للعاملين في صناعة السينما.. بشرى سارة من إدارة الحوار الوطني
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
قدم فنانون ومثقفون مصريون أثناء مشاركتهم في جلسة "الهوية الوطنية" إحدى جلسات المحور المجتمعي بالحوار الوطني مقترحات بـ "ضرورة تيسير إجراءات التصوير السينمائي العالمي بالمواقع المصرية وتخفيض نفقاته"، مؤكدين أن له دور في نشر التراث المصري وثقافتنا المصرية على نطاق عالمي أوسع، وينتج عنه ترويج للسياحة وزيادة للدخل القومي، وتوثيق وحفاظ على هويتنا ومكوناتها.
وقالت إدارة الحوار الوطني، في بيان، مساء اليوم، إن هذه التوصية اتخذت فيها الحكومة المصرية خطوات تجعلها قيد التنفيذ الآن، إذ أصدرت وزارة الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، بيانا لها، أشارت فيه إلى عمل الوزارة على إصدار مقترح التشريعات اللازمة لتنظيم هذا الشأن.
إجراءات التصوير السينمائيكان مجلس أمناء الحوار الوطني، رفع في أكتوبر 2023، التوصيات النهائية للجان المحور المجتمعي، التي عقدت في المرحلة الأولى من جلسات الحوار، إلى رئيس الجمهورية.
وجاءت التوصيات فيما يخص قضية ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ عليها، كالآتي:
تأسيس إطار تنظيمي للوزارات والجهات المعنية بقضية الهوية الوطنية وترسيخها "مجموعة وزارية تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء" وذلك على غرار المجموعة الاقتصادية بالحكومة المصرية.وضع وتنفيذ استراتيجية للحفاظ على الهوية وتشكيل الوعي وفق خطط تنمية ثقافية عادلة، يتم الاتفاق عليها تحت قيادة سياسية وثقافية وفكرية جامعة، على أن تراعي أولوية البدء بالمحافظات الحدودية وألا تغفل عن شأن المصريين في الخارج، وأن تكون متوافقة مع الخريطة السكانية وما يحدث من توسعات بالمدن الجديدة.صياغة وثيقة الحفاظ على الهوية المصرية من خلال عقد مناقشات وحوارات مجتمعية للوصول للقيم الأساسية التي لا مساس ولا تنازل عنها من جميع أطياف المجتمع المصري وتحويل القيم المتفق عليها من لجنة الوثيقة إلى سياسات تطبق في شكل ممارسات واجبة الاحترام من الفرد ومؤسسات الدولة المصرية من أجل ترسيخ القيم الإنسانية كنمط حياة للمصريين وضمان تحقيق مواطنة فعالة تقوم على المساواة أو المشاركة، وتعزيز ثقافة نبذ العنف وخطابات الكراهية والتوعية المستمرة بإخطارهم، وتحليل الموروث الثقافي المصري وتحديد مدى اتفاقه مع قيم الوطنية وقيم المساواة والسلام وهكذا العادات والتقاليد الموروثة.استعادة روح الهوية المصرية القديمة في الطابع المعماري للمنشآت والمؤسسات وكل المدن الجديدة، وذلك عن طريق الاستفادة من افكار ومشروعات تخرج طلبة كليات الفنون الجميلة وتنفيذها في تلك المنشآت العامة والخدمية، والتنسيق مع وزارة التعليم العالي ومؤسسة حياة كريمة حتى تكون البداية في تجميل وتعمير المنشآت والمرافق داخل قرى المرحلة الأولى من مبادرة تطوير الريف المصري.اختيار موضوعات القراءة والنصوص في المناهج المقررة بمعرفة لجنة من كبار الأدباء والنقاد، تتخير نصوصا من عيون الأدب تشجع الطلاب على الأقبال على القراءة.على أن يراعى في هذه المختارات أن تكون بعيدة عن التحيز أو التمييز الديني أو العرقي.إطلاق قناة خاصة بالأطفال، بإنتاج وطني متميز يعبر عن هويتنا، يكون محتواها منطوق بلهجة مصرية صحيحة في مقابل ما تقدمه قنوات والمنصات العالمية والإقليمية الأخرى.تشجيع المتاحف وغيرها من المؤسسات الثقافية لإقامة أنشطة بالجامعات والمدارس والنوادي المختلفة ترويج من خلالها لبرامجها وما تقدمه من فاعليات، مع إعفاء جميع طلبة المدارس من رسوم ارتياد المتاحف والمناطق الأثرية طوال العام.إطلاق منصة رقمية تضم الراغبين من صانعي المحتوى، تتولى التنسيق بينهم وفق خطط ورؤية عامة لتنفيذ محتوى ثقافي يرفع وعي المواطنين بشأن الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الطارئة، وكذلك تقدم محتوى مناسب للأطفال ضمن خطط إنتاجها.تسهيل إجراءات التصوير السينمائي العالمي بالمواقع المصرية، وكذلك تخفيض نفقاته، مما يساعد على نشر التراث المصري والثقافة المصرية على نطاق عالمي أوسع، وينتج عنه زيادة الدخل القومي، والترويج السياحي العالمي.عودة مهرجان القراءة للجميع، والتوسع في إطلاق مسابقات القراءة والرسم والإلقاء الشعري والتمثيل المسرحي للأطفال، وكذلك المهرجانات التراثية بين الأقاليم المصرية المختلفة.تفعيل دور المدارس والجامعات في القيام بدورها في تقديم البرامج والأنشطة الثقافية في فترة الصيف.تطوير منطقة سور الأزبكية وما حولها "حيث المسرح القومي" لمل لتلك المنطقة من أهمية تاريخية وثقافية.وشددت إدارة الحوار الوطني على أنه واستكمالاً للنقاشات الثرية من كافة العقول المصرية التي تقدم دائمًا توصيف المشكلة ومقترحات حلولها وآليات تنفيذ تلك الحلول، يسعدنا دومًا استقبال مقترحاتكم فيما يخص هذه التوصية وغيرها من توصيات الحوار الوطني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الحوار الوطني إدارة الحوار الوطني مجلس أمناء الحوار الوطني التصوير السينمائي وزارة الشئون النيابية والقانونية المحور المجتمعي بالحوار الوطني المزيد الحوار الوطنی
إقرأ أيضاً:
«حق الليلة».. موروث عريق يرسخ الهوية الوطنية
مريم بوخطامين (أبوظبي)
يشكل الموروث التراثي والمجتمعي ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية، والمحافظة على التقاليد والقيم الأصيلة، خاصة في ظل مبادرة «عام المجتمع 2025»، التي تهدف إلى تسليط الضوء على الترابط الأسري والروابط الاجتماعية، من خلال تنظيم وتفعيل المناسبات التراثية، والتي يتم من خلالها نقل العادات والتقاليد بين الأجيال، مما يساهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء.
كما أن الموروث الشعبي يمثل مصدر إلهام للأفراد والمجتمعات، حيث يعكس القيم التي شكلت تاريخ المجتمع وأسست لنمط حياته.
وتعد هذه المبادرات فرصة لإحياء التراث بأساليب معاصرة، مما يضمن استمراريته ودوره في التنمية والتطوير، ويجعل منه عنصراً فاعلاً في بناء مستقبل أكثر ترابطاً وأصالة، وهنا يصب إحياء هذه الفعاليات في دائرة مبادرة «عام المجتمع».
وأكد عدد من المواطنين أن الإمارات تستلهم نهج المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في صون التراث والحفاظ على الهوية الوطنية. فقد كرّس جهوده لتحقيق التوازن بين النهضة العمرانية وحماية الموروث الثقافي، مما أسهم في ترسيخ هوية الإمارات، وسط موجة التطور الحضاري التي شملت جميع القطاعات في الدولة.
«حق الليلة»
قال المواطن خميس سليمان الصغير: «إن التراث الإماراتي يشكل معلماً حضارياً، والذي تحرص على وجوده الجمعيات والمؤسسات التراثية والمهتمين بالجانب التراثي والثقافي عبر نقله وتنظيمه في المهرجانات والمراكز الثقافية التي تهدف إلى إبراز هذه الجوانب المضيئة في حضارة الإمارات، منوهاً بأن هناك العديد من المؤسسات والدوائر والشركات تهتم بتعزيز هذه الموروثات الإماراتية، وتستعين في كل المناسبات بالجمعيات التراثية المنتشرة في مدن الدولة؛ لأنها تعتبر جسور تواصل تربط الماضي بالحاضر، وتحافظ على تراث الآباء والأجداد، وعلى العادات والتقاليد المستمدة من المجتمع المحلي وبيئاته الجبلية والبحرية والصحراوية، معولاً أن مناطق الدولة تحتفل خلال شهر شعبان بفعالية «حق الليلة» التي تعتبر من الموروثات المستمرة والممتدة على مدار السنين.
القيم الاجتماعية
قال أحمد الشميلي: «إن «عام المجتمع» يخلق حالة ارتباط بينه وبين القيم الاجتماعية والتقاليد الموروثة التي تشكل هوية الأفراد والجماعات، مثل العادات والتقاليد والفنون الشعبية واللغة، وتلعب دوراً أساسياً في بناء النسيج الاجتماعي، وترسيخ الهوية الوطنية، منوهاً بأن له دوراً بارزاً في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز انتماء الأفراد لوطنهم وثقافتهم وتلاحم ووحدة أفراد المجتمع، خاصة أن هناك العديد من الموروثات التي تحمل قيماً وأفكاراً تعكس تجارب الأجداد، والتي تفيد المجتمع الحديث، ومنها المناسبات التراثية والتي ستحتفل بها خلال أيام قليلة البيوت الإماراتية وغير الإماراتية مناسبة «الحق الليلة» والتي تسهم في إثراء الثقافة المحلية، حيث يبقى هذا الاحتفال بحق الليلة تقليداً عريقاً شاهداً على الفرح ووسيلة للتواصل بين الأجيال، مما يسهم في تعزيز أواصر المودة وتقوية روابط المجتمع».
الوعي بالموروثات
قالت ابتسام الدعن: «إن عام المجتمع يركز في عام 2025 على تعزيز الهوية الوطنية وتقوية الأواصر الاجتماعية بين الأجيال وتوثيق الموروثات القديمة والتي تسهم في عدم تعرضها للاندثار، وذلك من خلال إدخالها في المناهج التعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بها، ناهيك عن تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تعزز الوعي بالموروثات، واستخدام وسائل الإعلام الحديثة لنشر المحتوى الثقافي التقليدي، وتشجيع الشباب على الاهتمام بالحرف والفنون التقليدية، مؤكدة أن الاهتمام بالموروث ليس مجرد مسألة تاريخية، بل هو استمرارية ثقافية تعزز من تماسكه واستقراره، وتجعل ماضيه حاضراً ومستقبله أكثر وضوحاً، موضحة أن المؤسسات المجتمعية وجمعيات النفع العام تسعى جاهدة في تحقيق هذه الأهداف التي من شأنها تخلق ماضي وحاضر ومستقبل الإمارات أكثر قوة ومنفعة للفرد والمجتمع.
«قرقيعان»
من جانبها، تحدثت مريم الواجف عن المناسبات التراثية بأنها بوابة الربط بين الماضي والحاضر، مستشهدة بمناسبة «حق الليلة» التي تعبر عن جزء من الماضي الذي لن يندثر، والتي تعنى بإحيائها وتنظيمها الجهات والمؤسسات المجتمعية في الدولة، موضحة أن مناسبة «حق الليلة» (قرقيعان) في الإمارات تعد جزءاً من التراث الأصيل الذي تناقلته الأجيال عبر الزمن، رغم تطور الملابس والحلويات والديكورات الخاصة بهذه المناسبة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بلمستها التراثية التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الجدات والأمهات عن طفولتهن، ويشكل هذا الاحتفال فرصة رائعة يتشارك فيها الكبار فرحة الأطفال، مما يعزز روح الألفة والمحبة في المجتمع، وكان الأطفال، وما زالوا، ينتظرون «حق الليلة» بشغف وسعادة، كحال الكبار، حيث تبدأ التحضيرات مبكراً بحياكة الملابس التقليدية المستوحاة من التراث الإماراتي، يرتدي الأولاد «الكندورة»، بينما تتألق الفتيات بالثوب الملون المخصص لهذه المناسبة، ويكتمل زيهما بحمل «الخريطة»، وهو كيس قماشي يجمعون فيه الحلوى والمكسرات.