الشريف: المصالحة ليست سوى خدعة تُلهي الليبيين عن الطريق الرئيسي نحو العدالة الانتقالية
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
ليبيا – تقرير: المصالحة الوطنية بين الخداع السياسي والعدالة الانتقالية وفق رؤية فيصل الشريف
المصالحة الوطنية: مفردة بلا معنى؟
اعتبر المحلل السياسي فيصل الشريف أن مصطلح “المصالحة” لم يعد يحتفظ بمعناه الحقيقي في السياق الليبي، بل بات وسيلة لتهوين المسؤولية عن الملفات الجوهرية التي تهم مستقبل البلاد. في تصريحات أدلى بها خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يُذاع على قناة “ليبيا الأحرار” من تركيا، وتابعته صحيفة المرصد، ندد الشريف باستخدام المفاهيم الفارغة والمثيرة للضحك لإشغال عقول الليبيين، مشيراً إلى أن المصالحة الوطنية ليست سوى تطبيق من تطبيقات العدالة الانتقالية؛ أي أنها محاولة لتضليل الرأي العام عن طريق الحديث الفارغ وإهدار الوقت بدلاً من التركيز على قضايا جوهرية حسب زعمه.
العدالة الانتقالية كأساس للمصالحة الحقيقية
أكد الشريف على أن ما تحتاجه ليبيا ليست مصالحة اجتماعية أو سياسية بمفهومها التقليدي، بل أمران رئيسيان يحسمانهما: إجراء استفتاء على الدستور وإعطاء الشعب حقه، وتحقيق العدالة الانتقالية التي تضمن محاسبة الجناة وإنصاف الضحايا. وانتقد الشريف محاولات التزييف والتلاعب بمشروعي الدستور والعدالة الانتقالية، حيث يتم تعديلهما وفق مقاسات معينة تهدف إلى إفلات الجناة من المساءلة. وأضاف: “لماذا نسقط مشروعات الدستور والعدالة الانتقالية، ونفصل قوانين الانتخابات بما يناسب شخصية معينة ؟” مؤكدًا أن هذه المحاولات ما هي إلا وسائل لتطويل مدة الجمود السياسي وإبقاء الشعب الليبي تحت حالة من الخداع الدائم حسب تعبيره.
خلط المفاهيم ومحاولة استدراج الرأي العام
أشار الشريف إلى أن النقاش الدائر حول إطلاق سراح “المساجين والسجناء السياسيين” ما هو إلا خلط للمفاهيم، حيث أن المعتقلين جنائيون ارتكبوا جرائم، ومسؤولية القضاء هي التي تفصل في مصيرهم. كما أبدى رفضه للمساس بأي شخصية تُحتسب على أي توجه طالما كانت متورطة في إراقة دماء الليبيين ونهب مواردهم. وانتقد الشريف استخدام بعض المفاهيم الرنانة مثل “قصة الأحزاب” و”تقرير لجنة الخبراء” دون تقديم أدلة واضحة عن التجاوزات في تهريب النفط وغيرها من الملفات الجوهرية التي يجب أن يخضع لها الجميع للمحاسبة.
دعوة للمحاسبة والشفافية
دعا الشريف إلى ضرورة استغلال الجهات الرقابية، بما في ذلك النيابة العامة، للتحقيق في كافة الملفات العالقة التي تتعلق بمسؤوليات الحكومات السابقة والحالية، وخاصة في ظل محاولات محو الحقيقة والتستر على الانتهاكات التي حدثت في حق الليبيين. وأكد أن استمرار الفساد وتهريب الأموال والسلطة سيظل عقبة أمام تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد. كما شدد على أن العدالة الانتقالية يجب أن تكون الضامن الأساسي، بحيث يُحاسب كل من ارتكب جرائم ضد الشعب الليبي، دون تسامح أو حصانة.
ختاماً، رؤية واضحة لمستقبل ليبيا
اختتم فيصل الشريف تصريحاته بالتأكيد على أن الطريق إلى مصالحة وطنية حقيقية يمر بإجراء إصلاحات جذرية ترتكز على استفتاء شعبي على الدستور وتنفيذ العدالة الانتقالية بشكل نزيه وشفاف، بحيث لا تبقى ملفات الانتقام والفساد دون حساب. وأكد أن كل دم ليبي أُريق يجب أن يُثبَت على ورق العدالة، وأن تحقيق ذلك لا يأتي إلا من خلال إرادة سياسية حقيقية لا تُقهَر.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: العدالة الانتقالیة
إقرأ أيضاً:
أسوأ أنواع الألم التي يمكن أن يشعر بها الإنسان ليست آلام الولادة.. فما هو؟
جميعنا نسمع أن ألم الولادة هو أشد ألم يمكن المرور به، ولكن دراسة جديدة تنفي ذلك.
وأجرى الدراسة باحثون أميركيون في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في هيوستن، ونشرت في مجلة الصداع.
وتضمنت سؤال مجموعة من 1604 مرضى بالصداع العنقودي لمقارنة الألم الذي يعانون منه بأكثر من 12 إصابة وحالة مؤلمة تعرضوا لها، بما في ذلك جروح الطعن والنوبات القلبية.
وطلب الباحثون من المشاركين تقييم شدة الألم الذي شعروا به على مقياس من 0 إلى 10. وطُلب منهم تذكر الإصابات أو الحالات الطبية الطارئة التي ربما حدثت منذ سنوات.
ووفقا للدراسة فإن حالة تسمى "الصداع العنقودي" هي أشد الآلام التي يمكن أن يشعر بها الشخص.
وفي هذه الحالة فإن المريض يعاني من آلام شديدة في رأسه يمكن أن تستمر لساعات، عدة مرات في اليوم، ولا فائدة من مسكنات الألم العادية.
ووجدت الدراسة أن الصداع العنقودي كان أكثر إيلاما من آلام المخاض وجروح الطلقات النارية وكسور العظام.
وفي المرتبة الثانية كان ألم الولادة، وكان تصنيف ألمها 7.2 فقط.
وفي المرتبة الثالثة بعد الولادة كان التهاب البنكرياس، وهو حالة يصبح فيها البنكرياس منتفخا بشدة ومؤلمة.
ويمكن أن يحدث التهاب البنكرياس بسبب الحصوات.
إعلان
حصوات الكلى
كما كانت حصوات الكلى وحصوات المرارة -حيث تتشكل رواسب بلورية صغيرة داخل الأعضاء وتسبب ألما حارقا إذا نمت بما يكفي- من بين الحالات الأكثر إصابة.
وأعطى المرضى غير المحظوظين الذين أصيبوا برصاصة تجربة الألم في المتوسط 6 على مقياس الألم.
وأفاد الجراحون سابقا أن الألم الناتج عن جروح الطلقات النارية يختلف بشكل كبير اعتمادا على مكان الطلقة، حيث يعتبر مكان المعدة والظهر والفخذ والرقبة مؤلما بشكل خاص بسبب تركيز الأعصاب.
وكان الانزلاق الغضروفي، والذي يُسمى أيضا فتق القرص، حيث تنتفخ الأنسجة الرخوة بين عظام العمود الفقري وتضغط على الأعصاب، أقل إيلاما بقليل من التعرض لطلقة نارية عند 5.9.
واحتل الصداع النصفي المرتبة الثامنة، بنتيجة 5.4، يليه الألم العضلي الليفي، وهو حالة يُعتقد أنها مرتبطة بخلل في الجهاز العصبي.
وجاءت النوبات القلبية عند 5 فقط، أقل بقليل من كسر العظام، ونفس الشيء بالنسبة لعرق النسا، حيث يتم ضغط العصب الذي يمتد من أسفل قدميك إلى ظهرك بشكل مؤلم.
وهذا يعني أن كلتا الحالتين تفوقتا بصعوبة على الطعن الذي جاء فقط عند 4.9، على الرغم من أن آلام مثل هذه الإصابات يمكن أن تختلف بشكل كبير حسب الموقع، مثل جروح الطلقات النارية.
ويسبب الصداع العنقودي ألما شديدا وحادا وحارقا أو ثاقبا، عادة على جانب واحد من الرأس، حول العين.
في حين أن الولادة صنفت بالتأكيد على أنها ألم شديد (7.2)، إلا أنها لم تحتل المركز الأول. وتبدأ وتتوقف بسرعة من دون سابق إنذار وتستمر لمدة تصل إلى 3 ساعات مع حدوث نوبات عدة مرات في اليوم ولأسابيع أو حتى أشهر في كل مرة.
والألم شديد لدرجة أن مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين عديمة الفائدة فعليا.
ولا يعرف الخبراء ما الذي يسبب الصداع العنقودي ولكن من المعروف أنه يتم تشخيصه بشكل أكثر شيوعا بين الأشخاص في الثلاثينيات من العمر وهو أكثر شيوعا بحوالي 6 مرات عند الرجال منه عند النساء.
إعلانوعلى الطرف الآخر من مقياس الألم كان التهاب المفاصل، وهو حالة شائعة تسبب الألم والالتهاب في المفاصل. وقد سجلت هذه الحالة 4، وهو ما يعتبره الأطباء حتى الآن أكثر شدة من الألم الخفيف.
التالي درجة ألم كل حالة وفق الدراسة: نوبة صداع عنقودية: 9.7 الولادة: 7.2 التهاب البنكرياس: 7.0 حصوات الكلى: 6.9 حصوات المرارة: 6.3 جرح ناتج عن طلق ناري: 6.0 انزلاق القرص الغضروفي: 5.9 نوبة صداع نصفي: 5.4 الألم العضلي الليفي: 5.2 كسر العظام: 5.2 النوبة القلبية: 5.0 عرق النسا: 5.0 جرح ناتج عن طعنة سكين: 4.9 الهربس النطاقي: 4.6 بزل قطني: 4.6 (في تقنية البزل القطني يقوم مقدم الرعاية الصحية بإدخال إبرة مجوفة في المساحة المحيطة بالعمود الفقري (الفضاء تحت العنكبوتية) في أسفل الظهر لسحب بعض السائل النخاعي "سي إس إف" (CSF) وفحصه أو حقن الدواء). خزعة من عضو كبير مثل الكبد: 4.4 التهاب المفاصل: 4.0