لجريدة عمان:
2025-05-02@11:51:53 GMT

هل أنت مُصاب بالتخمة.. معرفيًا ؟!

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

هل أنت مُصاب بالتخمة.. معرفيًا ؟!

عزيزي القارئ، انتبه! هل من الممكن أن تكون أنت «الذئب الهيجلي المعلوماتي» ولا تعرف ذلك؟

المقدمة:

لم أكن أفهم لماذا قد يقرأ المرء كتابًا كاملًا عن معجزة الصباح أو متى يستيقظ الناجحون، ولا يستيقظ باكرًا بعدها! ولماذا ينفق أحدهم مالًا لحضور دورة ما، ثم يخرج من هذه الدورة كما دخلها ! لماذا نريد استغلال أي وقت لسماع بودكاست مفيد أثناء قيامنا بعمل ما، وينقضي اليوم ونحن نشعر بالفخر؛ لأننا استمعنا إلى أكثر من بودكاست في اليوم ذاته؟

يقرأ الكثير من الناس في مجال تنمية الذات بشراهة، ويستطيعون كتابة مقالات في هذا المجال وإلقاء المحاضرات، لكن حين تنظر إليهم تجد أحوالهم عكس ما يقولون وما يعرفون! كنت أعرف أنني مصابة بهذه الظاهرة التي لم أكن أعرف تسميتها.

كنت أريد معرفة أكبر قدر من المعلومات، لظني أن «المعرفة قوة»، كما أخبرونا، لكني كثيرًا ما كنت أستمع إلى معلومة ما وأشعر بأنها ستفيدني، ثم أؤجل الاستفادة منها من أجل البحث عن معلومات أخرى!

هل المعرفة تكفي؟ الأمر يشبه أن يحمل المرء كيس قمامة ضخمًا يرمي فيه كل معلومة يحصل عليها، ثم يظن أنه يحمل كنزًا ! بل والأدهى، أنني أستطيع بثقة أن أقول إن هذا الكيس مثقوب. فما الفائدة من جمع كمٍّ كبيرٍ من المعلومات إن كنا لن نستفيد منها؟ وما الفائدة أن تعرف شيئًا وأنت لا تفعل شيئًا حيال هذه المعرفة؟ لماذا نستمر في نهم جمع المعلومات ونريد أن نعرف كل شيء؟ هل هو الفضول حقًا، أم أن هناك سببًا آخر مختبئًا تحت الطاولة؟

التخمة المعرفية:

وجدت الإجابة مصادفة وأنا أقرأ كتاب «جلسات نفسية» للدكتور محمد إبراهيم. يشرح الكاتب حقيقة شعورنا بالمتعة عند معرفتنا لمعلومة جديدة؛ فالعقل البشري يحتوي على نواقل عصبية مثل: الدوبامين، وهو المسؤول عن المكافأة والشعور بالإنجاز. نحن حين نُدخل إلى المخ معلومات جديدة، نحفز بذلك إفراز الدوبامين، ونشعر بالإنجاز والرضا عن أنفسنا.

لكن حين نتحول إلى «ذئاب» همها الوحيد التهام أكبر قدر من المعلومات دون فهمها أو التركيز فيها أو الاستفادة منها، لنشعر بالإنجاز لأننا «نعرف» فقط، فالأمر خطير! وقد أطلق الدكتور عبدالوهاب المسيري على هذه الظاهرة مصطلح «الذئب الهيجلي المعلوماتي» أو «التخمة المعرفية».

تمعنت أكثر في أسباب أخرى قد تجعلنا مصابين بالتخمة المعرفية، فوجدت أن سهولة الحصول على المعرفة في عصرنا هذا، إضافة إلى الإدمان الرقمي واستهلاك المعلومات السطحية على مواقع التواصل الاجتماعي، كلها أسباب رئيسية. فأنت حين تتصفح هاتفك لمدة خمس دقائق، قد تحصل على خمس معلومات أو أكثر دون جهد يُذكر، ولا رغبة حقيقية منك في معرفتها. كما أن رغبتنا في التفوق، لاعتقادنا أن من يكتنز معلومات أكثر يتفوق، تزيد من تفاقم مشكلة التخمة المعرفية.

الخلاصة:

ليست المشكلة في أن تعرف وتتثقف، بل في أن تعرف ولا تطبق. راقب نفسك وانتبه: هل أنت تلتهم المعلومات بنهم دون الاستفادة منها؟ ما الفائدة من تجميع أكبر قدر من المعلومات في عصرٍ يسهل فيه الحصول على أي معلومة بضغطة زر؟ لا تغذِّ نفسك بالإنجاز الوهمي. لأنك حين تستيقظ على حقيقة أنك متخم معرفيًا، لكن هذه التخمة لم تطور شخصيتك، ولم تنقلك إلى مستوى أفضل، ولم تغير حياتك أو حياة من حولك، ستشعر بالإحباط وخيبة الأمل.

والآن، ماذا ستفعل اليوم لتحول المعرفة التي اكتسبتها إلى خطوات فعلية تغير حياتك؟

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من المعلومات

إقرأ أيضاً:

أين يقع الوعي في الدماغ؟ دراسة جديدة تحاول الإجابة

الوعي هو القدرة على الرؤية والسمع والحلم والتخيل والشعور بالألم أو الفرح أو الخوف أو الحب وغيرها، لكن أين يقع هذا الوعي تحديدا في الدماغ؟ سؤال لطالما حير العلماء والأطباء، وتقدم دراسة جديدة رؤى حديثة عن تلك المسألة.
في مسعى لتحديد أجزاء الدماغ المسؤولة عن الوعي، أجرى علماء الأعصاب قياسات للنشاط الكهربائي والمغناطيسي، بالإضافة إلى تدفق الدم، في أدمغة 256 شخصا في 12 مختبرا في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا والصين أثناء مشاهدة المشاركين صورا متنوعة.
وتتبعت القياسات النشاط في أجزاء مختلفة من الدماغ.
وجد الباحثون أن الوعي قد لا ينشأ في الجزء "الذكي" من الدماغ، وهي المناطق الأمامية حيث تحدث عملية التفكير التي نمت تدريجيا في عملية التطور البشري، لكنه قد ينشأ في المناطق الحسية في الجزء الخلفي من الدماغ الذي يعالج الإبصار والسمع.
وقال عالم الأعصاب كريستوف كوك من معهد ألين في مدينة سياتل في الولايات المتحدة "لماذا كل هذا مهم؟".
وكوك أحد المعدين الرئيسيين للدراسة المنشورة هذا الأسبوع في دورية (نيتشر) العلمية.
وأوضح "إذا أردنا أن نفهم ركيزة الوعي ومن يملكها، البالغون والأطفال قبل اكتساب اللغة والجنين في الثلث الثاني من الحمل والكلب والفأر والحبار والغراب والذبابة، فنحن بحاجة إلى تحديد الآليات الأساسية في الدماغ..."
وعُرضت صور وجوه أشخاص وأشياء مختلفة على المشاركين في الدراسة.
وذكر كوك "الوعي هو الشعور الذي نحس به عند رؤية رسم محمصة خبز أو وجه شخص. الوعي ليس السلوك المرتبط بهذا الشعور، على سبيل المثال الضغط على زر أو قول ‘أرى فلانا‘".
واختبر الباحثون نظريتين علميتين رائدتين حول الوعي.
بموجب نظرية "مساحة العمل العصبية الشاملة"، يتجسد الوعي في مقدمة الدماغ، ثم تنتشر المعلومات المهمة على نطاق واسع في جميع أنحائه.
أما بموجب نظرية "المعلومات المتكاملة"، فينبع الوعي من تفاعل أجزاء مختلفة من الدماغ وتعاونها، إذ تعمل هذه الأجزاء معا لدمج المعلومات المستقبلة في حالة الوعي.
ولم تتفق النتائج مع أي من النظريتين.
أين يقع الوعي؟
قال كوك متسائلا "أين توجد العلامات العصبية التي تدل على الوعي في الدماغ؟ ببساطة شديدة، هل هي في مقدمة القشرة المخية، أي الطبقة الخارجية من الدماغ، مثل القشرة الجبهية، مثلما تنبأت نظرية مساحة العمل العصبية الشاملة؟".
والقشرة الجبهية الأمامية هي التي تجعل جنسنا البشري فريدا من نوعه، فهي التي تحفز العمليات المعرفية العليا مثل التخطيط واتخاذ القرار والتفكير والتعبير عن الشخصية وتعديل السلوك الاجتماعي.
ومضى كوك في تساؤلاته "أم أن علامات (الوعي) موجودة في المناطق الخلفية من القشرة؟". والقشرة الخلفية هي المنطقة التي تحدث فيها معالجة السمع والإبصار.
وقال "هنا، تصب الأدلة بشكل قاطع في مصلحة القشرة الخلفية. إما أن المعلومات المتعلقة بالوعي لم يُعثر عليها في الأمام، وإما أنها كانت أضعف بكثير من تلك الموجودة في الخلف. وهذا يدعم فكرة أن الفصوص الجبهية، وإن كانت ضرورية للذكاء والحكم والاستدلال إلخ، لا تشارك بشكل حاسم في الرؤية، أي في الإدراك البصري في حالة الوعي".
ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من تحديد ما يكفي من الاتصالات التي تستمر للمدة التي تستغرقها تجربة الوعي في الجزء الخلفي من الدماغ لدعم نظرية المعلومات المتكاملة.
وتوجد تطبيقات عملية لتكوين فهم أعمق لديناميات الوعي في الدماغ.
وقال كوك إن ذلك سيكون مهما لكيفية تعامل الأطباء مع المرضى في حالات الغيبوبة أو متلازمة اليقظة بلا استجابة، وهي حالة يكونون فيها مستيقظين ولكن لا تظهر عليهم أي علامات على الوعي بسبب إصابة دماغية أو سكتة دماغية أو سكتة قلبية أو جرعة زائدة من المخدرات أو أسباب أخرى.
ومن بين هؤلاء المرضى، يموت ما بين 70 إلى 90 بالمئة بسبب اتخاذ قرار بسحب العلاج الذي يدعم الحياة.
وذكر كوك "مع ذلك، نعلم الآن أن حوالي ربع المرضى في حالة الغيبوبة أو ... متلازمة اليقظة بلا استجابة يكونون واعين، وعيا خفيا، ومع ذلك لا يستطيعون الإشارة إلى ذلك"، في إشارة إلى بحث منشور العام الماضي في دورية (نيو إنجلاند) الطبية.
وأضاف "ستمكننا معرفة آثار الوعي في الدماغ من أن نرصد، بشكل أفضل، هذا الشكل غير الظاهر من ‘الوجود‘ دون القدرة على الإشارة".

أخبار ذات صلة علماء يكتشفون دليلاً جديداً يربط بين دهون الدماغ ومرض الفصام المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط تشهد فعاليات أكاديمية النمو للبنك الدولي بالشرق الأوسط
  • أين يقع الوعي في الدماغ؟ دراسة جديدة تحاول الإجابة
  • معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يعزز مكانة اللغة العربية كمنصة رائدة لإنتاج المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي
  • نهيان بن مبارك: برؤية محمد بن زايد نبني مجتمع المعرفة
  • جامعة السلطان قابوس تدشن 5 إصدارات جديدة
  • المعلومات من بابل والتنفيذ في نينوى.. صفعة جديدة لتجار المخدرات
  • البلبيسي: بنك المعرفة المصري الدولي يؤسس لعصر جديد من البحث العلمي العربي
  • قرقاش: «أبوظبي للكتاب» يعكس مكانة الإمارات كمركز معرفي
  • التعليم العالي: تنظيم جلسات حوارية حول "التوظيف والجاهزية للمستقبل" و"مسارات الابتكار
  • وزير التعليم العالي: بنك المعرفة المصري يطلق أكاديمية شباب الباحثين لدعم قدرات الباحثين