كل شيء أفضل من ذي قبل.. كيف تستعد سوريا لفتح أبوابها أمام السيّاح
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "مرحبا من سوريا الحرة. أنا في دمشق الآن. إنه لشتاء جميل. كل شيء أفضل من ذي قبل. الجميع متفائل للغاية منذ سقوط نظام الأسد"، هكذا قال أيوب الصمادي، مؤسس شركة "Syria Scope Travel" للسياحة لـCNN.
في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، سقط نظام بشار الأسد، لتنتهي معه فترة حكم الدكتاتور التي استمرت 24 عامًا مع فراره إلى العاصمة الروسية، موسكو.
ولأول مرة منذ العام 2011، عندما غرقت سوريا في حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد، وأسفرت عن مقتل مئات آلاف المدنيين، استأنفت شركات الطيران الدولية مثل الخطوط الجوية القطرية، والخطوط الجوية التركية عملياتها في دمشق.
ورغم أن العديد من الحكومات تنصح مواطنيها بعدم زيارة سوريا، فإن شركات سياحة المغامرات تقوم بجدولة جولات خلال الأشهر التالية.
وبعد 6 أسابيع فقط من الإطاحة بنظام الأسد، رحب الصمادي بأول فوج سياحي عند الحدود اللبنانية-السورية في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال من دمشق: "الآن، بسبب الحرب، يعرف كل شخص في العالم عن سوريا". وأضاف: "الآن بعدما رحل الأسد، أنا متأكد من أن صناعة السياحة ستنمو بسرعة. وبمجرد أن تتوقف الحكومات عن قول 'لا تذهبوا إلى سوريا'، ستنطلق السياحة".
من جهته، قال جيمس ويلكوك، مؤسّس شركة "Untamed Borders" المتخصصة في الوجهات المتطرفة، التي جدولت جولتها الأولى في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في أبريل/ نيسان المقبل: "في العام 2010، زار أكثر من 10 مليون سائح سوريا. السياحة تعد أداة قوية للغاية لمساعدة البلدان على التعافي بعد سنوات من الحرب. إنها تساهم في إحياء الأمل، خصوصًا في دولة دُمرت فيها العديد من الصناعات الأخرى خلال النزاع".
وقبل اندلاع الحرب الأهلية، شكّلت السياحة حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا. ومع تاريخ يمتد إلى العصور القديمة، كان السيّاح يتوافدون على المواقع الأثرية مثل "تدمر"، المدينة اليونانية الرومانية التي دمّرها نظام داعش بشكل كبير، والمناظر الصحراوية التي تحتوي على قلاع من عصر الحروب الصليبية مثل قلعة الحصن.
وتعد دمشق واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، بينما الساحل المتوسطي الأخضر، الذي كان مشهورًا في الماضي بمنتجعاته الشاطئية المشمسة، يعجّ بالمياه الفيروزية والخليجيات الرملية.
وافتتح عدنان حباب، مدير شركة "النوافير للسياحة والسفر"، فندق "بيت الزعفران" في منزل عثماني يعود تاريخه إلى العام 1836، في مدينة دمشق القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في العام 2010.
ومع ازدهار السياحة في سوريا قبل النزاع، كانت غرف حباب محجوزة بالكامل. وبعد عام، أغلق أبواب فندقه الخشبية التاريخية مع اندلاع الحرب.
وبقيت أبوابه مغلقة حتى العام 2017، عندما استقرت خطوط النزاع. ورغم أن نظام الأسد استأنف السياحة بشكل تجريبي في العام 2017، قال حباب إن الجولات التي تسيطر عليها الحكومة، وفرق الأمن التي تلاحق السيّاح، والمرشدين الذين يخرجون عن الخط الحزبي قد يُلقى بهم في السجن.
وقال حباب من مكتبه في عمّان بالأردن، حيث انتقل أثناء النزاع: "كلما جلبت سيّاحًا إلى سوريا كان جهاز الأمن في مكتبي يسأل من هم؟ إلى أين ذهبوا؟ ماذا فعلوا؟ ماذا تناولوا؟ مع من تحدثوا؟ كان نظام الأسد يعتقد أن جميع السيّاح جواسيس حتى يثبتوا العكس. لقد كانت فترة صعبة للعمل في مجال السياحة".
ورغم هذه التحديات، لم يتراجع شغف إعادة بناء صناعة السياحة في سوريا. ولفت الصمادي، الذي نشأ في دمشق خلال الحرب الأهلية وشاهد منزله العائلي يُدمر خلال المعارك، إنه تخرّج من جامعة دمشق في مجال إدارة السياحة في العام 2019: "السياحة هي أول قطاع يتأثر بالحرب وآخر قطاع يتعافى". مضيفًا، "لكن السياحة هي شغفي. أنا مهتم بالتاريخ، أحب اللغات، وأنا سعيد لأنني بقيت في سوريا. أريد أن أساعد في تعافي السياحة".
وكان الصمادي متأكدًا من أن الأمور ستتغير عندما أسس شركة "Syria Scope Travel" في العام 2019. والآن، مع امتلاء تقويمه للجولات السياحية بسرعة، يعتقد أن الوقت قد حان.
ويوافق حباب، الذي أعاد فتح أبواب فندقه وينظّم جولات لصيف 2025، على ذلك.
وقال: "الحقيقة هي أنّ السياح الذين يأتون إلى سوريا يمكنهم التحدّث والمشي بحرية الآن. السوريون يحاولون جمع شتات أنفسهم، والمحلات التجارية والأعمال بدأت تنهض مجددًا. أنا متفائل أن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا من الـ53 عامًا الماضية من الظلام تحت حكم آل الأسد".
سورياتدمردمشقرحلاتنشر الجمعة، 14 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تدمر دمشق رحلات نظام الأسد فی سوریا فی العام فی دمشق Getty Images
إقرأ أيضاً:
حافظ بشار الأسد ينشر فيديو من موسكو ويتبنى ما انتشر في العالم عن قصة “الهروب الكبير” من سوريا
#سواليف
ظهر نجل الرئيس السوري السابق #حافظ_بشار_الأسد مقطع فيديو يؤكد أن حسابات منصات التواصل الاجتماعي تابعة له.
وأشار الأسد الابن إلى أن حسابات منصات “إكس” و”تلغرام” تابعة له، مؤكدا أنه لا يملك أي حسابات على منصات أخرى.
وقال حافظ في فيديو مقتضب: “صار تساؤل حول الحسابين على “إكس” و”تيليغرام” وهل هم تابعين لي؟.. حبيت أوضح إنهم بالفعل لي، وليس لدي حساب غيرهم على أي منصة أخرى.. سلام”.
مقالات ذات صلةوظهر حافظ وهو يتمشى في شارع بحي راق، تبين لاحقا إنه في العاصمة الروسية #موسكو، بينما صور الفيديو بكاميرا الهاتف.
ونشر الحسابان يوم الثلاثاء، منشورا يتضمن تفاصيل جديدة حول “ليلة نظام الأسد الأخيرة” وسيطرة المسلحين على #دمشق.
وأكد الأسد الابن أنه “لم يكن هناك أي خطة، ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن #سوريا”.
حافظ بشار الأسد ينشر فيديو من موسكو ويتبنى ما انتشر في العالم عن قصة "الهروب الكبير" من سوريا pic.twitter.com/DPh4F5jPTL
— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) February 13, 2025وكتب الحساب الذي حمل اسم حافظ بشار الأسد وكان موثقا بالعلامة الزرقاء أنه “لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية لمغادرة دمشق ناهيك عن سوريا”.
وأضاف: “على مدى 14 عاما الماضية مرت سوريا بظروف لم تكن أقل صعوبة وخطورة من التي مرت بها في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الماضيين ومن أراد الهروب لهرب خلالها، وخاصة خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتقصف يوميا وكان الإرهابيون على أطرافها واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائما طوال تلك الفترة”.
وتابع: “قبل بداية الأحداث الأخيرة سافرت من دمشق إلى موسكو يوم 20 نوفمبر على متن خطوط أجنحة الشام من أجل رسالة الدكتوراه في 29 نوفمبر، كانت أمي حينئذ في موسكو بعد عملية زرع نقي العظم التي أجرتها في نهاية الصيف وذلك نظرا لمتطلبات العزل المرتبطة بالعلاج”.
وأردف: “كان من المقرر أن أبقى لفترة بعد الدكتوراه لاستكمال بعض الإجراءات المرتبطة بالشهادة، ولكن بسبب تدهور الأوضاع في سوريا عدت إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية يوم الأحد الأول من ديسمبر، لأكون مع أبي وأخي كريم، بقيت أمي في موسكو لاستكمال علاجها وبقيت أختي زين معها”.
الحساب استكمل السرد: “أما بخصوص أحداث يومي السبت 7 و8 ديسمبر ففي صباح السبت قدم أخي امتحانا لمادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق حيث كان يدرس وكان يُحضِّر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، واختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي أي الأحد”.
كما أوضح: “بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفيا لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين والتقطت صورة لي نشرتها على، (لم يكن حسابا عاما، وهو الآن مغلق) على منصة “إنستغرام”، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وبين حافظ: “حتى ذلك الحين بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب، واستمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن تدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئا كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب”.
وأشار إلى أنه: “مع ذلك، لم تكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية”.
وأردف: “بعد حين انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خاليا من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر”.
ولفت إلى أنه: “في ساعات النهار الأولى، أي الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من باءت بالفشل.
وأكد أنه في ذلك الوقت “كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة مع الإرهابيين وسقوط آخر المواقع العسكرية، في نفس الوقت، بدأت الهجمات المتتالية بالطيران المسير تستهدف القاعدة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار قريب وبعيد في محيطها، وهذه الحالة استمرت طوال فترة وجودنا هناك”.
وأكمل المنشور: “بعد الظهر أطلعتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظرا لانتشار الإرهابيين والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية، وأنه بعد التشاور مع موسكو، طلبت موسكو منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل، أي ليل الأحد 8 ديسمبر”.
منصة إكس حذفت المنشور بعد أقل من ساعة من نشره وأغلقت الحساب دون تعليق رسمي.