موقع 24:
2025-02-15@06:40:13 GMT
"حق الليلة".. الفرحُ إذ يغمرُ القلوب!
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
منذ العام الفائت، وهي تسألني عن ليلة النصف من شعبان، تريدُ أن ترتدي فستانها التراثي، تتزينُ بالنقوش التي ترسم هويتها، وتمسكُ بالحقيبة القماشية الواسعة، كي تطوف من فرحٍ لآخرٍ، لتدخل بابَ سعادةٍ يفتحها على أبوابٍ متعددةٍ، جميعها زُينت بالحب، وطرزت بالكرم، تزدحمُ أمامها الأطفال رفقة الأمهات والآباء أو بمعية الخادمات اللواتي بِتنَ يتسابقن للحصول على الحلوى، وهن يضربن المفازات، فيما تدورُ أقداح القهوة والشاي المزدانة بالهيل والزعفران.
كُنا في دبي، وكانت منطقة القوز الأولى مقصدنا. ارتدت ابنتي دانة قفطاناً مطرزاً بالورود، جلست في المقعد الأمامي، وكان شارع الشيخ زايد دربنا نحو البهجة.
ما أن وصلنا القوز الأولى، إلا وبانت علائم السرور، فالأبواب مشرعةٌ والملابس التراثية الإماراتية ترتديها الفتيات والصبية الصغار، وكأنها نجومٌ تمشي على الأرض بأقدامٍ من نور.
أحسستُ بماءٍ ينسابُ في داخلي، وأن شمساً قد أشرقت وعاد بي شعاعها إلى أكثر من أربعين خلت، حين كنت طفلاً أتقافز فرحاً وأنا أخرج محملاً بأكياس من المكسرات والفول السوداني والحلوى، التي كانت تغرف لنا من السلال في ليلة النصف من شعبان.
هذه العودة إلى الذاكرة المحببة، الحضن الأول، أشعرتني بالأمان، ومنحتني سكينة أفتقدها منذ سنوات طويلة، وهو وإن كان شعوراً برقياً خاطفاً، إلا أن قوته امتدت معي لساعات، ليغمرني بأنفاسه الحميمة، ويبلسم روحي، ويخيط جراح الزمن ويغلقُ أفواهها.
كُنا حينها نحمل أكياساً تراها تكاد تنفجرُ من ثُقل الهدايا، فكنا نعقدُ أثوابنا، ونصيرها حقائب، ونربطها حول الخصر، لتكون هي الأخرى كالهوادجِ تهجعُ فيها الأقمار!
كانت ابنتي دانة تبتسم وهي تدخل من بيت لآخر في منطقة القوز الأولى بدبي، وهي التي لها من المدينة نصيب، فكلاهما دانتانِ، واحدة لأبيها، والثانية للدُنيا.
الأهالي كانوا ودودين، غاية في اللطف، متوشحين بكرمِ أهل الإمارات وطيبة التقاليد ونقاء التراث، والفخر بالموروث الذي يتناقل جيلاً بعد جيل.
حول دانة كانت زرافات من الأطفال والعائلات، من جنسيات وأعراق وأديان ومذاهب متنوعة، يجمعهم أمرٌ واحد: الفرح!
هذه هي قوة التراث عندما يصير هوية جامعة، تنفتح على مختلف الثقافات فتجذبها إليه، وتجعلها مهتمة به، مقدرة له، معلية من شأنه، بل ومنخرطة فيه، وكأنها جزء منه.
كنتُ أرى سحناتٍ مختلفة، أردية وملابس متنوعة، لغات عدة، وجميعهم وكأنهم موجُ بحر هادرٍ يداعب عتبات المنازل، فلا يسمع منها إلا أصوات الترحاب وترانيم السلام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ليلة النصف من شعبان حق الليلة
إقرأ أيضاً:
إحذروا إنفعالات الفرح
لفت نظري أنتشار فيديوهات إنفعالات فرح أمهات بعودة الإبن من ساحات القتال.
لا أجزم على العموم ولكن أستنتج أن بعض هذه الفيديوهات قد رتب لها بحيث تكون العودة معلومة للمقاتل وللمصور ومفاجئة للأم.
تبكي الأم وتنفعل لدرجة انها تقفز خلال إحتضانها لولدها العائد بالسلامة.
هذه الدرجة من الإنفعال يمكن أن تقتل أو تكون لها مضاعفات صحية خطيرة.
رفقا بالأمهات فصحتهن أهم من المشاهدات وتجنب إنفعالاتهن أهم من التفاعلات.
#كمال_حامد ????