أيقونات فنية تشكيلية وموسيقية فلسطينية رسخت الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
رسخ العديد من اللاجئين الفلسطينيين هويتهم الوطنية الفلسطينية بالفن التشكيلي والموسيقى والتلحين ومن بين هؤلاء الراحل محمد الوهيبي ومتولي أبو ناصر وفؤاد الموعد الذين ترعرعوا في حنايا المخيمات الفلسطينية في سوريا، ولتبقى عيونهم شاخصة باتجاه وطنهم الوحيد فلسطين.
محمد الوهيبي
توفي الفنان التشكيليّ الفلسطينيّ محمد الوهيبي عام 2015 عن عمر 68 سنة، بعد رحلة متميزة من العطاء في عالم الفنّ التشكيليّ، إذ أبدع لوحات حفرية ملوّنة ولوحات تشكيلية حملت بصمته الخاصة ليعبّر عن حالات إنسانية كانت فلسطين ـ وطنه الأمّ ـ حاضرةً فيها بقوة.
محمد الوهيبي
والوهيبي من مواليد مدينة طبريا في فلسطين عام 1947، عاش وأسرته بعد النكبة في مخيم خان الشيح في محافظة ريف دمشق، وتلقى دروسه الابتدائية والإعدادية في مدارس المحافظة، ثمّ درس المرحلة الثانوية في دمشق وتخرّج في كلّية الفنون الجميلة ـ قسم الحفر والطباعة اليدوية عام 1984.
يقول الفنان أكثم طلاع ـ ابن شقيقة الراحل ـ إن الوهيبي ساهم في تطوير الحركة التشكيلية في سوريا في فترة الثمانينات من القرن الماضي، مع رواد تلك المرحلة. إذ شارك في أكثر من عشرين معرضاً فردياً كان آخرها عام 2010، وفي عدد كبير من المعارض الجماعية كان آخرها معرض "الخريف" السنوي السنة الماضية.
وقال طلاع إن رحيل الوهيبي خسارة للفن التشكيليّ في سوريا وفلسطين والعالم العربي، فالراحل كان راوياً بصرياً من خلال الرموز والحكايا الفلسطينية والاسطورة، ومبدعاً حقيقياً له حضوره القويّ في المشهد الفني التشكيليّ، وستبقى أعماله حاضرة في عالم الفنّ التشكيليّ.
متولي أبو ناصر
مسرحي فلسطيني من مواليد 22/04/1974 دمشق. البلد الاصلي: فلسطين ـ قضاء صفد ـ قرية النويرية. التعليم : كلية العلوم النفسية ـ جامعة دمشق. بدأ مشواره الثقافي مع مسرح الطفل مع مسرحية "الأرنب الضائع" 1996 / مخيم اليرموك ـ منتدى غسان كنفاني / تأليف و اخراج. العرض الثاني للأطفال بعنوان " السّر" 1998 / تأليف وإخراج. بعدها توجه إلى مسرح الكبار وأسس مع بعض الشبان "مسرح أبناء الشمس" من بينهم الشهيد الفنان حسان حسان. كان العرض الأول مسرحية "سبع دقائق تكفي" 2005 ـ تأليف وإخراج / عرضت في عدة أماكن منها مسرح الخالصة اليرموك ـ لبنان. مسرحية " ليش" 2006 ـ على مسرح اليونوسكو في بيروت ضمن فعاليات المسرح الصامت. تأليف وإخراج.
متولي أبو ناصر
ومن مؤلفاته: 2009/ مجموعة مسرحية تتضمن نصين " سبع دقائق تكفي" و " حلم و لكن عن دار كنعان. 2010/ "خريف الذكريات" كان هذا النص من ضمن النصوص الثلاثة التي فازت بمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما. ترجم العمل الى الانكليزية. 2014/ مع عدد من الصحفيين والباحثين صدر كتاب "تجربة المدن المحررة في سوريا" كان لي مشاركة بالجزء المتعلق بالحالة الفلسطينية في سوريا. 2015/ مع عدد من الباحثين الدوليين الأجانب من سويسرا وفرنسا أصدرنا بحثا علميا تحت اسم "المجتمع المدني في سوريا" ترجم البحث إلى عدة لغات منها العربية والأنجليزية والفرنسية.. عمل في هذا البحث 30 باحث اجتماعي.
خلال هذا المشوار كان له عمل صحفي مع عدة منابر كانت بدايتها مع نشر مقالات في النقد المسرحي (جريدة تشرين ـ الثورة ـ الهدف ـ الحياة المسرحية ). وبعد عام 2010 عمل مع عدة منابر منها (جريدة الأخبار اللبنانية ـ جريدة المدن ـ العربي الجديد الأنجليزية ـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين ـ مجلة رمان الثقافية. خلال الأعوام 2014 و2015 و2018؛ نفذ عدة مشاريع في " مسرح الدمى" في السويد باللغة السويدية والعربية.
فؤاد موعد
موسيقي وعازف عود وقانون فلسطيني من مواليد مخيم اليرموك بدمشق 1976، وتعود أصوله إلى قرية صفورية قضاء مدينة الناصرة الجليلية؛ وهو مدرس موسيقى، وهو مدرس سابق بكل من: قرى الأطفال العالمية SOS فرع سوريا وبرنامج المرآة التابع لوكالة الغوث الدولية وفي مدرسة اللاييك بدمشق فضلاً عن مدرسة التطبيقات المسلكية بدمشق، مدرسة Busy Bee دمشق، جمعية قوس قزح لأطفال دمشق كما درسّ في مدارس السنابل بدمشق وعدة مدارس خاصة وعامة، وهو مختص بشكل كبير بالموسيقى ومسرح الطفل.
فؤاد موعد
تتلمذ قي مجال الموسيقى على يد الموسيقار الراحل حسين نازك حيث كان آخر تلاميذه، وعمل الموعد كعازف في فرقة العاشقين الفلسطينية وقرقة بيسان، فرقة مورة، والموعد عضو مؤسس بفرقة مولتي كولتي النمساوية ومدرب فرقة أجيال للفنون الشعبية الفلسطينية ، وحاز الموعد على تقدير كأفضل مدرس موسيقى للأطفال من وزارة التربية والتعليم السورية، ولديه مشاركات فنية محلية وعربية ودولية، ويقيم الفنان الموسيقي فؤاد موعد في النمسا منذ 2014، وهو مدير صفحة الموسيقار حسين نازك وعضو مجموعة إحياء التراث الفلسطيني والأرشيف الوطني الفلسطيني .
*كاتب فلسطيني مقيم بهولندا
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطينيين فلسطين مسيرة هوية فنانون سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تقليص الوجود الأمريكي في سوريا.. قراءة في تفاهمات غير معلنة
سوريا – لم يكن قرار واشنطن بتقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بعيداً عن مسار الرسائل المتبادلة مع دمشق وانتزاع تفاهمات تسمح بضمان مصالح واشنطن وحلفائها في سوريا والمنطقة.
ورغم أخذ الولايات المتحدة – وخلافاً للاتحاد الأوروبي – مسافة من الحكومة السورية الحالية وإصرارها على عدم الاعتراف الكامل بها، فيما أبقت الباب موارباً على قرار من هذا القبيل لا يزال في رحم الغيب.
فما هي رسائل واشنطن من وراء تقليص وجودها العسكري في بلد لا تزال تطعن بشرعية حكومته؟! وهل كان تقليص عدد القوات الأمريكية وإعادة انتشارها داخل الأراضي السورية ليمر دون التنسيق المباشر أو عبر الحلفاء بين واشنطن ودمشق؟ وإلى أي مدى تعهدت السياسة البراغماتية للحكومة السورية بالحفاظ على المصالح الأمريكية طمعاً في انتزاع ثقة واشنطن وصولاً إلى الاعتراف الكامل بها كحكومة تمثل الشعب السوري بكافة أطيافه؟
هذا مجازكم نحو اعترافنا بكم
يؤكد المحلل السياسي فهد العمري أن إعلان واشنطن عن القيام بعملية إعادة انتشار لجنودها في سوريا والمباشرة بتقليص عددهم هناك لم يكن بعيداً عن سياسة العصا والجزرة التي يبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب بصدد تبنيها في هذا البلد، وقد تجلت أحدث إشاراتها في حديث مسؤولين حكوميين أمريكيين لعدد من وسائل الإعلام عن إمكانية الاعتراف الأمريكي الصريح بسيادة سوريا على أراضيها، وإزالة أسماء المسؤولين الحكوميين السوريين عن قوائم الإرهاب، ورفع العقوبات أو تعليقها تمهيداً لوصول المساعدات الإنسانية من كافة دول العالم.
وفي حديثه، أشار العمري إلى أن الشروط الأمريكية المتعلقة بهذا الشأن باتت في جملتها معروفة وتتمثل في إقصاء المتشددين في سوريا عن المناصب الأمنية والسياسية، وعدم السماح بأن تكون الأراضي السورية منصة لأي نشاط سياسي أو ميداني وحتى إعلامي للفصائل الفلسطينية، وتقديم إحاطة كاملة وشفافة بمخزون الأسلحة الكيميائية في البلاد والالتزام بتأمين هذه الأسلحة على نحو علني ومسؤول.
وأضاف بأن الشروط الأمريكية التي لا تقبل المساومة أبداً تتمثل كذلك في محاربة داعش ومنع اشتداد عودها مجدداً، وقطع الطريق على أية عودة محتملة لإيران إلى الساحة السورية، مشيراً إلى أن هذين المطلبين تحديداً يشكلان حجر زاوية المصالح الأمريكية في هذا البلد.
وشدد المحلل السياسي على أن بدء واشنطن بتقليص عدد قواتها في سوريا لم يكن بعيداً عن الإشارات الإيجابية التي التقطتها من الحكومة السورية الجديدة في هذا الشأن، وتحديداً فيما يخص محاربة داعش وإجهاض عدد من مخططاتها الرامية إلى الضرب في عمق الأراضي السورية وتحديداً في دمشق.
ووفقاً للعمري، فإن حكومة دمشق، وإدراكاً منها للحساسية التي عادة ما تبديها الولايات المتحدة لعلاقة الدول مع الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل والتي تصنفها كل من واشنطن وتل أبيب كحركات إرهابية، بادرت إلى استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قصد دمشق في زيارة رسمية، استثمرتها حكومة الرئيس الشرعي في طمأنة واشنطن إلى سلوكها الطريق المهادن في العلاقة مع القضية الفلسطينية بما تحمله من رمزية عند السوريين، والذي يمر عبر قيادات فلسطينية ترضى الولايات المتحدة وإسرائيل عن سلوكها، فيما بدا أنه سلوك براغماتي من قبل الحكومة السورية سعت من خلاله إلى تشجيع واشنطن على الاعتراف بها، حيث كان لافتاً أنه وعقب الزيارة مباشرة، قام الأمن السوري باعتقال قياديين فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي المعروفة بتبنيها للكفاح المسلح ضد إسرائيل وقربها الشديد من إيران.
الانسحاب تعزيز لنفوذ دمشق في وجه “قسد”
وشدد العمري على أن الانسحاب الأمريكي المتدرج من شمال شرق سوريا سيؤثر بلا شك في قدرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على المناورة السياسية والميدانية تجاه حكومة الرئيس الشرعي، وبالأخص بعد فشل الأكراد في توحيد كلمتهم على خلفية إلغاء المؤتمر الكردي السوري العام الذي كان يهدف إلى استخلاص موقف كردي صلب في مواجهة حكومة دمشق، قبل أن يتبادل الأكراد الاتهامات فيما بينهم بشأن المسؤولية عن فشل انعقاد المؤتمر نتيجة لضغوط خارجية اتهم المجلس الوطني الكردي السوري بالانصياع التام لها.
فشل يرى العمري أن أبرز أسبابه يتمثل في تغير المواقف الدولية تجاه “قسد” التي بدأت تستشعر الضعف عقب بدء المدرعات الأمريكية بمغادرة الأراضي السورية قبل حوالي الشهر من الإعلان الرسمي عن ذلك. وهو ما دفع “قسد” إلى الإعلان عن وقف تام لإطلاق النار في منطقة سد تشرين بريف حلب، والتي بقيت على مدى أشهر مسرحاً لمعارك عنيفة بين “قسد” وقوات من وزارة الدفاع السورية الجديدة.
ويرى المحلل السياسي أن من تداعيات هذا “التراجع” في المواقف السياسية بالنسبة لـ”قسد” هو تسريب مصادر مقربة من دمشق عن قرب الإعلان عن إعادة فتح طريق أم فروخ قرب محافظة الرقة، بعدما أفضت النقاشات المشتركة بين الحكومة السورية و”قسد” إلى قرب تسليم هذه الأخيرة مناطق عين عيسى واللواء 93 إلى قوات وزارة الدفاع في الحكومة السورية الجديدة، مع نشر قوات من الشرطة المدنية بعد السماح بعودة السكان المدنيين إلى منازلهم وقراهم، كما أفضت النقاشات إلى قرب سيطرة القوات الحكومية على المناطق الحدودية، وبالأخص منها الحدود السورية التركية.
وأشارت المصادر المقربة من الحكومة السورية إلى أن واشنطن ستسلم الأراضي التي تسيطر عليها في دير الزور والرقة إلى قوات وزارة الدفاع السورية، مع احتفاظها بقاعدة تنسيق قرب سد تشرين بحيث تشرف على عملية التنسيق بين “قسد” وأنقرة ودمشق التي لا تزال تتمسك بموقفها الداعي إلى انسحاب “قسد” من المناطق ذات الأغلبية العربية في الرقة ودير الزور بناء على رغبة السكان العرب المتواجدين هناك وفقاً للرواية الحكومية.
وهذه كلها، وفق العمري، تنازلات ما كانت لتتم بهذا اليسر لولا الضغوط الأمريكية على “قسد” ودفعها للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة، فيما يشكل نوعاً من التوطئة السياسية للاعتراف الأمريكي اللاحق بالحكومة السورية كممثل للشعب على كامل الجغرافيا السورية، وهو ما تمثل في بيان الخارجية الأمريكية الذي أعقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في سد تشرين، والذي رحب بالتهدئة ووقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء البلاد، كما دعا البيان إلى العمل بمسؤولية من أجل بناء سوريا موحدة ومستقرة وآمنة.
ثمة عوائق
من جانبه، يرى المحلل السياسي أحمد طعمة أنه وعلى الرغم من كل الإشارات التي قد تفتح الباب على تعاون أوسع بين واشنطن ودمشق، فإن ثمة عوائق لا تزال قادرة على كبح أي تطور إيجابي في هذا الشأن.
وفي حديثه لـ”RT”، عدد طعمة أبرز هذه العوائق والتي تتمثل في وجود متشددين إسلاميين في عدد من المفاصل الأمنية والعسكرية والسياسية داخل الحكومة السورية ممن تضعهم واشنطن على قوائم الإرهاب، وتحديداً الأجانب منهم. وهو أمر عزز الانقسام في الموقف الأمريكي الرسمي حيال آلية التعامل مع دمشق، والذي ينتظر وفق طعمة أن يبقى قائماً ضمن قنوات التنسيق الأمني فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فيما سيبقى رفع العقوبات أو تعليقها مرهوناً بمدى تجاوب دمشق مع المطالب الأمريكية المرتبطة بالدرجة الأولى بأمن إسرائيل، الجارة اللدودة التي لم تأخذ تطمينات الرئيس أحمد الشرع على محمل الجد.
وختم طعمة حديثه لموقعنا بالإشارة إلى الصعوبات التي تعترض طريق الحكومة السورية في مساعيها لنيل الرضا الأمريكي، والتي ستمر حتماً بصدام ما بين الدبلوماسية السورية التي تريد الاستثمار في إنجازات الشهور الخمسة الأولى، والفصائل المتشددة التي لا تزال قادرة على التأثير العميق في المشهد السياسي المحلي وتداعياته الإقليمية رغم انضوائها ضمن القوات الحكومية، ليبقى مستوى العلاقة مع الأمريكيين وفق طعمة مرهوناً بنتائج هذا الصراع الذي لا يزال يدور في الخفاء.
المصدر : RT