أمر قاض فدرالي أميركي إدارة الرئيس دونالد ترامب بوقف تجميد المساعدات الخارجية، في ظل تحذيرات رسمية وحقوقية من تأثير وقف المساعدات خاصة في مناطق الحروب مثل قطاع غزة المحاصر.

وأصدر القاضي أمير علي الأمر بوقف التجميد أمس الخميس بعد دعوى قضائية رفعتها شركات تتلقى تمويلا من الولايات المتحدة لبرامجها في الخارج.

وفي أمره، أشار القاضي إلى أن إدارة ترامب زعمت أنها اضطرت إلى إيقاف التمويل لآلاف من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الخارج لإجراء مراجعة شاملة لكل برنامج وما إذا كان ينبغي إلغاؤه.

وقال القاضي إن مسؤولي الإدارة "لم يقدموا أي تفسير لسبب التعليق الشامل لجميع المعونات الأجنبية التي خصصها الكونغرس والتي أثارت موجة صدمة وأدت إلى إلغاء عقود مع آلاف من المجموعات غير الربحية والشركات وغيرها كمقدمة عقلانية لمراجعة البرامج".

ويعدّ حكم المحكمة أمس الثاني الذي تسبب في انتكاسة كبيرة لإدارة ترامب في ما يتعلق بتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي يبلغ عمرها 60 عاما، والتي يعدها ترامب وحليفه إيلون ماسك خارج نطاق أجندة الرئيس الجمهوري.

ويعد الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزائية الأميركية في واشنطن أول حكم يستهدف ما تقول جماعات الإغاثة وغيرها "إنه قطع مفاجئ ومطلق لأموال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للبرامج في الخارج".

إعلان

ومن شأن قطع التمويل أن يجعل مقاولين ومزارعين وموردين في الولايات المتحدة والعالم من دون مئات الملايين من الدولارات كأجور للعمل الذي تم إنجازه بالفعل، ولكنهم أجبروا على تسريحات واسعة النطاق للعمال بين هذه الشركات.

وأصدر القاضي أمير علي الأمر المؤقت يوم الخميس في الولايات المتحدة في دعوى قضائية رفعتها منظمتان، هما "تحالف الدفاع عن لقاح الإيدز" و"المجلس العالمي للصحة"، وتمثلان المنظمات الصحية التي تتلقى أموالًا أميركية للعمل في الخارج.

محتجون يحملون لافتات خارج مبنى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بعد إعلان إيلون ماسك أن العمل جار لإغلاق وكالة المساعدات الخارجية الأميركية (رويترز)

جدل

ويمنع الحكم أيضا وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين آخرين في إدارة ترامب من فرض أوامر وقف العمل التي أرسلتها إدارة ترامب وماسك إلى الشركات والمنظمات التي تنفذ أوامر المساعدات الأجنبية.

وينطبق أمر التمويل على العقود التي كانت سارية قبل أن يصدر ترامب أمره التنفيذي في 20 يناير/كانون الثاني الماضي والذي أعلن فيه تجميد المساعدات الأجنبية.

كما رفض القاضي حجة إدارة ترامب بأنها كانت تخفف من تأثير تجميد التمويل، وعرضت إعفاءات للسماح للتمويل بالاستمرار في التدفق إلى بعض شركاء المساعدة.

واستشهد القاضي بشهادة تفيد بعدم وجود نظام إعفاء من هذا القبيل حتى الآن وأن نظام الدفع عبر الإنترنت في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لم يعد يعمل.

وفي وقت سابق أمس، قال قاض في قضية منفصلة تتعلق بتفكيك إدارة ترامب للوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرامج المساعدات الأميركية في الخارج إن أمره بوقف خطط إدارة ترامب لسحب جميع موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية باستثناء جزء بسيط من وظائفهم في جميع أنحاء العالم سيبقى "ساريًا لمدة أسبوع آخر على الأقل".

وأمر القاضي كارل نيكولز بالتمديد بعد جلسة استماع استمرت ما يقرب من 3 ساعات يوم أمس، وركز كثير منها على كيفية تأثر الموظفين بالأوامر المفاجئة من إدارة ترامب وماسك الذي يقود وزارة كفاءة الحكومة في إدارة ترامب، بوضع آلاف من عمال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في إجازة وتجميد تمويل المساعدات الخارجية.

وقال القاضي إنه يخطط لإصدار حكم مكتوب في الأيام المقبلة بشأن ما إذا كان التوقف سيستمر. وتساءل عن "إبقاء الموظفين في إجازة آمنة في المناطق الخارجية العالية الخطورة" عندما لم يتمكن محامي وزارة العدل من تقديم خطط مفصلة، وطلب منه القاضي تقديم وثائق المحكمة بعد الجلسة.

إعلان

وكان موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الذين كانوا يعملون حتى وقت قريب في جمهورية الكونغو الديموقراطية قد قدموا إفادات خطية للدعوى القضائية التي تصف الوكالة بأنها تخلت عنهم تقريبا عندما انفجرت أعمال النهب والعنف السياسي في عاصمة الكونغو الشهر الماضي، مما تركهم عرضة لإخلاء منازلهم مع عائلاتهم.

وقال الموظفون في الإفادات الخطية إن تجميد التمويل وتطهير كبار المسؤولين في الوكالة يعني أن موظفي الوكالة تقطعت بهم السبل الآن في واشنطن من دون منازل أو تمويل من الوكالة، ويواجهون خسارة وظائفهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الوکالة الأمیرکیة للتنمیة الدولیة المساعدات الخارجیة إدارة ترامب فی الوکالة فی الخارج

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تسعى لخفض ميزانية وزارة الخارجية وغلق 27 بعثة دبلوماسية

قال 4 مسؤولين أميركيين مطلعين -الاثنين- إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تريد خفض ميزانية وزارة الخارجية إلى النصف بما يتجاوز 30 مليار دولار في السنة المالية 2026، وهو خفض هائل قد يؤدي إلى إغلاق ما يقرب من 30 بعثة دبلوماسية، فضلا عن خفض المساعدات الخارجية بنحو 75%.

ونقلت رويترز عن المصادر قولها إن التخفيضات وردت في رد مكتب الميزانية في البيت الأبيض -مكتب الإدارة والميزانية- على طلبات التمويل التي قدمتها وزارة الخارجية للسنة المالية المقبلة، والتي تبدأ في أول أكتوبر/تشرين الأول.

ووفقا لمذكرة داخلية منفصلة اطلعت عليها رويترز، تدرس الإدارة توصية بإغلاق 27 بعثة دبلوماسية على الأقل، معظمها في أفريقيا وأوروبا، في إطار الخطة التي لم تُستكمل بعد، 10 من هذه البعثات سفارات، والباقي قنصليات.

وتطرح هذه الوثيقة حسب رويترز أفكارا حول كيفية التحول نحو نموذج تشغيلي أقل تكلفة في 4 بعثات خارجية أخرى على الأقل.

ووقّع ترامب مرسوما في 20 يناير/كانون الثاني الماضي -وهو اليوم الذي عاد فيه إلى البيت الأبيض- يأمر فيه بتجميد المساعدات الخارجية الأميركية لمدة 90 يوما ريثما يتم إجراء مراجعة كاملة.

مقالات مشابهة

  • دعوى قضائية على إدارة ترامب أمام محكمة التجارة الدولية
  • البيت الأبيض يعلن تجميد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد بعد تحديها لقرارات ترامب
  • إدارة ترامب تسعى لخفض ميزانية وزارة الخارجية وغلق 27 بعثة دبلوماسية
  • رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إلى إيران
  • وزير التعليم العالي يبحث مع وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعاون ‏المشترك في مجال مكافحة السرطان
  • متحدث الحكومة: توفير التمويل للأعمال الدرامية التي تعزز القيم الأسرية والوطنية
  • تسليط الضوء على دور مؤسسة التمويل الدولية في دعم القطاع الخاص وإيجاد بيئة استثمارية مستدامة
  • المشاط تلتقي مدير الوكالة الفرنسية للتنمية
  • وزيرة التخطيط تبحث مع مدير الوكالة الفرنسية للتنمية مستقبل العلاقات
  • «المشاط» تبحث مع مدير صندوق «أوبك» للتنمية الدولية التوسع في تمويل القطاع الخاص