اجتمعت أسرة جامعة رفيق الحريري في الذكرى العشرين لاستشهاده، في احتفال تحت شعار "عشرين وبالوعد مكملين"، تكريما لرؤية استثنائية شكلت منارة للأمل والتقدم في لبنان.

وألقت الصحافية وردة زامل كلمة رئيسية، أبرزت فيها "الإرث العميق للشهيد الحريري وتأثيره المستدام على لبنان"، حيث تفاعل الحاضرون مع كلماتها بعمق، مؤكدين "استمرار رؤيته في بناء المستقبل".



وقالت: "افتقدناه في كل أزمة، وثقنا بأنه سيجد الحل. كان التزامه منارة للأمل، ليس للبنان فحسب، بل للعالم بأسره. حيثما ذهب، كان الجميع يرددون: وصل السيد لبنان، ولن نلتقي بمثله مجددا".

عقب الحفل، توجه رئيس الجامعة الدكتور سعيد لادقي ونوابه والأساتذة والطلاب إلى ضريح الشهيد في وسط بيروت، حيث وضعوا إكليلا من الورد الأبيض، تعبيرا عن وفائهم لقيمه وإرثه التعليمي.

افتتتحت المناسبة بالنشيد الوطني، تلاه دقيقة صمت تكريما للشهيد. ثم ألقى  لادقي، كلمة شدد فيها على "التزام الحريري بالتعليم وإعادة إعمار الوطن"، مشيرا إلى "دوره في اتفاق الطائف وجهوده في إعادة بناء لبنان". وقال: "قيادة الشهيد تجاوزت الانقسامات، وركزت على بناء الدولة، وتعزيز الحكم، والرعاية الصحية، والإصلاح الاقتصادي، والتعليم، الذي كان في صميم رؤيته، مؤثرا في حياة الكثيرين، بمن فيهم أنا".

اختتمت المناسبة بعرض فيديو أعده خريج الجامعة معاز كبور، جسد فيه رؤية الحريري، وحبه لبيروت، ونصائحه للشباب اللبناني بالسعي وراء التعليم.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لبنان يحيي الذكرى الـ20 لاغتيال رفيق الحريري

يحيي لبنان الجمعة الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، على وقع تغيرات داخلية وإقليمية أضعفت حزب الله وداعميه، قد تمهد لاستئناف نجله سعد الحريري عمله السياسي بعد تعليقه منذ 2022.

وقتل رفيق الحريري الذي تولى رئاسة الوزراء لفترات طويلة اعتبارا من العام 1992 وحتى استقالته في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، في 14 فبراير (شباط)2005 بتفجير استهدف موكبه في بيروت، ما خلّف 22 قتيلًا و226 جريحاً.

وحكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2022 على اثنين من أعضاء حزب الله غيابياً بالسجن مدى الحياة بجرم "التآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل المتعمد".

وتحت شعار "بالعشرين ع ساحتنا راجعين"، دعا سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، مناصريه الى المشاركة في إحياء الذكرى في وسط بيروت، حيث ضريح والده ورفاقه، بدءا من العاشرة صباحا (8,00 ت غ) حتى الثانية بعد الظهر، على أن يلقي كلمة.

ككل عام بدأت التحضيرات في وسط بيروت لاستقبال الوفود غدا في الذكرى الـ20 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث أقفل مدخل ضريح الشهيد ومدخل جامع الأمين بالعوارض الحديدية وبدأ تركيب المنبر والشاشات العملاقة كما وزعت مكبرات الصوت في أرجاء الساحة.@saadhariri
????️ @khaldoonz pic.twitter.com/KFUcmXRSrP

— Annahar النهار (@Annahar) February 13, 2025

ووصل الحريري، مساء الثلاثاء الى بيروت، بعد أسابيع من انتخاب جوزاف عون رئيساً ومن ثم تشكيل حكومة برئاسة نواف سلام، بضغط دولي خصوصاً من الولايات المتحدة ، على وقع تغيّر موازين القوى في الداخل بعد نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع إسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

وقال مصدر مقرب من الحريري لوكالة "فرانس برس" إن الحريري "سيقارب في كلمته المتغيرات التي حصلت في لبنان والمنطقة"، موضحاً أن مناصريه "يطالبونه بالعودة إلى العمل السياسي".

وأوضح أن الحريري، الذي نادراً ما عبّر عن مواقف سياسية منذ مغادرته لبنان، "سيرسم في كلمته خارطة طريق للمستقبل" من دون أن يعني ذلك استئنافه نشاطه السياسي فوراً.

وحتى مطلع 2022، كان الحريري الزعيم السني الأبرز في لبنان، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية والسياسية. وكان حزبه ممثلاً في البرلمان بـ18 نائباً.

وأعلن في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 استقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، مندداً بتدخل حزب الله في النزاعات الإقليمية.

وبعد أيام عاد الحريري إلى لبنان وتراجع عن الاستقالة.

لبنان يحيي الذكرى العشرين لاغتيال رفيق الحريري على وقع تغيرات سياسية https://t.co/xb2zAY2BqP pic.twitter.com/oRJF6XnUuB

— مونت كارلو الدولية / Monte Carlo Doualiya (@MC_Doualiya) February 14, 2025 "فرصة جديدة" 

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، قدّم الحريري استقالته مجدداً من رئاسة الحكومة مع بدء الانهيار الاقتصادي واندلاع احتجاجات شعبية مطالبة برحيل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد، والتي شكل أحد أركانها.

كما عزا البعض تراجع شعبيته إلى تنازلات سياسية قدمها لحزب الله، لكنه قال لاحقاً إن هدفه كان الحفاظ على السلم الأهلي.

ومطلع 2022، أعلن "تعليق" نشاطه السياسي مع تيار المستقبل الذي يتزعمه، لاقتناعه بأن "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني".


وأعقبت ابتعاده من العمل السياسي سلسلة انتكاسات مُني بها مالياً وسياسياً.

وأوضح المصدر المقرب من الحريري أن الأسباب التي دفعت الحريري الى تعليق نشاطه السياسي "قد انتفت الآن".

وقال "ثمة فرصة جديدة في لبنان، بعدما تراجع النفوذ الإيراني، وعاد المجتمع الدولي يهتم بلبنان مع حركة موفدين لا تتوقف، ودخل البلد في مرحلة جديدة مع انتخاب رئيس وتشكيل حكومة".

مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ! - موقع 24في 14 شباط (فبراير) 2005، كان اغتيال رفيق الحريري. كان ذلك قبل 20 عاماً.

وخرج حزب الله من مواجهته الأخيرة مع إسرائيل، أضعف في الداخل بعدما كان القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي تحكمت بمفاصل الحياة السياسية.




وتشكل ذكرى الاغتيال، وفق سلامة، "فرصة لتقييم قدرة الحريري على حشد مناصريه وإعادة تأكيد زعامته"، مضيفاً "نظراً لقدرته غير المسبوقة على توحيد الناخبين السنة، فإنه يبقى الزعيم الوحيد القادر على تأمين كتلة برلمانية قوية" في الانتخابات المقررة العام المقبل.

وقاد سعد الحريري آنذاك فريق "قوى 14 آذار" المناهض لسوريا إلى فوز كبير في البرلمان، ساعده في ذلك التعاطف الكبير معه بعد اغتيال والده، والضغط الشعبي الذي تلاه وساهم في إخراج الجيش السوري من لبنان بعد نحو 30 سنة من وجوده فيه.

وكان رفيق الحريري،، بمثابة مهندس إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب الاهلية (1975- 1990). وتسلم رئاسة الوزراء خلال فترة الوصاية السورية من عام 1992 حتى 1998. ثم ترأس حكومة ثانية بين عامي 2000 و2004 قبل ان ينتقل الى صفوف المعارضة إثر اعتراضه على تمديد ولاية الرئيس الأسبق إميل لحود بضغط سوري.

ويرى سلامة أن إعادة تشكيل الحريري كتلة برلمانية وازنة قد "تعيد التوازن إلى المشهد السياسي وتعزز قدرة لبنان على جذب الدعم العربي والدولي" الذي يحتاج إليه للتعافي من أزمات متلاحقة عصفت به.

مقالات مشابهة

  • وفود رسمية زارت ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى استشهاده
  • بري بحث مع مرقص في قانون الإعلام: لبنان يفتقد الرئيس الشهيد الحريري
  • بري يستذكر رفيق الحريري: لبنان يفتقده
  • لبنان يحيي الذكرى الـ20 لاغتيال رفيق الحريري
  • مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!
  • الخير:20 عاما وما زال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حاضراً في قلوبنا
  • أمين سلام للرئيس الشهيد رفيق الحريري: كنت القلب النابض لاعادة اعمار لبنان وبيروت
  • جامعة حلوان تعزز التعاون الأكاديمي مع المؤسسات التعليمية والدبلوماسية
  • دريان زار ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري: ممارساته تجاوزت الخنادق المذهبية