دروس أميركية ورسائل أوروبية لترامب في افتتاح مؤتمر ميونخ
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
انطلقت أعمال الدورة الـ61 لمؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الجمعة، وشهدت الجلسة الافتتاحية توجيه رسائل أوروبية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين بدا نائبه جيه دي فانس وكأنه يوجه "دورسا" لأوروبا وطالبها بتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها.
ويشارك أكثر من 800 ضيف في مؤتمر ميونخ الذي يستمر حتى بعد غد الأحد، بينهم قادة ورؤساء حكومات وكبار مديري شركات عالمية، لا سيما شركات الدفاع، بالإضافة إلى أكاديميين وممثلين عن منظمات غير حكومية.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقوف أوروبا إلى جانب أوكرانيا "لتحقيق سلام عادل ودائم مع ضمانات أمنية قوية"، وتعهدت بالعمل على تسريع انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت إن "مستقبل أوكرانيا مع الأسرة الأوروبية".
وطالبت فون دير لاين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يثبت أنه "تخلى عن طموحاته بتدمير أوكرانيا"، وجاء ذلك بعد حديث ترامب عن اتفاقه في اتصال مع بوتين على بدء محادثات السلام من أجل أوكرانيا قريبا وتبادل الزيارات الودية. كذلك، أشارت الإدارة الأميركية إلى أنه سيتعيّن على أوكرانيا التخلي عن أراض لصالح روسيا، وأن انضمام كييف إلى الناتو هو أمر "غير عملي".
إعلانوحذرت فون دير لاين من الدخول في "سباق عالمي بحرب الرسوم الجمركية"، في إشارة إلى خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض الرسوم، وأكدت أن استهداف أوروبا بالرسوم "لن يمر مرور الكرام"، وتعهدت بالرد بالمثل.
من جانبه، قال جيه دي فانس إن هناك إمكانية "لتحقيق تسوية معقولة بين أوكرانيا وروسيا"، وأكد أن الإدارة الأميركية لديها الكثير من المخاوف بشأن الأمن الأوروبي، واعتبر أن "توجه الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها العسكري أمر رائع".
وقدم دي فانس مجموعة من الطلبات لأوروبا تضمنت دعوة لاتخاذ "قرارات صعبة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية" واعتماد "العملية الديمقراطية لحل المشاكل التي تواجهونها" وانتقادا لـ"تراجع حرية التعبير في بعض الدول الأوروبية"، وحث المسؤولين الأوروبيين على وقف الهجرة غير النظامية، وقال إن الناخبين لا يريدون فتح "البوابات" أمام الملايين.
فانس وشتاينمايروقبل انطلاق المؤتمر، التقى جيه دي فانس الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وقال إنه والرئيس ترامب "على قناعة راسخة بأن أوروبا بالطبع حليف مهم للغاية للولايات المتحدة"، مضيفا أنه من المهم أيضا إدراك أن "على أوروبا أن تضطلع في المستقبل بدور أكبر في أمنها".
من جانبه، أكد شتاينماير ضرورة فتح فصل جديد في العلاقات الألمانية- الأميركية، وقال "يتعين علينا الاستمرار في تحمل المسؤولية عن أمننا المشترك".
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنائب الرئيس الأميركي في وقت لاحق اليوم، وتخشى الجهات الأوروبية الداعمة لكييف من أن يجبر ترامب أوكرانيا على الدخول في اتفاق سلام سيئ من شأنه أن يقوي الرئيس الروسي قرب حدود أوروبا.
وأفاد ترامب الخميس بأن "شخصيات عالية المستوى" من موسكو وكييف وواشنطن ستجتمع في ميونخ الجمعة، لكن الرئاسة الأوكرانية أشارت إلى أنها لا تتوقع المشاركة في محادثات مع مسؤولين روس، وأوضحت أنه "حاليا، لا يوجد أي أمر مطروح على الطاولة".
إعلانويبحث مؤتمر ميونخ عددا من القضايا، بينها الحرب الروسية الأوكرانية، والتوتر في الشرق الأوسط، والإنفاق الدفاعي، كما يركز على العلاقات بين الغرب والصين، وتوترات التجارة العالمية، والصراعات في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأزمات المناخ، والأمن الغذائي والطاقة، والذكاء الاصطناعي وتنظيم التكنولوجيا.
ويشهد المؤتمر نحو 350 جلسة بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي في حلف شمال الأطلسي، والحوكمة العالمية، والأمن العالمي، والمرونة الديمقراطية، والمناخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مؤتمر میونخ دی فانس
إقرأ أيضاً:
مساع أوروبية لتقليل الاعتماد الاستخباراتي العسكري على أميركا
دفعت شكوك دول الاتحاد الأوروبي في التزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدفاع عنها هذا التكتل الأوروبي إلى السعي لبناء شبكة أقمار اصطناعية جديدة لتوفير المعلومات الاستخباراتية العسكرية.
وعزز هذه الشكوك انسحاب إدارة ترامب المؤقت من تبادل المعلومات مع أوكرانيا الأمر الذي جعل الاتحاد الأوروبي يحفز جهوده لبناء هذه الشبكة الجديدة لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
ويهدف هذا النظام إلى استبدال القدرات الأميركية جزئيا، بعد أن سلط تعليق ترامب تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا في شهر مارس/آذار الجاري، الضوء على اعتماد أوروبا على أميركا.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن "مفوض الدفاع والفضاء" في الاتحاد الأوروبي أندريوس كوبيليوس قوله "نظرا للتغيرات في الوضع الجيوسياسي، تدرس المفوضية الأوروبية توسيع قدراتها في مجال الأقمار الاصطناعية لتحسين الدعم الاستخباراتي الجغرافي المكاني للأمن".
وأوضح أن شبكة الأقمار الاصطناعية الجديدة ستستخدم للكشف عن التهديدات، مثل حركة القوات، وتنسيق العمل العسكري مضيفا أن الاتحاد بحاجة إلى شبكة تكمل برامج أخرى تستخدم في الملاحة ومراقبة الأرض.
وستحتاج هذه الشبكة إلى إنتاج معلومات محدثة بوتيرة أعلى من "نظام كوبرنيكوس" منخفض المدار، الذي يرصد تغير المناخ والكوارث الطبيعية، ولكنه ينتج صورا كل 24 ساعة تقريبا.
إعلانوأقر كوبيليوس بأن المشروع سيكون مكلفا ويستغرق وقتا طويلا في الإنشاء، وقال إنه سيسأل الدول الأعضاء عما إذا كانت ترغب في "نهج تجاري مؤقت". مشيرا إلى أنه يسعى إلى إنشاء نظام مُحدد كخدمة حكومية لمراقبة الأرض.
ويرى أن هذا النظام المأمول "سيتمتع بتكنولوجيا عالية وتوافر بيانات عال و سيعمل في مدار أرضي منخفض" واستدرك قائلا إن هذه الشبكات تتطلب عشرات الأقمار الاصطناعية.
و حول توقيت الكشف عن هذا المسعى ذكرت الصحيفة أن تصريحات كوبيليوس لها تأتي قبل إطلاق خطة دفاعية أوروبية الأسبوع المقبل.
وأضافت أن المفوضية وفرت 150 مليار يورو (اليورو يساوي 1.09 دولار) كقروض للدول الأعضاء، وستسمح لها باستثناء بعض الإنفاق الدفاعي من قواعدها المالية، مما سيُتيح لها الالتزام بما يصل إلى 650 مليار يورو إضافية.
كما ستسمح الخطة، التي اطلعت عليها صحيفة "فايننشال تايمز"، للدول الأعضاء بطلب شراء الأسلحة من المفوضية، وتجميع الطلب لضمان أسعار أفضل.
ولم تحدد المفوضية بعد كيفية تقييد الإنفاق، لكن الرئيسة أورسولا فون دير لاين قالت إنه ينبغي إنفاق الأموال على المنتجات الأوروبية.
وقال كوبيليوس إن الدول المشمولة بهذا النطاق "ستشمل النرويج، وآمل أن تشمل المملكة المتحدة" مضيفا أن تركيا "لا تزال قيد المناقشة".
و أشار كوبيليوس إلى أن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 13 مارس/آذار، وهو ما كان "رمزًا واضحًا".
وقال إن الأموال يمكن استخدامها أيضا لشراء أسلحة من أوكرانيا لقواتها المسلحة وأضاف أن أسعارها نصف أسعار الأسلحة الغربية، و"بالطبع، تدعم الاقتصاد الأوكراني".
وأشار كوبيليوس إلى أن الخطة ستسلط الضوء على المجالات الإستراتيجية التي تعتمد فيها دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على الولايات المتحدة. وتشمل هذه المجالات قدرات النقل الجوي، والتزود بالوقود جوًا، والإنذار والسيطرة الجوية. كما ستُعطى الأولوية لنظام دفاع صاروخي، قد تبلغ تكلفته 500 مليار يورو.
إعلانوحول طرق التنفيذ تساءل: "هل سنطور هذا الدفاع الجوي لكل دولة على حدة أم بشكل جماعي؟" وأجاب قائلا " أعتقد أنه من الأفضل وجود نظام مشترك للتنسيق يغطي كامل أراضي الاتحاد".