لجريدة عمان:
2025-02-15@13:07:29 GMT

أسوأ المحامل

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

يُقَيَّم الحكم في «أسوأ المحامل» على عدة احتمالات أو اعتبارات؛ منها: أن الإنسان بحكم ضعفه غير مطلع على خفايا الأقوال والأفعال لدى الطرف الآخر، سواء كان هذا الطرف قريبا جدا منه، أو بعيدا عنه، والقرب والبعد هنا؛ أيضا؛ ينظر إليهما من كثير من الوجوه والزوايا، بين قرب معنوي ــ وهو المعرفة الخاصة به، وهذه نفسها تخضع لمقاييس شديدة التعقيد، وذلك فما يدور في خلد صاحبك، يظل ليس يسيرا أن تعرفه، وتتحقق منه، إلا إذا خاصك به بأمانة مطلقة - أو قرب مادي ــ وهو القرب المرتبط بالجسد ــ ويندرج تحت ذلك كل العلاقات القائمة بين الناس؛ قريبها وبعيدها على حد سواء، ولأننا ضعفاء؛ حتى الثمالة؛ فإن استشعار الأسوأ مما يصدر عن الآخر تجاهنا؛ هو امتداد لهذا الضعف، وهو ضعف فطري؛ كما هو معلوم بالضرورة، ولذلك تتسلسل مجموعة الحكم والنصائح في أهمية ألا نكون في حدة الرد أثناء المواجهة، فقد لا يقصد الطرف الآخر كل ما يخيم على ذاكرتنا في تلك اللحظة الفارقة في العلاقة بين الطرفين المتحاورين، على أنه سيئ، سواء أكان هذا الحوار عقلانيا محكما، أو كان حوارا جنونيا منفلتا من عقال الحكمة والتيقن.

ومع ذلك لا ينظر إلى حالة «أسوأ المحامل» على أنها نقيصة خلقية من قبل الآخرين، إطلاقا؛ فهذه فطرة، وفي مقولة: «رحم الله امرأ نفعه ظنه» ما يخفف من تحمل المسؤولية عند الطرف الذي يستشعر منه الأسوأ من أي طرف كان يدخل معه في حوار علاقة ممتدة، أو علاقة مؤقتة، فكما هو حق الرد مكفول، فإنه كذلك حق تصحيح الظن مكفول، صحيح؛ أن حالة «أسوأ المحامل» قد تؤدي في بعض الأحيان إلى ضرر كبير على الطرفين، سواء على الطرف المستقبل لما يبدو من الطرف المرسل، أو حتى على الطرف المرسل الذي -لربما- لا يقصد ما تفوه به، أو قام به من عمل مادي، تجاه الطرف الأول، فكلا الطرفين واقع في مأزق الأسوأ، ولذلك تتجلى الحكمة أكثر من الطرف المستقبل في بداية الأمر، وذلك في أن لا يتلبسه الشطط في الحكم على قول أو فعل الطرف الثاني، على اعتبار الظن السليم بالآخر، ويمكن للطرف الآخر أن يتقين في مجريات العلاقة بعد ذلك إن كان صاحبه يتقصد الأسوأ، أو غير ذلك تماما، وفي الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» ــ حسب الروايةــ فيه الكثير مما يجب الانتباه إليه، حتى لا تقع الأطراف المتعاطية في مختلف العلاقات في أسوأ ما يمكن أن يحدث نتيجة سوء الظن.

ولذلك فـ«أحسن المظان» هو ورقة رابحة عند كل الأطراف في مختلف العلاقات، حيث تظل ربحيتها في عوائدها المعنوية والمادية على كلا الطرفين، عندما ينجزان قدرا من التعامل السليم والآمن، وهو التعامل الذي يضيف أبعادا إنسانية على قدر كبير من الأهمية، ولذلك يحق تسمية إدارة العلاقات بأنها إدارة تقنية بامتياز، وذلك لعدم كفاءة الجانب المعنوي في تصويب مساراتها، فالظن لا يكفي للحكم على مستوى العلاقة بالنجاح أو الفشل، فلا بد أن ترافق ذلك حمولة كمية من العطاء المادي، المتبادل بين مختلف الأطراف، ومن الأقوال الرائعة في هذا المعنى القول المنسوب إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملا» ــ بحسب المصدر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

???? إعادة تقسيم السودان

واضح أن برهان وجماعته يتعاملون بكسل وبلادة وجهل وخيانة مع موضوع تشكيل #حكومة_الدعم_السريع.

هذا يلاحظ في الطريقة الهزلية الساخرة التي يتعامل بها أبواق السلطة المرتشون مع الأمر بإعتباره لعبة.
هذهذ ليست لعبة!
*هذا الأمر خطير وجدي وينبغي التعامل معه بحسم وبخطة واضحة يكتبها خبراء في العلاقات الدولية والقانون والسياسة والإعلام وليس مجموعة من المتبطلين السكارى يأتي بهم السكرتير الفاشل علاء*.

نحن نعيش عصر الدول غير المعترف بها ولم يعد الإعتراف الأممي بالكيانات مسألة مهمة.
جمهورية أرض الصومال القريبة منا هنا ليست لديها عضوية في المنظمات الأممية والقارية، لكنها تمارس سيادة كاملة على أرض منزوعة من الصومال الكبير بتواطؤ غربي وأفريقي -رخيص كالعادة- وعربي.

يحمل مواطنو أرض الصومال وثائق ثبوتية وجوازات سفر تسمح لهم بالسفر إلى أوروبا والإمارات ويوفع حكامها الإتفاقيات السياسية والعسكرية.

هناك دول أخرى يمكننا تسميتها بدول الأمر الواقع، ومنها ستكون دولة آل دقلو المقبلة.
*ينبغي أن تصدر حكومة السودان بياناً واضحاً وحاسماً بأن إعلان هذه الحكومة من إثيوبيا أو أي بلد آخر هو بمثابة #إعلان_حرب على السودان* والسودان يحتفظ لنفسه بحق الرد.
أي دولة تتعامل مع هذه المجموعة تعتبر دولة عدو وينبغي قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
أيها الشعب:

*إياكم أن تسمعوا رأي دبلوماسيي وأفندية وزارة الخارجية الذين يقفون -بحكم تضارب المصلحة- ضد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى لأن الأمر يؤثر عليهم ويقلل فرص النقل والإبتعاث، والمصلحة الشخصية -في بلدنا المنكوب- مقدمة كثيراً على المصلحة الوطنية*.

السودان أصلاً في عزلة سياسية بسبب عجز الحكام الحاليين وفسادهم وضعف قدراتهم وقابليتهم للرشوة والإبتزاز، ومن الأفضل العزلة بموقف صارم وحاسم بدلاً عن العزلة بموقف خائب ومنكسر.
اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

الصور: جوازات أرض الصومال وكوردستان والصحراء الغربية التي يسافر بها مواطنو تلك الدول غير المعترف بها

محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني يناقش مع وزير الخارجية البريطاني تعزيز العلاقات الثنائية
  • مدرب تشيلسي يصف أداء لاعبيه بـ «الأسوأ»!
  • الأسوأ منذ 30 عاماً..ارتفاع عدد المصابين بالحصبة في تكساس لـ48 حالة
  • عدد المصابين بالحصبة في تكساس الأسوأ منذ 30 عاماً
  • ???? إعادة تقسيم السودان
  • أبو شامة: جهود الوساطة المصرية القطرية نجحت في إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار من الانهيار
  • أستاذ في العلوم السياسية: تحول نوعي بالموقف الأمريكي تجاه الصراع الروسي الأوكراني
  • أشرف خضر: الإسماعيلي من سيئ إلى أسوأ.. وعلى الجميع التكاتف لإنقاذه
  • العلاقات السورية التركية.. تاريخ طويل من التقلبات والملفات العالقة