أبدى الرئيس نجيب ميقاتي تفاؤله"أنه بقيادة الرئيس جوزاف عون، سيصار  الى احراز  تقدم على صعيد تعزيز دور  القضاء والجيش والقوى الامنية والادارات العامة لاستعادة ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم". وشدد على" أننا سنراقب عمل الحكومة الجديدة عن كثب، ونأمل أن تواصل العمل وفق الأسس التي أرسيناها".واعتبر" انه لبنان قادر  بدعم المجتمع الدولي المستمر، على الخروج من الأزمات التي يعاني منها  أقوى وأكثر اتحاداً، وأن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً".

مواقف الرئيس ميقاتي وردت في كلمته اليوم أمام "مؤتمر ميونخ للأمن" المنعقد في دورته الواحدة والستين في المانيا،حيث عرض للتحديات الكثيرة التي واجهت لبنان في خلال توليه رئاسة الحكومة على مدى أكثر من ثلاث سنوات.   وقال:بصفتي رئيسا سابقا للحكومة،أحدثكم عن تجربتي، حيث واجه لبنان تحديات لا تعد ولا تحصى، ولكن صمودنا لم يتراجع أبدا، ورغم الشدائد، بقينا نعمل يدا واحدة. وابرز هذه التحديات عدم الاستقرار السياسي والأزمات الاقتصادية التي عصفت ببلدنا والصراعات الإقليمية التي واجهنا تداعياتها وانعكاساتها على ارضنا.وكانت هذه المرحلة حافلة بعدم الاستقرار لا سيما في ظل شغور في منصب رئاسة الجمهورية وقيام الحكومة التي رأستها بتصريف الاعمال لفترة طويلة.وعلى رغم الانكماش الاقتصادي الحاد الذي سبق تولي حكومتنا المسؤولية، اتخذنا سلسلة خطوات حاسمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، حيث اوقفنا سياسة الدعم، وخفضنا الإنفاق العام،وثبتنا استقرار سعر صرف الليرة. وقد ساعدت هذه الإجراءات في تخفيف بعض الأعباء المالية عن كاهل اللبنانيين، مما ادى الى فائض في الموازنة وفي ميزان المدفوعات والى زيادة في احتياطي مصرف لبنان.   أضاف: إن التحديات التي واجهتنا لم تكن اقتصادية فقط، ففي العام الفائت، تعرّض لبنان لعدوان اسرائيلي مدمّر تسبب بدمار كبير في الجنوب والعديد من المناطق اللبنانية وبسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى وبتشريد حوالى ثلث السكان.    وقال:نحن ممتنون للولايات المتحدة وفرنسا لجهودهما في تأمين وقف إطلاق النار ، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، وعدم استمرار احتلال اي بقعة في الجنوب،وأن لبنان ملتزم بالعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لحل النقاط  الخلافية على الخط الأزرق الذي رسمته الامم المتحدة عند الحدود وتطبيق القرار 1701 بحرفيته، وندعو في المقابل الى الزام اسرائيل بتنفيذه.   وتابع: لقد كان دعم المجتمع الدولي للبنان خلال فترة الازمة اساسيا، ولكننا في حاجة  إلى جهود مستمرة ومنسقة لمساعدة لبنان على الاستقرار وإعادة البناء. وينبغي أن يكون هذا الدعم شفافا ويضمن التخصيص المناسب للموارد. في أثناء الحرب، أنشأنا وحدة الاستجابة للطوارئ، التي قامت بتنسيق المساعدات وسمحت للمانحين بتتبع مساهماتهم. ونعتقد أنه ينبغي تطبيق هذه الآلية على مرحلتي التعافي وإعادة الإعمار ايضا.   وقال: لا يزال لبنان في حاجة إلى مساعدة خارجية لدعم الخدمات والتقديمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. تتطلب "الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية" التي أطلقناها قبل عام التمويل اللازم لدعم الفئات السكانية الأكثر ضعفا.
وهناك ايضا حاجة ماسة للمساعدات المخصصة لتعزيز المؤسسات المحلية ووضع اسس النمو  والاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.   وتناول ملف النازحين السوريين فقال: لقد إستضاف لبنان أكثر من 1.5 مليون نازح سوري، لكن العبء على بنيتنا التحتية ومجتمعنا كلف ما يقدر بنحو 100 مليار دولار أميركي داعيا المجتمع الدولي الى مساعدة البلدين من اجل العودة السريعة .   وقال: يجب على القوى السياسية في لبنان أن تلتزم بالعمل معاً من أجل مستقبل وطننا. ويتعين ايضا وضع المصالح السياسية الداخلية جانباً  والتركيز على الإصلاح المؤسسي، وخاصة الشفافية والمساءلة والعدالة. إن تعزيز دور  القضاء والجيش والقوى الامنية والادارات العامة أمر بالغ الأهمية لاستعادة ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم ، وأنا متفائل بأننا بقيادة الرئيس جوزاف عون سنحرز تقدما في هذا المجال.   وقال: إن التنوع الثقافي والديني في لبنان هو حجر الزاوية في هويتنا، ونحن لا نزال ملتزمين تماما بالحفاظ عليها. لقد كانت تعدديتنا دائما مصدر قوة، ونموذجا للتعايش في الشرق الأوسط برمته. وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني ذات مرة، "لبنان أكثر من وطن، انه رسالة أمل وسلام وتعايش". وسنواصل حماية تراثنا الثقافي الغني وسنظل منارة للتسامح والحوار والسلام بين كل المجتمعات.   وتوجه الى المشاركين في المؤتمر بالقول: لبنان ملتزم بسلوك طريق التعافي ،ولكننا بحاجة إلى الدعم المستمر والشراكة من المجتمع الدولي، بحيث يمكننا معا التغلب على التحديات المقبلة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا للبنان.   وقال: لا يمكننا أن نسمح بتفويت فرصة إعادة بناء الدولة اللبنانية الحديثة. إننا سنراقب عمل الحكومة الجديدة عن كثب، ونأمل أن تواصل العمل وفق الأسس التي أرسيناها. وأنا واثق انه، بدعمكم المستمر، فان لبنان قادر على الخروج من هذه الأزمات أقوى وأكثر اتحاداً وأن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً. إنني أدعوكم جميعا إلى الاستمرار في التعاون مع لبنان لنعمل معا نحو بناء غد أفضل.   وفي ختام كلمته إستذكر الرئيس ميقاتي  الرئيس رفيق الحريري في الذكرى العشرين لاستشهاده، مشيدا بدوره الوطني الجامع للمكونات الوطنية كافة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المجتمع الدولی

إقرأ أيضاً:

ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الأميركي أبلغني أن الإسرائيليّين سينسحبون من القرى الجنوبيّة باستثناء 5 نقاط مع سبل الوصول إليها وأبلغتهم رفض لبنان هذا الأمر.

 

وذكرت «البناء» أن موقف رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي موحّد تجاه رفض بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي في التلال الخمس، وعلى أن لبنان سيستخدم كافة الوسائل الدبلوماسية والإمكانات للضغط على إسرائيل للانسحاب.

 

وأعلن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي لـ»بلومبيرغ» أن إسرائيل سنحتفظ بـ 5 نقاط استراتيجية داخل لبنان بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار».

وبحسب" الاخبار" فان النقاط الخمس التي ينوي العدو الإسرائيلي البقاء فيها هي - تلة اللبونة، التي تقع على مستوى بلدات الضهيرة واللبونة وعلما الشعب، وتشرف بشكل كبير على مستوطنات عدة. - تلة العزية القريبة من بلدتَيْ يارين ومروحين - تلة جبل بلاط التي تقع على حدود بلدتَيْ رميش وعين إبل. - جبل الباط في عيترون ويشرف على كامل القطاع الأوسط - تلة العويضة الواقعة بين قرى العديسة والطيبة ورب ثلاثين.

 

وكتبت" الديار":تُعتبر التلال الخمس التي تعتزم «اسرائيل» البقاء فيها نقاط مراقبة استراتيجية، وهي:

 

- تلة العويضة التي تقع في مرماها كل مستوطنات الجليل.

 

- تلة الحمامص التي تقطّع أوصال الجنوب اللبناني وتقسّمه الى مناطق منعزلة.

 

- تلة اللبونة التي تطل على مدينة صور ومخيم البص للاجئين الفلسطينيين، وتشرف على نقطة بارزة لليونيفيل، وصنّفتها «اسرائيل» منطقة حراسة دفاعية.

 

- تلتا جبل بلاط والعزية اللتان تسمحان «لاسرائيل» بكشف مناطق واسعة.

 

وكل هذه التلال غير مأهولة وخالية من العمران المرتفع، ما يسمح «لاسرائيل» بالتحرك بسهولة باتجاه الاراضي اللبنانية لتنفيذ أي عدوان، لكنه يعيق اي عودة للسكان في اكثر من عشرة قرى.

 

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يدعو إلى فعل المزيد الآن لمساعدة شعب السودان على الخروج من “هذا الكابوس”
  • الاحتلال يعتزم البقاء في 5 نقاط بلبنان.. تفجيرات وخروقات مستمرة
  • نيجيرفان بارزاني يؤكد حاجة العراق لإستمرار الدعم الدولي للقضاء نهائيا على داعش
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟
  • ميقاتي غادر بيروت الى المانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن
  • رفض لبناني لتمديد مهلة الانسحاب الاسرائيلي ..عون ينوّه بمواقف ميقاتي الوطنية ودعمه الجيش
  • بري تابع تطورات الأوضاع خلال لقائه الرئيس ميقاتي ووزير خارجية البرتغال
  • رقمنة الخدمات الزراعية| مصر تخطو نحو تحسين إنتاجية المحاصيل عبر إدخال التكنولوجيا.. ميكنة أكثر من 20 خدمة لمساعدة الفلاح.. وخبراء: تقضي على البيروقراطية وتسهم في تحقيق طفرة في الصادرات الزراعية
  • ميقاتي التقى السفيرة الاميركية بحضور نواب طرابلس والنواب السنّة يبحثون حجب الثقة