سقوط الأسد يغيّر الأولويات: تريث وصمت حيال الوجود الأمريكي بالعراق
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
14 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: سقوط الرئيس السوري بشار الأسد قلب المعادلة السياسية والأمنية في المنطقة، إذ دفعت تداعياته إلى إعادة النظر في المواقف من مسألة انسحاب القوات الأميركية من البلاد، وفق ما أفادت به وكالة “أسوشييتد برس”.
الفصائل والقوى الشيعية التي ترتبط بالإطار التنسيقي، وهو التحالف الذي أتى برئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى السلطة، تجد نفسها أمام واقع جديد يفرض حسابات مختلفة.
وحذرت أطراف عراقية من أن تنظيم داعش قد يستغل الفراغ الأمني الناتج عن الأحداث في سوريا ليعيد ترتيب صفوفه، وهو ما جعل مطلب انسحاب القوات الأميركية محل تريث.
وبينما كانت الأصوات المطالبة بالمغادرة تتصدر المشهد خلال السنوات الماضية، فإنها اليوم باتت أكثر هدوءًا، في ظل مخاوف أمنية تتزايد مع اضطراب الأوضاع في سوريا.
المواقف داخل العراق تشهد تحولات ملحوظة، فرغم أن بعض الفصائل ترفض منطق تأجيل الانسحاب، فإن هناك قناعة متزايدة بأن الوقت الحالي لا يسمح بحدوثه دون ترتيبات تضمن عدم حدوث انهيار أمني.
ووفق وكالة “أسوشييتد برس” فان مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الأميركية كشف أن الحكومة العراقية طلبت بشكل غير رسمي تأجيل الانسحاب منذ سقوط الأسد، وهي خطوة تعكس حجم المخاوف من انعكاسات الوضع الإقليمي على العراق.
التحليل
المتغيرات في العراق لا تأتي بمعزل عن التطورات الإقليمية، فسقوط الأسد لم يكن مجرد حدث سياسي في سوريا، بل تحول إلى عامل مؤثر في إعادة ترتيب الأولويات الأمنية لدى دول الجوار.
والعراق، الذي كان يسعى إلى إنهاء الوجود العسكري الأميركي، وجد نفسه مضطرًا إلى إعادة تقييم موقفه بعدما باتت التحديات أكثر تعقيدًا.
المواقف المتشددة تجاه الوجود الأميركي خفتت لأن الحسابات الميدانية تغيرت، فمن جهة لا يزال العراق يعاني من هشاشة أمنية في بعض مناطقه، ومن جهة أخرى لم تعد الفصائل قادرة على فرض أجندتها بالزخم نفسه الذي كانت عليه سابقًا.
أضعف سقوط الأسد نفوذ المحور الإيراني في المنطقة، ما جعل الفصائل تفكر مرتين قبل المضي في مسار التصعيد ضد واشنطن.
الولايات المتحدة، من جهتها، تدرك أن الحاجة إلى وجودها باتت أكثر وضوحًا بالنسبة للحكومة العراقية، وهو ما يمنحها ورقة ضغط جديدة في علاقتها مع بغداد. فإذا كانت الحكومة العراقية قبل سقوط الأسد تناور سياسيًا في مسألة الوجود الأميركي، فإنها اليوم باتت مضطرة إلى التعامل مع الواقع الأمني بمزيد من البراغماتية، وهذا ما يفسر تراجع الخطاب المتشدد ضد القوات الأميركية.
والأوضاع في سوريا والعراق مرتبطة بشكل وثيق، وما يحدث في دمشق ينعكس سريعًا على بغداد.
الفصائل العراقية، التي كانت ترى في رحيل القوات الأميركية خطوة ضرورية، بدأت تدرك أن الانسحاب قد يكون مكلفًا في ظل عدم وجود بدائل حقيقية لضبط الأمن. وبينما كانت الأصوات المعارضة للوجود الأميركي تفرض نفسها بقوة، فإنها اليوم تجد نفسها أمام تحديات تفرض إعادة الحسابات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة سقوط الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بفيديو مصور.. حافظ الأسد يتحدث لأول مرة منذ سقوط النظام
في فيديو "سيلفي" مفاجئ، حسم حافظ بشار الأسد نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الجدل، بشأن حقيقة ملكيته حسابات التواصل الاجتماعي على منصتي "إكس" و"تلغرام"، والتي نشر عليها قبل أيام تفاصيل الساعات الأخيرة لعائلته في سوريا.
وأكد حافظ أن الحسابات له فعلا وهو لا يملك أي حسابات أخرى على منصات أخرى.
وقال حافظ في فيديو مقتضب: "صار تساؤل حول الحسابين على "إكس" و"تيليغرام" وهل هم تابعين لي؟.. حبيت أوضح إنهم بالفعل لي، وليس لدي حساب غيرهم على أي منصة أخرى.. سلام".
وظهر حافظ وهو يتمشى في شارع بحي راق، تبين لاحقا إنه في العاصمة الروسية موسكو، بينما صور الفيديو بكاميرا الهاتف.
منشور حافظ الأخير
وكتب الحساب الذي حمل اسم حافظ بشار الأسد وكان موثقا بالعلامة الزرقاء أنه "لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية لمغادرة دمشق ناهيك عن سوريا".
وأضاف: "على مدى 14 عاما الماضية مرت سوريا بظروف لم تكن أقل صعوبة وخطورة من التي مرت بها في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الماضيين ومن أراد الهروب لهرب خلالها، وخاصة خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتقصف يوميا وكان الإرهابيون على أطرافها واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائما طوال تلك الفترة".
وتابع: "قبل بداية الأحداث الأخيرة سافرت من دمشق إلى موسكو يوم 20 نوفمبر على متن خطوط أجنحة الشام من أجل رسالة الدكتوراه في 29 نوفمبر، كانت أمي حينئذ في موسكو بعد عملية زرع نقي العظم التي أجرتها في نهاية الصيف وذلك نظرا لمتطلبات العزل المرتبطة بالعلاج".
وأردف: "كان من المقرر أن أبقى لفترة بعد الدكتوراه لاستكمال بعض الإجراءات المرتبطة بالشهادة، ولكن بسبب تدهور الأوضاع في سوريا عدت إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية يوم الأحد الأول من ديسمبر، لأكون مع أبي وأخي كريم، بقيت أمي في موسكو لاستكمال علاجها وبقيت أختي زين معها".
الحساب استكمل السرد: "أما بخصوص أحداث يومي السبت 7 و8 ديسمبر ففي صباح السبت قدم أخي امتحانا لمادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق حيث كان يدرس وكان يُحضِّر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، واختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي أي الأحد".
كما أوضح: "بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفيا لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين والتقطت صورة لي نشرتها على، (لم يكن حسابا عاما، وهو الآن مغلق) على منصة "إنستغرام"، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي".
وبين حافظ: "حتى ذلك الحين بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب، واستمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن تدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئا كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب".
وأشار إلى أنه: "مع ذلك، لم تكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية".
وأردف: "بعد حين انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خاليا من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".
ولفت إلى أنه: "في ساعات النهار الأولى، أي الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من باءت بالفشل.
وأكد أنه في ذلك الوقت "كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة مع الإرهابيين وسقوط آخر المواقع العسكرية، في نفس الوقت، بدأت الهجمات المتتالية بالطيران المسير تستهدف القاعدة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار قريب وبعيد في محيطها، وهذه الحالة استمرت طوال فترة وجودنا هناك".
وأكمل المنشور: "بعد الظهر أطلعتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظرا لانتشار الإرهابيين والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية، وأنه بعد التشاور مع موسكو، طلبت موسكو منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل، أي ليل الأحد 8 ديسمبر".
منصة إكس حذفت المنشور بعد أقل من ساعة من نشره وأغلقت الحساب دون تعليق رسمي.