الخطيب: لبنان لن يكون مستقبلاً إلا بوحدته وبوحدة شعبه وجيشه ومقاومته
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة، وام المصلين في مسجد الشحوري في الغازية، ومما جاء فيها:
"في هذه المرحلة التي نمر بها بعد هذه الحرب الظالمة التي ليست هي حرب اسرائيل وحرب بعض اليهود في فلسطين المحتلة ضد هذه المنطقة، بل هي حرب الولايات المتحده الاميركية ضد لبنان والفلسطينيين والعرب، فهي البادئة بالعدوان والداعمة للكيان الاسرائيلي على حساب شعوبنا ومنطقتنا، ونحن قمنا بالدفاع عن أنفسنا ومواجهة هذا العدو وأبلينا بلاءً حسناً، وإن كانت هناك خسائر كبيرة وهناك شهداء كثيرون، وهناك دماء ونزوح، ولكننا قمنا بما علينا لأننا كرام، لأننا نأبى الذل ولأننا نأبى العدوان، قمنا بواجبنا في هذا المجال، وقد أثبت اللبنانيون والمقاومة وهذه البيئة قدرتهم في هذه المواجهة وعنفوانهم واعتمادهم على الثقة بالله سبحانه وتعالى، وأوقفوا العدو رغم شراسة المعركة والقوة التي يمتلكها والقوى الدولية التي تسنده وتعطيه، استطعنا أن نقف موقفاً سيتحرر فيه كل شبر من أرضنا، ولم يستطع العدو عند المواجهة أن يتقدم إلا أمتاراً قليلة، ولكنه دخل كاللص إلى باقي المناطق التي احتلها تحت ظل الاتفاق 1701.
واردف: "وهنا على الصعيد اللبناني، لا نريد أن تكون هذه الحكومة حكومة تنفيذ القرارات الأميركية التي تغطي وتنفذ ما يريد الغرب منها، هناك محاولات من أجل إبراز أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تفرض على الداخل اللبناني، هي التي تفرض السياسات على الدولة اللبنانية وعلى الحكومة اللبنانية، على الحكومة اللبنانية بمقدار ما تستطيع وهي تستطيع أن تستعين بشعبها وأن تستعين بقواها الذاتية حيث استطاعت المقاومة وبقوة وبذكاء أن تواجه هذه الهجمة للولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي لن تكون أداة للولايات المتحدة الأميركية والغرب في فرض سياساتها القادمة على لبنان، وأول ما ستواجه في هذه السياسة نحو بيئة المقاومة وجمهور المقاومة في لبنان وفي المنطقة، ولذلك نحن بحاجة إلى أن ننتبه وأن لا ننجر إلى الأفخاخ التي تُنصب يوما بعد يوما من أجل جرنا إلى ما يريدون تحقيقه، لا ينبغي أن نقع في الأفخاخ، بالأمس واحد من الأفخاخ وسترون بعدها أشياء أخرى من أجل إيقاع الفتنة الداخلية وإدخال القوى الخارجية إلى لبنان للإستعانة أو لتذرع الغرب بما يجري في الداخل اللبناني من أجل الوجود المباشر في لبنان، لا ينبغي أن نقع في الفخ وأن نحذر من الفتن والشراك المنصوبة في الداخل، وأنا على يقين بأن المسؤولين على قدر من الوعي إن شاء الله وخصوصاً الثنائي الوطني، وخصوصاً جمهورنا الذي يجب أن يكون منضبطاً لأن المقصود هو الإيقاع داخل هذه البيئة والعمل على الفتن الداخلية، نحن نعمل على وحدة اللبنانيين جميعاً، فهل يمكن أن نقع نحن في فخ الفتنة الداخلية الشيعية كما يريدون العمل في المستقبل. تأكدوا على هذا، ولذلك يجب أن نكون حذرين ونحن على يقين بأن القوى السياسية الشيعية الثنائي الشيعي والجمهور الشيعي سيكون حينئذ أكثر وعياً وترابطاً مما مضى، لأن القادم ليس أسهل مما مضى، بكل صراحة في السياسة هناك واقع آخر هناك حرب من نوع آخر، يجب أن نكون على قدرها كما كنا في الحرب العسكرية على قدرها، وأن نعمل مع سائر اللبنانيين على العمل من أجل قيام دولة قادرة تستطيع أن تعمل وفق مصالح لبنان واللبنانيين وليس وفق الأجندات الخارجية التي يحاول الغرب وتحاول الولايات المتحدة الأميركية أن تصنعها شيئا فشيئا في داخلنا" .
وطالب الخطيب ب "العمل على بناء الدولة القوية مع سائر الأطراف اللبنانية وعلى قيام الدولة الحقيقية ذات السيادة، دولة المواطنة التي لا تفرق بين طرف وطرف بعد كل هذه التجارب وبعد كل هذه المعاناة، فنحن حريصون على تحقيق الوحدة الداخلية وأن يضع اللبنانييون اياديهم بايدي بعضهم الآخر، وأن يجهدوا سوياً للمحافظة على لبنان وعلى وجود لبنان وعلى المصلحة اللبنانية، الآن الشعار المرفوع هو قيام الدولة والاعتماد على الدولة، نحن اول من دعا الى هذه الدولة وإلى اصلاح هذا النظام ولكن بلسان الإمام السيد موسى الصدر، والذين رفضوا قيام الدولة القوية وفتحوا المجال لكل ما جرى، المسؤول عنه الذين منعوا وما زالوا يمانعون من قيام هذه الدولة، نحن مشروعنا الآن هو قيام هذه الدولة، دولة المواطنة، دولة العدالة، دولة المساواة، دولة تحمل المسؤولية من المسؤولين ومن الشعب اللبناني، نحن في سفينة واحدة، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذه السفينة حتى لا تغرق" .
وختم الخطيب: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيد هذا اليوم علينا وعليكم وقد تحققت آمالنا في تحرير أرضنا وفي قيام الدولة القوية القادرة والعادلة دولة المواطنة، وأن يخرج لبنان من هذا الوضع وأن يعود اللبنانيون الذين من دون وحدتهم لن تقوم للبنان قائمة وسيبقى لبنان يتجاذبه العدو الاسرائيلي ويستضعف من الولايات المتحدة الأميركية ومن الغرب، فلن يكون لبنان مستقبلاً إلا بوحدته وبوحدة شعبه وجيشه ومقاومته التي جميعاً هي تُختصر في الدولة، الدولة هي عبارة عن الجيش والشعب والحكومة، هذه المقاومة ممن هي؟ لم تأت من الصين أو من مكان آخر إنما نبتت في هذه الأرض وهم أبناء هذا الشعب أبناؤنا. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيده علينا وعليكم بالخير والعافية والعزة والكرامة، وستبقون إن شاء الله أعزاء مرفوعي الرأس كما كنتم دائماً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة الله سبحانه وتعالى قیام الدولة على الدولة هذا العدو یرید أن من أجل فی هذه
إقرأ أيضاً:
شاهد | كمين المجاهدين في عيترون جنوب لبنان على جنود العدو
???? شاهد | كمين المجاهدين في عيترون جنوب لبنان على جنود العدو 14-08-1446هـ 12-02-2025م
???? تقرير: شوقي عواضة#شاهد_المسيرة pic.twitter.com/jKpzXebGSo
— شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) February 12, 2025