شفيونتيك تتنازل عن لقب الدوحة بـ«العقدة»!
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
الدوحة (أ ف ب)
كرَّست اللاتفية ييلينا أوستابنكو تفوقها على البولندية إيجا شفيونتيك المصنفة ثانية عالمياً، عندما تغلبت عليها 6-3 و6-1، في نصف نهائي دورة الدوحة للألف نقطة في التنس، وجردتها من اللقب المُتوجة به في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وهو الفوز الخامس للاتفية البالغة من العمر 27 عاماً وبطلة رولان جاروس عام 2017، على شفيونتيك في خمس مواجهات بينهما حتى الآن، والأولى منذ مواجهتهما الأخيرة في سبتمبر 2023 في الدور الرابع لبطولة فلاشينج ميدوز.
وأوقفت أوستابنكو المصنفة 37 عالمياً والتي أطاحت بالتونسية أنس جابر من الدور ربع النهائي، الانتصارات المتتالية لشفيونتيك عند 17 في الدوحة، وتحديداً منذ عام 2022 (5 في 2022 و4 في 2023 و5 في 2024 و3 في 2025) وعند 18 في 20 خاضتها في هذه الدورة التي انتهى فيها مشوارها عند الدور الثاني في مشاركتها الأولى عام 2020 على يد الروسية سفيتلانا كوزنتسوفا.
توجت البولندية الفائزة بخمسة ألقاب كبرى، بينها أربعة في رولان جاروس، بعد ذلك بألقاب 2022 على حساب الإستونية آنيت كونتافيت، 2023، بفوزها في النهائي على الأميركية جيسيكا بيجولا، ثم 2024 على حساب ريباكينا.
كانت شفيونتيك الباغلة من العمر 23 عاماً تتطلع إلى أن تصبح أول لاعبة منذ عام 2011، والثانية فقط هذا القرن، تفوز بلقب إحدى دورات رابطة اللاعبات المحترفات أربع سنوات متتالية، بعد رباعية الدنماركية كارولين فوزنياكي في نيو هيفن الأميركية عامي 2008 و2011، لكن أوستابنكو حرمتها من ذلك، وتغلبت عليها في 69 دقيقة.
ولم يسبق لشفيونتيك التي شاب النصف الثاني من موسمها في 2024 فضيحة منشطات أدت إلى إيقافها لمدة شهر، أن تغلبت عليها لاعبة واحدة خمس مرات من قبل.
وهي المرة الثالثة التي تبلغ فيها أوستابنكو مباراة نهائية لإحدى دورات الألف نقطة في مسيرتها الاحترافية، وتبحث عن لقبها الأول على هذا المستوى، بعد أن خسرت في المحاولتين السابقتين في الدوحة 2016 وميامي 2018.
وقالت أوستابينكو التي ستواجه الأميركية أماندا أنيسيموفا أو الروسية إيكاترينا ألكسندروفا في المباراة النهائية السبت: «أشعر أن هذا الملعب يتمتع بطاقة خاصة وكان يساعدني دائماً، بدأ كل شيء بالنسبة لي على هذا الملعب (عندما وصلت إلى النهائي في عام 2016)».
وأضافت «عندما نزلت إلى الملعب اليوم، كنت واثقة من قدرتي على الفوز عليها، لأننا لعبنا الكثير من المباريات، وأنا أعرف كيف ألعب ضدها، كنت أركز فقط على نفسي، وأعرف ما يجب أن أفعله، أنا سعيدة حقاً بالطريقة التي أتعامل بها مع مشاعري هذا الأسبوع، وأنا سعيدة بالتأهل إلى النهائي».
وبفضل فوزها على آخر المصنفات الـ16 في الدوحة، وبعد يومين من إقصاء الإيطالية جازمين باوليني الرابعة عالمياً، نجحت أوستابينكو لأول مرة في مسيرتها في التغلب على لاعبتين من المصنفات الخمس الأوليات في دورة واحدة.
وضربت أوستابنكو بقوة في بداية المباراة، وكسرت إرسال شفيونتيك في الشوط الأول، قبل أن تفعلها للمرة الثانية في الشوط التاسع، وتنهي المجموعة الأولى في صالحها 6-3 في 34 دقيقة.
وتابعت اللاتفية أفضليتها في الثانية وكسرت إرسال البولندية في الشوطين الثاني والرابع وتقدمت 4-0، قبل أن ترد لها الأخيرة التحية للمرة الأولى في المباراة، عندما كسرت إرسالها في الشوط الخامس مقلصة الفارق إلى 1-4، لكن أوستابنكو ردت مباشرة متقدمة 5-1، قبل أن تكسب الشوط السابع، وتنهي المجموعة في مصلحتها 6-1 في 35 دقيقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس قطر الدوحة إيجا شفيونتيك فی الشوط
إقرأ أيضاً:
عندما لا تبلغ الحكومة سن الرشد
آخر تحديث: 19 مارس 2025 - 11:30 صبقلم:علي الكاش ذكر سليمان فائق عن أحوال العراق عام 1831 م ” إن الدولة العراقية كانت ترى المخلص ذليلا، والخائن المهين في أعلى المراتب، وأرقى المنازل، مما أدى إلى فتور الهمم، بل موت العزائم”. (مرآة الزوراء).
لا نحيد عن الحقيقة إذا قلنا أن الشعب العراقي في ظل الظروف الحالية القاسية التي يعيش فيها من جهة وفشل الحكومة ومجلس النواب العراقي في تنفيذ العهود التي قطعوها على أنفسهم وأقسموا على تنفيذها فحنثوا بقسمهم ولا عجب، فقد تبين ان الأحزاب الإسلامية اقل ايمانا من الأحزاب الملحدة من جهة ثانية، كما ان الشعارات التي طرحوها خلال توليهم مسؤولياتهم الرسمية كانت فارغة المحتوى، بل ولدت نوعا من أزمة الثقة بين تلك الأحزاب السياسية والشعب العراقي.لا شك أن الشعب العراقي يتحمل جزءًا كبيرا من المسؤولية في الوضع الذي وصل اليه من خلال الولاء المطلق لتلك الأحزاب لأسباب طائفية وعنصرية وشراء الذمم، من خلال الانتخابات والاستفتاءات السابقة، وتأثير المرجعيات المرجعيات الدينية حيث انقادوا انقياد القطيع لها دون تبصر او تفكير، تحت يافطات رفع الحيف عن الشيعة والأكراد وترويج قيم الديمقراطية والوعود المعسولة بتوزيع الثروات عليهم كغنائم وليس ثروة وطنية عامة تخص كل الشعب بلا استثناء
كشفت الظروف أن الولاءات كانت بنزعة طائفية وقومية اتسمت بهامشيتها وسطحيتها وآنيتها، فهي أشبه بالبراكين الثائرة من حيث اندفاع سيولها ولكنها لن تلبث طويلاً فتهمد وتخبوا وترجع الى الهدوء والسكينة. ان التأريخ يحدثنا بالكثير من الولاءات الشعبية السريعة التي خرجت عن إطارها الطبيعي لتتحول الى تيارات معاكسة أو تتشتت في اتجاهات متباينة، وقد تشكل خطورة الى حد ما إذا كانت الاتجاهات متعارضة مع مصلحة البلد وتهدد بدفعه الى حافة الانهيار، بمعنى أن الدروس المستقاة من التأريخ تتطلب من الشعوب أن تأخذ التغييرات الكبرى والانعطافات التأريخية في مسارها بنوع من الترقب والحذر قبل أن تقدم ولائها المطلق لآية جهة كانت وتحت أية مسميات دينية او سياسية، وكلما قدمت الشعوب الولاءات بشكل تدريجي يتوافق مع المنطق السليم ومصلحتها، كلما كانت النتائج أفضل، لأنها تتيح الفرصة المناسبة لملامسة الإنجازات والتغيرات النوعية والكمية المتحققة، ومدى إمكانية نقل الشعارات من الخانة الكلامية الى الخانة العملية، من المثالية الى الواقعية، عند ذاك يكون ردّ الفعل الشعبي تجاه القوى الحاكمة متناسباً طردياً مع إنجازاتها، فتزداد نسبة الولاء والثقة بها مع تزايد إنجازاتها للشعب، والعكس صحيح.
ربما هذا الأمر يقودنا الى الرجوع الى قراءات سابقة قد تنفع في عراق اليوم، ولعل كتاب الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو المسمى ( العقد الاجتماعي) يمثل أفضل دراسة للعلاقة بين الحكومة والشعب ويمكن تطبيقها على العراق كنموذج حيّ، فقد اعتبر روسو ان الدولة ترتبط مع الشعب بعقد اجتماعي فالشعب هو الذي أختارها بغض النظر عن طبيعة هذا الاختيار والمؤثرات فيه، لذلك فأنه يتنازل عن بعض حقوقه وحرياته لحكومته، مقابل ذلك تفرض الحكومة هيبتها على الشعب من خلال إدارته وتحقيق آماله وطموحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وان تحتكر الحكومة العنف في مواجهة ما يهدد الشعب ومصالح البلد. وطالما أن العقد شريعة المتعاقدين فأن أخلال الدولة بواجباتها ومسؤولياتها الوطنية كفيل بأن يدفع الشعب الى نقض الاتفاق معها وركلها الى خارج دفة الحكم والاحترام، وإنشاء عقد جديد مع من هم أجدر واكفأ واحرص على مصالحهم، للحفاظ على مقدراته وثرواته وكرامته. ذكر الجبرتي” يقال شيئان إذا صلح أحدهما صلح الآخر السلطان والرعية”. (عجائب الآثار1/22).
عندما تؤمن الحكومة بعمق جذور شعبها وإصالته وحضارته وقدرته وصلابته وقضيته، يمكنها أن تصمد بوجه المخططات الشريرة سواء كانت مصادرها داخلية أو خارجية! وعندما تؤمن الحكومة بقدرات الشعب الخلاقة وإمكاناته وتوظفها لخدمة الوطن والشعب كوحدة متماسكة وبسياج واحد، فأنها تقترب من قلوب شعبها وكلما قصرت من المسافة بينها وبينه كلما ازدهرت صورتها نوراً في عينه.
عندما تعتبر الحكومة حقوق الشعب اهم من حقوقها، وواجباتها أكبر من واجباته، فأنها يمكن أن تقوده الى برّ الأمان وتحقق أمانيه وتطلعاته الوطنية وتجد قواسم مشتركة تجمعها معه.عندما تدرك الحكومة أن مصيرها هو مصير شعبها، ومصير شعبها هو مصيرها، فأنها يمكن أن تمضي في مشاريعها الوطنية حتى في حالة وجود انحسار جزئي من أطراف شعبية أخرى وهو ما يدعى بالمعارضة.
عندما تبني الحكومة مشروعها الوطني بحقائق على الأرض، فأن البنيان سيكون شديداً ومحكماً ومحصنا يؤمن لها الصمود أمام التصدع والتشقق السياسي والاجتماعي والاقتصادي، أما إذا كان البناء قائماً على أوهام تحييها وتغذيها وتحدد مساراتها أجندات خارجية فأن سقف البناء سيكون ضعيفاً وسينهار على رؤوس ساكنيه شعباً وقيادة.
عندما يتناغم نبض الحكومة مع نبضات الشعب، وتتوحدان في إيقاع واحد جميل، فأن المصلحة الوطنية ستحقق وتتقدم وتنعكس على رفاهية الشعب، ورضاه على حكومته، والعكس صحيح.عندما تكون الحكومة مثل شجرة ضاربة جذورها في اعماق تربة الوطن، وتتغذى بمائه الصافي وتنعم بمناخه الدافئ فأنها ستجود بثمارها وعطائها، وفي نفس الوقت ستجد العناية والعطاء المتبادل ممن تغذيهم، إما إذا كانت قصبة ضعيفة بجذور ضعيفة فأنها ستهتز أمام اية موجة ريح وتنحني وتركع أمامه كلما اشتدت، وسيكون مآلها الموت والتفسخ!
عندما تمتلك الحكومة روحاً عظيمة في المبدئية، ومثل عليا في السمو والتضحية، وبذل الجهود لبث روح التقدم والازدهار فأنها ستتمكن بسهولة أن تتجاوز مخاطر الخطوب والمحن مهما اشتدت مخاطرها، او تقربت منها.عندما يكون أيمان الحكومة بحقوق الشعب مهزوزاً، وتتبرص الفرص للاستفادة من المزايا التي تؤمنها لها قيادتها في الحكم على حساب الشعب، فأنها بذلك ستكون كالطفيليات التي تعيش على سطح البرك والمستنقعات.
عندما تتبنى الحكومة قواعداً لأفكار عبثية وفوضوية مصحوبة بنزعة قومية وطائفية، ولا تمتلك مقومات اخلاقية وثقافية واجتماعية تجعل الشعب يقتدي برجالها، فأن النتائج ستكون وبال مخيف، وعندما لا يتوافق حسها الوطني مع حس الشعب ويتحدان في بوتقة واحدة، فاقرأ الفاتحة على المصالح العليا.
عندما تعامل الحكومة شعبها كعجل تضعه تحت إقدامها وتنحره في مراسم الأعياد وبقية المناسبات على مرأى ومسمع الجميع ،وتقيم منه وليمة دسمة لقوات الأحتلال (الأمريكي والإيراني والتركي في العراق مثلا)، سيلتهم الأعداء الوليمة كلها، ولا يتركوا للشعب حتى فتات الطعام.
عندما تتصرف الحكومة كبائعة هوى تلف جسدها بعباءة وجبة وحجاب واستحياء أمام شعبها، وتخلعها بعد اجتياز أبواب المنطقة الخضراء و ترميها بها تحت الأقدام عارضة جسدها على قوات الأحتلال وعملائه ، بادر الى تحضير كفنها غير مأسوف عليها. عندما نتوخى الوصول الى الحقيقة أمام ما يحدث في العراق، فأنه يسعنا القول أنها مشكلة احتلال ثلاثي (الولايات المتحدة، ايران وتركيا) بغيض بشع الصورة، ومشكلة حكومة طائفية مقيتة بوزارات هزيلة ومجلس نواب يعبر عن نفسه ومصالحه ومزاياه، ولا يعبر عن مصلحة الشعب الذي لم تنتخبه اغلبيته، (نسبة المشتركة في الانتخابات الأخيرة اقل من 18%)، وهي مشكلة شعب متخلف تتحكم به الاهواء الطائفية والقومية والانتهازية، ومشكلة وطن بكل اعتباراته السياسية والجغرافية والتأريخية والاقتصادية والحضارية، ومشكلة ميليشيات إرهابية ذات أجندات خارجية لا يردعها وازع ديني أو أخلاقي أو وطني، بل هي الحكومة العميقة التي تتحكم بكل مقدرات البلد، اما الحكومة الحقيقة فيه اشبه بغطاء بالوعة، تغطي الجيف والطفيليات الولائية. عندما لا تبلغ الحكومة سن الرشد، سيبقى الشعب يدور في متاهة الأعمال والأقوال الصبيانية.
الخاتمة
ذكر ابو حامد الغزالي” قال علىّ بن أبي طالب لجماعته: أأخبركم بارجي آية في القرءان؟
قالوا بلى. فقرأ عليهم سورة الشورى/30 ((وما أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)). (إحياء علوم الدين12/155).