هل أنت مُصاب بالتخمة.. معرفيًا ؟!
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
عزيزي القارئ، انتبه! هل من الممكن أن تكون أنت «الذئب الهيجلي المعلوماتي» ولا تعرف ذلك؟
المقدمة:
لم أكن أفهم لماذا قد يقرأ المرء كتابًا كاملًا عن معجزة الصباح أو متى يستيقظ الناجحون، ولا يستيقظ باكرًا بعدها! ولماذا ينفق أحدهم مالًا لحضور دورة ما، ثم يخرج من هذه الدورة كما دخلها ! لماذا نريد استغلال أي وقت لسماع بودكاست مفيد أثناء قيامنا بعمل ما، وينقضي اليوم ونحن نشعر بالفخر؛ لأننا استمعنا إلى أكثر من بودكاست في اليوم ذاته؟
يقرأ الكثير من الناس في مجال تنمية الذات بشراهة، ويستطيعون كتابة مقالات في هذا المجال وإلقاء المحاضرات، لكن حين تنظر إليهم تجد أحوالهم عكس ما يقولون وما يعرفون! كنت أعرف أنني مصابة بهذه الظاهرة التي لم أكن أعرف تسميتها.
هل المعرفة تكفي؟ الأمر يشبه أن يحمل المرء كيس قمامة ضخمًا يرمي فيه كل معلومة يحصل عليها، ثم يظن أنه يحمل كنزًا ! بل والأدهى، أنني أستطيع بثقة أن أقول إن هذا الكيس مثقوب. فما الفائدة من جمع كمٍّ كبيرٍ من المعلومات إن كنا لن نستفيد منها؟ وما الفائدة أن تعرف شيئًا وأنت لا تفعل شيئًا حيال هذه المعرفة؟ لماذا نستمر في نهم جمع المعلومات ونريد أن نعرف كل شيء؟ هل هو الفضول حقًا، أم أن هناك سببًا آخر مختبئًا تحت الطاولة؟
التخمة المعرفية:
وجدت الإجابة مصادفة وأنا أقرأ كتاب «جلسات نفسية» للدكتور محمد إبراهيم. يشرح الكاتب حقيقة شعورنا بالمتعة عند معرفتنا لمعلومة جديدة؛ فالعقل البشري يحتوي على نواقل عصبية مثل: الدوبامين، وهو المسؤول عن المكافأة والشعور بالإنجاز. نحن حين نُدخل إلى المخ معلومات جديدة، نحفز بذلك إفراز الدوبامين، ونشعر بالإنجاز والرضا عن أنفسنا.
لكن حين نتحول إلى «ذئاب» همها الوحيد التهام أكبر قدر من المعلومات دون فهمها أو التركيز فيها أو الاستفادة منها، لنشعر بالإنجاز لأننا «نعرف» فقط، فالأمر خطير! وقد أطلق الدكتور عبدالوهاب المسيري على هذه الظاهرة مصطلح «الذئب الهيجلي المعلوماتي» أو «التخمة المعرفية».
تمعنت أكثر في أسباب أخرى قد تجعلنا مصابين بالتخمة المعرفية، فوجدت أن سهولة الحصول على المعرفة في عصرنا هذا، إضافة إلى الإدمان الرقمي واستهلاك المعلومات السطحية على مواقع التواصل الاجتماعي، كلها أسباب رئيسية. فأنت حين تتصفح هاتفك لمدة خمس دقائق، قد تحصل على خمس معلومات أو أكثر دون جهد يُذكر، ولا رغبة حقيقية منك في معرفتها. كما أن رغبتنا في التفوق، لاعتقادنا أن من يكتنز معلومات أكثر يتفوق، تزيد من تفاقم مشكلة التخمة المعرفية.
الخلاصة:
ليست المشكلة في أن تعرف وتتثقف، بل في أن تعرف ولا تطبق. راقب نفسك وانتبه: هل أنت تلتهم المعلومات بنهم دون الاستفادة منها؟ ما الفائدة من تجميع أكبر قدر من المعلومات في عصرٍ يسهل فيه الحصول على أي معلومة بضغطة زر؟ لا تغذِّ نفسك بالإنجاز الوهمي. لأنك حين تستيقظ على حقيقة أنك متخم معرفيًا، لكن هذه التخمة لم تطور شخصيتك، ولم تنقلك إلى مستوى أفضل، ولم تغير حياتك أو حياة من حولك، ستشعر بالإحباط وخيبة الأمل.
والآن، ماذا ستفعل اليوم لتحول المعرفة التي اكتسبتها إلى خطوات فعلية تغير حياتك؟
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من المعلومات
إقرأ أيضاً:
صقل مهارات 25 ألف سعودي في المهارات الرقمية
البلاد ــ الرياض
بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أعلنت” هواوي” عن إطلاق” مركز هواوي لتطوير المهارات” في مبادرة جديدة؛ تهدف إلى الارتقاء بمشهد المواهب الرقمية في المملكة، وذلك على هامش مؤتمر” ليب 2025″ المنعقد في الرياض.
ويشكّل المركز الجديد محطةً محورية في مسار الشراكة الإستراتيجية بين ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهواوي لدعم تطوير القدرات الرقمية، وتنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة.
ويهدف المركز إلى صقل مهارات 25 ألف موهبة محلية حتى عام 2030، من خلال برنامج تدريب سنوي شامل يركز على التقنيات الرئيسة؛ مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، والمنصات الرقمية الناشئة، وغير ذلك.
وأكدت الوكيل المساعد لقدرات ووظائف المستقبل في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات صفاء الراشد دور هذه المبادرة في دعم مسار تنمية القدرات الرقمية، مشيرة إلى أن مركز هواوي لتطوير المهارات يضيف قدرات بالغة الأهمية إلى البنية التحتية لتنمية المهارات الرقمية، كما يرفد هذا التعاون جهود تطوير القدرات الرقمية، ودعم الابتكار التكنولوجي، ومن خلال التركيز على تنمية المهارات العملية، يتم العمل على تلبية الطلب المتزايد على الخبرات الرقمية في المملكة؛ بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة هواوي السعودية ليام تشاو:” نسعى إلى توفير فرص واعدة لبناء المهارات، التي يحتاجها الأفراد في الاقتصاد الرقمي المعاصر، ويساعد هذا المركز في إعداد مواهب المتمرسين، الذين يمكنهم المساهمة في تنفيذ مبادرات التحول الرقمي عبر القطاعات كافة”.
ويجمع المنهاج التدريبي لـ” مركز هواوي لتطوير المهارات” بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، متيحًا للمتدربين فرصة الاطلاع المباشر على التقنيات الحالية، وممارسات القطاع، ومن خلال تجارب التعلم الغامرة والتعامل مع التقنيات المتطورة، سيكتسب المتدربون المهارات المتقدمة التي يحتاجونها لمعالجة التحديات التقنية المعقدة، ودفع عجلة التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات، وسيباشر المركز العمل على الفور، على أن تنطلق برامج التدريب الأولية خلال الأسابيع المقبلة.