الذكاء الاصطناعي في التوظيف: أين يحظى بالثقة وأين يواجه الشكوك؟
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
معظم الباحثين عن عمل منفتحون على استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنهم قلقون من أنه لن يحكم على مهاراتهم بشكل عادل.
في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، يبدي معظم الباحثين عن عمل انفتاحاً تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث عن وظائف، لكنهم يعبرون عن قلقهم بشأن قدرته على تقييم مهاراتهم بإنصاف. فبينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة يمكن أن تعزز فرص التوظيف، يتصاعد التشكيك عندما يتعلق الأمر بدوره في اتخاذ قرارات التوظيف الحاسمة.
وفقاً لاستطلاع حديث أجرته مجموعة أديكو على 30,000 عامل في 23 دولة، يفضل الباحثون عن عمل الحكم البشري على تقييمات الذكاء الاصطناعي، لا سيما عند تقدير المهارات غير التقليدية. في 19 قطاعاً من أصل 22 شملها الاستطلاع، أبدى المشاركون ثقة أكبر في التقييم البشري، خاصة في قطاعات مثل التصنيع (+18%)، الرعاية الصحية (+17%)، والقانون (+17%). وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك استثناءات، حيث فضل الباحثون عن عمل الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الطيران (+11%)، التنقل (+3%)، والتجارة الإلكترونية (+3%).
ثمة مخاوف كثيرة بشأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التوظيف، لكن أبرزها يتمثل في عدم قدرته على التقاط الإشارات غير اللفظية، مثل لغة الجسد ونبرة الصوت، وهو ما يشكل قلقاً لدى 42% من المشاركين في الاستطلاع. كما أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تفسير هذه الإشارات تثير قلقاً أكبر بين النساء (47%) مقارنة بالرجال (38%).
إضافةً إلى ذلك، يشكك 32% في قدرة الذكاء الاصطناعي على اختيار المرشحين الأفضل، بينما تخشى 23% من النساء من تجاهل المهارات غير التقليدية مثل العمل التطوعي والسفر. ويبدو هذا القلق أكثر وضوحاً بين النساء (26%) مقارنة بالرجال (19%).
تقرير أديكو لقوة العمل العالمية للمستقبل 2023.علاوة على ذلك، هناك مخاوف من احتمال تحيز الذكاء الاصطناعي ضد فئات معينة من المرشحين، وهو أمر أثار قلقاً خاصاً في دول مثل سويسرا (23%)، أستراليا (19%)، فرنسا (18%)، وألمانيا والولايات المتحدة (17%).
أي الباحثين عن عمل هم الأكثر ثقة في التوظيف باستخدام الذكاء الاصطناعي؟وفقاً للبيانات، فإن حاملي الشهادات الجامعية هم الأكثر انفتاحاً على الذكاء الاصطناعي في عملية الاختيار، حيث أبدى 65% منهم ثقة في هذه التقنية، مقارنة بـ 39% فقط من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة.
على الرغم من الشكوك المحيطة بدور الذكاء الاصطناعي في تقييم المهارات، فإن غالبية المشاركين (64%) يعتقدون أن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفيدة في مطابقة المرشحين مع الوظائف المناسبة، كما أنها قد تساعد أصحاب العمل على تحديد توصيفات وظيفية أكثر دقة.
في تقريرها "القوى العاملة العالمية للمستقبل"، تؤكد أديكو أن الشركات يجب أن تستثمر في الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة التوظيف، لكنها تشدد على ضرورة إشراك العنصر البشري في العملية. فالتوظيف لا ينبغي أن يعتمد فقط على المهارات والخبرات التقنية، بل يجب أن يأخذ في الاعتبار الإمكانات الكامنة لدى الأفراد، وهو أمر لا يمكن للذكاء الاصطناعي وحده تقييمه بدقة.
كما توصي أديكو بضرورة التزام الشركات بالشفافية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف، لضمان ثقة الباحثين عن عمل وتعزيز مصداقية عمليات التوظيف المستقبلية.
منتج شريط الفيديو • Mert Can Yilmaz
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي سيقهر الذكاء البشري نقابات عمالية تدعو ماكرون لعقد قمة عاجلة لمواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على العمال بريطانيا: تطبيق يعمل بالذكاء الاصطناعي يشخّص سرطان الجلد بدقة نسبتُها 99.8% عمالتوظيفالذكاء الاصطناعيقوة العملالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة فلاديمير بوتين الصحة إيلون ماسك دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة فلاديمير بوتين الصحة إيلون ماسك عمال توظيف الذكاء الاصطناعي قوة العمل دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة فلاديمير بوتين الصحة الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيلون ماسك ضحايا قصف الضفة الغربية الاتحاد الأوروبي الذکاء الاصطناعی فی الباحثین عن عمل یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".