خروج ملاييني بالعاصمة والمحافظات رفضا وتحديا لمخطط المجرم ترمب لتهجير أهالي غزة
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
الثورة نت/..
على الوعد والعهد خرج الشعب اليمني اليوم، في مسيرات مليونية عمت الساحات والميادين في العاصمة صنعاء والمحافظات لتحذير العدو الأمريكي والصهيوني من مغبة الإقدام على تنفيذ مخطط المجرم ترمب لتهجير أبناء غزة.
الحشود المليونية أكدت للعالم أجمع أن موقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية ثابت ولا يمكن أن يتغير أو يتزحزح، وأن القوات المسلحة اليمنية على أهبة الاستعداد لتنفيذ توجيهات قائد الثورة في حال أقدم العدو الأمريكي على تنفيذ مخططه الإجرامي بحق سكان غزة.
المسيرات التي خرجت تحت شعار “على الوعد مع غزة.. ضد التهجير وضد كل المؤامرات”، وجهت للأمريكي والإسرائيلي رسائل تحذيرية من أي تصعيد أو عمل عدواني ضد الأشقاء في فلسطين، داعية الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية إلى تبني موقف موحد وحازم إزاء هذا المخطط الخطير الذي يستهدف الأمن القومي العربي والإسلامي ككل.
وجدد أبناء الشعب اليمني التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ القرارات والخيارات المناسبة لإفشال المخططات الأمريكية لتهجير الفلسطينيين.. مؤكدين أن ما لم يحققه العدوان الصهيوني الأمريكي وجرائم الإبادة والأحزمة النارية والقنابل المحرمة طيلة 15 شهرا لن تحققه مخططات المعتوه ترمب.
ففي العاصمة صنعاء أعلنت الحشود المليونية في ميدان السبعين، الاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية مهما كانت التضحيات.
وأكدت أن الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة في أتم الجاهزية لتنفيذ توجيهات قائد الثورة، لردع العدو الأمريكي والصهيوني، انتصاراً للشعب الفلسطيني.. داعية العرب والمسلمين إلى الخروج من حالة الصمت واتخاذ موقف جاد يعبر عن الرفض الصريح لمخطط ترمب.
القوات المسلحة اليمنية هي الأخرى أوصلت رسالتها على لسان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي الذي أعلن من وسط الجماهير المليونية بميدان السبعين بأنها جاهزة لتنفيذ توجيهات السيد القائد باستهداف العدو الأمريكي والإسرائيلي، وتنفيذ الضربات العسكرية الموجعة للأعداء نصرة لإخواننا في غزة ومواجهة التهجير.
وشهدت محافظة صعدة 35 مسيرة جماهرية حاشدة، رفضا لخطة التهجير وتحذيرا من أي عدوان أمريكي صهيوني على غزة، وتنديدا بالغطرسة الأمريكية والإسرائيلية.
ومن وسط المسيرة الحاشدة بساحة المولد النبوي الشريف في مركز المحافظة أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وقوف اليمن إلى جانب فلسطين، وأن أمريكا سترى من القوات المسلحة اليمنية ما لم تره بالأمس في حال أقدم المجرم ترمب على تنفيذ مخططه بتهجير أبناء غزة.
وأشار إلى أن الترسانة العسكرية اليمنية استعادت زخمها، وهي على المنصات تنتظر أوامر القيادة.. مخاطبا دول الجوار الفلسطيني بأن “الأمن العربي بحاجة اليوم لفعل حقيقي يرفض التهجير ويوجه سلاحه نحو عدو الأمة الحقيقي”.
في السياق ذاته عمت مدن وأرياف محافظة الحديدة، اليوم، مسيرات جماهيرية حاشدة، في 133 ساحة، للتحذير من مخطط تهجير الفلسطينيين والتأكيد على استمرار النفير ورفع الجهوزية لنصرة فلسطين.
أبناء الحديدة خرجوا كغيرهم من أبناء المحافظات تلبية لدعوة السيد القائد لإعلان موقف اليمن الرافض لمشاريع التهجير، واستنهاض وعي الأمة لإسناد المعركة المقدسة وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدوا أن غزة ليست للبيع ولا للمساومة وأن تصريحات ترمب هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة برمتها.
وشددوا على أهمية الموقف العربي والإسلامي الموحد في مواجهة المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.. لافتين إلى أن غزة ستبقى عصية على التهجير والمشاريع الاستعمارية، بعدما انتصرت على جيش العدو الذي ظل يروج له طيلة العقود الماضية بأنه الجيش الذي لا يقهر.
بدورهم احتشد أبناء محافظة حجة في 215 ساحة تأكيدا على الموقف الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكافة الإمكانات المتاحة، ورفضا لتهديدات المجرم ترمب للشعب والمقاومة الفلسطينية.
وأكدوا أن اليمن لن يقف موقف المتفرج إذا اتجه العدو الصهيوني الأمريكي إلى تنفيذ مخططه الظالم بتهجير أبناء غزة.. معتبرين هذه التهديدات خروجًا عن الأعراف الدولية وانقلابًا على ما تم الاتفاق عليه.
إلى محافظة المحويت التي شهدت 71 مسيرة ووقفة حاشدة تعبيرا عن الرفض المطلق لمخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم بعد أن عجز العدو الأمريكي الصهيوني عن هزيمتهم عسكريا.
أبناء المحويت عبروا أيضا عن التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بالدعم والمساندة والنصرة، كما كان دأب اليمنيين طيلة الأشهر الماضية، إلى جانب مواصلة التعبئة والتحشيد وتعزيز الجاهزية لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الأمريكي الصهيوني.
ومن محافظة ريمة أطلقت الجماهير المحتشدة في 47 مسيرة هتافات غاضبة ومنددة بالمخطط الأمريكي الصهيوني بحق أهالي غزة، مؤكدة أن هذه التهديدات لن تثني أبناء الشعب الفلسطيني وإلى جانبهم كل الأحرار في اليمن والمنطقة عن مواجهة قوى الاستكبار.
وأعلن أبناء ريمة الجهوزية العالية والاستعداد لمواجهة أي تصعيد قد يقدم عليه العدو الصهيوني الأمريكي ضد فلسطين.
إلى ذلك شهدت مديريات دمت والحشاء وقعطبة بمحافظة الضالع مسيرات حاشدة ردا على التهديدات الأمريكية الصهيونية بتهجير الشعب الفلسطيني، ورفضا لمساعي تصفية القضية الفلسطينية.
وحذر أبناء الضالع كلا من العدو الأمريكي والصهيوني من مغبة الإقدام على تنفيذ مخطط التهجير الذي أعلنه المجرم ترمب والذي سيقابل بمقاومة وصمود ورد لا يتوقعه الأمريكان والصهاينة.
فيما أكد أبناء محافظة تعز من 33 ساحة، الثبات على الموقف المناصر لغزة والاستعداد الكامل لمواجهة مؤامرات العدو الصهيوني الأمريكي.. مشددين على ضرورة الموقف العربي الموحد إزاء الخطر الأمريكي الصهيوني المحدق بكل شعوب المنطقة.
أبناء محافظة البيضاء بدورهم احتشدوا في مسيرات جماهيرية بمركز المحافظة والمديريات رفضا للمخططات الأمريكية والصهيونية لتهجير أبناء غزة.. معلنين مواصلة التعبئة والتحشيد والاستعداد لخوض أي جولة صراع جديدة مع العدو.
ومن محافظة لحج أعلن أبناء مديرية القبيطة الرفض لمؤامرة تهجير الفلسطينيين وغيرها من المؤامرات التي يحيكها الصهاينة والأمريكان.
وبينوا أن غزة وفلسطين بصورة عامة تواجه اليوم أخطر مؤامرة من قبل قوى الهيمنة والاستكبار العالمي.. معلنين لكل العالم بأن شعب فلسطين لم ولن يكون وحده في مواجهة المخططات الأمريكية والصهيونية، وأن الشعب اليمني سيظل معه وإلى جانبه كما أكد على ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
ومن محافظة ذمار اليوم عبرت الحشود عن الاستهجان والرفض القاطع للمخطط الأمريكي، الصهيوني، الرامي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة ألا تهجير سوى للمحتلين الصهاينة.
واعتبر أبناء المحافظة الذين احتشدوا في 30 مسيرة أمريكا الشيطان الأكبر ورأس الشر الذي لن يتغير.. مؤكدين ثبات الموقف اليمني إلى جانب الأشقاء في فلسطين، والجهوزية جيشا وشعبا لمواجهة العدو الصهيوني، والأمريكي إن عاد للحرب ونكث بالاتفاق.
ومن خلال 102 مسيرة جماهيرية وجه أبناء محافظة إب رسالة تحدي ردا على التهديدات الأمريكية بتهجير أهالي غزة.. معلنين الاستمرار على الموقف التضامني والمساند للشعب الفلسطيني، في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضده من قبل الأمريكان والصهاينة، داعين في ذات الوقت كل أحرار الأمة إلى تعزيز التضامن مع أبناء غزة في مواجهة الصلف الصهيوني.
من جانبهم خرج أبناء محافظة عمران في 62 مسيرة جماهيرية حاشدة تنديدا بمخططات ترمب الرامية إلى تهجير أبناء غزة بذريعة إعادة الإعمار، وإعلانا للجاهزية العالية والاستعداد لتنفيذ توجيهات القيادة لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الصهيوني والأمريكي.
وأكد أبناء عمران الاستمرار على الموقف الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكافة الإمكانات المتاحة.. معلنين الاستعداد للتحرك في أداء المسؤولية الجهادية والدينية لمواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني.
كما شهدت محافظة صنعاء مسيرات ووقفات جماهيرية نصرة للشعب الفلسطيني، وإعلانا للجهوزية في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي وإفشال مخططاتهم لتهجير أبناء غزة.
ونددت المسيرات بالتهديدات الأمريكية الصهيونية لسكان غزة والتي تؤكد مجددا أن الأمريكان والصهاينة هم رأس الشر وأعداء الإنسانية جمعاء.
وشهدت محافظة مأرب 15 مسيرة حاشدة رافعة الشعار ذاته “على الوعد مع غزة.. ضد التهجير وضد كل المؤامرات” استجابة لدعوة السيد القائد ورفضا لمشاريع التهجير وكل المؤامرات.
وأكد أبناء المحافظة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد من قبل الطغاة والمجرمين، ووجهوا رسالة تحذيرية للعدو الأمريكي والإسرائيلي من أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، مجددين التأكيد على الوقوف في مواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية التي تستهدف الأمة والقضية الفلسطينية.
كما خرجت مسيرات حاشدة بمحافظة الجوف تنديدا بمؤامرات الأمريكان والصهاينة ضد أبناء غزة، وتأكيدا على ثبات الموقف، والجاهزية العالية لتنفيذ توجيهات القيادة لردع أي عدوان وإفشال أي تحرك قد يقدم عليه العدو ضد غزة.
وأكد بيان صادر عن المسيرات المليونية، رفض الشعب اليمني القاطع لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ولجريمة القرن، والاستعداد لمواجهة الطغاة المجرمين.. موجها رسالة تحذير للعدو الإسرائيلي والأمريكي من مغبة الإقدام على تنفيذ مخطط التهجير الذي أعلنه المجرم الطاغية الكافر ترمب.
كما أكد “الثبات على الموقف والوعد الذي قطعه اليمن للشعب الفلسطيني على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بأنه إلى جانب الأشقاء في مواجهة كل المؤامرات والتحديات مهما كان حجمها ولن يتخلى عنهم مهما كانت كلفة ذلك، متوكلا على الله ومعتمدا عليه وواثقا بوعده”.
البيان خاطب المجرم ترامب بالقول “إن تصريحاتك العنجهية لم تزدنا إلا يقيناً ومعرفةً بحقيقة أمريكا المجرمة، ولم تزدنا إلا ثقة بالخيار الذي اخترناه وهو الجهاد في سبيل الله، والمواجهة لغطرسة أمريكا وإسرائيل، وإن ذلك لمن أعظم نعم الله علينا، ومن تجليات الحكمة والإيمان التي وصفنا بها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأضاف “فنحن بإذن الله مع الأحرار من أبناء أمتنا سنكون الجحيم الذي سيحرقكم وينسف كل مخططاتكم ومؤامراتكم كما نُسفت من قبل بفضل الله، رغم ارتكابكم أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق شعوب أمتنا العربية والإسلامية”.
كما خاطب الدول العربية عموماً والدول المحيطة بفلسطين خصوصاً بالقول ” إن مخطط التهجير الأمريكي الصهيوني الذي هو جزء من مشروع “إسرائيل الكبرى” ويستهدفكم قبل غيركم، يواجه اليوم بالرفض والاستهجان من معظم دول العالم، فإن رفضتموه فقد دفعتم عن أنفسكم الشر، وإن انخرطتم فيه فستكونون أمام جريمة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، وفي مواجهة مع شعوب أمتكم، وحينها لن تنفعكم لا أمريكا ولا إسرائيل، وستكونون أخسر الخاسرين في الدنيا والآخرة”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الصهیونی الأمریکی تهجیر الفلسطینیین الأمریکی الصهیونی القضیة الفلسطینیة لمواجهة أی تصعید للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی تهجیر أبناء غزة العدو الأمریکی لتنفیذ توجیهات على تنفیذ مخطط مخطط التهجیر أبناء محافظة الشعب الیمنی کل المؤامرات قائد الثورة على الموقف فی مواجهة إلى جانب من قبل
إقرأ أيضاً:
هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟
كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد
ماذا لو إستيقظ السودانيون على قرار تهجير الفلسطينيين من سكان غزة الي بلادهم؟؟
قد يستبعد أهل السودان أن يكون بلدهم مطروح كخيار لتهجير الفلسطينيين مِن غزة لسببين رئيسين.. الأول أنه غير عملي لبُعد السودان من أرض فلسطين. والثاني لأن السودان يشهد حرب طاحنة في أراضيه.
يؤكد علم العلاقات الدولية أنها فوق تشكلها بصورة معقدة، فإنها كذلك تسير بشكل لا خطي Non - linear بحيث أن أحداث في نطاق جغرافي ما يمكن أن تؤثر على دول بعيدة تماماً عن ذلك النطاق... وأن سلسلة أحداث صغيرة قد تؤدي لأحداث كبرى. وفي هذه النقطة بالتحديد يمكن تذكر الأحداث التي تسببت في الحرب العالمية الأولى، فقد أدى إغتيال الأرشيدوق فرانز فيرندناد في صربيا في العام 1914م لإندلاع الحرب الكونية الأولى وتأثرت بها الدول القريبة والبعيدة.. غير أن الكثير من الناس خاصة من غير المختصين في العلاقات الدولية يجنحون للنظر لتلك العلاقات على أنها تسير بإتجاه خطي واحد متسلسل زمانياً ومكانياً.. ولذلك يستبعدون عنصراً مهماً في التحليل وهو الإحتمالات الراجحة منها والمرتبطة بالخط المتصل بأحداث لم تكن بادية للعيان حدثت في مناطق بعيدة جغرافياً من مركز الحدث الشاخص أمامهم وربما في زمن بعيد نسبياً.
إن المتابع للقضية الفلسطينية يجد أن معظم أحداثها ترسمت وفق الإتجاه اللاخطي منذ وعد بلفور في 1921 وهو نفسه أي وعد بلفور وطبقاً للمسار اللاخطي في العلاقات الدولية قد إنبنى على حادثة إغتيال الأرشيدوق بينما في الواقع الظاهري للأحداث قد لا يجد غير المختص في العلاقات الدولية روابط حقيقية ومنطقية بين تلك الأحداث وتخليق الكيان الاسرائيلي.
عموماً، ومهما يكن من أمر، وبذات المنطق قد لا ينصرف ذهن السودانيين لإحتمالية أن يستقر سهم مؤشر الأحداث على إختيار السودان كمكان لتهجير الفلسطينيين نسبة لواقع الحرب الحالي، وحالة النزوح الواسعة لدى معظم سكانه، بينما القراءة اللاخطية لمسار العلاقات الدولية قد تجعل من السودان أفضل البدائل المطروحة الآن (إندونيسيا، مصر، الأردن، السعودية سيرلانكا أو ألبانيا).
إن منطق الإحتلال الإستيطاني الذي يميز وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية يجعل من أمر تهجيرهم هدف تخبو جذوته وتتقد بالتفاعل مع أحداث أخرى طبقاً للنمط اللاخطي في العلاقات الدولية. فصعود ترمب في سدة قيادة الولايات المتحدة وبنهجه السيرويالي وسلوكه النزق في السياسة عموماً وتعامله بعقليةالمطور العقاري Real state developer، وتبنيه لخيار التهجير أجج تلك الجذوة وشجع إسرائيل على تبنيه مع أنه لم يكن مطروح كخيار على أقل تقدير طوال عهد سلفه بايدن.
من ناحية أخرى تتسم العلاقات الدولية بالطبخات السرية والصفقات غير العلنية والتلويح بالحوافز والجزاءات كما يفعل ترمب الآن مستنداً لمنطق القوة Power وهذه الأخيرة هي المُعامل الذي يحرك كل تروس العلاقات الدولية، فإذا مضى منطق الصفقات والجزاءات وما يسميه ترمب (السلام بالقوة) فسوف لن يكون السودان خيارٌ محتمل و مرحبٌ به فحسب، بل ومثالي لتهجير الفلسطينيين. ذلك لأن الدول المطروحة في القائمة الآن مطلوب منها واحد من أمرين، إما أن تستقبل المهجرين أو تجد بديلاً لهم.. وفي الغالب سيسود منطق "دفع الضرر عن الذات" خاصة الثلاثة دول العربية في قائمة ترمب ولن تتحرج بتقديم البديل، وهنا يمكن ملاحظة كيف تصرف ملك الأردن في المكتب البيضاوي يوم 11 فبراير 2025م أمام ترمب عن طرح موضوع التهجير وموقفه منه، فرد بطريقة نفض بها كُرة النار الملتهبة من حِجره (إننا ننتظر الرؤيا المصرية) في حين لم يكن مطلوب منه التحدث عن مصر.. وهذا بالتحديد دفع الضرر فيم الأجواء المفتوحة، فكيف يكون الحال في الغرف المغلقة؟!!
إن الحرب في السودان لن تشكل عقبة كبيرة في هذا الإتجاه إذا ما طرح السودان كبديل، ذلك لأنها يمكن أن تتوقف بإشارة من اللاعب الدولي الأبرز - أمريكا- متى ما أرادت ذلك. فالحرب في السودان منظور لها من نواحي إستراتيجية وسياسية هي حرب "غير مُعرّفة" Undefined بطريقة يمكن معها تعقب أسبابها ومن ثم الإقبال على حلها. فهي حرب مازال يصدق عليها وصف قائد الجيش البرهان بأنها (عبثية) كما أنها في أحد تجليات التحليل تؤكد على "غياب الدولة". لهذا فهي لن تشكل عقبة في سبيل ترشيح السودان كبديل لخيار ترمب ولا أقول خطته. أما مِن الناحية الجغرافية فسفينة واحدة من أي ميناء ستكون كفيلة بنقل المهجرين لبورتسودان ومنها لبقية أراضي السودان خاصة وسطه النيلي الممتد على سهول زراعية خصبة يمكن أن تستوعب كل أهل غزة وسكان الضفة الغربية وحتى فلسطينيي الشتات. أو أن خطة عكسية كعملية موسى تلك التي نُقل فيها اليهود الفلاشا بقطع من الليل من السودان بسرية كفيلة بأن تنقل تحت جنح ذات الظلام العدد المستهدف من المهجرين.
غير أن في هذه المسارات اللاخطية خطٌ واضحٌ ومرسومٌ بجلاء وأنفة وكبرياء هي إرادة الشعب الفلسطيني الذي عاهد نفسه وشهداءه على ألاّ خيار غير التشبث بالأرض في محيط هو أدرى بمزاداته العلنية وخياناته الظاهرة والخفية. وإحباطاته العلنية ونبذه في العراء يتجرّع مرارات الإحتلال من التجارب التي خبرها منذ حريق الأقصى 1969م مروراً بالنكسة 1967م و إنتهاءاً بالأيدي المكتوفة التي أخذت تشاهد بلا مبالاة إزهاق أرواح فاقت في غضون خمسة عشر شهرا فقط سعة أكبر ملاعب كرة القدم في العالم.
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com