جولد بيليون: تصاعد الحرب التجارية يدفع الذهب للصعود وفي مصر يصل 4140 جنيها
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة في طريقها إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع السابع على التوالي وذلك وسط تصاعد المخاوف بشأن حرب تجارية عالمية محتملة في ظل سعي مستمر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية متبادلة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعا اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2938 دولارا للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2928 دولارا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2937 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون.
الذهب في طريقه لتسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 2.7% ليمثل ارتفاع للأسبوع السابع على التوالي وذلك بعد أن سجل مستوى تاريخيا عند 2942 دولارا للأونصة.
أصدر ترامب يوم الخميس توجيهات لفريقه الاقتصادي لصياغة خطط لفرض رسوم جمركية متبادلة على كل دولة تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية، كما انتقد ترامب سياسات الاتحاد الأوروبي التجارية في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية ووصفها بعدم الإنصاف، وأشار أيضاً أن الهند من أكثر الدول التي ستتأثر بالقرارات الأمريكية الجديدة بسبب كونها أكثر الدول فرضا للتعريفات الجمركية.
كما صرح ترامب بأن هذه الإجراءات ستعمل على رفع مستويات الأسعار خلال الفترة القادمة بسبب ارتفاع تكلفة السلع الواردة من الخارج، ولكن على المدى المتوسط يرى ترامب أن هذه السياسات ستساعد أسعار الفائدة على التراجع التدريجي.
عدم اليقين بشأن سياسات إدارة ترامب بشأن التجارة والتعريفات الجمركية والسياسة الخارجية ذات النطاق الواسع لا يزال يدعم الذهب، وقد تؤدي هذه الخطوة التضخمية المحتملة إلى زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، وهو تحوط تقليدي ضد ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الجيوسياسي.
وفي الوقت نفسه خفف تقرير مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي الصادر يوم الخميس بعض المخاوف بشأن التضخم في أكبر اقتصاد في العالم بعد تقرير أسعار المستهلكين الذي جاء أكثر سخونة من المتوقع في وقت سابق من الأسبوع.
تتوقع الأسواق ألا يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة حتى سبتمبر بسبب المخاوف بشأن ارتفاع التضخم في حين أشار انخفاض طلبات إعانة البطالة إلى مرونة سوق العمل. وبالرغم من بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة وهو ما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب إلا أن المعدن النفيس استطاع أن يتماسك بالقرب من مستوياته التاريخية بسبب الطلب على الملاذ الآمن.
أيضاً انخفض الدولار بشكل حاد خلال الجلستين الماضيتين متخليًا عن معظم مكاسبه الأخيرة التي حققها بسبب رسوم ترامب الجمركية. لكن الدولار تعرض أيضًا لضغوط بسبب بيانات التضخم المختلطة إلى حد ما والتي حفزت الرهانات على خفض أسعار الفائدة في نهاية المطاف من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ساعد هذا التراجع في مستويات الدولار الأمريكي أن يستمر الذهب في الارتفاع في ظل العلاقة العكسية بينهما منذ كون الذهب يتم تسعيره بالدولار.
وعلى الجانب المادي تراجع الطلب على الذهب في الهند بسبب ارتفاع الأسعار حيث حدت الأسعار القياسية من شراء التجزئة وأجبرت التجار على تقديم خصومات. كما كان الطلب الصيني جاء ضعيف منذ عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
أسعار الذهب محلياً
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع خلال تداولات اليوم ليستمر في سلسلة الصعود ليقترب أكثر من أعلى مستوى سجله العام الماضي، وذلك بدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند 4150 جنيها للجرام ليتداول عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير، يأتي هذا بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 40 جنيها حيث أغلق عند المستوى 4140 جنيها للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 4100 جنيه للجرام.
الارتفاع الحالي في سعر الذهب وصل به إلى مستويات لم نرها منذ العام الماضي، ليقترب الذهب من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 4200 جنيه للجرام، يأتي هذا بدعم من استمرار ارتفاع الذهب للأسبوع السابع على التوالي وتداوله بالقرب من أعلى مستوى تاريخي سجله مطلع هذا الأسبوع.
من جهة أخرى ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية الأمر الذي ساعد على ارتفاع تسعير الذهب المحلي الذي يعتمد على سعر صرف الدولار، لتظل التوقعات حالياً تشير إلى إمكانية استمرار الاتجاه الصاعد للذهب المحلي بسبب العوامل المحيطة على المستوى المحلي والعالمي.
وتترقب الأسواق مسار سعر الفائدة من قبل البنك المركزي المصري الذي سيعقد اجتماعه الأسبوع القادم، في ظل تضارب في التوقعات بشأن قيام البنك المركزي بالبدء في خفض أسعار الفائدة أو الاستمرار على السياسة النقدية الحالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسعار الذهب أسعار الذهب العالمي المزيد تداولات الیوم
إقرأ أيضاً:
بعض الألم.. هل يدفع المواطن الأمريكي ثمن سياسات ترامب التجارية؟
في ظل استعداد عشرات الملايين من الأمريكيين لمتابعة مباراة السوبر بول هذا الأسبوع، أجرى الرئيس دونالد ترامب مقابلة تقليدية تسبق الحدث الرياضي السنوي.
خلال حملته الانتخابية، تعهّد ترامب بخفض الأسعار بسرعة، مستهدفًا معالجة أزمة غلاء المعيشة التي أرّقت البلاد لسنوات نتيجة التضخم المرتفع. لكن عندما سأله مذيع قناة "فوكس نيوز" عن موعد شعور الأسر الأمريكية بتأثير سياساته، تهرّب من الإجابة.
قال ترامب: "أعتقد أننا سنصبح دولة غنية – انظروا، نحن لسنا أغنياء في الوقت الحالي"، قبل أن يحوّل الحديث إلى الدين الوطني الأمريكي والعجز التجاري مع الدول الأخرى.
غير أن البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الأربعاء أكدت أن السيطرة على التضخم ليست بالمهمة السهلة، إذ سجلت الأسعار ارتفاعًا بدلاً من الانخفاض، مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي.
يبدو أن إحجام الرئيس عن التعليق على هذه القضية هو إقرار ضمني بحدود سلطته في التحكم بالتضخم. فخلف الأسعار التي يواجهها الأمريكيون عند شراء الوقود أو المواد الغذائية، توجد عوامل اقتصادية معقدة تتجاوز قدرة أي رئيس على التحكم المباشر بها.
الخطابات القوية لا تغيّر الواقع الاقتصادي، كما أن تنفيذ الوعود الانتخابية أصعب بكثير من الترويج لها خلال الحملات. وقد أدرك ترامب هذه الحقيقة خلال ولايته الأولى.
إلى جانب ذلك، ثمة مخاطر أخرى تلوح في الأفق. فبينما يقرّ ترامب بأن خفض التضخم مهمة صعبة، حذر خبراء اقتصاديون من أن استراتيجيته الاقتصادية قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأجنبية قد يحقق عائدات تقدر بـ "تريليونات" من الدولارات، وفقاً لترامب، كما قد يجبر الدول الأخرى على الرضوخ لمطالبه. لكن هذا القرار، وفقاً لتحذيرات الشركات الأمريكية، سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين في مختلف أنحاء البلاد.
أعربت شركات كبرى في الولايات المتحدة عن قلقها، حيث حذر الرئيس التنفيذي لشركة "فورد موتور" من أن الرسوم المقررة على كندا والمكسيك قد تتسبب في "كارثة" لصناعة السيارات الأمريكية. كما أثيرت مخاوف حول تأثير هذه السياسات على أزمة الإسكان.
وقبل أن يتراجع ترامب عن فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك هذا الشهر ويؤجلها إلى مارس، أقرّ بأن هذه الإجراءات قد تسبب "بعض الألم" للأمريكيين.
وفي رد فعل سريع على تقرير التضخم الأخير، نشر ترامب على منصاته الرقمية: "التضخم الذي تسبب فيه بايدن يرتفع!"، لكن إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، فلن يتمكن من إلقاء اللوم على سلفه لفترة طويلة.