إصدار جديد في المكتبة العمانية لراشد الغيلاني
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
صدر مؤخرا عن دار لبان للنشر كتاب "الموجز في فن العمل الدبلوماسي" لراشد بن حمد الغيلاني، يقدم فيه ومن خلال تجربته في عمله بالسلك الدبلوماسي، رؤيته لهذا المسار باعتباره فنا متجددا يتكيف مع متطلبات العصر، متخطّيا حدود التفاوض التقليدية ليشمل مجالات متنوعة تعكس التحديات العالمية، مشيرا: "هذا هو جهدي المتواضع لخبرات السنين أقدمه في هذا الكتاب".
ويقدم الغيلاني كتابه بكلمات ألقاها جلالة السلطان هيثم المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في فبراير من عام 2020 أكد فيها على عمق التاريخ العماني العريق الذي عرفت بلادنا به "كيانا حضاريا فاعلا ومؤثرا في نماء المنطقة وازدهارها، واستتباب الأمن والسلام فيها، تتناوب الأجيال على إعلاء راياتها وتحرص على أن تظل رسالة عمان للسلام تجوب العالم".
ويحتوي الكتاب على مجموعة من العناوين المهمة، تبدأ بباب "الدبلوماسية" معرّفا بها وتطورها ومفاهيم العمل الدبلوماسي ومهام وزارة الخارجية والبعثة الدبلوماسية، وغيرها من العناوين الفرعية منتقلا إلى الفصل الثاني ليتحدث عن أعضاء البعثة والمحاذير التي يجب على عضو البعثة تفاديها في العمل الدبلوماسي، وأهمية إلمام عضو البعثة للسياسة الخارجية للدولة المضيفة.
ويأتي العنوان الثالث "كيف تصبح سفيرا" من خلال عناوين فرعية تبحث في هذا الجانب، وصولا إلى الفصل الرابع حيث "البروتوكول والامتيازات"، ويختتم الفصول بأفكار مساعدة في العمل الدبلوماسي.
ويشير المؤلف إلى أن الدبلوماسي الناجح هو الذي يضيف إلى إتقانه كل عناصر الدبلوماسية وثقافته الواسعة وإبراز شخصيته الواثقة الهادئة المتحكمة في ردود الأفعال والتي تتجلّى في فن المفاوضات واختيار كلمات الصياغة الدقيقة.
ويذكر أن المؤلف تدرج في العمل الدبلوماسي ليصبح في منصب "وزير مفوّض" حاليا، وقد عمل سابقا في بعثات سلطنة عمان في الكويت وكازاخستان وإيران.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العمل الدبلوماسی
إقرأ أيضاً:
المشروع الاطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة
خلال المنتدى الدولي الأطلسي الأول، تمحورت مداخلتي حول خمس نقاط أساسية:
أولا، المشروع الاطلسي والعقيدة الدبلوماسية المغربية الجديدة، حيث ركز في مداخلته على فكرة الوعي الاستراتيجي المغربي بضرورة تنزيل المشروع الاطلسي وذلك من خلال استحضار سياقات هذا المشروع الذي جاء في ظل محيط دولي مضطرب، وتحولات اقليمية متسارعة ترتبط أساسا بالمكتسبات الميدانية والدبلوماسية التي حققها المغرب. إذ تحاول المملكة أن تتموقع بشكل جيد على الرقعة الأطلسية على غرار التموقع الجيد على رقعة الحوض المتوسطي.
ثانيا، الصحراء الأطلسية، تم الإشارة إلى الارتباط التاريخي والإستراتيجي بين المغرب وعمقه الإفريقي، انطلافا من نسج علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافة مع دول جنوب الصحراء والساحل وصولا إلى غرب السودان. وهنا يمكن استحضار الإرث الإمبراطوري والسلطاني المغربي من منتصف القرن 11 حيث تمكن المرابطون من تقوية الروابط مع دول غرب إفريقيا والساحل عبر الصحراء المغربية الأطلسية.
ثالثا، تحصين الفضاء الأطلسي أو ما يمكن تسميته ب » الصور الاطلسي » حيث أن المشروع الاطلسي ينهي عمليا واستراتيجيا كل الاطماع الجزائرية في إيجاد منفد للأطلسي، ويمكن المملكة كذلك من تحصين وحدته الترابية سيما وأن الجزائر كانت تسعى وتطمح من خلال اشتعال مشكل الصحراء إلى المرور إلى الاطلسي. ومن خلال هذا المشروع فالمغرب، يرسل اشارات واضحة إلى أن مفاتيح الاطلسي بيد المغرب وأن المرور والاستفادة اقتصاديا وتجاريا بالنسبة للجزائر يتطلب الاقرار بهذا الواقع عوض إطالة أمد النزاع.
رابعا، تحريك الجغرافيا، من خلال الإشارة إلى فكرة اساسية، مفادها، أن المغرب من خلال مشروع الأطلسي يفتح منافد ومنصات جديدة تجعل من التموقع الاستراتيجي هدفا ووسيلة لتجاوز المحيط الاقليمي المضطرب من جهة الشرق. وعلى اعتبار أن الجغرافيا تاريخ ساكن، فالإرث السلطاني انطلاقا من العلاقات التاريخية مع المماليك الافريقية، فهذا المعطي يسمح ويساعد على تعزيز الروابط مع دول الساحل والصحراء من منطلق رابح/رابح. وبالتالي فالمملكة تعمل وفق هذا المشروع على ربط نقط التقاطع مع مختلف الدول.
خامسا، الرهانات الجيوسياسية والامنية للمشروع الاطلسي، حيث يحاول المغرب أن يعزز حضوره الاقليمي والدولي من خلال التموقع بشكل جيد في منطقة الصحراء والساحل باعتبارها منطقة حيوية واستراتيجية على الرقعة الإفريقية. أهمية المنطقة يعكسها اهتمام القوى الكبرى كفرنسا وروسيا والصين وأمريكا. لذلك، فمنطقة الساحل والصحراء تكتسي أهمية جيوسياسية للمغرب سواء على المستوى الأمني أوالعسكري. حيث أن الامتداد الجغرافي والإستر اتيجي يساعد المملكة على التصدي للمخاطر الكبرى العابرة للحدود كالإرهاب والهجرة.