ذكي بشكل خطير.. هل يقود الشرع سوريا نحو الاستقرار رغم التحديات الكبرى؟
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
سلطت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الضوء على شخصية الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، الذي كان جهاديا سابقا، والذي أثار الكثير من التساؤلات حول توجهاته وأهدافه، متسائلة: هل هو إسلامي متطرف أو شخص ذو رؤية جديدة؟
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه بالرغم من ماضيه الجهادي، فإن الشرع يظهر بذكاء شديد في سياسته، حيث يسعى لقيادة البلاد بعيدا عن التطرف، مع الحفاظ على القوة في يده، مظهرا اهتماما بتعزيز سياسات وطنية مع الانفتاح على الأقليات ودور المرأة في المؤسسات.
ورغم شعاراته الإصلاحية، إلا أن بعض التصرفات والممارسات التي تلت وصوله إلى السلطة تشير إلى وجود تباين في الاتجاهات داخل حكومته، حيث كانت في البداية، محاولات للتمويل والضغط من الجماعات الإسلامية المتشددة، كما لوحظت بعض الإجراءات المثيرة للقلق في المجتمع، مثل زيادة التوجهات الإسلامية في الأماكن العامة، وفقا للتقرير.
وأوضحت الصحيفة أن الشرع يسعى إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي، مع ضرورة إصلاح الاقتصاد المدمر بسبب سنوات الحرب. إلا أن التحديات تبقى كبيرة، خاصة مع تزايد انعدام الثقة من بعض الأطراف الخارجية مثل الولايات المتحدة ودول الخليج التي تحفظت على تقديم دعم مالي كبير بسبب السياسة الإسلامية التي يتبناها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرع الذي كان سابقا جهاديا متطرفا؛ يسعى اليوم لتحقيق استقرار طويل الأمد للبلاد رغم تحديات الحكم في ظل طموحات أكبر من مجرد مرحلة انتقالية.
"الشرع ذكي بشكل خطير"
وذكرت الصحيفة أن أحد المسؤولين السياسيين الذي التقى الشرع وصفه بأنه "ذكي بشكل خطير" وأكد على معلوماته الواسعة في الشؤون الدولية والإقليمية، رغم خلفيته الجهادية، مشيرا إلى أن الشرع يدعّي أنه ينحدر من عائلة ذات توجهات قومية عربية، لكنه لا يشاركها في مواقفها.
وركزت الصحيفة على تحول الشرع من شاب خجول إلى جهادي متطرف بعد الغزو الأمريكي للعراق؛ حيث انضم إلى صفوف المقاتلين ضد القوات الأمريكية في العراق إلى جانب تنظيم القاعدة. بعدها، أصبح شخصية محورية في الصراع السوري، وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، قاد هجوما عسكريا ناجحا أدى إلى الإطاحة بنظام الأسد، وأعلن نفسه رئيسا مؤقتا لسوريا.
وبحسب الصحيفة؛ فإن الحكومة الجديدة توجه تحديات كبيرة في إعادة هيكلة الدولة وإدارة الاقتصاد المدمّر. ورغم محاولات إعادة بناء المؤسسات؛ فلا تزال هناك شكوك كبيرة حول قدرة الشرع على كسب ثقة المجتمع الدولي، خصوصا في ظل العقوبات المفروضة على سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشرع الذي يعتبر السعودية قدوة له، يواجه ضغوطا كبيرة لتحقيق إصلاحات حقيقية في سوريا، خاصة في ما يتعلق بالاقتصاد والأمن.
وفي حديثه عن الديمقراطية، قال الشرع إن سوريا ستسير في اتجاه الديمقراطية ولكن على طريقتها الخاصة، وهو ما أثار المزيد من التساؤلات حول مستقبل النظام السياسي في البلاد؛ فبينما كان بعض المسلحين يواصلون السيطرة على دمشق، استمر الشرع في العمل على فرض سلطته في المنطقة، متطلعا إلى تحقيق استقرار سياسي داخل النظام الذي يقوده.
وعند سقوط بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، تم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، الذي بدأ في استعادة النظام بطرق متناقضة، جمع فيها بين التطرف والجوانب الأكثر اعتدالاً في السياسة. إلا أن هناك بعض المعارضين الذين اعتقدوا أن هدفه كان تعزيز سلطته الشخصية أكثر من تقديم إشارات للمجتمع الدولي بأنه كان على استعداد للانتقال إلى حكومة أكثر ديمقراطية.
غير أن هذا لم يكن كافيا لتبديد المخاوف حول الاتجاهات المتطرفة التي قد تسيطر على الحكومات المحلية، فبعض المسؤولين الذين جادلوا قالوا بإن الشرع كان يحاول فرض مفهوم الإسلام السياسي على البلاد. في الوقت ذاته، كانت الأمور غير واضحة على المستوى الحكومي، حيث تم تعيين بعض المسؤولين السابقين من نظام "الأسد" في المناصب العليا.
وأفادت الصحيفة بأنه ورغم القلق الذي تثيره هذه التصريحات بشأن الديمقراطية، فإن الحكومة السورية الجديدة التي يقودها أحمد الشرع بدأت تظهر اهتماماً كبيراً بإعادة بناء البلاد، مع التركيز على الاقتصاد والأمن. لكن العديد من السوريين يشككون في قدرة السلطة الجديدة على معالجة الأزمات الاقتصادية والتدمير الناتج عن سنوات الحرب.
وأمام رجل أعمال سوري غني كان يستقبله؛ أجاب الشرع على السؤال الذي يطرحه الجميع: "جربنا الدولة الإسلامية، فشلت. جربنا دولة قومية عربية، وفشلت أيضاً. نريد بناء دولة مزدهرة بأيديولوجيا أقل".
كما يروي أحد المعارضين للأسد المقرب من رجل الأعمال، ويضيف: "الآن، هذه مجرد كلمات"، والأيديولوجيا الأساسية ستظل الإسلام السياسي المحافظ".
وبينت الصحيفة أن الرجل القوي الجديد في سوريا يمتلك على الأقل ثلاث صفات، كما يعترف محاوروه: براغماتية، والقدرة على الاستماع، والحساسية تجاه الضغوط. فهو لا يعلن عن رغبته في استعادة مرتفعات الجولان التي يحتلها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، بل يسعى لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والسياسية بشكل تدريجي. كما وأنه رغم الضغوط من تركيا والسعودية، فقد أظهر مرونة في قبول معارضة بعض الفصائل السورية في المؤسسات الجديدة التي يتم تأسيسها.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الرجل، الذي كان جهاديا سابقا في سوريا واحتجز معارضين في معقله بإدلب، لا يزال يواجه تحديات كبيرة. وأن سيطرته تقتصر على المدن الكبرى مثل حلب وحماة وحمص ودمشق، بينما تفلت مناطق أخرى مثل الشمال الشرقي الكردي وبعض المناطق الساحلية من قبضته. كما أن بعض المناطق التي يسيطر عليها الدروز في الجنوب ترفض نزع السلاح، والضغوط السياسية تبقى قائمة.
من ناحية أخرى؛ رغم بعض التغيرات التي طرأت في دمشق، مثل السماح بالحديث بحرية وظهور الدراجات النارية التي كانت محظورة في عهد الأسد، فإن النظام لا يزال يمارس بعض القيود على الحركات الصحفية والأنشطة الدولية.
كما يظهر الشرع براعته في التعامل مع الإعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعين مستشارين في مجال التواصل مثل شركة "إنتير ميديا" البريطانية، التي تساعده على تحسين صورته، وتستخدم جيشا إلكترونيا للتفاعل مع الانتقادات و نشر أخبار عن الأنشطة الحكومية.
وفي النهاية، اختتمت الصحيفة التقرير بأن النجاح المستقبلي لهذه القيادة يعتمد على قدرتها على توفير خدمات أساسية مثل الكهرباء ودفع الرواتب، بالإضافة إلى استعادة الاستثمارات السورية من الخارج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الشرع سوريا دمشق سوريا دمشق الشرع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن أن الشرع
إقرأ أيضاً:
فرنسا: الاتحاد الأوروبي يعمل باتّجاه تخفيف العقوبات على سوريا بشكل سريع
سرايا - أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي يعمل في اتّجاه تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا بشكل سريع، في وقت تستضيف باريس مؤتمرا بشأن العملية الانتقالية في البلاد بعد إطاحة حكم عائلة الأسد.
وقال بارو "نعمل مع نظرائنا الأوروبيين باتّجاه رفع سريع للعقوبات الاقتصادية على القطاعات"، بعدما اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 27 كانون الثاني/يناير على تخفيفها، بدءا بقطاعات أساسية مثل الطاقة.
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 13-02-2025 08:56 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية