قرن ونصف من الإبداع| المسرح المصري.. الدليل المرشد لأهم الإصدارات التوثيقية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حقق كتاب «مئة وخمسون عاما من الإبداع» للمؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، الذى صدر ضمن إصدارات الدورة الثانية عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى عام 2019، صدى واسعا، متناولا مسيرة المسرح فى الفترة من 1870 – 2020، لكن للأسف لم يتم إيداع أى نسخة منه بالهيئة العامة لدار الكتاب والوثائق القومية، وبالتالى لم يتم الحصول على رقم إيداع خاص به، فقد صدرت الطبعة الثانية حديثا تحت عنوان «المسرح المصرى قرن ونصف من الإبداع» عن المجلس الأعلى للثقافة، والذي شارك ضمن إصدارات المجلس بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ56، التي أقيمت في الفترة من 23 يناير الماضي واستمرت حتى 5 فبراير الجاري، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية في التجمع الخامس.
وتعد هذه الطبعة الثانية من أهم وأفضل إصدارات المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة المسرحية بمجالى النقد والتوثيق، وبمثابة المفتاح أو الدليل المرشد لأهم الإصدارات التوثيقية التى شرف بتقديمها «موسوعة المسرح المصرى المصورة» التى تتضمن ثمانية عشر جزءا وتقع فى ثمانية عشر ألف صفحة، وتضمن سبعة آلاف وخمسمائة مسرحية، وهذه الطبعة مزيدة ومنقحة عن الطبعة الأولى، بناء على توجيهات الدكتور هشام عزمى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة السابق، والذى رأى ضرورة تحديث بعض البيانات بها واختتام الفصل الأخير حتى عام 2024 ليصبح مواكبا للأحداث المعاصرة، خاصة بعدما تأثرت عروض المسرح عالميا ومحليا بجائحة «كورونا».
ظل المسرح منذ بداياته عبر سبعة الآف سنة انعكاسا واضحا ومتميزا لأحداث الواقع، وكذلك أيضا ظل المسرح المصرى انعكاسا صادقا للمتغيرات والتطورات السياسية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية، لكن هذا الانعكاس يعد فقط أول أدواره التى تنمى وتتكامل مع أدواره الأخرى، ولعل من أهمها تقديمه وتناوله للقضايا المختلفة ونقده للأنظمة الحاكمة وكشفه للسلبيات والتجاوزات، وأيضا التحذير والإنذار من الأخطار المستقبلية المحتمل حدوثها، وهو بدعوته الدائمة للتطوير ولتحقيق غدٍ أفضل يساهم كذلك فى إيضاح الطريق لكيفية مواجهة هذه الأخطار، كما يعمل على حث ودعوة الجميع إلى المشاركة الإيجابية، وذلك عن طريق تأثيره الساحر وقدرته على شحذ الهمم وتجميع الطاقات.
ويبقى للمسرح - جماع الفنون - دائما تلك القدرة المتميزة والنادرة على مسايرة مختلف الأحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية، ولذلك فكثيرا ما نجحت العروض المسرحية المصرية فى التعبير ليس فقط عن آراء جماعات المثقفين من النخبة، ولكن أيضا عن نبض الشعبين المصرى والعربى.
والمتتبع لمسيرة المسرح المصرى يمكنه بسهولة رصد أن المسرح قد ظل ولسنوات طويلة رافعا راية الثورة ضد الظلم والطغيان ومطالبا بتغيير النظم الديكتاتورية، وكذلك داعيا لمساندة الرموز الثورية الوطنية والدفاع عن مكاسب الثورات الشعبية بانحيازه إلى حقوق الأغلبية فى الحياة الكريمة، وقد كان ذلك واضحا من خلال كتابات وعروض كل من مسارح المحترفين والهواة على السواء، حيث استطاع المسرح من خلال مبدعيه الكبار فى مختلف مجالات الفنون المسرحية أن يقوم بتقديم كثير من المعالجات الدرامية المتميزة التى تطالب بالحرية وحق تقرير المصير، كما تطالب بتطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة والتخلص من عناصر الفساد الاجتماعى والسياسى.
كما قام أيضا خلال العقود الأخيرة بالقرن الماضى بتقديم معالجات درامية أخرى تنتقد مظاهر الانفتاح الاقتصادى وتحارب قوى الإرهاب، ومع بدايات هذا القرن في التعبير عن أهداف الثورة الشعبية التى قادها الشباب فى يناير 2011، وعن ثورة تصحيح المسار التى قادها المثقفون فى يونيو 2013.
وكيف لا يقوم المسرح ويشارك بهذا الدور، وهو جزء من المنظومة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بصفة عامة، ومن المنظومة الفنية والثقافية بصفة خاصة يتأثر بكل مظاهرها سواء بالانخفاض والانحدار والسقوط أو بالارتفاع والسمو والازدهار، فمما لاشك فيه أن الظاهرة المسرحية ككل الظواهر الثقافية والفنية الأخرى، نتاج تراكمات فنية واجتماعية متعددة، ليس من السهل حصرها بدقة علمية كاملة، كذلك من المستحيل دراستها فى فترة زمانية محددة، أو فصلها فصلا تاما عن مراحلها السابقة المؤثرة فيها سواء بالسلب أو بالإيجاب، وتجاهل طبيعتها الاستمرارية، والعوامل التى شاركت فى تكوينها وتطويرها وانضاجها فى فترات سابقة.
الظاهرة المسرحية
والظاهرة المسرحية من ناحية أخرى ككل الظواهر الفنية شديدة التعقيد، تتفاعل فى تحقيق منجزها عناصر عديدة، بعضها ذاتى يعبر عن شخصية الفنان المبدع وثقافته ومزاجه الشخصي وموقفه من الحياة، وبعضها الآخر موضوعى يعكس طبيعة العصر، وعلاقة المؤسسات الحكومية غير الحكومية بهذا الإبداع الفنى، بل ويجب التنويه إلى أن الظاهرة المسرحية أكثر تعقيدا من بقية الظواهر الفنية، وذلك نظرا لطبيعة الفن المسرحى كفن مركب يساهم فى إبداعه مجموعة من المبدعين فى مختلف مفرداته البصرية والسمعية.
فالمسرحية الواحدة نتاج إبداع كل من المؤلف والمخرج ومصممى السينوغرافيا «الديكور، الملابس، الإكسسوارات، الإضاءة» ومصمم الاستعراضات والمؤلف أو المُعد الموسيقي والممثلين، بالإضافة إلى باقى مجموعة العاملين وراء الكواليس، وتضيف بعض الدراسات المسرحية الحديثة مساهمة الجمهور أيضا كعنصر مشارك فى صنع العرض المسرحى بإقباله عليه وإعلان إعجابه أو بمشاركته الفعلية طبقا لبعض المناهج المسرحية التى تحرص على تلك المشاركة.
وقد حرص «دوارة» بهذا الكتاب على رصد وتسجيل أهم الأحداث والظواهر المسرحية خلال خمسة عشر عقدا، وبالتحديد خلال الفترة من 1870 إلى 2024، مع محاولة استكمال جميع التفاصيل المتصلة بالإنتاج المسرحى والحياة المسرحية بصفة عامة.
والحقيقة التي يجب تسجيلها فى البداية هى أنه علي الرغم من ذلك الجهد الكبير الذى بذله بعض الأساتذة والمؤرخين لتوثيق بعض مراحل المسرح المصرى، وفى مقدمتهم كل من الأساتذة «محمد تيمور، فؤاد رشيد، د. محمد يوسف نجم، د. يوسف داغر، د. رمسيس عوض، د. على الراعى، فؤاد دوارة، سمير عوض، محمد الفيل، د. سيد على إسماعيل، محمد أبوالعلا السلامونى، د. نجوى عانوس، د. نبيل بهجت، أحمد عبدالرازق أبو العلا، شعبان حسين، ماهر زهدى، عبدالغنى داود» إلا أن هناك مساحات كبيرة بتاريخنا الفنى قد ظلت مجهولة، كما أن هناك بعض الفرق والعروض التى ما زالت ساقطة تماما من ذاكرتنا المسرحية، خاصة أننا للأسف نفتقد بمكتبتنا العربية لجميع أشكال الموسوعات المسرحية.
والهدف من هذه الطبعة الثانية هى محاولة استكمال تفاصيل أجزاء تلك الصورة المبعثرة، ومحاولة الإجابة عن كثير من الاستفسارات وخاصة تلك المرتبطة ببدايات الحركة المسرحية فى مصر، وكيفية انطلاق الشرارة الأولى، وكيفية تشكل الظاهرة المسرحية ونجاحها فى استقطاب الجمهور بمختلف فئاته والتعبير عنه بتقديم عروض تعبر عن واقعه الاجتماعى والثقافى والسياسى، وذلك بفضل جهود عدد كبير من المبدعين بمختلف المفردات المسرحية.
أصحاب الفرق
ومما لاشك فيه أن الفضل الأول فى انتشار الظاهرة المسرحية وترسيخ جذورها بالتربة المصرية والعربية يعود بالدرجة الأولى – كما يتضح من التصنيف التاريخى للعروض بالموسوعة ولها الكتاب - لأصحاب الفرق «يعقوب صنوع، سليم النقاش، يوسف خياط، سليمان قرداحى، سليمان حداد، أبو خليل القبانى، اسكندر فرح، سلامة حجازى، عزيز عيد، أحمد الشامى، عبدالرحمن رشدى، منيرة المهدية، جورج أبيض، على الكسار، نجيب الريحانى، أمين صدقى، يوسف وهبى، فوزى منيب، فوزى الجزايرلى، يوسف عزالدين، أحمد المسيرى، أمين عطاالله، ملك»، ولمجموعة الكُتَّاب أصحاب الأقلام سواء بالترجمة أو بالتأليف ومن بينهم: «فرح أنطون، نجيب الحداد، أنطون الجميل، محمد عثمان جلال، إسماعيل عاصم، عباس علام، خليل مطران، محمد تيمور، إبراهيم رمزى، أمين صدقى، بيرم التونسى، محمد يونس القاضى، حامد السيد، بديع خيرى، إسماعيل وهبى، طه حسين، توفيق الحكيم» وآخرين.
ومجموعة المخرجين ومن بينهم: «عزيز عيد، زكى طليمات، عبدالعزيز خليل، عمر وصفى، فتوح نشاطى، جورج أبيض، عبدالرحمن رشدى، أحمد الشامى، يوسف وهبى، نجيب الريحانى، على الكسار» وآخرين، والنخبة من كبار الممثلين ومن بينهم: «سلامة حجازى، منيرة المهدية، مريم سماط، ميليا ديان، روز اليوسف، عبدالله عكاشة، أحمد فهيم، محمد بهجت، أحمد علام، سليمان نجيب، حسين رياض، نجيب الريحانى، على الكسار، بشارة واكيم، محمد عبدالقدوس، حسن فايق، إستيفان روستى، عباس فارس، عبدالوارث عسر، فؤاد شفيق، حسن البارودى» وآخرين، ومجموعة الممثلات من بينهن: «هيلانة بيطار، ميليا ديان، استر شطاح، صالحة قاصين، مريم سماط، إبريز وألمظ استاتى، لطيفة عبدالله، منيرة المهدية، بديعة مصابنى، روز اليوسف، فيكتوريا موسى، فيكتوريا كوهين، فيكتوريا حبيقة، فاطمة سرى، فاطمة ورتيبة وأنصاف رشدى، نعيمة ولعة، زينب صدقى، دولت أبيض، زوزو حمدى الحكيم، علوية جميل، أمينة رزق، روحية خالد، فردوس حسن، زوزو نبيل، ميمى وزوزو شكيب» وأخريات.
دراسة الإنتاج المسرحي
ويتضح مما سبق، أنه يمكن من خلال دراسة الإنتاج المسرحى بكل مرحلة من المراحل التاريخية المختلفة الاستفادة من فصول هذا الكتاب وتوظيف كثير من بياناته لرصد مدى تأثره بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولعل ذلك يتضح جليا من خلال توقف الإنتاج المسرحى تقريبا خلال الثورة العرابية وبداية الاحتلال الإنجليزى «1882- 1884»، وكيفية مشاركته فى التعبير عن أحداث دنشواى 1906 ومؤازرة جهود الزعيم مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطنى، وكذلك كيفية تأثره كما وكيفا بأحداث ثورة 1919، ثم بنفى زعيمها سعد زغلول وإقالة حكومة الوفد، كما يتضح أيضا مدى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية فى منتصف ثلاثينيات القرن الماضى على الإنتاج المسرحى مما دفع كثيرا من الفرق إلى وقف نشاطها أو تنظيم رحلات فنية إلى بعض الدول العربية، خاصة وقد امتد هذا الـتأثير إلى ظهور وانتشار «مسرح الصالات»، وأيضا تأسيس أول فرقة تابعة للدولة «الفرقة القومية عام 1935».
وكان من المنطقي أن يتصدى المسرح أيضا لقضية «الصراع العربى الصهيونى» منذ نكبة فلسطين عام 1948، كما واكب بعروضه الحروب والمعارك المهمة التى خضناها معه وبالتحديد معركة «بورسعيد» عام 1956، والخامس من يونيو عام 1967، والسادس من أكتوبر عام 1973، ويحسب للمسرح المصرى أنه لم يكن فقط مجرد انعكاس لأحداث العبور العسكرى العظيم فى أكتوبر 1973، بل كان أيضا مشاركا فعالا فى صنعه والتمهيد له، حيث استطاع المسرحيون أن يقوموا بدور حيوى ومؤثر بعد نكسة يونيو 1967 «أثناء مرحلة حرب الاستنزاف»، وذلك حينما قاموا بتقديم عروضهم الوطنية خلال تلك الفترة، لمواجهة مشاعر اليأس والإحباط، والعمل على تعبئة الجماهير لمعركة جديدة لاسترداد الكرامة.
فإن هذا التأثر يتضح جليا أيضا خلال النصف الثانى من القرن العشرين والذى شهد عدة تغيرات محورية ولعل من أهمها: نجاح ثورة 23 يوليو وإعلان جمهورية مصر العربية، وتأميم قناة السويس، والتصدى لمعركة العدوان الثلاثى، وكذلك تأسيس فرق التليفزيون المسرحية فى بداية الستينيات، مرورا بنكسة 1967 ثم عودة الكرامة المصرية بنصر أكتوبر 1973، ثم ما أعقب ذلك الانتصار خلال فترة النصف الثانى من السبعينيات من تغيرات سياسية باتخاذ سياسة الانفتاح الاقتصادي منهجا وماتبع ذلك من تغير أساسى لطبقات المجتمع المصرى، وبالتالي تغيرت أيضا فئات ومستويات المشاهدين للعروض المسرحية، مما أثر كثيرا على طبيعة ونوعية العروض المسرحية، ولذ فقد كان من الطبيعى أن تنتشر ظاهرة العروض التجارية التى تعتمد على أرخص أشكال الفنون للترفيه عن الأشقاء العرب، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة المسرحيات المصورة التى تنتج خصيصا للتصوير خلال عرض واحد أو عرضين فقط فى أفضل الأحوال، التى تفاقمت وتعاظمت سلبياتها منذ منتصف العقد الأخير بالتحديد منذ عام 2014 بتنافس بعض القنوات الفضائية على إنتاج ما سمى بـ«تياترو مصر» أو «مسرح مصر».
عروض احترافية
إن مجموع العروض الاحترافية التى تم إنتاجها منذ بداية المسرح المصرى عام 1870 بداية من إسهامات «يعقوب صنوع» وحتى نهاية عام 2019 قد وصل إلى ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة عرض، والمقصود بعروض الفرق الاحترافية هى جميع العروض التى شارك فى تقديمها نخبة من الفنانين المحترفين «أعضاء نقابة المهن التمثيلية»، وتم تقديمها للجمهور نظير مقابل مادى «شباك تذاكر»، وذلك سواء تم عرضها بالعاصمة أو ببعض الأقاليم، وكذلك سواء تم عرضها جماهيريا لفترات طويلة أو عرضت لليلة واحدة بهدف التصوير التليفزيونى، وبالتالى فهى تضم جميع عروض الفرق الخاصة وأيضا فرق مسارح الدولة منذ تأسيس فرقة المسرح القومى عام 1935.
وتحسب لهذه الطبعة اقتحامها لمناطق مجهولة من حياتنا المسرحية ورصد بعض الظواهر المسرحية لأول مرة ومثال لذلك «مسارح الصالات» فى منتصف الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى، التى قدمت ما يزيد علي ثلاثمائة وخمسين مسرحية، شارك فى تقديمها كبار الكُتَّاب «بيرم التونسى، أمين صدقى، بديع خيرى، أبو السعود الإبيارى»، وقام بإخراجها كبار المخرجين «عزيز عيد، بشارة واكيم، عبدالعزيز خليل» كما شارك بالتمثيل فيها نخبة من كبار النجوم وفى مقدمتهم: «على الكسار، فاطمة رشدى، بديعة مصابنى، فتحية أحمد، رتيبة وأنصاف رشدى، ببا عزالدين، فهمى آمان، بشارة واكيم، عبدالحليم القلعاوى، عقيلة راتب، ثريا حلمى، تحية كاريوكا، حامد مرسى، إسماعيل يس»، وأيضا ظاهرة «المسرحيات المعلبة» أو «المصورة»، ويقصد بهذا المصطلح تلك المسرحيات التى يتم إنتاجها خصيصا بهدف العرض التليفزيونى، وبالتالى يتم تقديمها على خشبة المسرح لمدة ليلة واحدة أو فى أفضل الظروف لمدة ثلاثة أيام فى وجود الجمهور.
فى حين تضمنت أيضا بعض الإشارات لعروض بعض الفرق المجهولة التى قام بتأسيسها بعض النجوم وقدمت بعضها عرضا واحدا أو ثلاثة عروض على أكثر تقدير، ومن بينها فرق النجوم: «حسن البارودى، حسن فايق، محمد كامل المصرى «شرفنطح»، نجمة إبراهيم، نيللى مظلوم أول فرقة للرقص الحديث بالوطن العربى، نجوى سالم، فريد شوقى، بدر الدين جمجوم، كمال الشناوى، حسن يوسف، ليلى طاهر»، بالإضافة إلى فرق بعض نجوم الكوميديا ومن بينها: «الكوميدى المصرية» لمحمد عوض، أمين الهنيدى، المدبوليزم لعبدالمنعم مدبولى، محمد نجم، فرقة «مصر» لسعيد صالح.
وأخيرا يتضح من خلال الفصل الأخير بهذه الطبعة مدى تأثر عروض المسرح المصرى كما وكيفا بثورات الربيع العربى خلال الفترة من 2011- 2013، وكذلك مدى تأثرها بوباء كوفيد19 والإجراءات الاحترازية الخاصة به، التى استدعت حظر التجوال بعد الفترات، وأيضا إغلاق كثير من المسارح خلال موسم 2019 - 2020.
لذا تعد هذه الطبعة سجلا توثيقيا لمسرحنا المصرى منذ بداياته وحتى الآن «1870 – 2024»، فهذا جهد موسوعى يحتاج إلى تضافر جهود جميع العاملين والباحثين بأحد المراكز البحثية، لكن فى الحقيقة أن تلك الثقة الغالية التى منحتها وزارة الثقافة ممثلة فى إدارة الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومى للمسرح المصرى بتكليف المؤرخ عمرو دوارة بتقديم هذا الكتاب كانت خير دافع له على الإقدام على هذه المهمة الشاقة، لاستكمال مسيرته فى مجال التوثيق المسرحى، التى توجت بالانتهاء من إعداد «موسوعة المسرح المصرى المصورة»، وبالتالى فإن هذا الكتاب يعد قراءة أولى أو مسودة لمرجع كبير يتضمن كثيرا من التفاصيل المهمة، التى يسعى لرصدها وتوثيقها فى الأيام المقبلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المسرح المصرى الطبعة الثانية عمرو دوارة المسرح الطبعة الثانیة المسرح المصرى عروض المسرح هذه الطبعة على الکسار هذا الکتاب الفترة من من خلال کثیر من
إقرأ أيضاً:
محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!
وسط أمواج بحار السياسة المتلاطمة وبين جبال الخلافات والمناوشات والمكائد التى تموج بها الساحة العربية والإقليمية والدولية، ومع تسعر نيران الحقد والكراهية التى يضمرها الكارهون لكل ما هو مصرى تبقى مصر هى واحة الأمان لكل حائر وجزيرة الراحة لكل من أرهقته سياط الحياة وسفينة نوح لكل الغارقين والخائفين والتائهين.
الأحداث السياسية المتلاحقة ومشاهد الخيال العلمى التى يعيشها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة تفرض على الجميع وأولهم العرب أن يتركوا أماكنهم وحصونهم وقلاعهم وأبراجهم والتشبث بحبال مصر إذا أرادوا النجاة من طوفان الغرق الذى يداهم الجميع، لأنها أصبحت هى سفينة نوح وطوق النجاة الوحيد فى المنطقة مع تعالى حالة المد السياسى والعسكرى فيها بشكل لم يسبق له مثيل يصاحبه جزر شديد فى القومية والعروبة بعد الضربات المتلاحقة التى وجهت للعرب على مدار العشرين عاماً الأخيرة.
وكان من أبرز نتائجها تفكيك الجيش العراقى وحل الجيش السورى، أهم ضلعين فى مثلث قوة العرب مع الجيش المصرى الذى بقى صامداً ومتماسكاً وعصياً على الاختراق، ويبرز أنيابه للجميع كأسد شرس يتهيأ لالتهام كل من تسول له نفسه الاقتراب من مصر أو محاولة تهديدها.
الأطماع والجموح والجنون السياسى غير المسبوق الذى يتغنى به عناصر اليمين المتطرف فى إسرائيل والخاص بضرورة تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن بحجة إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية المتعطشة للدماء بدعم وتمويل أمريكى منقطع النظير تلقى صفعة قوية برد مصرى مزلزل برفض القاهرة القاطع لمخطط التهجير، سواء كان طوعياً أو قسرياً لأنهم أصحاب الأرض، ويجب دعمهم للحياة فيها، وليس إخراجهم منها عنوة لتوسيع نفوذ إسرائيل، وعلى خطى مصر سارت الأردن ورفضت المقترح.
وطلبت الدولتان تسوية سياسية عاجلة على أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
المقترح واجه معارضة عالمية شديدة من إسبانيا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والبرازيل ودول كثيرة حول العالم، لأنه سيزيد التوتر والقلق والاشتعال فى منطقة الشرق الأوسط، وسيحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة وبرميل بارود قابل للاشتعال فى أى لحظة، وهو أدى إلى الرجوع خطوة للخلف وتغيير لهجة الخطابات العنترية أملاً فى أن تلين مواقف البعض مع مرور الوقت.
حتى الأبواق الإخوانية التي لم تتوقف عن الهجوم مدفوع الأجر ضد مصر ولم تذكر حسنة وحيدة لدولة لحم أكتافهم من خيرها بعضهم غير بوصلتها وأشاد بموقف مصر والرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين، وأبرزهم محمد ناصر الذى أعلن دعمه لموقف مصر القوى.
خلاصة القول: الوضع الحالي فى المنطقة العربية يحتاج إلى قراء جيدين للألغاز السياسية المتلاحقة التي تحول الحليم حيران، وعلى العرب أن يدركوا جيداً أن قوتهم فى وحدتهم والتشرذم سيقودهم إلى الهلاك لا محالة، وأن يتوقفوا عن المواقف المايعة ويكون لهم موقف موحد، وأن يكون باطنهم مثل ظاهرهم حتى لا يتحولوا إلى فريسة طرية ..!!