المتأثرين فعليا بالصراع في السودان من النساء والفتيات.

مطالب أفريقية

من جانب آخر، طالب المشاركون في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لشعب السودان بإرساء وقف إطلاق نار فوري في السودان.

واستضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الجمعة، أعمال المؤتمر الإنساني على هامش الدورة الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي.

وجمع المؤتمر قادة ومسؤولين بارزين من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، والأمين العام للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) ورقنيه جيبيهو.

ودعا فكي الأطراف المتصارعة في السودان، إلى "وقف فوري للحرب دون شروط"، وحث المتنازعين على الجلوس للتفاوض من خلال عملية "سلمية سودانية شاملة".

بدوره، شدد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على ضرورة اتخاذ "خطوات فعلية" تجاه الأزمة في السودان، لاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وقال "في شهر رمضان، نحتاج تحركا عاجلا ومطلوبا، وليس فقط بالكلام بل بالعمل على تقليل المعاناة في السودان".

ودعا آبي أحمد المجتمع الدولي إلى "التضامن" لتلبية احتياجات الشعب السوداني وضمان إمداده بالرعاية الصحية الأساسية، وبينها العلاج واللقاحات والمياه النظيفة، وتعهد بتقديم بلاده 15 مليون دولار أميركي من المساعدات الإنسانية للسودان، في إطار المساهمة في الدعم الدولي المتزايد للبلاد وسط أزمتها المستمرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود تحذر من تصاعد الهجمات حول الفاشر

منظمة أطباء بلا حدود قالت إن النازحين يواجهون أوضاعا كارثية في ظل استمرار القصف ونقص الغذاء.

كمبالا: التغيير

أعربت منظمة أطباء بلا حدود، عن قلقها العميق إزاء سلامة موظفيها ومئات الآلاف من النازحين في مخيم زمزم للنازحين، مع تصاعد هجمات قوات الدعم السريع حول مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور وفرض الحصار على المنطقة.

وتشهد الفاشر مواجهات عنيفة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني والقوات المشتركة المساندة له وبين قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة علي عاصمة شمال دارفور بعد اجتياحها لبقية ولايات الإقليم الأربع الأخرى.

ونبهت أطباء بلا حدود في منشور على (فيسبوك) اليوم الأربعاء، إلى أن النازحين يواجهون أوضاعا كارثية في ظل استمرار القصف ونقص الغذاء.

وأكدت أن مستشفاها الميداني في زمزم غير مجهز للتعامل مع الإصابات البالغة التي تتطلب تدخلاً جراحياً.

وأشارت إلى أن الاشتباكات العنيفة على الطرق المؤدية إلى الفاشر جعلت من المستحيل تحويل الحالات الحرجة إلى المستشفى السعودي مما يعرض حياة المرضى للخطر.

ودعت (أطباء بلا حدود)، الأطراف المتحاربة إلى احترام المرافق الصحية وحماية العاملين في المجال الطبي إلى جانب ضرورة ضمان سلامة المدنيين في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

وفي السياق، كشفت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر، عن تلقيها معلومات بشأن هجوم جديد على معسكر زمزم للنازحين صباح هذا اليوم.

وقالت في بيان مقتضب، إنه لم تتوفر لديها تفاصيل دقيقة عما يحدث في معسكر زمزم حتى الآن.

من جانبها، اتهمت حركة جيش تحرير السودان، قوات الدعم السريع، باستباحة سكان معسكر زمزم الذي يضم مئات الآلاف من النازحين واللاجئين القدامى والجدد وممارسة الإبادة في حق النساء والاطفال والعجزة وكبار السن، وذلك للمرة العاشرة.

واستنكرت الحركة في بيان، ما أسمته وقوف المجتمع الدولي صامتاً أمام هذه الجرائم “مما أغرى المليشيا وداعميها”، وحملتهم مسؤوليات الحرق والتقتيل الذي يتم في حق الأبرياء.

وطالبت الحركة الأمم المتحدة بتفعيل كل قراراتها والالتزام بتنفيذها ومتابعتها، وضرورة تصنيف “المليشيا وداعميها” والمخططين لها في قوائم الإرهاب وتقديمهم للمحاكمات العادلة- حسب البيان.

الوسومالجيش الدعم السريع السودان الفاشر المجتمع الدولي حركة جيش تحرير السودان مخيم زمزم منظمة أطباء بلا حدود

مقالات مشابهة

  • السودان.. مشاهد مروعة من زمزم بعد مداهمة قوات الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تهاجم مخيم زمزم ومعاناة النازحين تتفاقم في السودان (شاهد)
  • قوات الدعم السريع تهاجم مخيما يعاني من المجاعة في السودان
  • تحذير من أزمة غير مسبوقة بالسودان والاتحاد الأفريقي يدعو لوقف القتال
  • بابكر حمدين: مخططات مليشيا الدعم السريع لتفكيك المعسكرات وتهجير النازحين قسرياً
  • في بيان أصدرته: الدعم السريع تضبط أسلحة وتحرر رهائن ومدنيين في معسكر زمزم بشمال دارفور
  • والي شمال دارفور يطالب المجتمع الدولى بإدانة هجوم «الدعم» على معسكر زمزم
  • “يونسيف”: مئات آلاف الأطفال يتعرضون للخطر في مخيم زمزم بالسودان
  • أطباء بلا حدود تحذر من تصاعد الهجمات حول الفاشر