مفتي الجمهورية: الشائعات سلاحٌ لتزييف الحقائق وإفساد المجتمعات
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
شارك الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في احتفال وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة والذي أقيم بمسجد مصر الكبير بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور معالي الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومحمود الشريف، نقيب الأشراف، و الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، بالإضافة إلى عدد من السفراء، وكبار علماء الدين، وعدد من المسؤولين.
وألقى المفتي كلمةً في هذا الاحتفال بذكرى تحويل القبلة أكد فيها ثلاثة من المعاني المستفادة من تلك الحادثة، أولها: أن ليلة النصف من شعبان تكتسب أهمية كبيرة؛ فهي تجسِّد سموَّ المنزلة وعلوَّ المكانة حيث تلاقت المشيئة الإلهية مع الإرادة المحمدية عندما أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يتوجه إلى القبلة الأولى التي تشتاق إليها النفس وتسكن إليها الروح، فجاء تحويل القبلة جبرًا لخاطر النبي صلى الله عليه وسلم وإزالةً لهمّه، وتأكيدًا لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه.
وأشار المفتي إلى المعنى الثاني المستفادة في هذه الذكرى، حيث حذَّر فضيلته من الشائعات مشيرًا إلى أنها سلاحٌ يستخدم لتزييف الحقائق وإفساد المجتمعات، وأنه لا يخلو زمانٌ من السفهاء المرجفين الذين يسفِّهون عظائم الأمور، مستشهدًا على ذلك بقول الله تعالى في خصوص هذه الحادثة: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142].
وأكد المعنى الثالث المستفاد من تلك الحادثة وهو أن الإيمان ليس مجرد كلمةٍ تُقال بل هو التزامٌ وسلوكٌ يدفع الإنسان إلى الطاعة، وهو عهدٌ ثابت يلتزم به المؤمن، وليس مجرد حالةٍ تزول بمرور الوقت.
واستشهد بقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [النور: 51].
وفي ختام كلمته، دعا فضيلة المفتي الله عز وجل أن يحفظ ووطننا الحبيب مصر، وأن يؤيد قادتنا، وأن يعيد علينا جميعًا هذه الأيام بالأمن والأمان والإيمان، والسلامة والإسلام، وأن يرد لنا المسجد الأقصى من أيدي المحتل المعتدي.
ومن جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، في كلمته في هذا الاحتفال أن الله قد وصف أمة النبي الخاتم بالوسطية؛ كما جاء في سياق الآيات التي تتحدث عن حادثة تحويل القبلة، وهو وصف لم يتحقق لأي أمة أخرى من الأمم.
كما أشار إلى أن الشرع جاء ليوازن بين مكونات الإنسان النفسية والروحية والعقلية والبدنية، وأعطى لكل جانب من هذه الجوانب حقَّه بما يحقق وظيفة الاستخلاف في الأرض كما أراده الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء مفتي الجمهورية تحويل القبلة ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان المزيد تحویل القبلة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: حكمة الله في الخلق تتجاوز الإدراك
تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بالشرح والتحليل اسم الله تعالى "الحكيم"، مُستعرضًا دلالاته في القرآن والسنة، موضحا أن اسم "الحكيم" ورد في القرآن الكريم 42 مرة، مقترنًا بأسماء أخرى مثل "العزيز" و"العليم" و"الخبير"، كمَا في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، مشيرًا إلى أن الأمة أجمعت على ثبوت هذا الاسم لله تعالى لوروده في القرآن والسنة، مستدلًا بحديث أبي هريرة في الأسماء الحسنى.
وتوقف شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة التاسعة عشرة من برنامجه الرمضاني«الإمام الطيب»، عند قصة الصحابي "شريح بن هانئ" الذي كَنَّاه قومه بـ"أبي الحكم" لِما عُرف عنه من حكمة في فض النزاعات.
وقال: "لما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك نهاه عن هذه الكُنية، غَيْرَةً على حدود الوحي، قائلًا: 'إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم'، مُوضِّحًا أن هذا الاسم لا يليق إلا بالله تعالى".
وفي تفصيله لمعاني "الحكمة"، أوضح شيخ الأزهر أنها تحمل 15 معنى، أبرزها: "العقل، والعلم مع العمل، والقرآن والسنة"، مُحذرًا من الانزلاق خلف أفكار "القرآنيين" الذين يُنكرون السنة النبوية، وموضحا أن الحكمة قد تعني"اللفظ القليل الجامع" الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أبرز فضيلته الجانب اللغوي لاسم "الحكيم" (على وزن فعيل)، مشيرًا إلى أنه يحمل معنيين: "فاعل" بمعنى الحاكم، و"مفعول" بمعنى المُحكَم، أي المُتقِن لخلقه، وهو ما يظهر في إحكام الكون وتقديره بدقة.
وردًّا على تساؤل.. لماذا خلق الله الحشرات؟، تناول فضيلته إشكالية خلق كائنات قد لا تُدرك حكمتها، قائلًا: "إذا فسّرنا 'الحكيم' بمعنى 'العليم'، فهو يعلم تفاصيل كل مخلوق قبل وجوده، وإرادته تخصيص صفاته دون غيرها". وأضاف: "حكمة الله في الخلق تتجاوز إدراكنا؛ فالإرادة الإلهية تختار لكل مخلوق ما يناسبه في نظام الكون المحكم، وليست الحكمة مقصورة على الجمال الظاهري".