نبوءة نيوتن.. رسالة من عام 1704 تتنبأ بموعد نهاية العالم
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
إنجلترا – تنبأ العالم الفيزيائي الشهير إسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، بموعد نهاية العالم استنادا إلى تفسيراته للنبوءات التوراتية وحساباته الرياضية، وفقا للتقارير.
كتب نيوتن التنبؤ الخاص به قبل أكثر من 300 عام على ورقة صغيرة، إلى جانب مجموعة من الحسابات الدقيقة، حيث كان يعتقد أن النصوص الدينية تحتوي على رموز رياضية يمكن من خلالها استقراء مستقبل البشرية.
وآمن نيوتن بأن نهاية العالم ستحدث وفقا للرؤى الدينية، خاصة معركة هرمجدون المذكورة في سفر الرؤيا، والتي تصور صراعا أخيرا بين قوى الخير بقيادة الله وقوى الشر بقيادة ملوك الأرض. وبحسب الكتاب المقدس، ستكون هذه المعركة بمثابة نقطة تحول، تنهي الحقبة الحالية من التاريخ وتبشر بعصر جديد من السلام الإلهي.
واعتمد نيوتن على تفسير بروتستانتي للكتاب المقدس، حيث استخدم الأزمنة المذكورة في النبوءات التوراتية كأساس لحساباته. ومن أبرز الفترات التي ركز عليها كانت 1260 عاما، التي اعتبرها المدة التي انحرفت خلالها الكنيسة عن تعاليمها الأصلية وظهرت الطوائف “الفاسدة”، والتي كان ينظر إليها بعض البروتستانت بريبة، وخاصة الكنيسة الكاثوليكية، كما يُزعم.
وأفاد التقرير بأن نيوتن درس التاريخ لتحديد اللحظة التي بدأ فيها هذا الانحراف الديني، واستقر على عام 800 ميلادي، وهو العام الذي شهد تأسيس الإمبراطورية الرومانية المقدسة، معتبرا إياه نقطة البداية للعد التنازلي للنهاية. وبإضافة 1260 عاما إلى هذا التاريخ، توصل إلى عام 2060 ميلادي كتاريخ محتمل لنهاية العالم.
وفي رسالة كتبها عام 1704، أوضح نيوتن طريقته الحسابية، مشيرا إلى أن النبوءات حددت الفترات الزمنية باستخدام رموز رقمية، مثل 42 شهرا أو 1260 يوما، والتي قام بتفسيرها على أنها 1260 سنة وفقا لمبدأ “يوم مقابل سنة” الذي كان يستخدم في تأويل النبوءات الدينية.
وكتب نيوتن في رسالته: “إذا احتسبنا أيام الوحوش قصيرة العمر مقابل سنوات الممالك التي استمرت طويلا، فإن فترة 1260 يوما، عند تأريخها من الفتح الكامل للملوك الثلاثة عام 800 ميلادي، ستنتهي في عام 2060. قد تنتهي لاحقا، لكنني لا أرى سببا لانتهائها قبل ذلك”.
وعلى الرغم من ثقته في حساباته، كان نيوتن حذرا من تحديد تواريخ دقيقة، حيث كان يخشى أن يؤدي الفشل في هذه التوقعات إلى تقويض مصداقية الكتاب المقدس وإعطائه سمعة سيئة.
وفي رسالة أخرى، أكد نيوتن أن هدفه لم يكن الإعلان عن تاريخ محدد لنهاية العالم، بل وضع حد للتكهنات المتهورة التي كان يروج لها بعض الأشخاص آنذاك، ما يجعل النبوءات المقدسة موضع شك كلما فشلت توقعاتهم.
وأوضح البروفيسور ستيفن د. سنوبيلين، أستاذ تاريخ العلوم والتكنولوجيا بجامعة كينغز كوليدج، أن نيوتن لم يكن “عالما” بالمعنى الحديث للكلمة، بل كان يعرف آنذاك بـ “فيلسوف طبيعي”، وهو مصطلح كان يُستخدم حتى القرن الثامن عشر للإشارة إلى العلماء الذين يدرسون الطبيعة في سياق ديني وفلسفي.
ويوضح سنوبيلين أن نيوتن لم يكن يرى تعارضا بين العلم والدين، بل اعتبر أن الاثنين مكملان لبعضهما البعض، وسعى طوال حياته لاكتشاف الحقيقة الإلهية سواء من خلال قوانين الفيزياء أو تفسير الكتاب المقدس.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
حزب الله إلى الداخل: نهاية القوّة الإقليمية
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": لا شك في أن "حزب الله" دخل في مسار جديد، انتهت معه مرحلة القوة الإقليمية وهو بات اليوم محاصراً حتى في الجنوب، حيث تفرض المتغيرات في المنطقة نفسها على وضعه العسكري والسياسي، مع تكريس معادلة داخلية مغايرة إن كان في السلطة أو في تشكيل الحكومة التي لم يستطع "الثنائي الشيعي" تطويع عملية التأليف لمصلحته، فجاءت بلا ثلث معطل ولا هيمنة ولا إرشادات وتوجيهات على قاعدة الغلبة.ينبغي الاعتراف بصراحة أن مرحلة "حزب الله" في الجنوب، وفي سوريا، قد أفلت، بما يعني انهاء لحقبة استمرت لعقدين أو أكثر كان فيها الحزب هو المقرر في الداخل بفائض القوة، وتحول معها إلى قوة إقليمية أو ذات تأثير في المنطقة، لكن بفعل التطورات يعود "حزب الله" إلى حدوده اللبنانية بعد أن كان تمدّد عبر أجندة إيرانية استقوى بدعمها، وإن كان لا يعترف بما أصاب بنيته ولا حتى بالتغييرات حيث يبالغ بالحديث عن النصر والقدرة مجدداً على تغيير المعادلات.
التطورات في لبنان والإقليم تشير أيضاً إلى أن المحور الإيراني بات في حالة ضعف شديد، بسبب رهانات حرب الإسناد وأوهام "توازن الردع. ورغم ذلك لا يعترف الحزب بانتهاء تأثيره الإقليمي، فهو يسعى إلى إعادة التعبئة وقول كلام مختلف خلال تشييع أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله في 23 الجاري، لكنه لن يكون قادراً على التصرف في الجنوب كما كان قبل 8 تشرين الأول 2023 بعد اتفاق وقف النار حيث الأولوية هي لتسليم الجيش اللبناني السيطرة لفرض الانسحاب الإسرائيلي.
بعد الجنوب وسوريا ارتد "حزب الله" إلى الداخل، فلم يعد له أي تأثير إقليمي بعدما انسدت في وجهه كل الطرق والمعابر، ولذا من الصعب اليوم إعادة بناء قوته العسكرية والتسلح طالما أقفل خط طهران بيروت. فهل يعود "حزب الله" إلى الداخل كطرف أهلي منفتحاً على العمل السياسي أولاً؟. المدخل لذلك الالتزام باتفاق وقف النار وتطبيق القرار الدولي في الجنوب ثم ضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية وفتح الحوار بين البلدين لترسيم الحدود، وهذا ما يعيد الحزب الى التموضع سياسياً في لبنان، وانهاء رهاناته على المشاريع الإقليمية التي ورطت البلاد واستنزفتها على مدى عقود.