أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية جعلت حفظ الدين على رأس المقاصد الشرعية، موضحًا أن غياب الدين أو عدم الالتزام به يؤدي إلى خلل في نواميس الكون وطبيعة الحياة، حيث إن الدين هو الإطار الذي يضبط حركة الإنسان ويوجه سلوكه بما يحقق التوازن في المجتمع.  

وأضاف مفتي الديار المصرية، في تصريح له، أن الشريعة لم تقتصر على حفظ الدين فقط، بل جاءت لحفظ النفس والنسل والعقل والمال، وهي أمور أساسية لاستقامة الحياة، مشيرًا إلى أن البعض قد يظن أن النظم الاجتماعية أو الدساتير الوضعية يمكن أن تحقق هذه الحماية، لكن الفارق الجوهري أن الدين يراعي الطبيعة البشرية التي تميل إلى المال، بل وتعشقه، وقد تدفع الإنسان إلى ارتكاب الحلال والحرام في سبيله، ومن هنا يأتي دور الدين في وضع الضوابط التي تحكم المشروعية من عدمها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق".

 

حكم أداء صلاة الفجر قبل الشروق.. ونصائح للاستيقاظ بسهولةحكم صيام يوم الجمعة منفردًا.. حالات يجوز فيها

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الدين لا يحفظ فقط المصالح الشخصية، بل يمتد أثره ليشمل المجتمع بأسره، فمثلًا، التعرض للأعراض وانتهاكها لا يقتصر ضرره على الأفراد فقط، بل يتجاوز إلى الآخرين، وقد يؤدي إلى الفساد والاضطراب الاجتماعي، بل وربما يصل الأمر إلى جرائم أكبر مثل القتل والتشريد والثأر، مما يهدد استقرار المجتمعات وأمنها.  

وشدد على أن الشريعة الإسلامية جاءت لضبط حياة الإنسان وتحقيق العدل والاستقرار، وأن الالتزام بمقاصدها يضمن حياة متوازنة تقوم على أسس الرحمة والإنصاف، مما يحفظ المجتمعات من الفوضى والاضطراب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدين مفتي الجمهورية الدساتير المزيد

إقرأ أيضاً:

المفتي: مستعدون لتقديم الدعم لعلماء أوزبكستان بكافة المجالات الدينية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المرحلة الراهنة تفرض على العلماء والمفتين مسئولية كبرى تتجاوز النطاق المحلي إلى الفضاء العالمي، في ظل ما يشهده العالم من تصاعدٍ في النزاعات الفكرية والدينية، وتمدّدٍ في موجات التطرف والتشدد. 

جاء ذلك خلال لقاء فضيلته بفضيلة الشيخ نور الدين خاليق نظروف، مفتي أوزبكستان، على هامش مؤتمر «الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة» بجمهورية أوزباكستان.

وأضاف الدكتور نظير عياد، أن المؤسسات الدينية الرصينة مدعوة اليوم إلى تنسيق الجهود وتكثيف التعاون؛ لبناء خطاب ديني رشيد يجمع بين الثوابت والمتغيرات، ويحفظ هوية المجتمعات دون أن يغلق أبواب الاجتهاد والتجديد، مبينًا أن هذه اللقاءات تمثل منصات حقيقية لتدعيم الشراكة بين المؤسسات الدينية الفاعلة وتُسهم في مواجهة الحملات المنظمة التي تسعى إلى تشويه الإسلام وتفكيك بنيته الحضارية.

مفتي الجمهورية: البخاري جمع بين الغيرة على الدين ودقة النقل وفهم الوحيمفتي الجمهورية يدعو لتطوير مناهج جامعية متخصصة في فقه بناء الإنسانمفتي الجمهورية يدعو لإطلاق جائزة سنوية لأفضل بحث علمي لبناء الإنسانمفتي الجمهورية: القيم الإنسانية المشتركة بين الأديان مصدر لبناء الحضارات

وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن العلاقة بين مصر وأوزبكستان ليست علاقة جديدة أو مستحدثة، بل هي علاقة ممتدة عبر قرون من التفاعل العلمي والثقافي، وأنها تمثل أحد المراكز الكبرى التي أنجبت كوكبة من أعلام الأمة ورواد الحضارة الإسلامية ممن أسهموا في ترسيخ علوم الشريعة، وبلورة المنهج الوسطي الرشيد. 

ونوه الدكتور نظير عياد بأن نهضة علماء أوزبكستان لم تكن حكرًا على بيئتهم، بل كانت طاقة تنويرٍ امتد أثرها إلى سائر أرجاء العالم الإسلامي، وأسهمت في حماية الهوية، وصيانة العقيدة، وتعزيز الوعي في أحلك الظروف وأصعب التحديات.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تسعى لتعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي، وأن أوزبكستان بما تحظى به من تاريخ عريق وحضارة غنية، تمثل شريكًا استراتيجيًا في هذا المجال. 

ولفت إلى أن دار الإفتاء على استعداد تام لتقديم الدعم والمساعدة لعلماء ومؤسسات أوزبكستان في كافة المجالات الدينية والعلمية، سواء في تدريب وتأهيل المفتين، أو نشر الثقافة الإسلامية الوسطية، أو تبادل الخبرات الفقهية، بالإضافة إلى مجالات الفكر والثقافة وتعزيز الحوار بين الأديان من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات المشتركة، التي تساهم في نشر قيم التسامح والاعتدال، وتقوية أواصر التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات المعاصرة.

من جانبه، أعرب الشيخ نور الدين خاليق نظروف، مفتي جمهورية أوزبكستان، عن بالغ تقديره لهذا اللقاء البنّاء الذي جمعه بفضيلة أ.د نظير محمد عياد مفتي جمهورية مصر العربية، مؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات تمثل رافدًا مهمًّا في تدعيم أواصر التعاون بين المؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي. 

وأشاد مفتي جمهورية أوزبكستان، بالدور الريادي الذي تضطلع به دار الإفتاء المصرية في نشر منهج الوسطية والاعتدال والتصدي للفكر المتطرف، وأن التجربة المصرية في تنظيم العمل الإفتائي تمثل أنموذجًا جديرًا بالدراسة والتعاون، مؤكدًا حرص بلاده على ترجمة هذا التفاهم المشترك إلى برامج علمية وتدريبية متبادلة، ومشروعات فكرية مشتركة، تُسهم في بناء خطاب ديني رصين، وتخدم قضايا الأمة في ظل ما يواجهه العالم من تحديات فكرية وثقافية معقدة.

طباعة شارك الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية الإفتاء مفتي أوزبكستان الماتريدية مدرسة التسامح والوسطية

مقالات مشابهة

  • حقائب ظهر..
  • محافظ الشرقية يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الكويتية في بلبيس
  • المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
  • هل تصح صلاة المأموم مع مصلٍ يؤدي النافلة؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • بيان رسمي يحذر: غرامة 20 ألف ريال لمن يؤدي الحج دون تصريح
  • المفتي: مستعدون لتقديم الدعم لعلماء أوزبكستان بكافة المجالات الدينية
  • حكم التكاسل والتقطيع في الصلاة .. أمين الفتوى يجيب |فيديو
  • مفتي الجمهورية: البخاري جمع بين الغيرة على الدين ودقة النقل وفهم الوحي
  • المفتي من أوزباكستان: المدرسة الماتريدية أنموذج أصيل للتسامح العقائدي
  • بوتين: تزوير التاريخ يؤدي إلى عواقب وخيمة