في حادثة نادرة ومذهلة، وثّق مقطع فيديو لحظة مرعبة عندما حوت يبتلع شخص كان يمارس رياضة التجديف في مضيق ماجلان بجنوب تشيلي.

الحادثة، التي التقطها الأب ديل سيمانكاس أثناء تصويره لابنه أدريان، أثارت دهشة الملايين بعد انتشارها على نطاق واسع، وفي غضون لحظات، ظهر الحوت الأحدب العملاق من أعماق البحر، فاتحًا فمه الضخم ليبتلع القارب الأصفر الصغير وراكبه، قبل أن يلفظه مجددًا دون أن يصاب بأذى.

خرج أدريان من هذه التجربة المذهلة سالمًا، لكن ذكريات اللحظة ستظل محفورة في ذاكرته إلى الأبد.

أمام والده.. حوت يبتلع شخصًا للحظات ثم يلفظه حيًا في مشهد مرعب | فيديوهل يستطيع الحوت الأحدب ابتلاع إنسان؟

رغم أن حوت يبتلع شخص قد يبدو وكأنه مشهد من فيلم خيالي، إلا أن العلماء يؤكدون أن الحوت الأحدب غير قادر على ابتلاع إنسان بالكامل، يبلغ قطر حنجرته حوالي 40 سنتيمترًا فقط، مما يجعل مرور جسم بشري كامل عبرها مستحيلاً.

ومع ذلك، فإن فمه الضخم يمكن أن يبتلع كائنًا صغيرًا عن طريق الخطأ، كما حدث في هذه الواقعة، حيث وجد أدريان نفسه فجأة محاصرًا داخل فم الحوت، قبل أن يتم قذفه إلى الخارج.

الحيتان الحدباء تعتمد على أسلوب "التغذية بالبلع"، حيث تندفع إلى سطح الماء بأفواه مفتوحة لابتلاع كميات هائلة من الماء والأسماك الصغيرة، ثم تقوم بتصفية الماء عبر صفائح البالين الموجودة في فمها. 

في بعض الأحيان، قد يجد البشر أنفسهم في المكان الخطأ أثناء قيام الحوت بهذه العملية، لكن لحسن الحظ، فإنها لا تعتبر البشر جزءًا من نظامها الغذائي.

ما هو أخطر حوت في العالم؟

على الرغم من أن مشهد حوت يبتلع شخص قد يكون مرعبًا، فإن الحيتان الحدباء ليست من الأنواع الخطيرة على البشر، بالمقابل، يُعتبر الحوت القاتل، المعروف باسم "الأوركا"، هو الأخطر بين جميع الحيتان. 

وتميز هذا الحوت بذكائه الحاد وسرعته الكبيرة، كما أنه صياد ماهر يستخدم استراتيجيات جماعية للإيقاع بفرائسه، بما في ذلك أسماك القرش والفقمات وحتى الحيتان الأخرى.

ورغم أن الأوركا لم تُعرف بمهاجمة البشر في بيئتهم الطبيعية، إلا أن قوتها الهائلة وسلوكياتها الافتراسية تجعلها واحدة من أكثر المخلوقات رعبًا في المحيطات.

على عكس الحوت الأحدب، الذي يعتمد على تصفية طعامه من خلال صفائح البالين، فإن الأوركا تمتلك أسنانًا حادة وقوية تمكنها من تمزيق فريستها بسهولة.

من ابتلعه حوت؟

حادثة أدريان سيمانكاس لم تكن الأولى من نوعها، ففي عام 2021، انتشرت قصة مثيرة عن غواص أمريكي يدعى مايكل باكارد، تعرض لحادث مشابه عندما حوت يبتلع شخص أثناء بحثه عن جراد البحر قبالة سواحل ماساتشوستس.

أمام والده.. حوت يبتلع شخصًا للحظات ثم يلفظه حيًا في مشهد مرعب | فيديو

 كان باكارد يغوص على عمق 45 قدمًا عندما وجد نفسه فجأة محاصرًا في ظلام دامس داخل فم حوت أحدب، في تلك اللحظات المرعبة، ظن أنه يواجه نهايته، لكنه تمكن من البقاء هادئًا حتى قرر الحوت لفظه إلى السطح.

قال باكارد في حديث لوسائل الإعلام إنه شعر بضغط هائل من جميع الاتجاهات، وكأنه محاصر داخل أنبوب ضيق، كان يتنفس من خلال جهاز الأوكسجين الخاص به، لكنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان سيتمكن من الخروج حيًا. 

بعد ما يقرب من 30 ثانية، صعد الحوت إلى السطح وقذفه إلى الماء، ليتم إنقاذه لاحقًا من قبل زملائه.

أمام والده.. حوت يبتلع شخصًا للحظات ثم يلفظه حيًا في مشهد مرعب | فيديوهل يستطيع الإنسان أن يعيش في حوت؟

من الأسئلة التي أُثيرت بعد انتشار قصص حوت يبتلع شخص هو ما إذا كان الإنسان قادرًا على البقاء على قيد الحياة داخل حوت.

 من الناحية العلمية، الإجابة هي لا، الحيتان لا تمتلك مساحات كافية داخل أجسامها تسمح ببقاء الإنسان حيًا، كما أن نقص الأكسجين وسوائل الهضم القوية ستجعل البقاء مستحيلاً.

حوت يبتلع شخص.. حادثة نادرة لكنها ليست مستحيلة

ورغم ندرة هذه الحوادث، فإن هناك العديد من الحالات التي كاد فيها أشخاص أن يبتلعوا من قبل الحيتان أثناء ممارستهم لأنشطة بحرية، في كل من تشيلي وأمريكا، وثّقت الكاميرات لحظات مروعة عندما اقتربت الحيتان بشكل غير متوقع من البشر، ما أدى إلى وقوع حوادث نادرة لكنها تظل مرعبة.

لحسن الحظ، فإن معظم هذه الحوادث لم تؤدِ إلى إصابات خطيرة، لأن الحيتان عادة ما تدرك خطأها وتقوم بلفظ البشر بمجرد أن تشعر بوجود جسم غير مألوف داخل فمها، مع ذلك، يوصي الخبراء بضرورة توخي الحذر عند الاقتراب من أماكن تغذية الحيتان، لتجنب التعرض لحوادث مماثلة.

هل يمكن تكرار الحادثة؟

السؤال الذي يطرح نفسه بعد مشاهدة مثل هذه الحوادث هو: هل يمكن أن يحدث ذلك مجددًا؟ الإجابة هي نعم. طالما استمر البشر في ممارسة الأنشطة البحرية بالقرب من أماكن تغذية الحيتان، فهناك احتمال أن تتكرر مثل هذه الحوادث.

وعندما تكون الحيتان في وضع الصيد، فإنها تندفع نحو السطح بقوة كبيرة، ما يجعل من الصعب عليها التمييز بين الأسماك والكائنات الأخرى القريبة.

في النهاية، تبقى حوادث حوت يبتلع شخص نادرة لكنها ليست مستحيلة، ما يجعلها مثيرة للدهشة هو أنها تحدث بسرعة، ودون أن يكون للضحية أي فرصة لتجنبها. 

مع ذلك، فإن النهاية السعيدة لمعظم هذه الحالات تثبت أن الطبيعة قد تكون مرعبة في بعض الأحيان، لكنها ليست دائمًا قاتلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تشيلي حوت الحوت الأحدب المزيد الحوت الأحدب هذه الحوادث أمام والده

إقرأ أيضاً:

الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ

تعد الحيتان أكبر الكائنات على الأرض، لكن دورها في النظم البيئية للمحيطات يتجاوز حجمها المهيب، إذ تُسهم بشكل كبير في تنظيم المناخ العالمي والحفاظ على التنوع البيولوجي.

وتؤدي الحيتان بأنواعها دورا حيويا في مكافحة تغير المناخ من خلال تحفيز دورة المغذيات، وتخصيب العوالق النباتية الممتصة للكربون، والعمل كمخازن للكربون عبر أجسامها. وتعزز حركتها العمودية بين طبقات المحيط صحة وإنتاجية النظام البيئي البحري، وتدعم استقرار المناخ العالمي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مستويات سطح البحار ارتفعت أكثر من المتوقع في 2024list 2 of 2غرينلاند توقف مشروعا لأسباب بيئية وتواجه تعويضات بأضعاف موازنتهاend of list

تغوص الحيتان في أعماق المحيط لتتغذى على فرائس غنية بالمغذيات بكميات كبيرة، مثل الحبار والأسماك والكريل (نوع من المفصليات البحرية) وغيرها، وبعد تناولها الطعام، تعود إلى السطح للتنفس، وأحيانا للتكاثر وفي أثناء ذلك، تُطلق المغذيات التي ابتلعتها من فرائسها على شكل أعمدة برازية على سطح المحيط.

ويشكل ذلك طبقة غنية بالمغذيات الأساسية، مثل الحديد والفوسفور، التي تُخصّب العوالق النباتية، مما يُهيئ ظروفا مثالية لنموها السريع، ويؤدي إلى ما يُعرف بـ"ازدهار العوالق النباتية".

والعوالق النباتية (Phytoplankton)‏ كائن ذاتي التغذية ضمن فصيلة النباتات الصغيرة المجهرية التي عادة ما تنجرف في الطبقات العليا من المحيط، وتستهلك العناصر الغذائية والطاقة الضوئية لإنتاج الكتلة الحيوية. وفي بيئة غنية بالمغذيات، قد تزهر العوالق النباتية وتمتد لتشكل مصدرا غذائيا رئيسيا لعديد من الأنواع البحرية الأساسية لكلّ من شبكات الغذاء المحيطية.

إعلان

وتعد العوالق النباتية صغيرة الحجم لكنها قوية، وهي البطل المجهول لدورة الكربون على الأرض. وتمتص هذه الكائنات الضوئية الصغيرة حوالي 40% من الكربون الثابت سنويا على مستوى العالم، وتنتج ما يقرب من نصف الأكسجين في العالم، مما يجعلها أساسية لاحتجاز الكربون عالميا، وهي المسؤولة عن معظم عملية التمثيل الضوئي على الأرض، وتلعب دورا حيويا في تنظيم المناخ.

وحتى عندما تموت العوالق النباتية وتغرق في قاع المحيط، فإنها تحتجز الكربون في رواسب أعماق المحيط. وفي نهاية المطاف، تُعد العوالق النباتية أساسية لاحتجاز الكربون وتخزينه طويل الأمد، إذ إن لها دورا حاسما في تنظيم المناخ العالمي.

الحيتان تحفّز نمو العوالق النباتية عبر سلوكها الغذائي وحركتها داخل المحيط (الأوروبية) خزان للكربون

نظرا لتأثير الحيتان الإيجابي والأساسي على نمو العوالق النباتية، فإن الحفاظ عليها يرتبط ارتباطا مباشرا بالحفاظ على استقرار المناخ، ولا تساعد الحيتان في الحفاظ على إنتاجية المحيطات فحسب، بل إن كتلتها الحيوية الكبيرة وأجسامها الضخمة لها دور مهم في تخزين الكربون.

وتشير الدراسات الإحيائية إلى أن الحيتان تخزن على مدار حياتها ما معدله 33 طنا من الكربون، مقارنة بـ12 طنا تخزنها شجرة بلوط مثلا. ويرجع ذلك إلى حجمها الكبير وأعمارها الطويلة التي تتراوح بين 45 و90 عاما، بينما تشير بعض الدراسات إلى أن الحوت "مقوس الرأس" يتجاوز عمره على الأرجح 200 سنة.

وباعتبارها من الحيوانات المفترسة الرئيسية، تخزن الحيتان الكربون عن طريق استهلاك الفرائس من المستويات الغذائية الدنيا الغنية بالكربون أيضا.

وحتى عندما تموت، تغرق أجسادها في قاع البحر، حيث يُخزن الكربون لقرون أو حتى آلاف السنين. وحتى مع تحلل جثة الحوت يندمج بعض الكربون في رواسب المحيط، مما يؤدي إلى عزله بشكل فعال.

إعلان

وبالإضافة إلى ذلك، تتغذى كائنات أعماق البحار على الجثة، حيث تعيد تدوير جزء من الكربون من خلال النظام البيئي بدلا من إطلاقه مرة أخرى في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون.

انخفاض أعداد الحيتان يُحدث تأثيرات واسعة النطاق على النظم البيئية البحرية(غيتي) عملاق تحت التهديد

ويقدر علماء الأحياء أن هناك ما يزيد قليلا على 1.3 مليون حوت في المحيطات، أي ربع عددها سابقا والذي كان يتراوح ما بين 4 إلى 5 ملايين، وهناك نحو 90 نوعا من الحيتان المختلفة الأحجام.

ويعد الحوت الأزرق أكبر حيوان على وجه الأرض. ويمكن أن يصل طوله إلى 30 مترا ويتراوح وزنه ما بين 100 و150 طنا، أي ما يعادل 340 فيلا بالغا، بينما قد يصل وزن قلبه إلى 600 كيلوغرام، أي وزن سيارة صغيرة.

وعلى الرغم من دورها الحيوي في الحد من آثار تغير المناخ وصحة النظام البيئي، تواجه الحيتان تحديات غير مسبوقة من أجل البقاء، وجراء الأنشطة البشرية غالبا تتعرّض أعداد الحيتان للخطر، بدءا من ابتلاع البلاستيك وصولًا إلى التلوث الضوضائي وتغير المناخ والصيد الجائر.

ويعد التلوث البلاستيكي نفسه عدوا للحيتان، فكثيرا ما تبتلع الحيتان قطع البلاستيك، مما يؤدي إلى انسداد هضمي، وتعرضها لمواد كيميائية سامة، ومشاكل صحية خطيرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، عندما تستهلك الكائنات البحرية الصغيرة البلاستيك، فتتراكم السموم في السلسلة الغذائية وتؤثر على الحيتان بكميات مركزة.

من جهة أخرى، تعتمد الحيتان على أنظمتها السمعية في الملاحة والتواصل والبحث عن الطعام والتكاثر. ولذلك، يُشكل التلوث الضوضائي الناتج عن أنشطة بشرية، مثل النقل البحري وأجهزة السونار والاختبارات الزلزالية، تهديدا كبيرا قد يؤدي إلى نفوق الحيتان. وقد ثبت أن التلوث الضوضائي يُعطّل تواصل الحيتان ويؤثر على أنماط هجرتها وسلوكيات تكاثرها.

إعلان

كما يُسبب ذلك ضغوطا نفسية طويلة الأمد، وفي بعض الحالات، قد يُؤدي إلى نزيف في الدماغ، وقد ارتبط ذلك أيضا بجنوح الحيتان. ويُشكل تغير المناخ السريع تحديا إضافيا لبقاء هذه الحيتان من خلال تغيير مسارات هجرتها، وتدهور موائلها، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.

في عام 1986 حظرت "اللجنة الدولية لصيد الحيتان" صيد الحيتان لأغراض تجارية، لكن بعض الدول والشركات واصلت عمليات الصيد، إذ تشير التقارير إلى قتل أكثر من 40 ألف حوت، مما قوّض جهود التعافي.

ويلقي انخفاض أعداد الحيتان بتأثيراتٍ واسعة النطاق في جميع أنحاء النظم البيئية البحرية، ويُسرّع من تغيّر المناخ. فمع تناقص أعداد الحيتان، تتضاءل دورة المغذيات، مما يُؤدي إلى انخفاض نمو العوالق النباتية. لذلك، فإن حمايتها لا تتعلق فقط بالحفاظ على الأنواع، بل تعد خطوة حاسمة في مكافحة تغير المناخ واستعادة الاستقرار على الكوكب.

مقالات مشابهة

  • شمس الفارس تعيد إحياء مشهد “شوط طق” من مسلسل شارع الأعشى .. فيديو
  • بدرية البشر تكشف دور ناصر القصبي في تشكيل شخصية “وضحى” في شارع الأعشى.. فيديو
  • ألاعيب الحيتان المفترسة في سوق العملات المشفرة
  • «مشهد يجسد معاني الرحمة».. شرطة أبوظبي تفتح الطريق أمام سرب من البط
  • فيديو | «مشهد يجسد معاني الرحمة».. شرطة أبوظبي تفتح الطريق أمام سرب من البط
  • مشهد نادر.. جمل تحت عاصفة مطرية وبردية جنوب الحناكية ..فيديو
  • الكولومبي كوادرادو.. مقتل والده أمام عينيه ساهم في نجوميته
  • الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ
  • مشهد بديع لـ دلافين تسبح في المياه الغربية بالقحمة .. فيديو
  • طيران اليمن المسير .. كابوس مرعب يقض مضاجع بني صهيون