باحث بمرصد الأزهر: الحدود تهذيب لا تنكيل.. والإسلام لم يترك تطبيقها للأفراد والجماعات
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
أكد أحمد داوود، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن هناك فرقًا جوهريًا بين إنكار الحدود، وهو أمر لا يقول به أي مسلم، وبين تعطيل الحد بسبب وجود شبهات أو عدم تحقق الشروط اللازمة لتطبيقه، كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام المجاعة.
وأضاف الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تصريح له، أن من أعظم مقاصد الإسلام هو تعظيم حرمة الدماء، حيث جعل الشريعة الإسلامية حق الحياة مصونًا ومقدسًا بنصوص قطعية، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾، ومن هذا المنطلق، شُرع القصاص ليس للانتقام، بل لحفظ الدماء وحماية المجتمع، لقوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وأشار إلى أن القصاص من الأحكام القطعية الثبوت والدلالة، فلا مجال للاجتهاد أو التغيير فيها، بل إن العديد من الدول غير المسلمة باتت تطبق حكم الإعدام في جرائم القتل العمد، إيمانًا منها بأثره الرادع، لكن الأهم هو أن الإسلام لم يترك أمر القصاص أو الحدود للأفراد أو الجماعات، بل جعله مسؤولية الدولة وحدها، لأن تسليم هذه الأمور لعامة الناس يؤدي إلى الفوضى وانتشار الجريمة.
وتابع أن ما تفعله التنظيمات المتطرفة من تنفيذ الحدود خارج إطار الدولة هو إجرام وعدوان، وليس تطبيقًا للشريعة، مشددًا على أن الإسلام لم يهدف يومًا إلى قطع الأيدي أو جلد الناس، بل جاء لحماية الحقوق وتنظيم حياة المجتمعات.
وشدد على أن الحدود في الإسلام تهذيب لا تنكيل، وهي ليست جوهر الدين ولا غايته، بل وسيلة لحفظ الضروريات الخمس التي اتفقت عليها الشريعة: النفس، والدين، والعقل، والنسب، والمال، كما أن تطبيقها مشروط بأسس واضحة تضمن العدالة وتدرأ الشبهات، مما يثبت أن الإسلام يسعى للإصلاح قبل العقاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الحدود باحث بمرصد الأزهر المزيد
إقرأ أيضاً:
تكريم الفائزين في مسابقة عباسة لحفظ القرآن الكريم بالخابورة
الخابورة- إبراهيم الهادي
احتفل بجامع عباسة بولاية الخابورة بتكريم الفائزين والمشاركين في مسابقة عباسة لحفظ القرآن الكريم للعام الهجري 1446هـ الموافق 2025م.
وقد شهد الحفل حضورًا لافتًا من أولياء أمور الطلبة الذين شاركوا في هذه المسابقة القرآنية المباركة.
استُهل الحفل بكلمة ألقاها جهاد بن عادل الرديني، سلط فيها الضوء على فضل القرآن الكريم وأهمية تعلمه وتعليمه في نفوس النشء
وعقب الكلمة، جرى تكريم المتسابقين المجيدين في مختلف مستويات المسابقة، حيث تسلموا الجوائز والتقدير نظير جهودهم وإتقانهم لحفظ كتاب الله ، وقد رعى فعاليات هذا الحفل الفاضل حمدان بن زايد الرديني
وشملت المسابقة ثلاثة مستويات للحفظ، أسفرت نتائجها عن فوز نخبة من الحافظين ، ففي المستوى الأول (حفظ ثلاثة أجزاء)، حصد المشارك الخليل بن إبراهيم الرديني المركز الأول، وجاء اليمان بن خلفان الرديني في المركز الثاني، بينما نال خالد بن إبراهيم الرديني المركز الثالث. أما في المستوى الثاني (حفظ جزئين)، فقد توج المشارك أحمد بن عبدالله الرديني بالمركز الأول، وحل سلمان بن عيسى السناني ثانيًا، وجاء سيف بن عادل الرديني في المركز الثالث. وفي المستوى الثالث (حفظ جزء واحد)، حصل المشارك تركي بن فيصل الرديني على المركز الأول، وجاء محمد بن وليد الرديني في المركز الثاني، وتقاسم المركز الثالث كل من محمد بن علي الرديني وصلاح بن ياسر القاسمي.
ويعكس هذا الحفل حرص ولاية الخابورة على تشجيع حفظة كتاب الله وتكريمهم، مما يساهم في غرس القيم الإسلامية النبيلة في نفوس الأجيال الصاعدة وتعزيز ارتباطهم بالقرآن الكريم.