بيروت- أعلن رئيس حكومة لبنان الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري أن التيار الذي يترأسه سيشارك في الاستحقاقات المقبلة في البلاد، وذلك خلال احتشاد شعبي في ساحة الشهداء في بيروت، اليوم الجمعة، إحياء للذكرى الـ20 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/شباط 2005.

ورفعت حشود تيار المستقبل شعار "بالعشرين على ساحتنا راجعين"، وهو ما يعد مؤشرا على العودة إلى العمل السياسي بعد انقطاع دام 3 سنوات منذ الانتخابات النيابية لعام 2022، التي تزامنت مع مغادرة الحريري لبنان واستقراره في دولة الإمارات.

وكان عدد من مسؤولي التيار، وفي مقدمتهم أمينه العام أحمد الحريري، قد أطلقوا مواقف أكدت أن كلمة سعد الحريري ستكون بمثابة "نقطة انطلاق مرحلة جديدة تشهد عودة التيار إلى مكانه الطبيعي في المعادلة الوطنية، والمشاركة الفعالة في انتخابات 2026".

تيار المستقبل أعلن أن إحياء ذكرى اغتيال رفيق الحريري سيستمر على مدار العام (رويترز) خطاب سياسي

من جهتها، أكدت النائب السابقة بهية الحريري أن إحياء الذكرى لن يقتصر على تاريخ 14 شباط/ فبراير فحسب، بل سيمتد على مدار العام، مشيرة إلى أن تعليق الرئيس الحريري للعمل السياسي لا يعني التراجع عن الاهتمام بالشأن العام.

هذا وتلقى جمهور تيار المستقبل موقف الحريري بإيجابية في الشارع لا سيما في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع، حيث يعتبره "رمزا للاعتدال بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة"، مما أكسبه مكانة بارزة لدى تياره رغم غيابه عن الساحة السياسية.

ويصف الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب، للجزيرة نت، خطاب سعد الحريري بأنه سياسي بامتياز بعد انقطاعه عن الحديث في الشأن العام منذ إعلانه تعليق العمل السياسي، وقراره عدم خوض الانتخابات النيابية أو المشاركة في الحياة السياسية.

إعلان

ويرى أن الحريري وجه رسائل عديدة إلى الداخل اللبناني، إذ عبر عن ارتياحه لانتخاب رئيسي الجمهورية جوزيف عون والحكومة نواف سلام، كما أعلن دعمه المطلق لهما. وأضاف أن الحريري أكد انخراط تيار المستقبل في الاستحقاقات السياسية والوطنية المقبلة، مشيرا إلى احتمال العودة إلى خوض الانتخابات النيابية والبلدية هذه السنة والعام المقبل.

ورغم ذلك، أوضح دياب أن الحريري لم يعلن صراحة عن ترشحه، معتبرا أن هذا القرار يعود إلى التيار وتحضيراته للاستحقاقات القادمة. ونقل عن الحريري اكتفاءه بالتأكيد على أن "كل شيء بوقته حلو"، مشيرا إلى أنه سيتحدث عن هذه المسألة في الوقت المناسب.

مراقبون يرون أن سعد الحريري أطلق مرحلة جديدة في مسيرة تيار المستقبل (رويترز) رسالة مباشرة

ووفقا للمحلل دياب، تطرق الخطاب أيضا إلى التطورات الأخيرة مثل الحرب الإسرائيلية وسقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حيث شدد الحريري -بوضوح- على أن "النظام الذي قتل رفيق الحريري قد انهار"، داعيا إلى الاستفادة من المتغيرات الإقليمية لصالح لبنان.

وبرأيه، "وجه الحريري رسالة مباشرة إلى الجمهور الشيعي في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية حثهم فيها على الانخراط في مشروع الدولة ليكونوا جسر تواصل بين لبنان والدول العربية والمجتمع الدولي، بدلا من أن يكونوا تابعين لمحاور أخرى".

أما أبرز ما في الخطاب، يضيف، فهو تأكيد الحريري على أن "السلاح الشرعي الوحيد في لبنان هو سلاح الجيش والقوى الأمنية، وهو ما يتماشى مع أدبيات تيار المستقبل ومشروع رفيق الحريري الوطني الذي يرتكز على سيادة الدولة اللبنانية".

ويختم بأن سعد الحريري أطلق مرحلة جديدة في مسيرة تيار المستقبل، مؤكدا انخراطه في مشروع الدولة ودعمه لعهد الرئيس عون وحرصه على نجاحه، باعتباره تيارا سياسيا يتمتع بقاعدة شعبية واسعة.

إعلان قراءة دقيقة

من جانبه، يرى المحلل السياسي جورج علم -في حديثه للجزيرة نت- أن قراءة سعد الحريري للأحداث المستجدة على المستويين الإقليمي والمحلي كانت دقيقة، وأعلن من خلالها موقفه بعودة تيار المستقبل إلى الساحة السياسية في توقيت متزامن مع حدثين هامين هما:

الأول: يتمثل في وقف إطلاق النار في الجنوب، الذي لا يزال يتأرجح بين التطبيق الكامل والتنفيذ الانتقائي. ورغم ذلك هناك جهود حثيثة لعدم العودة إلى القتال رغم الثغرات والصعوبات التي تعترض تطبيقه. الثاني: يتعلق بتوافق الأفكار التي طرحها الحريري في خطابه مع ما ورد في خطاب القَسم لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون خلال إعادة انتخابه في مجلس النواب، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الحكومة نواف سلام.

من جهة أخرى، يعتبر علم أن إعلان الحريري عن عودة تيار المستقبل إلى العمل السياسي يتناغم مع نهج جديد بدأ يشهده لبنان منذ انتخاب رئيس الجمهورية من خارج الطبقة السياسية، واختيار رئيس حكومة غير منتمي لهذه الطبقة إلى جانب تشكيل حكومة تضم شخصيات قد تكون قريبة من المكونات السياسية لكنها لا تحمل انتماءات حزبية ضيقة.

ووفقا له، فإن إعلان الحريري في هذا الوقت عن عودة التيار السياسية يتطلب دفعا سياسيا كبيرا لتفعيله بشكل جدي، وقد يعمل الحريري على إعادة تفعيل خلايا التيار استعدادا للانتخابات البلدية في مايو/أيار المقبل، وأيضا تحضيرا للانتخابات النيابية بهدف العودة إلى المشاركة في العمل المؤسسي داخل الدولة اللبنانية.

وتحدث علم عن تركيز الحريري على تطبيق اتفاق الطائف، وهو الموضوع الذي يعتبره المحلل السياسي جوهريا في خطاب الحريري ومساره السياسي. ويعتقد أن تمسكه به "يشير إلى رسائل ربما موجهة إلى راعي هذا الاتفاق وهي السعودية، رغم الغيوم التي قد تظلل هذه العلاقة في الوقت الراهن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تیار المستقبل رفیق الحریری سعد الحریری الحریری فی العودة إلى

إقرأ أيضاً:

سعد الحريري يعلن عودته للعمل السياسي في لبنان

بيروت

أعلن رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريرى عودة تيار “المستقبل” برئاسته للعمل السياسى، قائلًا: أنا باقٍ معكم وتيار “المستقبل” باقٍ وسيبقى معكم وسيكون صوتكم فى كل الاستحقاقات الوطنية وبكل المحطات القادمة.

وجاء ذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الـ20 لاغتيال والده رفيق الحريرى، الذى اُغتيل عام 2005.

وكان سعد الحريرى قد أعلن فى يناير عام 2022 تعليق عمله السياسى وعدم مشاركة تيار المستقبل فى الانتخابات، وقبل ذلك بحوالى 3 أشهر أعلن سعد الحريرى زعيم (تيار المستقبل)، تعليق العمل فى (تلفزيون المستقبل) وتصفية حقوق العاملين والعاملات، استنادا إلى ذات الأسباب المادية التى كانت قد دعت إلى إغلاق جريدة المستقبل قبل أشهر.

وعاد الحريرى اليوم الجمعة ليعلن العودة للساحة السياسية، من ساحة الشهداء ببيروت، خلال كلمته التى ألقاها فى ذكرى استشهاد والده رفيق الحريرى، وشدد سعد الحريرى على أن مشروع الرئيس الشهيد “مكمل” و”شوفوا يلى حاولوا يقتلوه وين صارو” قائلًا أن “جمهور رفيق الحريرى باقٍ وتياره سيبقى تيار الاعتدال واعادة الإعمار والعروبة والحداثة والانفتاح والعيش الواحد بين كل اللبنانيين.

وأكد سعد الحريرى أنه “منذ تعليق عملنا السياسى قبل 3 سنوات ازدادت الأزمات التى كانت قائمة”، وأنه “خلال 20 عامًا شهد لبنان أزمات كثيرة أنهكت اللبنانيين ولم ننكر يومًا المسؤولية الملقاة على عاتقنا”.

وأَضاف: “صرلنا زمان ما حكينا” ومنذ 20 عامًا نزلتم إلى الساحة وقلتم للرئيس الشهيد رفيق الحريرى إننا سنشتاق إليك واليوم عدنا إلى هذه الساحة لنقول للشهيد “اشتقنالك”.

وأضاف الحريرى الذى ألقى التحية على الحشود التى توافدت من أجل إحياء ذكرى 14 شباط وبعدما قرأ الفاتحة على ضريح الرئيس الشهيد، أن “منذ 20 عامًا طالبتم بتحقيق العدالة وطردتم نظام الرئيس المجرم بشار الأسد من لبنان، وبعد 20 سنة تمكن الشعب السورى طرد بشار الأسد وما حصل هو بداية العدالة”.

وفى هذا الإطار، قال “نريد أفضل العلاقات الندية مع سوريا ونتمنى لها الإزدهار والإستقرار”.

واعتبر الحريرى أن الحرب الإسرائيلية التى شهدها لبنان كانت “مجنونة ومجرمة” واستهدفت أهلنا ودمرت بيوتهم ومجتمعهم، وقال: “أنحنى للشهداء الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية وأرفع رأسى بالتضامن الذى حصل خلالها ولقد أكدتم بالفعل أن “لبنان واحد”.

كما شدد على أهمية العمل لتنمية اقتصادية شاملة فى كل المناطق، مشيرًا إلى أن لبنان بات أمام فرصة جديدة بانتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وقال: “ونحنُ نرفض أى محاولة للاتفاف على هذه الفرصة”، مشددًا على ضرورة خروج الجيش الإسرائيلى من كل المناطق المحتلة فى جنوب لبنان.

مقالات مشابهة

  • سعد الحريري من بيروت في الذكرى العشرين لاغتيال والده: "بإرادتكم طردتم بشار الأسد"
  • سعد الحريري يعلن عودته للعمل السياسي في لبنان
  • آلاف اللبنانيين يحيون الذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري
  • إحياء الذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري في ساحة الشهداء ببيروت
  • آلاف اللبنانيين يحيون الذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري على وقع تغيرات سياسية  
  • لبنان .. سعد الحريري يعلن عودة تيار المستقبل للعمل السياسي
  • لبنان يحيي الذكرى الـ20 لاغتيال رفيق الحريري
  • لبنان يحيي الذكرى الـ 20 لاغتيال رفيق الحريري على وقع تغيرات سياسية
  • في الذكرى الـ20 لاستشهاد الحريري.. هذا ما شهدته سماء بيروت قبل قليل