صحيفة المرصد الليبية:
2025-02-15@03:32:29 GMT

هكذا يتحول الجلاد إلى صديق حميم!

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

هكذا يتحول الجلاد إلى صديق حميم!

السويد – بدأ هذا الأمر في 23 أغسطس 1973، حين اقتحم شخص يدعى جان إريك أولسون منفردا فرعا لبنك “كريديتبانكين” في العاصمة السويدية ستوكهولم، واحتجز أربعة موظفين رهائن لمدة ستة أيام.

الجاني هدد بقتل الرهائن وطلب من رئيس الوزراء السويدي فدية بقيمة 3 ملايين كرونة وتعادل قيمتها الحالية حوالي 2 مليون دولار. علاوة على ذلك، طلب أسلحة وسيارة عالية السرعة لمغادرة البلاد من دون عوائق.

الشرطة السويدية صبرت حتى 28 أغسطس، ثم قررت اقتحام مبنى البنك وقامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل قبو تخزين الأموال حيث كان يوجد الرهائن إضافة إلى المجرم أولسون وشريك له يدعى أولوفسون، كان أطلق سراحه ونقل إلى المكان من السجن بطلب من مدبر عملية الاقتحام والاحتجاز. اللصان استسلما بعد نصف ساعة، وتم إطلاق سراح جميع الرهائن بسلام.

ما أدهش الجميع في هذه الحادثة التي قد تبدو للوهلة الأولى مجرد عملية سطو فاشلة، أن الضحايا تعاطفوا مع من احتجز حريتهم لنحو أسبوع، ورفضوا الإدلاء بشهادات تجرمهم في المحكمة. جادل هؤلاء محاميهم، وأصروا على أنهم لا يكنون أي ضغينة ضد المعتدي ورفيقه، بل أكدوا أن الجاني وصاحبه لم يرتكبا أي خطأ بحقهم.

من وحي هذه الحالة من العواطف المتناقضة، صاغ الطبيب النفسي نيلز بيجيروت، وكان قدّم المشورة للشرطة أثناء المفاوضات مع الجاني مصطلحا اطلق عليه في البداية اسم ساحة نورمالمستورغ التي يوجد على ناصيتها البنك. نظرا لصعوبة نطق هذا المصطلح “نورمالمستورغسيندروميت”، جرى لاحقا استبداله بآخر هو “متلازمة ستوكهولم”.

من وقتها دخلت متلازمة ستوكهولم مجال علم النفس، وهي تعني التعاطف الذي يظهر بين الضحية والمعتدي بعد تواصل مباشر في تجربة مؤلمة.

هذه المتلازمة بمثابة رد فعل نفسي وقائي غير واع، تحت تأثيره يبدأ الضحايا في الإحساس بمشاعر التعاطف مع “جلاديهم” وتبرير أفعالهم.

هذا المصطلح الذي صاغه العالم النفسي بيجيروت في حادثة احتجاز الرهائن في بنك ستوكهولم، أظهر حالة خاصة ينسج خلالها الضحايا علاقات إيجابية مع المعتدين ويتجاهلون قسوتهم ومعاناتهم في موقف معاكس لما كان يجب.

يجدر الذكر أن متلازمة ستوكهولم لا تعد رسميا مرضا أو اضطرابا عقليا، بل هي نوع من السلوك التكيفي ينشأ في حالة التهديد، وطريقة في اللاوعي لمقاومة العنف المعنوي والجسدي.

ترتبط آلية متلازمة ستوكهولم بشكال وثيق بغريزة الحفاظ على الذات، وهي تتعزز في اللاوعي بالاستناد إلى الأمل في أن يتعامل المعتدي بتساهل مع الضحية إذا أظهرت الطاعة.

خطر هذه المتلازمة الاستثنائية يتمثل في أن الشخص الذي يجد نفسه في موقع الضحية، يتصرف تلقائيا ضد مصالحه الخاصة، ما قد يكون عائقا أمام الحصول على مساعدة خارجية.

يقنع معظم الأشخاص الذين مروا بمتلازمة ستوكهولم، أنفسهم بأنهم مسؤولون بشكل ما عما حدث، وأنهم ربما استفزوا المعتدي أو بادروهم من دون وعي بإشارات خاطئة.

المختصون يحددون عدة شروط لتطور متلازمة ستوكهولم، أساسها حدوث حالة مؤلمة نفسيا أو جسديا مثل سوء المعاملة أو العدوان. ومن الشروط أيضا تكّون علاقة وثيقة بين المعتدي والضحية إثر تواصل منتظم، علاوة على وجود ظروف قاهرة تمنع الانسحاب الطوعي من مثل هذه العلاقة.

متلازمة ستوكهولم، ظهرت لاحقا عدة مرات في جرائم وقف بعدها الضحايا مع المعتدين وساقوا المبررات بحماسة في الدفاع عنهم والوقوف بجانبهم. ذلك يعني جدية مثل هذه “المتلازمة” وأثرها العميق في تغيير وعي الضحية وقلب الموقف رأسا على عقب لصالح المعتدي.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: متلازمة ستوکهولم

إقرأ أيضاً:

إندبندنت: حلم ترامب بشأن غزة قد يتحول إلى كابوس للغرب

قالت صحيفة إندبندنت إن أحدث اندفاع جنوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، كان مطالبته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين لديها يوم السبت المقبل وإلا فالثمن هو "الجحيم"، وهو لا يقل جنونا عن تهديده بقطع المساعدات عن مصر والأردن، ولن يؤدي إلا إلى تمكين أعداء أميركا.

وحذر محرر الشؤون العالمية بالصحيفة سام كيلي من أن التهديد بقطع المساعدات عن الأردن ومصر يقدم للصين وروسيا مكاسب سهلة، كما أن ترامب لا يمتلك هو ولا إسرائيل قوة تجعل حماس "تدفع" ثمن عدم إطلاق سراح المحتجزين الباقين، وإن كانت إسرائيل قد تستمر في قصف قطاع غزة إذا انهار وقف إطلاق النار بالكامل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين أفيرز: هذه أصعب مشكلة تواجه سورياlist 2 of 2صحف عالمية: تصريحات ترامب تهدد بإلغاء المرحلة الثانية من اتفاق غزةend of list

ولم تستغرب الصحيفة أن يهدد ترامب بما لا يمكن تصوره، مستنكرة أن يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة هجومًا ليس فقط من إسرائيل، بل من الولايات المتحدة التي تستطيع قصف قطاع غزة بالصواريخ المجنحة والقنابل الخارقة للتحصينات وحتى المدافع البحرية.

تفجير الشرق الأوسط

وحتى لو لم يشن ترامب حربا على غزة، فإنه لا يزال في سعيه إلى تفجير الشرق الأوسط وتسليم النفوذ والرعاية لمنافسي بلاده -حسب الصحيفة- بتهديد مصر والأردن بقطع المساعدات عنهما ما لم تستقبلا نحو مليوني فلسطيني في "منازل جميلة" من المتوقع أن تُبنى بمليارات وهمية من الولايات المتحدة.

إعلان

والآن يواجه ملك الأردن عبد الله الثاني، أثناء لقائه ترامب في واشنطن، تحديا مستحيلا بتوضيح أن هذا الحلم سينتهي بالفوضى والحرب، وأنه محفوف بمخاطر جمة على الملك نفسه، وهو لن يستطيع تبرير مشاركة المملكة في التطهير العرقي في غزة.

وعلى هذا الأساس ترى الصحيفة أن ترامب حتى لو عرض على الأردن "مليارات الدولارات" لبناء "غزة جديدة" في الصحراء، فلن يقبل الملك، لأنه غير أخلاقي، وسيكون نهاية المملكة نفسها.

وكان الأردن قد عقد اتفاق سلام مع سكانه الفلسطينيين الذين قاتلوا إسرائيل ذات يوم من الضفة الشرقية لنهر الأردن، كما عقد معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1995، في صفقة ممولة بمساعدات مالية وعسكرية، تقدم الولايات المتحدة حاليا بموجبها للأردن 1.72 مليار دولار سنويا.

أما مصر ذات الثقل الأكبر في واشنطن، فهي -حسب الصحيفة- دولة ديمقراطية، وقد وصل رئيسها عبد الفتاح السيسي إلى السلطة بالقوة وأطاح بحكومة الإخوان المسلمين عام 2014، وتم تجاهل سجله المروع في مجال حقوق الإنسان لأن مصر لديها أيضًا معاهدة سلام مع إسرائيل.

مصر لن تفعل

ولا تستطيع مصر -ولن تفعل- استيراد مليون فلسطيني، لأنها لا تستطيع أن تتحمل تكاليف ذلك سياسيا، وهي تخشى أن يجلب هؤلاء معهم الإسلام السياسي ممثلا في الإخوان المسلمين والجهاد الإسلامي.

وبما أن ترامب أظهر أنه لا يخادع عندما يقول إنه سيفعل، فربما يضاعف من جهوده لتطهير غزة، ولأنه يبدو جادا في ضم كندا وغزو أو شراء غرينلاند وخنق أوكرانيا، فربما يعني أنه سيقطع المساعدات عن الأردن ومصر.

وبما أن مصر والأردن رفضتا بصوت عالٍ خطة ترامب في غزة، فلن تتردد القاهرة في البحث عن المساعدة العسكرية والمالية، ولن يحتاج السيسي غير استعمال الهاتف لتُخرج بكين دفتر شيكاتها وتسيطر إستراتيجيا على قناة السويس والموانئ المتوسطية ونهر النيل، وهي مناطق ترغب أيضا روسيا التي فقدت سوريا، في الوصول إليها، وبسعر زهيد لا يتجاوز بضعة مليارات.

إعلان

وخلصت الصحيفة إلى أن الأردن لن تدور في مدار صيني روسي، وعليه على لندن وبروكسل أن تتوليا أمرها، خاصة أن أميركا ترامب لم تعد تمثل أفضل مصالح "الغرب"، وأنه لا يمكن السماح لأوهام ترامب بتدمير جزر الاستقرار التي لا تزال قائمة في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • جثمان جديد.. العثور على الضحية الثالث لـ سفاح المعمورة بالإسكندرية
  • العثور على جثة الضحية الثالثة لسفاح الإسكندرية
  • عيد الحب يتحول إلى مأساة.. جرائم قاسية هزت قلوب الجميع
  • المملكة تدين التفجيرين الإرهابيين في أفغانستان وتعزي ذوي الضحايا
  • أطفال الأنابيب.. حلم الأمومة يتحول إلى معاناة في العراق
  • 4 خطوات للتعامل مع الشخص «القماص».. يعيش في دور الضحية
  • صديق مقرب من محمد صلاح يكشف عن وجهة «مو» المقبلة
  • إندبندنت: حلم ترامب بشأن غزة قد يتحول إلى كابوس للغرب
  • لو بتعاني من هذه الأعراض.. كيف تكتشف إصابتك بمتلازمة انحلال الدم اليوريمي اللانمطي؟