ألقى فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله، فقد تكفَّل الله سبحانه لأهل التقوى بالنجاة مما يحذرون، والرزقِ من حيث لا يحتسبون.
وقال فضيلته: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ومن دعاهم إلى خير كان له من الأجر مِثل أجور مَن تَبِعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ورُب كلمة طيبة تكون سببًا في نفع الأمة، فتترك أثرًا إلى يوم القيامة، وربما كان الأثر بعمل يسير، من ابتسامة صادقة، أو طلاقة وجه وبشاشة، أو دلالة على هدى، فلا تحقرن من المعروف شيئًا”.

وكان -صلى الله عليه وسلم- يحث أصحابه على أن يجعلوا لأنفسهم آثارًا طيبة، حتى آخر فرصة من الحياة، قال صلى الله عليه وسلم: “إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِه ‌فَسِيلَةٌ، فَلْيَغْرِسْهَا”، فلذا قال جابِرٌ رضي الله عنه: “لم يكُنْ أحد من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم ‌ذا‌ مَقْدِرَة ‌إلّا وَقَفَ”.
وأضاف: “ومن الآثار التي تبقى لصاحبها بعد موته عِلمٌ علَّمَه ونشرَه، وولدٌ صالحٌ ترَكَه، أو مُصحفٌ ورَّثَه، أو مسجِدٌ شيده، أو وقفٌ للأرامل والأيتام بناه، أو ماءٌ أجراه، أو صدَقة جارية أخرجَها من مالِه، في صِحَّتِه وحياتِه”.
وبين فضيلته أن من الآثار التي تبقى لأصحابها بعد مماتهم الذكر الحسن، والسمعة الطيبة، وهي عمر المرء بعد مماته، فبعد أن طُويت أيامه بقيت آثاره، وحفظت مآثره، فهي نعمة يرزقها الله من يشاء من عباده، ويُجرِيها على ألسنة خلقه، والناس شهداء الله في أرضه.
وأكد الشيخ ماهر المعيقلي أن الذكر الحسن يبقى لِمَنْ عمَّ نفعُه، وانتشر عطاؤه، فأصحاب الذكر الجميل سيرتهم تتخطى الآفاق، وتفتح لهم قلوب الخلق، وتنشرح الصدور في التعامل معهم، وتطمئن النفوس لهم، ويرفع عند الناس مقامهم، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم سبقته سيرته الحسنة إلى قلوب الناس قبل بعثته، فهو الصادق الأمين، في الجاهلية والإسلام، والنجاشي ملك الحبشة انتشر في الناس عدله، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم الهجرة الأولى: “إِنَّ بِأَرْضِ الْحَبَشَة ‌مَلِكًا ‌لَا ‌يُظْلَمُ أحد عِنْدَهُ”، فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، ممن تواصل برهم، وترادف إحسانهم، وبقي أثرهم، من ملك عادل، يحفظ حقوق رعيته، ويحوطهم برعايته، ويقاوم الفساد، ويحمي البلاد، أو عالِم ينفع الناس بعلمه، وسمته وأخلاقه، أو غني كريم معطاء، يُحسِن للمساكين والفقراء، وآخرين يشيدون المساجد، ويعمرون المدارس والمعاهد.. وكل هؤلاء الصالحون وغيرهم، وإن غيب الموت أجسادهم، فقد حفظ الله أعمالهم وآثارهم، وأبقى ذكرهم الجميل، واتصل الدعاء لهم جيلاً بعد جيل.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الحرمان العظيم والخسران المبين أن يرزق الإنسان عمرًا مديدًا، ومالاً ممدودًا، وبنين شهودًا، ثم يموت بلا أثر يذكر، أو عمل طيب عليه يشكر، فمن لم يجعل لنفسه أثرًا قبل مماته دفن ولا شيء يذكره، غير أنه كان ثم مات، ناهيكم بمن يفرح الناسُ بغيابهم، ويهنئ بعضهم بعضًا بفقدهم، ولربما بقيت آثارهم السيئة فيأتي من يُحْيِيها، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها. فأول من بدَّلَ دينَ إبراهيمَ عليه السلام، وأتى إلى جزيرة العرب بالأصنام، رآه النبي صلى الله عليه وسلم يَجُرُّ أمعاءَه في النارِ، كما جرَّ الناس إلى الشِّركِ بالعزيز القهار، وليس من نفس تُقتَل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْل من دمها؛ لأنه أول من سَنَّ القتل، وكذا من ابتدع بدعة في الدين ودعا إليها، ثم مات دون أن يتوب منها، ويحذر الناس من فعلها؛ بقيت أثرًا سيئًا يرافقه بعد موته، ويحمل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم بعثه؛ فلذا حذّر النبي ﷺ من السيئات الجارية التي تُكتَبُ على صاحبها وهو محبوس في قبره.
واختتم الشيخ ماهر المعيقلي خطبته مبينًا أن من أسباب لسان الصدق في الآخرين، وبقاء أثر الثناء على العبد في العالمين، العمل بالقرآن الكريم؛ ففي القرآن العز والشرف، والفخر وارتفاع الذكر. كما أن قضاء حوائج الخلق سبب عظيم لجلب ثناء الصدق، والتربية الصالحة للأبناء، سبيل لبقاء الأثر والثناء.
* وفي المسجد النبوي الشريف تحدّث الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا في خطبة الجمعة عن فضل الاستغفار، واقترانه برحمة الله لعباده وغفران الذنب وقبول التوبة، مبينًا أن الاستغفار من أعظم الحسنات، وأكبر الطاعات، التي ينال بها العباد أفضل الثواب، ويدفع عنهم بها سوء العذاب.
وأوضح الشيخ الدكتور خالد المهنا أن الله تعالى لما خلق آدم أبا البشر – عليه السلام -، وخلق منه زوجه، فطرهما على معرفته سبحانه ربًا خالقًا، وإلهًا أحدًا، مستحقًا لكمال المحبة والتعظيم مع غاية الذلّ، غير أنه سبحانه خلقهما وذريتهما مكلّفين مبتلين بالأمر والنهي، والشرّ والخير، إذ خلق سبحانه وتعالى النفوس، فأودع فيها الإرادة والحركة، والنيّة والهمّ، والحبّ والبغض، والتغيّر والتأثر، ولقد علِم سبحانه وهو الخلاّق العليم أن نفوس عباده وإن كانت مفطورة على حبّ الخير واستحسانه إلا أنها لا تنفك عن إرادة الشر إذا ضلّت عن سواء السبيل، وأن لها إقبالاً على الطاعة، وإدبارًا عن المعصية، ورغبة في الحسنة، وقصدًا إلى السيئة، ولكن رحمة الله تغلب غضبه سبحانه وتعالى.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن لرحمة الله الغالبة الواسعة آثارًا عظيمة على جميع خلقه في العالم السفلي والعلوي، وفي الدنيا وفي الآخرة، منها غفرانه تعالى ذنوب من شاء من عباده الموحدين المسلمين، فإنه جل وعلا واسع المغفرة، من أجل ذلك سمّى نفسه الغفور، والغفّار والغافر، وغفرانه جلّ جلاله الذنوب يكون بسترها عن أن يفضح بها أهلها في الدنيا والآخرة، مع محوها والتجاوز عنها، وعفوه عن العقوبة عليها، ما لم تبلغ مبلغ الكفر أو الشرك الأكبر، فإنه الذنب الذي لا يغفر.
وذكر أن الاستغفار هو أصل أسباب المغفرة وأساسها، وأعظم موجباتها، من أجل ذلك أمر الله به خير خلقه لتأتمر به أمته، وجعله تاليًا لأمره بالعلم بتوحيده، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كثير الاستغفار جدًا، وكان يُعدُّ له في المجلس الواحد مئة مرة قبل أن يقوم بقوله: “رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور”. وأخبر – صلى الله عليه وسلم – عن نفسه بأنه يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
وأضاف بأن لشرف الاستغفار وفضله ألهم الله ملائكته المكرمين أن يستغفروا لعباده المؤمنين، وقال عليه الصلاة والسلام: “والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث”.
كما أنه لفضل الاستغفار أرشد الله أن تختم به الليالي والأعمار، وقد كان الاستغفار آخر جملة تحرك بها لسانه الطاهر عليه الصلاة والسلام أن قال وهو يعالج سكرات الموت: “اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى”.
وأوضح الشيخ الدكتور خالد المهنا أن لفضل الاستغفار وعظم افتقار العبد إليه أرشد إمام المتقين أمته بأن تفتتح به يومها وتختمه، فقال عليه الصلاة والسلام: “سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”. مشيرًا إلى ما يتضمنه هذا الدعاء النبوي المبارك من موجبات قبول الاستغفار، من التوسّل العظيم لله بتوحيده في ربوبيته وألوهيته، والخضوع له بصفة العبودية، والإقرار لله بنعمته، واعتراف العبد بذنبه، وافتقاره إلى ربه في غفرانه؛ إذ لا يملك الغفران إلا هو سبحانه، وذلك من خصائص الربوبية التي ليست لأحد سوى الله.
وأكد فضيلته أن ارتكاب الذنوب ظلم للنفس، وذلك أن النفوس مفطورة على حبّ الخالق وتعظيمه، فإذا ارتكب العبد الذنب فقد ظلمها بمخالفة من فطرت على حبّه وتعظيمه، وعرضها لعذاب الدنيا والآخرة، فالدعاء المشتمل على الاعتراف بالذنب مع الثناء على الربّ والتوسل إليه بصفاته هو دعاء العارفين بعظيم قدره وثوابه، الدال على معرفة المستغفر بعيوب نفسه، وندمه على خطيئته، وانكسار قلبه، وذهاب العجب عنه، وهو الدعاء المرجو إجابته، الواجد قائله برد الغفران. مبينًا أن الاستغفار هو ترجمان ما في القلب من ندم على الذنب، وتقصير في حق الرب.
وتابع مذكرًا بأن من تأمل صفتَي المغفرة والرحمة لله جلّ جلاله وجدهما مقترنتين في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى، وتربو على سبعين آية، إذ تجيء صفة الرحمة فيها تالية صفة المغفرة. وسرُّ ذلك -والله أعلم- أن رحمة الله تعالى بعبده أقرب ما تكون إليه حين يستغفره؛ فالاستغفار موجب الرحمة، فتحلُّ على المستغفرين رحمة الله التي لا حد لها من سِترِ الذنب والتجاوز عنه، ومنع العذاب الذي يوجبه الذنب، وتبديل السيئة حسنة، والهداية لنور الطاعة وحبها وإلفها، وكُره المعصية والنفرة منها.
وحثّ فضيلته على فعل الأسباب من الأعمال الصالحة التي توجب مغفرة الله جلّ وعلا، مبينًا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سأل ربّه موجبات رحمته وعزائم مغفرته، وهي أعمال البر والطاعة وأفعال الخير التي تتأكد بها مغفرة الذنوب وتتعزم، وتدلّ على صحة توبة العبد وصدق إنابته.
واختتم فضيلته خطبة الجمعة موصيًا العباد إلى الإكثار من الصلاة والسلام على النبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ليغفر لهم الذنوب، ويكفيهم الهموم، داعيًا الله جلّ وعلا أن يحفظ بلادنا وقيادتها وولاة أمرنا من شرّ الأشرار، ومكر الماكرين الحاقدين الفجّار، وأن ينصر إخواننا في فلسطين على الصهاينة الغاصبين، ويُبدل فزعهم أمنًا، ويكشف كربهم، ويرفع عنهم الغمّة، وأن يحفظ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين المتربصين، وأن يحفظ جميع بلاد المسلمين.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية صلى الله علیه وسلم الصلاة والسلام الشیخ الدکتور التی ت

إقرأ أيضاً:

دعاء الصباح لك ولمن تحب.. 10 كلمات تخلصكم من الذنوب والهموم

لاشك أن دعاء في الصباح لك ولمن تحب يعد من أكثر الأدعية التي يبحث عنها هؤلاء المحبين، الذين يدركون قوة الدعاء في دفع البلاء وتخفيفه، بل إن من شأن دعاء في الصباح لك ولمن تحب أن يبدل يومك إلى أجمل مما تتمنى ويجعل صباحك ألطف ما يكون ويملأه بالخيرات والفرح والأرزاق، كما أن دعاء في الصباح لك ولمن تحب كذلك قد يضع نهاية لكل هم وتعب وشقاء وبه تبدأ يومًا جديدًا سعيدًا.

ولعل ما يبين أهمية دعاء في الصباح لك ولمن تحب أنه يعد من الوصايا الواردة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والتي أوصانا بها لفضلها العظيم، كما أنه –صلى الله عليه وسلم- حرص وداوم على استفتاح يومه بترديد دعاء الصباح ، حيث من شأنه أن يكفر كل الذنوب، فيبدأ الإنسان يومه وقد تخلص من كل الذنوب والمعاصي التي تثقل عاتقه وتوقعه في المزيد.

دعاء سورة يس لقضاء الحوائج في الصباح.. 7 كلمات تحقق لك المعجزاتآية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمهاأذكار الصباح.. رددها الآن تفتح لك أبواب الخير والرزق وتحفظك من الشياطيندعاء في الصباح لك ولمن تحباللهم خذ همي وهم من أحب ، وذنبي وذنب من أحب ، وتعبي وتعب من أحب ، واسعد قلبي وقلب من أحب .اللهم إني استودعتك قلبا أحبه استودعتك إياه في نهاره وليله في نومه وصحوته استودعته الله من كل شيء يضره.اللّهُمّ فِي هَذَا الصباح ارزقنَا الرِّضَا وَالقَناعة بِمَا قَسَمت لنا، وَاجْعَلنا مِن الشّاكرِين لِنعَمك عَلينَا، صباح الخير.اللهم جمل صباحنا بذكرك وتوفيقك وصبحنا ببشائر خيرك وأمددنا بوافر جودك واجعل لنا مع نسائم هذا الصباح دعوة لا ترد ورزقا وعافية.يا رب هو حبيبي، اللهم لا تحني له ظهرا ولا تعظم عليه أمرا.يا رب أسعد قلبه، وأطل عمره، وابعد عنه كل أذى.ربي احفظ لي حبيبي فهو أجمل عطاياك وكل رضاي.اللهم إني استودعتك حياته وصحته وعافيته.اللهم صبح أحبتي بما يرضيهم.صبحك الله بما يسرك، وكف عنك ما يضرك، ويسر لك أمرك.جعل الله صباحك عطر فواح وأيامك أفراح.اللهم أرح قلبه بلطف من عفوك ومن حلاوة حبك و أعمر أيامه بذكرك وأحفظه وأحفظ عليه دينه وأسعد قلبه دائماً.أسأل الله لك بالراحة التي تملأ نفسك وبالرضا الذي يغمر قلبك وعملا يرضي ربك وسعادة تعلو وجهك وبالنصر يقهر عدوك وبذكرك لله يشغل وقتك وبالعفو يغسل ذنبك.اللهم اسعدها سعادة لو وزعت على أهل الأرض لكفتها واملئ قلبها راحه دائمة واجعلها في ودائعك يا الله دائما.دعواتي لك بأن تحتويك الدنيا بالفرح في كل أمر وأن ترعاك عين الرحمــن أبد الدهر وأن يبارك لك الله في أهلك وفي مالك ويرفع لك منزلتك بين خلقه ويجعل لك الخير في يومك وفي سائر أيامك.اللهم أسعده وأرح قلبه و حقق أمانيه و أبعد عنه كل ضيق ربي إني أحببته بقدر لا يعلمه إلا أنت .اللهم إني استودعتك روحه ف حفظه يا الله وجمعني فيه.اللهم أحفظه من كل سوء وسخر له القلوب وأسعده في متعاقب الشروق والغروب.أسأل الله العظيم أن ينظر إليك وهو يباهي بك أمام ملائكته ويقول (إني أحببت عبدي فأحبوه).اللهم بلغه تمام الأشياء، تحقق الأحلام، ابتسامة الدروب، طيب العيش، بهجة اللحظات، تيسير الصعوبات، تسخير الكون و الحياة له.دعاء في الصباح

ورد عن دعاء في الصباح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثنا على ترديد 11 كلمة والدعاء بها في الصباح وتكرارها ثلاث مرات، حيث ينبغي على كل مسلم استفتاح يومه بترديد دعاء في الصباح، وختمه كل مساء بالأذكار، وهناك دعاء في الصباح من يردده ثلاث مرات، يرضيه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وهو: « رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا».

ورد في مسند أحمد، أنه قال رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

دعاء في الصباح قصير

• سبحان الله العظيم وبحمده؛ مئة مرّة.

• سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ (مئة مرة أو أكثر).

• اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا.

• اللهمَّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموتُ وإليك النُّشورُ.

• رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نبيًّا.

• حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(سبع مرات).

• لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

• بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ ، في الأرضِ ، ولا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ (ثلاث مرات).

• سُبْحَان الله عَدَدَ خَلْقِهِ، سبحان الله رِضَا نفسه، سبحان الله زِنَةَ عَرْشِهِ، سبحان الله مِدَادَ كلماته ثلاث مرّات.

• يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيثُ ، و أَصلِحْ لي شأني كلَّه ، و لا تَكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عَينٍ أبدًا.

• اللهمّ عافِني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهمّ عافني في بصري، لا إله إلّا أنت ( ثلاث مرّات).

• لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ يُحيِي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ (عشر مرات).

• سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ (مئة مرّةٍ أو أكثر).

فضل أذكار الصباح

ورد من فضل أذكار الصباح انشراح الصدر وطمأنينة القلب ومعية الله تعالى وذكره للعبد في الملأ الأعلى قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.{الرعد:28}،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم. الحديث رواه مسلم وغيره.

ومن فضائل الذكر عموما وأذكارالصباح والمساء خصوصًا ما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.

وروى البخاري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْت َ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ . مَنْ قَالَهَا فى النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ .

كما ورد فضل أذكارالصباح والمساء فيماروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ،وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ ، قَالَ: أَمَا لَوْ قُلْتَ ، حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرَّكَ ، وروى الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه : سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ قُلْ : اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ .

وروىأبو داود عن ابْن عُمَرَ ، قال : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ ، حِينَ يُمْسِي ، وَحِينَ يُصْبِحُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي ، كما جاءعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ : اللهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ وَإِذَا أَمْسَى قَالَ : اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا ، وَبِكَ أَصْبَحْنَا ، وَبِكَ نَحْيَا ، وَبِكَ نَمُوتُ ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.

وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ ،وروى النسائي عن أَنَس بْن مَالِكٍ ، قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ : مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ .

وروى مسلم عن ابن مسعود قَالَ : كَانَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ : أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ.

روى أحمد ان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كما ورد فيفضل أذكارالصباح والمساء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ .

مقالات مشابهة

  • دعاء الصباح لك ولمن تحب.. 10 كلمات تخلصكم من الذنوب والهموم
  • عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • دعاء بعد الركوع تحبه الملائكة وتتسابق عليه أيهم يصعد به إلى السماء
  • المواظبة على الاستغفار والصلاة على النبي..تعرف على فضل كل منهما
  • رمضان عبد المعز: الأخوّة نعمة إلهية.. وهي أعظم سند في الدنيا وشفيع بالآخرة
  • سنة منسية يوميا دعوتك فيها مستجابة .. اغتنمها
  • حكم الصلاة بالحذاء .. اعرف الضوابط الشرعية
  • في عكار.. توفي إثر سقوط صخرة كبيرة عليه
  • دعاء قبل المذاكرة للفهم والحفظ وعدم النسيان.. احرص عليه حتى الامتحانات