قال الدكتور محمد حمزة، عميد كلية آثار القاهرة السابق وخبير التراث، إن الجامع الأقمر لا يوجد في شارع النحاسين كما هو شائع، وإنما يوجد في شارع الشماعين، والذي كان يتم بيع الشموع فيه بجميع أشكالها وأحجامها، ويليه شارع الدجاجين.

وأشار إلى أن هذا الجامع تم إنشاؤه عام 519 هجريًا، و525 ميلاديًا، بواسطة الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمي ووزيره المأمون البطائحي أمر بإنشائه، وهو أقدم واجهة حجرية باقية للآن، لأن البناء بالحجر كان موجودًا قبل الجامع.

وأضاف "حمزة"، في مداخلة هاتفية لبرنامج "8 الصبح" على فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن هذا الجامع صمم وفق التراث العربي التقليدي في صورته المصرية، وبه ثلاثة أروقة أهمها الرواق الأول وهو الذي يلي جدار القبلة، ويتوسطه المحراب وبجواره المنبر، منوهًا بأنه أصبح غير موجود الآن، موضحًا أن الجامع به أشياء كثيرة جدًا، أهمها الواجهة الحجرية الموجودة بالتقسيم الثلاثي الخاص بها.

وأردف، أن هذه الواجهة مهمة، لأن الجامع كان مناسقًا للقصر الشرقي الكبير، ولا يفصله عن هذا الجامع سوى ممر ضيق، وبالتالي الجامع أصبح في قلب الطقوس الاحتفالية لمدينة القاهرة.

وتابع، أن هذه الطقوس أحياها المأمون البطائحي، وبالتالي هذه الواجهة تعكس التطورات التي أدخلها "المأمون"، والتي تتماثل مع زخارف واجهة القصر الشرقي، وتتوافق مع الإصلاحات التي أدخلها على الاحتفالات الفاطمية كما هو الحال في شكل الحلية الدائرية التي تثبت شكل الدينار الفاطمي عام 516 هجريًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القاهرة المأمون الجامع الأقمر

إقرأ أيضاً:

لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟

وسط الضجيج المستمر للحرب في السودان، يطفو اسم "لواء البراء بن مالك" على سطح الأحداث كواحدة من أبرز المجموعات المسلحة غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني. هذه المجموعة التي بدأت ككتيبة صغيرة قبل أن تعلن عن تضخم عدد مقاتليها إلى 21 ألف فرد، تعيد إلى الأذهان تاريخ كتائب الدفاع الشعبي في السودان، وتثير أسئلة حول دور الجماعات العقائدية في النزاع الدائر.

من كتيبة إلى لواء.. كيف نشأت؟
ظهر اسم "كتيبة البراء بن مالك" لأول مرة خلال حرب الجنوب، حيث كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، الذراع القتالي الشعبي للحركة الإسلامية السودانية. وبعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، تراجعت هذه الجماعات مع حل مؤسساتها الرسمية، لكن أفرادها ظلوا على تواصل، يجتمعون تحت مظلة الأنشطة الاجتماعية، منتظرين اللحظة المناسبة للعودة إلى الواجهة.

بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وجد أفراد الكتيبة الفرصة مواتية لاستعادة نشاطهم، مستفيدين من الأجواء التي أعادت بعض الوجوه الإسلامية إلى المشهد. ومنذ ذلك الحين، بدأوا إعادة تنظيم صفوفهم، مقسمين أنفسهم إلى ثلاثة قطاعات رئيسية في ولاية الخرطوم، مستغلين شبكة العلاقات التي تجمعهم، لا سيما في أوساط الموظفين بالقطاعات الحيوية مثل البنوك وشركات البترول والأطباء والمهندسين وحتى أفراد الأمن السابقين.

الحرب تفتح الباب للعودة
مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، كان أمير الكتيبة، المصباح أبو زيد، سريعًا في الإعلان عن تلقيهم "أوامر التسليح"، وهو ما يطرح تساؤلات عن الجهة التي زودتهم بالسلاح في وقت كانت القوات النظامية نفسها تكافح للحفاظ على معاقلها. انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مقاتلي الكتيبة يحملون أسلحة ثقيلة، بعضها متطور مثل طائرات الدرون ومدافع القنص، وهو ما يعكس مستوى تسليح متقدم يتجاوز مجرد كونه "قوة احتياطية" كما يدعون.

أيديولوجيا المواجهة.. معركة عقائدية أم سياسية؟
على الرغم من أن الحرب الدائرة في السودان تبدو ظاهريًا صراعًا عسكريًا بين الجيش والدعم السريع، إلا أن تصريحات قادة "لواء البراء بن مالك" توحي بوجود بعد عقائدي للصراع، حيث يعتبرون القتال ضد الدعم السريع حربًا ضد "المدعومين من دول الكفر"، على حد تعبير أميرهم، مما يجعل الأمر يتجاوز كونه دعمًا للجيش إلى كونه معركة ذات أبعاد أيديولوجية.

أنشطة علنية رغم السرية
قبل اندلاع الحرب، لم يكن نشاط الكتيبة يقتصر على التدريب العسكري السري، بل امتد إلى مشاهد أكثر علنية، أبرزها تأمين الإفطارات الرمضانية التي نظمتها قيادات المؤتمر الوطني المحلول، حيث ظهروا بأسلحة بيضاء وأخرى نارية. كما شاركوا في احتجاجات ضد التطبيع مع إسرائيل، مسجلين حضورًا لافتًا في وقفة مناهضة للبرهان على خلفية لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين.

من هم مقاتلو الكتيبة؟
يتكون أغلب عناصر الكتيبة من شباب ترعرعوا على الخطاب الإسلامي الجهادي الذي كان يروج له رموز مثل إسحق أحمد فضل الله، وعبيد ختم، وعلي عبد الفتاح. كثير منهم أبناء لقادة في الحركة الإسلامية أو ممن قتلوا خلال الحرب في جنوب السودان، وهو ما جعل لديهم دافعًا شخصيًا بالإضافة إلى الدافع العقائدي.

الخلاف الداخلي والانشقاقات
ورغم هذا الولاء الظاهر، شهدت الكتيبة حالة من الانقسام في الأيام الأولى للحرب، عندما انضم أحد أفرادها إلى قوات الدعم السريع، مما أثار موجة استنكار شديدة من زملائه الذين اتهموه بـ "خيانة الإسلام"، لكنه عاد لاحقًا إلى صفوفهم، مدافعًا عن موقفه بوثيقة عسكرية تثبت أنه كان يتحرك وفق أوامر قيادته.

دورهم في الصراع الحالي
اليوم، وبعد أن تحولوا من كتيبة صغيرة إلى لواء، بات مقاتلو "البراء بن مالك" جزءًا أساسيًا من القوات المساندة للجيش السوداني في مناطق القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان. ومع سقوط العديد من أفرادهم، تتزايد التساؤلات حول مدى قدرتهم على الاستمرار، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الجيش السوداني للحد من اعتماده على قوات غير نظامية ذات طابع أيديولوجي.

إلى أين يتجهون؟
مع استمرار الحرب، يظل مستقبل "لواء البراء بن مالك" مرهونًا بمسار الصراع الأكبر في السودان. فهل سيكونون مجرد أداة مؤقتة في يد الجيش أم أنهم يمثلون نواة لحركة جهادية جديدة قد تعيد رسم المشهد المسلح في البلاد؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عل هذا السؤال .

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • تطور الأعمال في مشروع نعمي 2 بالدمام .. فيديو
  • عميد جامع الجزائر يستقبل وزير التعليم العالي الموريتاني
  • ولي العهد الأردني يلتقي الرئيس المصري في القاهرة
  • لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
  • المواطنون يشاهدون.. محمد هنيدي يستكمل تصوير «شهادة معاملة أطفال» في شارع شامبليون بوسط القاهرة
  • عبد المحسن سلامة: التحدي أمام مصر الآن هو الأخطر منذ أحداث 1967
  • سامسونج تكشف سبب تأخر تحديث One UI 7
  • بالفيديو.. اعتداء يطال اليونيفيل على طريق المطار!
  • مصدر رسمي: مصر توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة
  • تدور فيه أحداث مسلسل الغاوي رمضان 2025.. أسرار من تاريخ حي الجمالية