البوابة نيوز:
2025-03-18@06:41:47 GMT

هل تهمش واشنطن أوروبا في سلام أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء محادثات سلام مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا موجة من الذهول والقلق في العواصم الأوروبية. 

وبينما تسعى واشنطن وموسكو إلى التوصل إلى تسوية، وجدت أوروبا نفسها مستبعدة من هذه المحادثات، ما أثار تساؤلات حول مدى تأثيرها في صياغة مستقبل الأمن والاستقرار في القارة.

قلق أوروبي من تهميش دور القارة
استقبل القادة الأوروبيون هذا الإعلان بمزيج من الغضب والقلق، معبرين عن استيائهم من استبعاد الاتحاد الأوروبي وكييف من المفاوضات. 

في ألمانيا، عبر وزير الدفاع بوريس بيستوريوس عن أسفه لأن واشنطن قدمت تنازلات لروسيا حتى قبل بدء المفاوضات مع أوكرانيا، محذرًا من أنه سيكون من "السذاجة" الاعتقاد بأن تهديد موسكو سينتهي بمجرد توقيع اتفاق السلام. 

من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإعلان بأنه "مفاجئ"، مشيرة إلى أن أوروبا بحاجة إلى التحدث مع الولايات المتحدة لتوضيح أهمية التعاون الأمني عبر الأطلسي.

أما في بروكسل، فقد شددت مفوضة الأمن في الاتحاد الأوروبي، هينا فيركونين، على ضرورة أن تلعب أوروبا وأوكرانيا دورًا محوريًا في أي مفاوضات سلام، مؤكدة أن الولايات المتحدة حليف أساسي لكن لا يمكنها تقرير مستقبل الأمن الأوروبي بشكل منفرد. 

في السياق ذاته، حذر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية من أن روسيا "لا يجب أن تُكافأ على عدوانها"، مشيرًا إلى أن أي اتفاق سلام غير مستدام لن يؤدي إلا إلى مزيد من الحرب وعدم الاستقرار.

الناتو والمخاوف الأمنية الأوروبية
لم تكن الاستجابة الأوروبية مقتصرة على الاتحاد الأوروبي فقط، بل امتدت إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث أكد الأمين العام للحلف، مارك روته، أن أوكرانيا يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في جميع المحادثات المتعلقة بها، محذرًا من أن أي اتفاق يتم فرضه من الخارج قد لا يكون مستدامًا على المدى الطويل. 

كما عبرت بريطانيا عن قلقها، حيث أكد وزير الدفاع جون هيلي أن موسكو لا تزال تشكل تهديدًا أوسع من مجرد أوكرانيا، مشددًا على أن أي مفاوضات يجب أن تضع كييف في مركزها.

في فرنسا، اعتبر وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو أن أي محاولة لتحقيق "السلام من خلال الضعف" ستكون نهجًا خاطئًا، محذرًا من أن مثل هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية بدلًا من تهدئتها. وفي دول البلطيق، وصف وزير الدفاع الليتواني دوفيلي شاكاليني التطورات الأخيرة بأنها "الأكثر ظلمة منذ الحرب العالمية الثانية"، معتبرًا أن غياب التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي.

التداعيات المحتملة لمستقبل أوروبا وأوكرانيا
مع تصاعد المخاوف من استبعاد أوروبا من المحادثات، أعربت عدة دول عن قلقها بشأن الدور الذي ستُجبر على لعبه بعد التوصل إلى اتفاق سلام. في بولندا، أكد رئيس الوزراء دونالد توسك أن تحقيق "سلام عادل" يتطلب تعاونًا وثيقًا بين أوكرانيا، أوروبا، والولايات المتحدة. 

أما في هولندا، فقد شدد وزير الدفاع روبن بريكلمانز على ضرورة تقديم "ضمانات أمنية قوية" لضمان عدم اندلاع صراع جديد في المستقبل.

من جهتها، أكدت إسبانيا على ضرورة أن يكون لدى الأوروبيين "فهم مشترك لما يجري"، حيث شدد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس على أنه لا يمكن اتخاذ أي قرارات بشأن الأمن الأوروبي دون مشاركة أوروبا وأوكرانيا. 

وفي إيطاليا، اعتبر وزير الخارجية أنطونيو تاجاني أن عودة الولايات المتحدة وروسيا إلى المحادثات أمر إيجابي، لكنه شدد على أن أي اتفاق يجب أن يكون قائمًا على أساس "سلام عادل ودائم"، وليس مجرد هدنة مؤقتة قد تؤدي إلى تصعيد مستقبلي.

بينما تتجه الولايات المتحدة وروسيا نحو التفاوض، تجد أوروبا نفسها في موقف حرج، حيث تخشى أن تتحمل العبء الأكبر لإعادة إعمار أوكرانيا وضمان استقرارها دون أن يكون لها أي تأثير على شروط الاتفاق. 

ومع غموض موقف إدارة ترامب من التعاون مع الحلفاء التقليديين، يبقى السؤال المطروح: هل ستقبل أوروبا بدور الممول فقط، أم أنها ستتمكن من فرض نفسها على طاولة المفاوضات؟ في ظل هذه التطورات، يبدو أن القارة العجوز تواجه اختبارًا حقيقيًا لوحدتها وقدرتها على الدفاع عن مصالحها في عالم متغير.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا واشنطن الولایات المتحدة وزیر الدفاع یجب أن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي ينوي تعزيز صناعاته الدفاعية.. وتحذير من نتائج الحرب التجارية

يهدف الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق مشروع ضخم لبناء صناعته الدفاعية يهدف من أجل ردع روسيا ودعم أوكرانيا بينما تنسحب الولايات المتحدة من القارة، وفقا لمسودة ما يسمى بالكتاب الأبيض حول الدفاع حصلت عليها صحيفة "بوليتيكو".

وتقول المسودة: "تتطلب إعادة بناء الدفاع الأوروبي استثمارا ضخما على مدى فترة مستدامة".



ومن المقرر أن تقدم الورقة التي أعدها مفوض الدفاع الأوروبي أندريوس كوبيليوس وكبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي كاجا كالاس الأسبوع المقبل إلى قادة الاتحاد الأوروبي. لا يزال من الممكن تغيير المسودة قبل إصدارها.

اقتصاديا،  قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إن نشوب حرب تجارية شاملة في العالم سيضر بالولايات المتحدة على وجه الخصوص وقد يعيد تنشيط جهود أوروبا نحو وحدة أوثق.

وفرضت الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على دول صديقة ومعادية على السواء وهددت باتخاذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد وهو ما دفع معظم الدول إلى اتخاذ خطوات للمعاملة بالمثل. وأثار ذلك مخاوف من احتمال تعرض نمو الاقتصاد العالمي لضربة كبيرة.



وقالت لاجارد في برنامج "هارد توك" الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "إذا انزلقنا إلى حرب تجارية حقيقية وتأثرت التجارة سلبا بشكل كبير، فسيكون لذلك عواقب وخيمة... سيكون له عواقب وخيمة على النمو والأسعار في أنحاء العالم لكن خاصة في الولايات المتحدة".

وعبرت لاجارد عن اعتقادها بأن هذا التوتر قد يكون له أيضا أثر جانبي إيجابي رغم ذلك وهو إعطاء الوحدة الأوروبية دفعة جديدة.

وأضافت "هل تعلمون ما الذي يحدث حاليا؟ تحريك للطاقة الأوروبية. إنه جرس إنذار كبير لأوروبا. ربما تكون هذه لحظة أوروبية لمرة أخرى".

ودللت لاجارد على وجهة نظرها قائلة إن المفوضية الأوروبية وألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أعلنتا بالفعل زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية مما أنهى ترددا استمر لسنوات بشأن هذا الإنفاق.

وأضافت أن هذه "الاستفاقة الجماعية" بدت أنها تشمل أيضا بريطانيا، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي، لأنها تشارك في جهود تعزيز الأمن الأوروبي.

وعلى مدى أغلب العقد المنصرم، لم تبذل جهود تذكر على نطاق كبير لتعميق جوانب الوحدة في الاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • ماكرون: الالتزام مع الشركاء يهدف للتوصل إلى سلام عادل في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الدول المعنية في أوروبا بشأن أوكرانيا
  • ويتكوف: الولايات المتحدة تجري مناقشات مع “الدول المعنية” في أوروبا بشأن أوكرانيا
  • نائب وزير الخارجية الروسي يوضح الهدف من الشائعات حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا
  • وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون التسوية السلمية في أوكرانيا
  • «تحالف الراغبين» ملتزم بدعم أوكرانيا
  • محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل
  • ستارمر: أي خطة سلام بشأن أوكرانيا تتطلب تعاونا أمريكيا
  • الاتحاد الأوروبي ينوي تعزيز صناعاته الدفاعية.. وتحذير من نتائج الحرب التجارية
  • ستارمر يطالب قادة العالم بضرورة الاستعداد للدفاع عن أي اتفاق سلام في أوكرانيا