الجزيرة:
2025-02-15@05:57:02 GMT

ما بعد الحرب.. السياسة تعود للسودان

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

ورصدت الجزيرة نت أبرز الأسباب وراء تقدم الجيش السوداني وتراجع قوات الدعم السريع وسط السودان، والتي كان من أبرزها سلاح الجو، والمسيّرات، واستهداف قادة الدعم السريع، وانضمام المنشقين عنها في ولاية الجزيرة إلى الجيش.

ووسط التقدم الذي يحرزه الجيش، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان أن "من يتخلى عن حمل السلاح من المقاتلين أو عن دعم المليشيا من السياسيين سيكون مرحبا به"، كما رفض أي تصنيف سياسي أو جهوي للكتائب المقاتلة.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي عبد الله رزق على خطاب البرهان قائلا إن "البرهان يتهيأ لأن يبقى جزءا من أي ترتيبات سياسية للوضع في البلاد متحكما بمصائرها طوال فترة الانتقال وما بعدها".

أما عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية "تقدم"، ياسر عرمان، فقال إن "خطاب البرهان يمنح فرصة للحوار، كما انتقل من خطاب النصر المطلق إلى رحابة حديث السياسة".

وصبيحة خطاب البرهان، أعلنت الخارجية السودانية أن قيادة الدولة طرحت خارطة طريق من 5 مكونات لمرحلة ما بعد الحرب في السودان، داعية المجتمع الدولي إلى دعمها.

وتتضمن الخارطة إطلاق حوار وطني شامل، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة، وتعديلات قانونية في الوثيقة الدستورية، ووقف إطلاق النار وإلقاء السلاح وإخلاء الأعيان المدنية، فضلا عن رفع الحصار عن الفاشر والانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور.

إعلان

وكانت قوى سياسية وقيادات قبلية ودينية وجماعات مسلحة مساندة للجيش قد سلمت البرهان خارطة طريق أقرتها بعد مشاورات.

وأكد البرهان أنه لا توجد فرصة ثانية لحزب المؤتمر الوطني للعودة إلى الحكم على أشلاء السودانيين، مما أثار ردا من الحزب الحاكم سابقا.

14/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

البرهان فتح باب النقاش السياسي أثناء الحرب، فمن يستطيع أن يوقفه؟

البرهان فتح باب النقاش السياسي أثناء الحرب، فمن يستطيع أن يوقفه؟
من الذي سيعترض ويقول ليس هذا وقت السياسية، الوقت للمعركة، طالما أن رأس الدولة وقائد الجيش لا يرى ذلك.

هل نتوقع من الساسة أن يكونوا “أعقل” من البرهان ويقولوا هذا ليس وقته، الأولوية الآن للمعركة؟ ولكن هذا بحد ذاته أكبر طعن في البرهان، في كفاءته السياسية على وجه الدقة.
ما يمنع الناس في الخوض في أمور سياسية هو شعورهم بأن وقتها لم يأت بعد. ولكن هناك مأزق آخر؛ فالدخول في صراع سياسي مع البرهان سيعني بلا شك مساءلة شرعيته من الأساس.
– ماذا؟
شرعية البرهان؟ أين سمعت هذا الكلام؟

لقد سمعناه من الجنجويد وحلفاءهم! ما يعني أن أي مساءلة لشرعية البرهان هي بمثابة برهان على صحة ما يقوله حلف الجنجويد ودعم لمسعاهم المعلن لنزع الشرعية لما يصفونه ب “بمجموعة بورتسودان”.
فأنت لا تستطيع التشكيك في شرعية البرهان بما يمنحه حق التقرير في شأن البلد دون إضعاف موقف البرهان والحكومة كلها في الحرب ضد الجنجويد وحلفاءهم.

هكذا يضطر الواقفون في خندق الجيش مكرهين لدعم شرعية البرهان. المساحة المتاحة بعد ذلك هي مساحة المعارضة من أرضية التسليم بحكومة بورتسودان باعتبارها الحكومة التي تمثلنا.

المشكلة هي أن البرهان بحاجة إلى التفاف الشعب حوله، وفي الوقت نفسه، لا نملك خيارات كثيرة لمواجهته، لأن المواجهة معه قد تضعنا في نفس خندق الأعداء لأننا سنجد أنفسنا نردد نفس كلامهم، بأن البرهان غير شرعي، وهو بالفعل كذلك في الحقيقة غير شرعي بالمعنى الدستوري للكلمة، ولكن نحن ندعم الحكومة التي يرأسها لأن ذلك ضروري للانتصار في الحرب.

فهذا مأزق، وهو يزاد عمقا في ظل وجود حكومة موازية تنازع البرهان الشرعية داخل الدولة الواحدة.
فالبرهان مطالب بإدراك دقة الموقف الموجود هو فيه ومن خلفه كل المصطفين خلف الجيش. ويجب أن يعلم البرهان أن دخوله في صراع مع الكلتة الداعمة للجيش سيعصف بموقفه كليا، والمشكلة الأكبر أن ذلك قد ينعكس على موقف الحكومة والدولة بحكم موقع البرهان على رأسها.

لقد أثبت الزمن خطأ الدعوات التي طالبت بعزل البرهان أو الإطاحة به أثناء الحرب؛ فقد انتصر الجيش وبشكل واضح حتى الآن. ولكن ميدان السياسية ليس كميدان العسكرية. في الجيش توجد مؤسسة تنصاع بموجب التراتبية العسكرية وتستطيع أن تفهم الاستراتيجيات والخطط العسكرية وتتعامل وفقها. ولكن السياسة ميدان مختلف وقواعده مختلفة ولا يمكن السيطرة عليه.

وبوضوح أكبر، ما أن يشعر الناس بطمع البرهان في السلطة أو برغبته في التلاعب على إرادة الشعب، بغض النظر عن نوايا البرهان التي لا يعرفها أحد، بمجرد حدوث ذلك سيكون له انعكاس مباشر على رؤية الناس للحرب ولجدواها: هل كل هذه التضحيات هي في النهاية من أجل شخص أو مجموعة أشخاص وليست من أجل الوطن؟

نتيجة هذا التساؤل أحد أمرين: إما التعامل مع البرهان وكل من يمثله كخطر تجب مواجهته من أجل بلوغ الانتصار، أو الزهد في هذه الحرب برمتها ففي النهاية لماذا ستموت من أجل شخص؟ وبقدر ما يكون خيار الزهد في الانتصار بعيدا وغير وارد فهذه في النهاية بلدنا ويجب أن ننتصر، سيكون خيار مواجهة البرهان أكثر حتمية بكل ما يجلبه ذلك من مضار أخفها تريد نفس حج الأعداء كما تقدم.

وفي كل الأحول، يبقى هناك حلا واحدا لا بد منه، يجب أن ينصاع البرهان وكل قيادة الدولة لإرادة الشعب، لا العكس. ولأن إرادة الشعب هي مصطلح غامض لا نستطيع تحديده، يجب أن نكون أكثر دقة، ونتكلم عن الديمقراطية.
– ماذا؟
نعم، ما فكرت فيه صحيح. مرة أخرى سنردد نفس الشعار الذي يرفعه الجنجويد!
ولكن الأمر بيد البرهان وقيادة الدولة والجيش. فحتى الآن شعارات الجنجويد والقحاتة هي شعارات زائفة، ولكن إن تمسكتم بالسلطة وعملتم على إقامة نظام دكتاتور ستمنحونها الصحة، ستصبح شعارات معبرة عن الواقع وسابقة له ومتقدمة على الجميع. وسنكون قد خسرنا الحرب حتى لو انتصرنا، وقد لا ننتصر أساسا.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «300» مليون دولار خسائر جامعة الجزيرة بسبب الحرب
  • السودان يبعث برسالة لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن اﻻفريقى
  • فيديو .. البرهان يحدد مصير القوات المقاتلة مع الجيش ويقطع طريق التفاوض والمساومة
  • البرهان: الجيش السوداني لن يتخلى عن الذين قاتلوا إلى جانبه
  • رؤساء غرف الصناعة التقليدية: اتفاقية دعم الغرف تشكل خارطة طريق لمستقبل القطاع
  • غزوة بدر
  • خارطة طريق المسار الأمني: المشري يستعرض المقترح التمهيدي للتنسيق مع البرلمان
  • البرهان ملك التوهان والبسترة
  • البرهان فتح باب النقاش السياسي أثناء الحرب، فمن يستطيع أن يوقفه؟