مسلسل نتفليكس يثير تساؤلات جديدة حول خل التفاح

لطالما أشاد المتخصصون في مجال العافية بخل التفاح باعتباره من العناصر الأساسية في الصحة؛ وتم تسليط الضوء عليه الآن مرة أخرى، وذلك بفضل برنامج جديد يحظى بشعبية كبيرة على نتفليكس.

خل التفاح هو مسلسل من 6 أجزاء، يعتمد على خبيرة الصحة الأسترالية بيل غيبسون، التي أقنعت ملايين المعجبين بها بأنها عالجت سرطان المخ من خلال تناول الطعام الصحي، والعيش النظيف، و"التفكير الإيجابي".

وجمعت غيبسون عدداً كبيراً من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2012 من خلال صورها لوصفات خالية من الغلوتين والسكر، ونباتية، والتي أعلنت أنها تتمتع بمجموعة من الفوائد في مكافحة السرطان.

ونشرت كتاب طبخ وتطبيقاً للعافية، وزعمت أن أرباحها البالغة مليون دولار سيتم التبرع بها لمؤسسات خيرية مختلفة لمكافحة السرطان.

في الواقع، كما كشف الصحفيون الأستراليون في النهاية، لم تصب بالسرطان أبداً.

فوائد يروجها المؤثرون

على سبيل المثال، قيل إن خل التفاح يساعد في خفض مستويات السكر في الدم، وتقليل خطر التسمم الغذائي وحتى علاج السرطان.

قال المشاهير إن السائل الحامض، قليل التكلفة، يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن.

وأخبرت فيكتوريا بيكهام متابعيها البالغ عددهم 32.9 مليوناً على إنستغرام أنها تتناول "ملعقتين كبيرتين" من خل التفاح "على معدة فارغة" كل صباح.

وقالت جينيفر أنيستون أيضاً مجلة فوج في عام 2023 أنها تتناول "خل التفاح كل صباح قبل أي شيء".

وعلى الرغم من أنه من المغري الوثوق بهذه الادعاءات الصحية الخيالية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن العديد من هذه الفوائد لم يتم تسجيلها إلا في دراسات مختبرية على عينات من الخلايا، وليس البشر.

ووفق "ديلي ميل"، هناك ادعاءات صحية كبيرة يتم تسليط الضوء عليها كالتالي:

قد يقتل البكتيريا

لقد استخدم الخل تقليدياً لتنظيف الطعام وحفظه لعدة قرون. لكن إحدى الدراسات التي أجريت عام 2005 اقترحت أيضاً أنه يمكن استخدامه لتقليل خطر الإصابة بالسالمونيلا، وهو نوع من البكتيريا يمكن أن يسبب التسمم الغذائي.

وقد عالج الباحثون أوراق الجرجير الملوثة إما بالخل أو عصير الليمون أو بمزيج من الاثنين. ووجدوا أن خلط عصير الليمون والخل أدى إلى تقليل نمو السالمونيلا.

لكن لا يُنصح بالاعتماد على هذا لتجنب التسمم بالسالمونيلا.

خفض مستويات السكر

أحد أكثر الادعاءات الصحية شيوعاً حول خل التفاح هو أنه يمكن أن يساعد في إدارة مستويات السكر في الدم.

واقترحت دراسة أجريت عام 2004 ونشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للسكري أن تناول الخل كجزء من وجبة تحتوي على الكربوهيدرات، مثل البطاطس أو الأرز، قد يحسن مستويات الغلوكوز والأنسولين بعد تناول الطعام.

من الناحية النظرية، يساعد هذا في مكافحة مستويات السكر المرتفعة في الدم. وقد بينت تجربة شارك فيها 20 شخصاً فقط، تناولوا وجبة من الخبز مع الزبدة وكوب من عصير البرتقال أن من تناولوا خل التفاح مع الوجبة كان لديهم مستويات غلوكوز أقل بعد الأكل.


كما توصلت دراسات أخرى استخدمت البشر وليس فقط أنابيب الاختبار إلى استنتاجات مماثلة
لكن الباحثين في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2016 وجدوا أن الخل أكثر فعالية لدى الأفراد الأصحاء وليس مرضى السكري.

والخلاصة، أن شرب جرعة من خل التفاح بعد تناول وجبة الطعام لن يحل محل أدوية السكري.

قد يساعد على التنحيف

يروج مشاهير مثل كيم كارداشيان وفيكتوريا بيكهام وجنيفر أنيستون لخصائص خل التفاح في حرق الدهون.

وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة الأطعمة الوظيفية أن شرب 15 مل (ملعقتان كبيرتان) من خل التفاح مع الغداء يمكن أن يساعد الناس على إنقاص الوزن.

وتناول المشاركون في التجربة نظاماً غذائياً يحتوي على 250 سعرة حرارية أقل من احتياجاتهم اليومية المقدرة.

وفقدت المجموعة التي شربت خل التفاح في المتوسط ​​1.3 كغم أكثر ممن تناولوا نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية فقط.

وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن خل التفاح يمكن أن يساعد في التخلص من 8 كغم في غضون 3 أشهر فقط عن طريق شرب 15 مل من الخل قبل الإفطار.

لكن لم يقنع ذلك جميع الباحثين. فقد مزق النقاد الدراسة الأخيرة التي أجريت على 120 شخصاً فقط، بحجة أنها كانت معيبة بشدة، ولم تثبت شيئاً.

ومن بين الانتقادات طول مدة الدراسة التي استمرت 12 أسبوعاً، وحقيقة أن المشاركين لم يكونوا "مستقرين في الوزن" في بداية الدراسة.

ضغط الدم

هناك ادعاء آخر عبر الإنترنت مفاده أن خل التفاح يمكنه التحكم في ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. ولكن عدم وجود أدلة يشير إلى أن هذه مجرد أسطورة شائعة أخرى.

وعلى الرغم من أن الدراسات تظهر بعض التحسن في ضغط الدم، إلا أن هذا يحدث فقط في الدراسات على الحيوانات.

 

المصدر: موقع 24