القضاء يؤجل حسم ملف أبو الغالي ضد حزبه إلى الجمعة المقبل
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
أجلت المحكمة الابتدائية بالرباط، الجمعة، الحسم في القضية التي رفعها القيادي السابق صلاح الدين أبو الغالي ضد حزبه، الأصالة والمعاصرة، إلى الجمعة المقبل، بعدما كان منتظرا إصدار حكم هذا اليوم.
في 31 يناير، قررت المحكمة حجز الملف للتأمل، وهي الصيغة التي تعني دخول القاضي إلى المرحلة حيث يتعين عليه إصدار حكم، وقد كان مقررا فعل ذلك في 14 فبراير.
وأطلق أبو الغالي إجراءات قضائية ضد حزبه إثر تجميد عضويته في القيادة الجماعية، ساعيا إلى الحصول على حكم من القضاء بإبطال قرار المكتب السياسي في حقه. ويأمل الحصول على حكم لفائدته
قدم أبو الغالي هذه الدعوى إلى المحكمة الابتدائية بالرباط التي عادة ما تعالج القضايا المرتبطة بالخلافات الحزبية على صعيد الهياكل المركزية. ولقد كان لجوء أبو الغالي إلى هذا الخيار متوقعا مع إصراره في ثلاثة بيانات متتالية، على الدفع ببطلان قرار تجميد عضويته في القيادة الجماعية التي كانت تضم إلى جانبه، كلا من فاطمة الزهراء المنصوري التي تعتبر منسقة وطنية لهذه القيادة، والمهدي بنسعيد، وهما معا عضوين في الحكومة، بينما أبو الغالي نائب في البرلمان. لاحقا، قام الحزب بتعيين عضو بديل في القيادة الجماعة مكان أبو الغالي في خطوة تعني إغلاق الباب بشكل نهائي في وجه اي عودة محتملة لمن كان في العام الماضي الرجل الثاني في « البام ».
بدأت قصة هذه الأزمة مع الإعلان المفاجئ للمكتب السياسي لحزب الأصالة والعاصرة، في 10 سبتمبر الفائت، تجميد عضوية أبو الغالي في هذه القيادة إثر شكاوى من زملائه بالحزب بخصوص أعمال تجارية انتهت بشكل سيء، لاسيما تلك التي جمعت بينه وبين عبد الرحيم بنضو، الأمين الحهوي لهذا الحزب في الدار البيضاء، بشأن بيع أرض بـ6 ملايير، لكن الصفقة لم تتم في نهاية المطاف، دون أن يستعيد بنضو أمواله. ينفي أبو الغالي وجود أي دور يعود إليه في هذه الصفقة التي كان شقيقه عبد الصمد صاحب شركة « إندوسميد-أ- » مسؤولا قانونيا، بحسبه، عن كافة إجراءاتها.
نشر هذا المسؤول ثلاثة بيانات في 10 و12 و20 سبتمبر، حيث كال نقدا حادا إلى المنصوري، بل وبشكل غير مسبوق، أشار إلى استخدامها تلميحات إلى صلتها بـ »الفوق » و »الجهات العليا » في مسعاها إلى إدارة الحزب بيد من حديد. وفي نظر الحزب، فإن أبو الغالي قطع أي طريق لعودته إلى الحزب جراء تلك الاتهامات.
كلمات دلالية أبوالغالي أحزاب البام المغرب سياسيةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أبوالغالي أحزاب البام المغرب سياسية أبو الغالی
إقرأ أيضاً:
حزب الله إلى الداخل: نهاية القوّة الإقليمية
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": لا شك في أن "حزب الله" دخل في مسار جديد، انتهت معه مرحلة القوة الإقليمية وهو بات اليوم محاصراً حتى في الجنوب، حيث تفرض المتغيرات في المنطقة نفسها على وضعه العسكري والسياسي، مع تكريس معادلة داخلية مغايرة إن كان في السلطة أو في تشكيل الحكومة التي لم يستطع "الثنائي الشيعي" تطويع عملية التأليف لمصلحته، فجاءت بلا ثلث معطل ولا هيمنة ولا إرشادات وتوجيهات على قاعدة الغلبة.ينبغي الاعتراف بصراحة أن مرحلة "حزب الله" في الجنوب، وفي سوريا، قد أفلت، بما يعني انهاء لحقبة استمرت لعقدين أو أكثر كان فيها الحزب هو المقرر في الداخل بفائض القوة، وتحول معها إلى قوة إقليمية أو ذات تأثير في المنطقة، لكن بفعل التطورات يعود "حزب الله" إلى حدوده اللبنانية بعد أن كان تمدّد عبر أجندة إيرانية استقوى بدعمها، وإن كان لا يعترف بما أصاب بنيته ولا حتى بالتغييرات حيث يبالغ بالحديث عن النصر والقدرة مجدداً على تغيير المعادلات.
التطورات في لبنان والإقليم تشير أيضاً إلى أن المحور الإيراني بات في حالة ضعف شديد، بسبب رهانات حرب الإسناد وأوهام "توازن الردع. ورغم ذلك لا يعترف الحزب بانتهاء تأثيره الإقليمي، فهو يسعى إلى إعادة التعبئة وقول كلام مختلف خلال تشييع أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله في 23 الجاري، لكنه لن يكون قادراً على التصرف في الجنوب كما كان قبل 8 تشرين الأول 2023 بعد اتفاق وقف النار حيث الأولوية هي لتسليم الجيش اللبناني السيطرة لفرض الانسحاب الإسرائيلي.
بعد الجنوب وسوريا ارتد "حزب الله" إلى الداخل، فلم يعد له أي تأثير إقليمي بعدما انسدت في وجهه كل الطرق والمعابر، ولذا من الصعب اليوم إعادة بناء قوته العسكرية والتسلح طالما أقفل خط طهران بيروت. فهل يعود "حزب الله" إلى الداخل كطرف أهلي منفتحاً على العمل السياسي أولاً؟. المدخل لذلك الالتزام باتفاق وقف النار وتطبيق القرار الدولي في الجنوب ثم ضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية وفتح الحوار بين البلدين لترسيم الحدود، وهذا ما يعيد الحزب الى التموضع سياسياً في لبنان، وانهاء رهاناته على المشاريع الإقليمية التي ورطت البلاد واستنزفتها على مدى عقود.