تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ضوء سعي الدولة المصرية لحماية النشء والشباب من مخاطر التدخين ومكافحة انتشار التبغ بين طلاب المدارس، أطلقت مؤسسة "صحة مصر" مبادرة "150 متر أمان" التي تهدف إلى منع إنشاء نقاط بيع منتجات التبغ في محيط المدارس المصرية الحكومية والخاصة. وتأتي هذه المبادرة ضمن الجهود الوطنية لخفض معدلات التدخين بنسبة 20% بحلول عام 2030، حيث شملت الدراسة 102 مدرسة في خمس محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية والشرقية وبني سويف.

وتمثل هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية شاملة لمكافحة التدخين تتماشى مع الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي وقعت عليها مصر.

التدخين المبكر يهدد صحة المراهقين ويضاعف مخاطر الإدمان

وفي هذا السياق، قال الدكتور يوسف حسين ، استشاري أمراض الصدر والجهاز التنفسي، لـ(البوابة نيوز) أن التدخين في سن مبكرة يشكل خطراً مضاعفاً على صحة المراهقين والشباب، حيث يؤدي التدخين المبكر إلى تأثيرات سلبية على نمو الرئتين والجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى ضعف وظائف الرئة بشكل دائم،  كما أن المدخنين في سن المراهقة يكونون أكثر عرضة للإدمان على النيكوتين مقارنة بالبالغين، نظراً لأن أدمغتهم لا تزال في مرحلة النمو والتطور، مشيرا إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن 90% من المدخنين البالغين بدأوا التدخين قبل سن الثامنة عشر، مما يؤكد أهمية التدخل في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأضاف استشاري الامراض الصدرية أن التدخين في سن المدرسة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالربو وتفاقم نوبات الربو الموجودة مسبقاً، كما أنه يؤثر سلباً على الأداء الرياضي والقدرات البدنية للطلاب، حيث يقلل من قدرة الرئتين على نقل الأكسجين إلى العضلات والأنسجة، بالإضافة إلى ذلك، فإن التدخين المبكر يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن المدخنين في سن المراهقة يعانون من انخفاض في مستوى اللياقة البدنية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بأقرانهم غير المدخنين، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي المتكررة.

فرص الإقلاع عن التدخين تقل 50% لمن بدأوا في سن مبكر

وفيما يتعلق بالآثار طويلة المدى، أوضح  الدكتور (يوسف حسين) أن الأشخاص الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة وأمراض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في وقت مبكر من حياتهم. كما أن احتمالية نجاحهم في الإقلاع عن التدخين تكون أقل بنسبة 50% مقارنة بمن بدأوا التدخين في سن متأخرة، مما يجعلهم أكثر عرضة للمعاناة من المضاعفات الصحية الخطيرة على المدى الطويل، كما أن الدراسات الحديثة أظهرت أن المدخنين الذين بدأوا في سن المراهقة يفقدون في المتوسط 10-12 سنة من متوسط العمر المتوقع مقارنة بغير المدخنين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التدخين اللياقة البدنية المدارس المدخنين سرطان الرئة التدخین فی سن أکثر عرضة کما أن

إقرأ أيضاً:

كارثة الرسوب الجماعي: إلى أين يتجه التعليم؟

 

يعقوب الخنبشي

 

حين يرسب 12 ألف طالب في امتحانات الشهادة العامة، فالأمر لا يعدو كونه مجرد إحصائية باردة، بل هو ناقوس خطرٍ يدق أبواب المستقبل، مشيرًا إلى خللٍ جسيمٍ في جسد المنظومة التعليمية.

هذا الرقم المفزع لا يعكس فشل الطلبة فحسب، بل يكشف عن أزمة أعمق تتشابك فيها الأسباب التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية؛ حيث لا يُمكن تفسير هذا العدد الهائل من الراسبين على أنه مجرد تقصير فردي، بل هو مؤشرٌ صارخٌ على اختلال المنظومة التعليمية.

حين يكون السقوط جماعيًا، فالمشكلة لم تعد في اجتهاد الطالب وحده، بل في المناهج، وطرق التدريس، وآليات التقييم وضعف المعلم المؤهل وضعف المسؤول والمشرف، وجميعها عوامل تؤدي إلى وأد الطموح وإضعاف الدافعية لدى المتعلمين.

ولا يمكن فصل الواقع التعليمي عن البيئة المجتمعية، إذ إن الفقر، وغياب الدعم الأسري، وضعف البنية الأساسية، جميعها أسباب تساهم في تفاقم الأزمة؛ فالطالبٌ الذي يواجه تحديات معيشية صعبة لن يجد في المدرسة مكانًا محفزًا؛ بل سيرى في التعليم عبئًا لا طائل منه، مما يدفعه إلى الهروب من الفصول، وحتى التسرب من التعليم نهائيًا.

واستمرار هذه الظاهرة يعني مستقبلًا غير إيجابي؛ حيث يتحول التعليم من أداة للنهوض إلى عائق أمام التنمية. وفي ظل هذه الأوضاع، قد نجد أنفسنا أمام أجيال فاقدة للكفاءة، غير مؤهلة لسوق العمل، وغير قادرة على الإبداع والتطوير، مما يؤدي إلى مزيدٍ من البطالة والانحدار الاقتصادي والاجتماعي.

ولا يمكن معالجة هذه الأزمة بحلول سطحية، كتعديل نسبة النجاح أو تخفيف صعوبة الامتحانات، بل يجب إعادة هيكلة المنظومة التعليمية بالكامل، بدءًا هيكلة الوزارة وتحديث المناهج، وتأهيل المعلمين، وتطوير أساليب التقييم، ودمج التكنولوجيا في التعليم، وليس انتهاءً بإصلاح البنية التحتية وإعادة النظر في السياسات التعليمية.

لا بُد من ثورة تعليمية حقيقية، تجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب، ومن المعلم قائدًا معرفيًا، ومن المناهج أدوات لبناء العقول لا مجرد تحصيل دراسي موقت.

ختامًا.. إن رسوب 12 ألف طالب ليس مجرد رقم، بل كارثة تعليمية تستوجب وقفة جادة من المسؤولين وأصحاب القرار. التعليم ليس ترفًا، بل هو أساس نهضة الأمم، وحين ينهار، ينهار معه المستقبل. فإما أن نعيد بناءه على أسس سليمة، وإما أن نستعد لمجتمعٍ تسوده الأُمِّية المُقنَّعة، والعجز عن مواكبة العالم، والتخلف عن ركب الحضارة.

مقالات مشابهة

  • أكثر من (6.06)تريليون ديناراً إجمالي الجباية الإلكترونية لدوائر الدولة في 2024
  • الصحة: فحص أكثر من 10 ملايين طالب ضمن مبادرة الكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية
  • ما حكم استعمال بخاخ الربو في نهار رمضان؟
  • كارثة الرسوب الجماعي: إلى أين يتجه التعليم؟
  • أسباب إصابة الشباب غير المدخنين بسرطان الرئة
  • 17 منطقة.. مبادرة بسطة خير خطوة طموحة نحو تمكين الباعة الجائلين
  • إطلاق منظومة زرع الصمام الرئوي بالقسطرة.. طفرة جديدة في علاج أمراض القلب بمعهد القلب القومي.. واستشاري يوضح مميزات التقنية الحديثة
  • دراسات تؤكد أن المدن ذات الكثافة السكانية العالية أكثر عرضة للفيضانات والجفاف
  • جوجل تعالج مشكلة توقف أجهزة Chromecast بسبب شهادة أمان منتهية الصلاحية
  • هؤلاء أكثر عرضة للمرض .. كل ما تريد معرفته حول السعال الديكي