CNN Arabic:
2025-03-17@14:11:48 GMT

كل شيء أفضل من ذي قبل.. كيف تستعد سوريا لفتح أبوابها أمام السيّاح

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "مرحبا من سوريا الحرة. أنا في دمشق الآن. إنه لشتاء جميل. كل شيء أفضل من ذي قبل. الجميع متفائل للغاية منذ سقوط نظام الأسد"، هكذا قال أيوب الصمادي، مؤسس شركة "Syria Scope Travel" للسياحة لـCNN. 

في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، سقط نظام بشار الأسد، لتنتهي معه فترة حكم الدكتاتور التي استمرت 24 عامًا مع فراره إلى العاصمة الروسية، موسكو.

والآن، يرفرف علم "سوريا الحرة" بالألوان الأخضر والأبيض والأسود فوق العاصمة السورية دمشق، ويأمل المشغّلون السياحيون المحليّون، مثل الصمادي، في إعادة إحياء صناعة السياحة التي دمّرتها الحرب في سوريا.

ولأول مرة منذ العام 2011، عندما غرقت سوريا في حرب أهلية استمرت لأكثر من عقد، وأسفرت عن مقتل مئات آلاف المدنيين، استأنفت شركات الطيران الدولية مثل الخطوط الجوية القطرية، والخطوط الجوية التركية عملياتها في دمشق.

تتمتع سوريا بساحل مطل على البحر الأبيض المتوسط، يتميز بشواطئ وموانئ، مثل طرطوس، بحسب الصورة هنا المأخوذة في العام 2022.Credit: Louai Beshara/AFP/Getty Images

ورغم أن العديد من الحكومات تنصح مواطنيها بعدم زيارة سوريا، فإن شركات سياحة المغامرات تقوم بجدولة جولات خلال الأشهر التالية.

وبعد 6 أسابيع فقط من الإطاحة بنظام الأسد، رحب الصمادي بأول فوج سياحي عند الحدود اللبنانية-السورية في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي. 

وقال من دمشق: "الآن، بسبب الحرب، يعرف كل شخص في العالم عن سوريا". وأضاف: "الآن بعدما رحل الأسد، أنا متأكد من أن صناعة السياحة ستنمو بسرعة. وبمجرد أن تتوقف الحكومات عن قول 'لا تذهبوا إلى سوريا'، ستنطلق السياحة".

من جهته، قال جيمس ويلكوك، مؤسّس شركة "Untamed Borders" المتخصصة في الوجهات المتطرفة، التي جدولت جولتها الأولى في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في أبريل/ نيسان المقبل: "في العام 2010، زار أكثر من 10 مليون سائح سوريا. السياحة تعد أداة قوية للغاية لمساعدة البلدان على التعافي بعد سنوات من الحرب. إنها تساهم في إحياء الأمل، خصوصًا في دولة دُمرت فيها العديد من الصناعات الأخرى خلال النزاع".

شهدت قلعة الحصن التي تعود إلى العصور الوسطى والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي على الصراع، لكنها خرجت منه سالمة إلى حد كبير.Credit: Aaref Watad/AFP/Getty Images

وقبل اندلاع الحرب الأهلية، شكّلت السياحة حوالي 14% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا. ومع تاريخ يمتد إلى العصور القديمة، كان السيّاح يتوافدون على المواقع الأثرية مثل "تدمر"، المدينة اليونانية الرومانية التي دمّرها نظام داعش بشكل كبير، والمناظر الصحراوية التي تحتوي على قلاع من عصر الحروب الصليبية مثل قلعة الحصن. 

وتعد دمشق واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، بينما الساحل المتوسطي الأخضر، الذي كان مشهورًا في الماضي بمنتجعاته الشاطئية المشمسة، يعجّ بالمياه الفيروزية والخليجيات الرملية.

وافتتح عدنان حباب، مدير شركة "النوافير للسياحة والسفر"، فندق "بيت الزعفران" في منزل عثماني يعود تاريخه إلى العام 1836، في مدينة دمشق القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في العام 2010. 

ومع ازدهار السياحة في سوريا قبل النزاع، كانت غرف حباب محجوزة بالكامل. وبعد عام، أغلق أبواب فندقه الخشبية التاريخية مع اندلاع الحرب.

يعد المسجد الأموي في دمشق أحد المواقع الدينية الرئيسية في المنطقةCredit: Oguz Yeter/Anadolu/Getty Images

وبقيت أبوابه مغلقة حتى العام 2017، عندما استقرت خطوط النزاع. ورغم أن نظام الأسد استأنف السياحة بشكل تجريبي في العام 2017، قال حباب إن الجولات التي تسيطر عليها الحكومة، وفرق الأمن التي تلاحق السيّاح، والمرشدين الذين يخرجون عن الخط الحزبي قد يُلقى بهم في السجن.

وقال حباب من مكتبه في عمّان بالأردن، حيث انتقل أثناء النزاع: "كلما جلبت سيّاحًا إلى سوريا كان جهاز الأمن في مكتبي يسأل من هم؟ إلى أين ذهبوا؟ ماذا فعلوا؟ ماذا تناولوا؟ مع من تحدثوا؟ كان نظام الأسد يعتقد أن جميع السيّاح جواسيس حتى يثبتوا العكس. لقد كانت فترة صعبة للعمل في مجال السياحة".

ورغم هذه التحديات، لم يتراجع شغف إعادة بناء صناعة السياحة في سوريا. ولفت الصمادي، الذي نشأ في دمشق خلال الحرب الأهلية وشاهد منزله العائلي يُدمر خلال المعارك، إنه تخرّج من جامعة دمشق في مجال إدارة السياحة في العام 2019: "السياحة هي أول قطاع يتأثر بالحرب وآخر قطاع يتعافى". مضيفًا، "لكن السياحة هي شغفي. أنا مهتم بالتاريخ، أحب اللغات، وأنا سعيد لأنني بقيت في سوريا. أريد أن أساعد في تعافي السياحة". 

سجن صيدنايا في دمشقCredit: Emin Sansar/Anadolu/Getty Images

وكان الصمادي متأكدًا من أن الأمور ستتغير عندما أسس شركة "Syria Scope Travel" في العام 2019. والآن، مع امتلاء تقويمه للجولات السياحية بسرعة، يعتقد أن الوقت قد حان.

ويوافق حباب، الذي أعاد فتح أبواب فندقه وينظّم جولات لصيف 2025، على ذلك.

وقال: "الحقيقة هي أنّ السياح الذين يأتون إلى سوريا يمكنهم التحدّث والمشي بحرية الآن. السوريون يحاولون جمع شتات أنفسهم، والمحلات التجارية والأعمال بدأت تنهض مجددًا. أنا متفائل أن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا من الـ53 عامًا الماضية من الظلام تحت حكم آل الأسد".

سورياتدمردمشقرحلاتنشر الجمعة، 14 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تدمر دمشق رحلات نظام الأسد فی سوریا فی العام فی دمشق Getty Images

إقرأ أيضاً:

FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للزميل الأول لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، قال فيه إن المسألة لم تكن سوى مسألة وقت قبل أن تخترق حقائق الوضع في سوريا الروايات الأخيرة، التي اتسمت في معظمها بالأمل والتفاؤل، حول انتقال البلاد من سلالة الأسد.

في 7 آذار/ مارس، اندلعت انتفاضةٌ ضد النظام السوري الجديد الذي أسسه أحمد الشرع، واشتبكت مع السلطات في اللاذقية وطرطوس وجبلة. بعد أن حقق الأسديون بعض النجاح الأولي، حشدت القوات الموالية للشرع قواتها وقمعت الانتفاضة.

تفاصيل هذه الأحداث غامضة نوعا ما نظرا لسيل الشائعات والمعلومات المضللة التي غمرت منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن ندرة الصحفيين الفعليين في المنطقة.



بحسب من اختار المراقبون تصديقه، كانت هناك إما مجازر بحق العلويين والأكراد والمسيحيين السوريين، أو لم تكن.

كان الشرع على علم بهذه المجازر، أو لم يكن. أما الرئيس السوري، فهو إما جهادي غير متجدد، أو أنه انفصل عن ماضيه ويحاول بناء سوريا جديدة بعد خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

تشير التقارير الموثوقة إلى أن القوات الحكومية والقوات الموالية للشرع سحقت الموالين للأسد بشراسة صادمة خلّفت نحو ألف قتيل، معظمهم من المدنيين.

تفاصيل الانتفاضة - كما هي، وإلى الحد الذي يستطيع المحللون فيه استنباط ما حدث - أقل تعقيدا من التحديات والعقبات التي تعترض بناء مجتمع يتفق فيه الجميع على معنى أن يكون المرء "سوريا".

لا شك أن الغالبية العظمى من السوريين سيقولون إن جميع سكان البلاد - العلويون والأكراد والدروز والمسلمين والإسماعيليون والمسيحيون والقلة المتبقية من اليهود - سوريون. هذا شعور إيجابي، لكنه شعور هش. وكما رأينا للتو، ففي أوقات الأزمات، يُمكن بسهولة وبعنف الطعن في هذه الفكرة التعددية. وهذا لا يُبشر بالخير لمستقبل البلاد القريب.

تُتيح الظروف الحالية في سوريا فرصة شبه مثالية لأصحاب المشاريع السياسية والقوى الخارجية العازمة على تقويض الشرع وجماعته التابعة سابقا لتنظيم القاعدة، هيئة تحرير الشام. عندما كانت فرنسا قوة استعمارية في بلاد الشام، رسّخت مكانة الطائفتين العلوية والدرزية كأقليات مُفضّلة، بل ذهبت إلى حدّ إنشاء دويلات لكليهما.

وتمّ في النهاية ضمّ هذه الدويلات إلى سوريا، لكن هذا لم يكن الحال بالنسبة للدولة المسيحية التي اقتطعها الفرنسيون مما أسماه القوميون ذوو الرؤية التوسعية لبلادهم "سوريا الطبيعية" لإنشاء دولة ذات هيمنة مارونية تُدعى لبنان. تمّ كل هذا على حساب السكان السنة، الذين كانوا كثيرين وغير مُرتاحين عموما للمشروع الأوروبي في المنطقة.

لقد خلق التلاعب الاستعماري بالطوائف والجماعات العرقية مجموعة من التبعيات المسارية التي ثبت أنه من الصعب على السوريين التخلص منها على مدى المائة عام الماضية.

كان حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، عضوا في حزب البعث - وهو حزب قومي عربي بامتياز. لقد حافظ، مثل الأحزاب والفصائل القومية العربية في جميع أنحاء المنطقة، على وهم أن الشرق الأوسط عربي بامتياز، مما أدى إلى محو التشكيلة الغنية من الجماعات العرقية والدينية التي كانت من السكان الأصليين للمنطقة.

لم يكن التزام حافظ بالبعث مهما كثيرا من الناحية العملية أو السياسية. ربما كان الرجل القوي في سوريا لفترة طويلة، لكنه لم يستطع أبدا التخلص من حقيقة أنه كان علويا - عضوا في مجتمع فقير تقليديا يمارس دينا غير تقليدي وتعاون قادته مع السلطات الاستعمارية الفرنسية.

وعلى الرغم من وجود سوريين من خلفيات متنوعة في هيكل السلطة السورية خلال فترة حكم حافظ الأسد الطويلة، فإنه اعتمد على العلويين كقاعدة لسلطته، مما أدى إلى إعادة خلق وتعزيز الاختلافات الطائفية والعرقية بين السوريين.

خلال فترة حكمه، قيل إن المسيحيين كانوا محميين، والأكراد كانوا يتعرضون للقمع ما لم يُستخدموا ضد الأتراك، وكان العديد من السنة مستائين. تمرد البعض - وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها - وأشهرها في حماة عام ١٩٨٢. من جانبهم، مارس الدروز التقية.

هذه تعميمات بالطبع. لم يدعم كل علوي نظام الأسد، ولم يعارض كل سني النظام. كان هناك مسيحيون فعلوا ذلك، وكان هناك دروز وطنيون سوريون. أراد معظم السوريين ما يريده الجميع في كل مكان: عيش حياة كريمة ورؤية أطفالهم يكبرون ويزدهرون. مع ذلك، لا تقلل هذه الفروق الدقيقة من البعد الطائفي للسياسة السورية، وهو قابل للاستغلال.

ليس من المستحيل على السوريين التغلب على المؤسسات الاجتماعية والسياسية التي تقسمهم وتصنفهم حسب الطائفة والعرق، لكن الأمر سيكون في غاية الصعوبة.

من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت السياسة الجديدة في سوريا ستقوض هذه الأنماط، التي ترسخت في سياسة البلاد ومجتمعها على مدى القرن الماضي، أم ستعززها.

تُفسر هذه السمة "المتأصلة" لماذا، بمجرد أن أقدم الأسديون، الذين تدور مظالمهم ظاهريا حول السلطة والسياسة، على التحرك، بدا أن العنف الذي أعقب ذلك قد اتخذ طابعا طائفيا وعرقيا. ذلك لأن السلطة والسياسة في سوريا متشابكتان بشدة مع هذه الاختلافات.

لا شك أن أشخاصا وجماعات ودولا - إيران؟ روسيا؟ إسرائيل؟ - داخل سوريا وخارجها، سعت إلى تضخيم هذه الاختلافات وتعزيز فكرة أن ما كان يحدث هو هجوم جهادي شامل على الأقليات السورية.

يبدو - من التقارير غير الدقيقة التي ظهرت من غرب سوريا - أن هناك بعض الحقيقة في هذه الروايات. لا يمكن إنكار حقيقة أن أتباع الشرع قتلوا أعدادا كبيرة من العلويين (مع ذهاب البعض خارج البلاد إلى حد التلميح إلى أنهم يستحقون ذلك). رفض ناشطون وشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي الاتهامات الموجهة إلى مؤيدي النظام الجديد بقتل المسيحيين، ولكن يبدو أنهم كانوا مستهدفين. وهذا أمرٌ لا ينبغي أن يُفاجئ أحدا. فالمتطرفون الإسلاميون يهددون رجال الدين المسيحيين وكنائسهم منذ سقوط الأسد.

هذا ليس دفاعا عن الأسديين. فقد كانت سوريا بلدا قمعيا ودمويا للغاية خلال العقود الممتدة بين صعود حافظ الأسد عام ١٩٧١ وسقوط بشار الأسد أواخر عام ٢٠٢٤. وكان تصميم الابن على استخدام القتل كوسيلة للخروج من الانتفاضة ضد حكمه عام ٢٠١١ هو الدرس الذي تعلمه من والده، الذي قتل عشرات الآلاف ردا على انتفاضة حماة عام ١٩٨٢.



بل إن وجهة نظري هي أن السوريين، مثل جيرانهم في لبنان والعراق، من المرجح أن يواجهوا صعوبات في التكيف مع الهياكل الاجتماعية التي أورثهم إياها التاريخ. هناك نماذج قليلة يمكن للسوريين اتباعها. يُسهم النظام السياسي الطائفي في لبنان في التشرذم، بينما يُسهم النظام العراقي في دوامة من الغنائم والاختلال الوظيفي. لقد قال الشرع كلاما صائبا عن كون سوريا لجميع السوريين.

إنها رؤية إيجابية لمستقبل سوريا، يتفق عليها بلا شك الكثير من مواطنيه. ولكن، وبعيدا عن التعبير عن المشاعر، لم يُقدم الرئيس السوري طريقا حقيقيا للمضي قدما. في الوقت الحالي، يحق للسوريين أن يتساءلوا: "إلى أي سوريين يشير؟".

مقالات مشابهة

  • سوريا الجديدة.. أي سياسة خارجية في محيط مضطرب وعالم متقلب؟
  • الذكرى الرابعة عشر للثورة.. سوريا بدون نظام الأسد
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟
  • سوريا.. احتفالات في دمشق بذكرى الثورة
  • حرب الساحل وأبعادها الإقليمية.. هل تنجو سوريا الجديدة من الفخ؟
  • (تسلسل زمني) أبرز محطات الثورة السورية من انطلاقها حتى إعلان الدستور
  • دمشق تحيي للمرة الأولى الذكرى الـ14 للاحتجاجات الشعبية بعد الإطاحة بالأسد  
  • إجراءات أمنية مشددة في سوريا تزامنا مع إحياء ذكرى الثورة
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي