البوابة نيوز:
2025-02-15@02:10:52 GMT

هل تهمش واشنطن أوروبا في سلام أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء محادثات سلام مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا موجة من الذهول والقلق في العواصم الأوروبية. 

وبينما تسعى واشنطن وموسكو إلى التوصل إلى تسوية، وجدت أوروبا نفسها مستبعدة من هذه المحادثات، ما أثار تساؤلات حول مدى تأثيرها في صياغة مستقبل الأمن والاستقرار في القارة.

قلق أوروبي من تهميش دور القارة
استقبل القادة الأوروبيون هذا الإعلان بمزيج من الغضب والقلق، معبرين عن استيائهم من استبعاد الاتحاد الأوروبي وكييف من المفاوضات. 

في ألمانيا، عبر وزير الدفاع بوريس بيستوريوس عن أسفه لأن واشنطن قدمت تنازلات لروسيا حتى قبل بدء المفاوضات مع أوكرانيا، محذرًا من أنه سيكون من "السذاجة" الاعتقاد بأن تهديد موسكو سينتهي بمجرد توقيع اتفاق السلام. 

من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإعلان بأنه "مفاجئ"، مشيرة إلى أن أوروبا بحاجة إلى التحدث مع الولايات المتحدة لتوضيح أهمية التعاون الأمني عبر الأطلسي.

أما في بروكسل، فقد شددت مفوضة الأمن في الاتحاد الأوروبي، هينا فيركونين، على ضرورة أن تلعب أوروبا وأوكرانيا دورًا محوريًا في أي مفاوضات سلام، مؤكدة أن الولايات المتحدة حليف أساسي لكن لا يمكنها تقرير مستقبل الأمن الأوروبي بشكل منفرد. 

في السياق ذاته، حذر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية من أن روسيا "لا يجب أن تُكافأ على عدوانها"، مشيرًا إلى أن أي اتفاق سلام غير مستدام لن يؤدي إلا إلى مزيد من الحرب وعدم الاستقرار.

الناتو والمخاوف الأمنية الأوروبية
لم تكن الاستجابة الأوروبية مقتصرة على الاتحاد الأوروبي فقط، بل امتدت إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث أكد الأمين العام للحلف، مارك روته، أن أوكرانيا يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في جميع المحادثات المتعلقة بها، محذرًا من أن أي اتفاق يتم فرضه من الخارج قد لا يكون مستدامًا على المدى الطويل. 

كما عبرت بريطانيا عن قلقها، حيث أكد وزير الدفاع جون هيلي أن موسكو لا تزال تشكل تهديدًا أوسع من مجرد أوكرانيا، مشددًا على أن أي مفاوضات يجب أن تضع كييف في مركزها.

في فرنسا، اعتبر وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو أن أي محاولة لتحقيق "السلام من خلال الضعف" ستكون نهجًا خاطئًا، محذرًا من أن مثل هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية بدلًا من تهدئتها. وفي دول البلطيق، وصف وزير الدفاع الليتواني دوفيلي شاكاليني التطورات الأخيرة بأنها "الأكثر ظلمة منذ الحرب العالمية الثانية"، معتبرًا أن غياب التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي.

التداعيات المحتملة لمستقبل أوروبا وأوكرانيا
مع تصاعد المخاوف من استبعاد أوروبا من المحادثات، أعربت عدة دول عن قلقها بشأن الدور الذي ستُجبر على لعبه بعد التوصل إلى اتفاق سلام. في بولندا، أكد رئيس الوزراء دونالد توسك أن تحقيق "سلام عادل" يتطلب تعاونًا وثيقًا بين أوكرانيا، أوروبا، والولايات المتحدة. 

أما في هولندا، فقد شدد وزير الدفاع روبن بريكلمانز على ضرورة تقديم "ضمانات أمنية قوية" لضمان عدم اندلاع صراع جديد في المستقبل.

من جهتها، أكدت إسبانيا على ضرورة أن يكون لدى الأوروبيين "فهم مشترك لما يجري"، حيث شدد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس على أنه لا يمكن اتخاذ أي قرارات بشأن الأمن الأوروبي دون مشاركة أوروبا وأوكرانيا. 

وفي إيطاليا، اعتبر وزير الخارجية أنطونيو تاجاني أن عودة الولايات المتحدة وروسيا إلى المحادثات أمر إيجابي، لكنه شدد على أن أي اتفاق يجب أن يكون قائمًا على أساس "سلام عادل ودائم"، وليس مجرد هدنة مؤقتة قد تؤدي إلى تصعيد مستقبلي.

بينما تتجه الولايات المتحدة وروسيا نحو التفاوض، تجد أوروبا نفسها في موقف حرج، حيث تخشى أن تتحمل العبء الأكبر لإعادة إعمار أوكرانيا وضمان استقرارها دون أن يكون لها أي تأثير على شروط الاتفاق. 

ومع غموض موقف إدارة ترامب من التعاون مع الحلفاء التقليديين، يبقى السؤال المطروح: هل ستقبل أوروبا بدور الممول فقط، أم أنها ستتمكن من فرض نفسها على طاولة المفاوضات؟ في ظل هذه التطورات، يبدو أن القارة العجوز تواجه اختبارًا حقيقيًا لوحدتها وقدرتها على الدفاع عن مصالحها في عالم متغير.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا واشنطن الولایات المتحدة وزیر الدفاع یجب أن

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأميركي: لا خطط وشيكة لتخفيض قواتنا في أوروبا

قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمس الثلاثاء إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تخطط لخفض مستويات القوات الأميركية في أوروبا في أي وقت قريب، لافتا إلى أن ذلك قد يتغير لاحقا.

وأضاف، خلال زيارته القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا والواقعة بألمانيا، أن مسؤولية الحفاظ على أوروبا خالية من العدوان لا ينبغي أن تقع على عاتق واشنطن وحدها.

وشدد على أن الدول الأوروبية يجب أن تزيد من إنفاقها الدفاعي، قائلا إن "الأمر المنطقي أن تدافع تلك الدول عن القارة الأوروبية، وسوف تقف الولايات المتحدة إلى جانبهم بالمساعدة".

ولفت إلى أنه من الخطأ الاعتبار أن الولايات المتحدة "ستتخلى عن شيء وتغادر"، قائلا إن "أميركا ذكية"، وفق تعبيره.

ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، ينتشر نحو 100 ألف جندي أميركي في جميع أنحاء أوروبا، وأكثر من ثلثهم يتمركزون في ألمانيا.

لكن ترامب سعى في نهاية ولايته الأولى إلى تقليص القوات الأميركية في برلين نتيجة خلافات مع مسؤولين ألمان، وهي الخطوة التي تمكن قادته العسكريون من إبطائها وتجنبها في النهاية.

يأتي ذلك في ظل مخاوف قادة أوروبا قطع المساعدات الأميركية عن أوكرانيا وفرض وقف إطلاق النار لصالح روسيا، لا سيما بعد دعوة ترامب لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لزيادة الإنفاق الدفاعي، وهي دعوة كانت أساسية بحملته الانتخابية، معتبرا أن واشنطن "تحمي دول الناتو التي لا تحمي الولايات المتحدة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الألماني: استبعاد الاتحاد الأوروبي من محادثات أوكرانيا سيؤثر على علاقتنا بواشنطن
  • واشنطن تهدد بعقوبات وعمل عسكري لدفع بوتين لإبرام اتفاق مع أوكرانيا
  • ألمانيا تحذر من "سلام زائف" في أوكرانيا
  • القادة الأوروبيون يردون على ترامب: أنتم بحاجة لنا لإنجاح أي اتفاق سلام يخص أوكرانيا
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ملتزمة ببناء ناتو أكثر قوة
  • أوروبا تحذر: أي اتفاق سلام في أوكرانيا يجب أن يشمل كييف وحلفاءها
  • وزير الدفاع الأميركي يحدد أمام الناتو الخطوط الحمر بشأن أوكرانيا
  • وزير الدفاع الأمريكي يكشف أولويات واشنطن في عهد ترامب
  • وزير الدفاع الأميركي: لا خطط وشيكة لتخفيض قواتنا في أوروبا