انطلقت أعمال الدورة الـ61 لمؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الجمعة، وشهدت الجلسة الافتتاحية توجيه رسائل أوروبية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين بدا نائبه جيه دي فانس وكأنه يوجه "دورسا" لأوروبا وطالبها بتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها.

ويشارك أكثر من 800 ضيف في مؤتمر ميونخ الذي يستمر حتى بعد غد الأحد، بينهم قادة ورؤساء حكومات وكبار مديري شركات عالمية، لا سيما شركات الدفاع، بالإضافة إلى أكاديميين وممثلين عن منظمات غير حكومية.

وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقوف أوروبا إلى جانب أوكرانيا "لتحقيق سلام عادل ودائم مع ضمانات أمنية قوية"، وتعهدت بالعمل على تسريع انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت إن "مستقبل أوكرانيا مع الأسرة الأوروبية".

وطالبت فون دير لاين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يثبت أنه "تخلى عن طموحاته بتدمير أوكرانيا"، وجاء ذلك بعد حديث ترامب عن اتفاقه في اتصال مع بوتين على بدء محادثات السلام من أجل أوكرانيا قريبا وتبادل الزيارات الودية. كذلك، أشارت الإدارة الأميركية إلى أنه سيتعيّن على أوكرانيا التخلي عن أراض لصالح روسيا، وأن انضمام كييف إلى الناتو هو أمر "غير عملي".

إعلان

وحذرت فون دير لاين من الدخول في "سباق عالمي بحرب الرسوم الجمركية"، في إشارة إلى خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض الرسوم، وأكدت أن استهداف أوروبا بالرسوم "لن يمر مرور الكرام"، وتعهدت بالرد بالمثل.

نائب الرئيس الأميركي يتحدث أمام مؤتمر ميونخ (غيتي)

من جانبه، قال جيه دي فانس إن هناك إمكانية "لتحقيق تسوية معقولة بين أوكرانيا وروسيا"، وأكد أن الإدارة الأميركية لديها الكثير من المخاوف بشأن الأمن الأوروبي، واعتبر أن "توجه الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها العسكري أمر رائع".

وقدم دي فانس مجموعة من الطلبات لأوروبا تضمنت دعوة لاتخاذ "قرارات صعبة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية" واعتماد "العملية الديمقراطية لحل المشاكل التي تواجهونها" وانتقادا لـ"تراجع حرية التعبير في بعض الدول الأوروبية"، وحث المسؤولين الأوروبيين على وقف الهجرة غير النظامية، وقال إن الناخبين لا يريدون فتح "البوابات" أمام الملايين.

فانس وشتاينماير

وقبل انطلاق المؤتمر، التقى جيه دي فانس الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وقال إنه والرئيس ترامب "على قناعة راسخة بأن أوروبا بالطبع حليف مهم للغاية للولايات المتحدة"، مضيفا أنه من المهم أيضا إدراك أن "على أوروبا أن تضطلع في المستقبل بدور أكبر في أمنها".

من جانبه، أكد شتاينماير ضرورة فتح فصل جديد في العلاقات الألمانية- الأميركية، وقال "يتعين علينا الاستمرار في تحمل المسؤولية عن أمننا المشترك".

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنائب الرئيس الأميركي في وقت لاحق اليوم، وتخشى الجهات الأوروبية الداعمة لكييف من أن يجبر ترامب أوكرانيا على الدخول في اتفاق سلام سيئ من شأنه أن يقوي الرئيس الروسي قرب حدود أوروبا.

وأفاد ترامب الخميس بأن "شخصيات عالية المستوى" من موسكو وكييف وواشنطن ستجتمع في ميونخ الجمعة، لكن الرئاسة الأوكرانية أشارت إلى أنها لا تتوقع المشاركة في محادثات مع مسؤولين روس، وأوضحت أنه "حاليا، لا يوجد أي أمر مطروح على الطاولة".

إعلان

ويبحث مؤتمر ميونخ عددا من القضايا، بينها الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر في الشرق الأوسط، والإنفاق الدفاعي، كما يركز على العلاقات بين الغرب والصين، وتوترات التجارة العالمية، والصراعات في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأزمات المناخ، والأمن الغذائي والطاقة، والذكاء الاصطناعي وتنظيم التكنولوجيا.

ويشهد المؤتمر نحو 350 جلسة بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي في حلف شمال الأطلسي، والحوكمة العالمية، والأمن العالمي، والمرونة الديمقراطية، والمناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مؤتمر میونخ دی فانس

إقرأ أيضاً:

نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟

قال نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الجمعة، "عندما نرى المحاكم الأوروبية تلغي الانتخابات وكبار المسؤولين يهدّدون بإلغاء انتخابات أخرى، فإننا نحتاج أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نلتزم بمعايير عالية بشكل مناسب".

وشبّه فانس، خلال حديثه بمؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، زعماء أوروبا الحاليين، بمن وصفهم بـ"الحكام المستبدين الذين قادوا الأنظمة القمعية في جميع أنحاء القارة خلال الحرب الباردة".

وأوضح: "ضمن الذاكرة الحيّة للعديد منكم في هذه الغرفة، لقد وضعت الحرب الباردة المدافعين عن الديمقراطية في مواجهة قوى أكثر استبدادا في هذه القارة"، مردفا: "ضعوا في حسبانكم الجانب الذي خاض تلك المعركة وفرض رقابة على المعارضين، وأغلق الكنائس، وألغى الانتخابات. هل كانوا هم الأخيار؟ بالتأكيد لا". 

وأبرز نائب الرئيس الأمريكي: "من الجيّد أنهم خسروا الحرب الباردة. خسروا لأنهم لم يقدروا أو يحترموا كل المزايا الاستثنائية التي توفرها الحرية"، فيما ختم حديثه بالقول: "لا يمكنكم إجبار الناس على ما يفكرون فيه، أو ما يشعرون به، أو ما يؤمنون به؛ ومن المؤسف أنني عندما أنظر إلى أوروبا اليوم، لا يمكنني في بعض الأحيان فهم ما حدث لبعض المنتصرين بالحرب الباردة".

وفي السياق نفسه، علٍّق وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس بالقول: "هجوم نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، اللاذع، ضد الزعماء الأوروبيين: غير مقبول".

عقب إلقاء فانس كلمة في مؤتمر ميونخ للأمن، قال بيستوريوس، الجمعة، خلال فعالية منفصلة، إنه: "لم يستطع أن يبدأ خطابه بالطريقة التي كان ينوي أن يبدأ بها في الأساس".


وتابع وزير الدفاع الألماني الذي يقوم حاليا بحملة لصالح الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) قبل الانتخابات الفيدرالية في البلاد في 23 شباط/ فبراير: "إذا كنت قد فهمت فانس بشكل صحيح، فإنه قد قارن الظروف في أجزاء من أوروبا بتلك الموجودة في الأنظمة الاستبدادية، وهذا غير مقبول".

وأردف: "الديمقراطية الألمانية تسمح بتعدد الآراء، مما يعني أن حزب البديل من أجل ألمانيا من أقصى اليمين (AfD) يمكنه أن القيام بحملته: مثل أي حزب آخر"، مسترسلا: "أعارض بشدة الانطباع الذي خلقه نائب الرئيس فانس بأن الأقليات يتم قمعها أو إسكاتها في ديمقراطيتنا".

مقالات مشابهة

  • نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟
  • خلاف علني.. مسؤولة أوروبية تهاجم خطاب نائب الرئيس الأمريكي
  • نائب الرئيس الأمريكي: سنعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • رجل ترامب الثاني في مؤتمر الأمن يهاجم أوروبا بسبب "القمع"
  • رجل ترامب الثاني في مؤتمر الأمن يهاجم أوروبا بسبب "القمع"
  • نائب الرئيس الأمريكي: ترامب منفتح على الحوار رغم اختلافه مع الجميع
  • نائب الرئيس الأمريكي: يجب أن تلعب أوروبا "دورًا كبيرًا" في الأمن
  • وسط مخاوف أوروبية.. لقاءات روسية أمريكية في «مؤتمر ميونخ للأمن» لإنهاء حرب أوكرانيا
  • نائب الرئيس الأميركي يعرب عن مواساته عقب هجوم ميونخ