نيويورك-سانا

رحبت قطر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، ولا سيما المحافظة على سلامة المدنيين، واستقرار مؤسسات الدولة، وضمان استمرار الخدمات العامة، وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري، وإعادة هيكلة الدولة.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني قولها أمس في بيان خلال اجتماع مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط: “إن قطر تفخر بموقفها الثابت على مدى الـ 13 سنة الماضية إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها الثابت لمطالبه في الحياة الكريمة والحرية والعدالة الاجتماعية”.

وأضافت المندوبة الدائمة: “إن موقف قطر الثابت تجسد في عودة العلاقات الأخوية مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتجلى خلال الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة السورية، كأول رئيس دولة يزورها بعد هذا التحول التاريخي، حيث جدد دعم وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها”.

وبينت أنه انطلاقاً من مسؤولية قطر الأخلاقية تجاه الأشقاء في سوريا لتحسين الوضع المعيشي والإنساني، فقد سيرت جسراً جوياً يحمل المساعدات الإنسانية، كما افتتحت مؤخراً “مدينة الأمل”، وهي مشروع سكني لإيواء النازحين في الشمال السوري.

وأشارت إلى أن الوضع الإنساني الحالي يتطلب تعزيز الجهود الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية، ورفع العقوبات لما لها من آثار سلبية على الشعب السوري.

وجددت مندوبة قطر إدانة بلادها لاستيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة مع سوريا، ومواقع مجاورة لها، مؤكدة أنه تطور خطير واعتداء صارخ على سيادة ووحدة سوريا، وانتهاك سافر للقانون الدولي، وأنه من الضروري أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإلزام الاحتلال بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة.. طاقات مادية وبشرية واعدة

أحيا الشعب السوري الذكرى الرابعة عشرة لثورته منتصرا بعودة الوطن إليه، بعد سرقته من قبل نظام الأسدين الابن والأب لمدة 54 عاما مليئة بالإجرام والفساد والتدمير ونهب الثروات. وبدأت خطوات عملية لبناء سورية الجديدة دون ديكتاتور، الأمر الذي يطرح سؤالا هاما وجوهريا حول مستقبل سوريا وطاقاتها البشرية والمادية الواعدة.

الطاقات البشرية

وصل عدد الشعب السوري خلال العام الجاري 2025 إلى 25 مليون نسمة، فضلا عن 600 ألف لاجئ فلسطيني جلهم في المخيمات الفلسطينية، كما تمّ تهجير أكثر من نصفهم داخليا وخارجيا شأنهم شأن إخوانهم من الشعب السوري. ولذلك انحاز فلسطينيو سوريا إلى الثورة السورية وكانوا شركاء في احتفالات النصر على نظام الطاغية الفار.

يمثل الأطفال دون الخامسة عشر من العمر حوالي 43 في المائة من السكان. يعتبر الشعب السوري نشيطا اقتصاديا وتستحوذ الزراعة نسبة كبيرة من قوة العمل، ورغم تهجير نظام المجرم الهارب بشار الأسد لنحو ثمانية ملايين سوري إلى جهات الأرض الأربعة، لكنهم لم ولن يتوقفوا عن التحصيل العلمي والعمل والحصول على خبرات كبيرة ستكون بكل تأكيد في خدمة وطنهم بعد استعادته من نظام الطاغية الفار من وجه العادلة.

وحدة الشعب السوري التي ترسخت بعد سقوط نظام الطاغية الهارب، وحماسة السوريين للنهوض بوطنهم بعد التحرير، من شأنهما أن تدفعا للاعتقاد بأن سوريا ستشهد استثمارات كبيرة خاصة من قبل دول عربية وخاصة قطر وكذلك تركيا وبعض الدول الأوروبية، وسيترافق ذلك مع الاستقرار التدريجي وبناء مؤسسات الدولة السورية، وخاصة القضاء ومجلس الشعب والاتفاق على دستور وطني بامتياز ورايته المواطنة
يزخر الشعب السوري إضافة إلى قوة مهنية نشيطة، بطاقات علمية توضحت خلال السنوات القليلة الماضية، من الطب والهندسة والمحاماة والإعلام والفن والتميز والإبداع، ومنهم من حاز على جوائز قيمة نتيجة تفوقهم في المهاجر الأوروبية والكندية وغيرها. تلك الطاقات ستسهم إلى حد كبير في بناء سوريا الجديدة وتطورها ونهوضها، رغم التدمير الكبير والمبرمج من قبل النظام الساقط، والذي لحق بالمنازل والبنى التحتية على كامل الجغرافيا السورية البالغ مساحتها 185 ألف كيلومتر مربع.

موارد مادية زاخمة

جنبا إلى جنب مع الطاقات البشرية الزاخرة المتوفرة في سوريا، ثمة ثروات باطنية متوفرة على مساحة الجغرافيا السورية وتمثل بمجملها عوامل مساعدة للارتقاء بالاقتصاد السوري بكافة قطاعاته، حيث قدر إنتاج النفط بنحو 600 ألف برميل يوميا كانت تذهب عوائدها إلى عائلة الأسد ونظامه، دون أن تدخل الموازنة السورية السنوية، في حين يقدر خبراء احتياطي النفط السوري المحقق بنحو مليارين ونصف المليار برميل، ويصل احتياطي الغاز إلى 8.5 تريليون متر مكعب، هذا إضافة إلى المعادن، فيبلغ احتياطي الفوسفات 1700 مليون طن، جنبا إلى جنب مع نسبة قليلة من اليورانيوم والفلزات المعدنية الأخرى.

وحدة الشعب السوري التي ترسخت بعد سقوط نظام الطاغية الهارب، وحماسة السوريين للنهوض بوطنهم بعد التحرير، من شأنهما أن تدفعا للاعتقاد بأن سوريا ستشهد استثمارات كبيرة خاصة من قبل دول عربية وخاصة قطر وكذلك تركيا وبعض الدول الأوروبية، وسيترافق ذلك مع الاستقرار التدريجي وبناء مؤسسات الدولة السورية، وخاصة القضاء ومجلس الشعب والاتفاق على دستور وطني بامتياز ورايته المواطنة.

الإطار الزمني

يذهب بعض المحللين بعيدا في قراءتهم لتطورات المشهد السوري، حيث يقدرون فترة النهوض في سوريا بعشرات السنوات بناء على حجم التدمير الكبير على مستوى الأبنية والمبنى التحتية، وبعض المؤشرات الاقتصادية التي خلفتها سياسات النظام البائد على صعيد الاقتصاد الكلي وعلى مستوى كل إنسان وفرد سوري، كالناتج المحلي الإجمالي وحصة كل سوري منه، وهي ضئيلة جدا، كما لم يتعد الدخل 20 دولارا شهريا في المتوسط. لكن الثابت أن وحدة الشعب السوري وفرحته بالنصر والحرية والإصرار على الارتقاء في بناء وطنه وازدهاره من شأنه أن يعزز فكرة أن سوريا ستنهض بقوة وبسرعة غير متوقعة، ولا تتجاوز بضع سنوات قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، وستحقق سوريا بذلك تنمية بشرية مرتفعة وقادمات الأيام ستجيب عن ذلك.

مقالات مشابهة

  • سوريا الجديدة.. طاقات مادية وبشرية واعدة
  • الإيسيسكو ترحب بقرار استئناف عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين حول سوريا: الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام
  • قوات الإدارة الموالية لتركيا تقطع الإنترنت والاتصالات عن مناطق الساحل السوري
  • الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
  • عاجل | وزارة الدفاع السورية للجزيرة: مسلحون من حزب الله عبروا الحدود في ريف حمص وقتلوا 3 من أفراد الجيش السوري
  • أصدقاء وأعداء سوريا الجديدة
  • سوريا الجديدة.. أي سياسة خارجية في محيط مضطرب وعالم متقلب؟
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • ميدو: بنتايج يمتلك شخصية الزمالك .. ولدينا كنز في قطاع الناشئين