نور عبد الحليم عمر تكتب: عزيز الشافعي يحفر اسمًا من ذهب في تاريخ الموسيقى
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يقول الكثير من الفلاسفة، أن الأصعب من النجاح هو المحافظة عليه والسعي للإرتقاء والتميز دائمًا، وقليلًا ما نجد ذلك حيًّا في بعض البارعين في مجالهم، وهذا ما توفر في الملحن عزيز الشافعي.
وعلى الرغم من أنه تخرج من كلية الهندسة، إلا أن حب الموسيقى كان يجري في دمه، وهذا جعله يتخلى عن العمل في مجال دراسته، فلم يكن طريقه ممهدًا بسهولة كما يظن البعض، ولكنه عانى حتى وصل إلى ذروة ما أراد.
ورُغم أن كل الأبواب في بداية مشواره قد أغلقت أمامه، لكنه لم يتراجع يومًا، وعزم على أن يفعل ما يحب.
عمل ولا زال يعمل، مع كبار النجوم من مصر والوطن العربي، يغني، يكتب ويلحن، حتى وصل إلى الملايين من الاستماعات، وله جمهوره الكبير من مختلف بلدان العالم، حتى أصبح ملحن التريند والعرب.
3 أعوام من التريند والسيطرة على الساحة الموسيقية، ووصلة تألق لا تنقطع، تعاون خلالهم مع نجوم كبار منهم، الهضبة عمرو دياب، بهاء سلطان، سعد لمجرد، رامي صبري، حماقي، لطيفة، سميرة سعيد، إليسا، أحمد سعد، محمود العسيلي، ساندي، أنغام، نانسي عجرم، كارمن سليمان، دنيا سمير غانم، صابر الرباعي، محمد نور، أحمد جمال، بلقيس، روبي، مصطفى حجاج، فرقة واما، رامي جمال.
كما تعاون أيضًا مع مسلم، محمد أسامة، سوما، رزان مغربي، مصطفى شوقي، إيهاب توفيق، كلودا الشمالي، تامر حسني، بدر الشعيبي، أحمد عز، كريم محسن، هيثم شاكر، ميرنا هاشم، بوسي، تامر عاشور، مايا دياب، ماهز زين، يارا، نبيل، جوزيف عطية، حمود الخضر، ميس حمدان، هنا الزاهد، أحمد السعدني، شيماء ناجي، فيروز أركان، أحمد بتشان، خالد سليم، فخراني.
سيطر عزيز الشافعي، على الساحة الفنية، ليس فقط بألحانه لكبار المطربين، بل أيضًا لحن أشهر تترات المسلسلات الدرامية، وقام بوضع الموسيقى التصويرية لعدد من المسلسلات منها، "يا ساتر" في "يوتيرن"، "حنيت للبيت" في "راجعين يا هوى"، "بيتنا في "العيلة دي"، "يا حلولو" في "الصفارة"، "ولاد الناس " في "جميلة"، "بابا" في "الصفارة"، "مين دول" في "مذكرات زوج"، "هم هن" في "سيب وأنا أسيب".
ولم يقف عزيز الشافعي عند حد الأغاني، والتترات في المسلسلات، بل سيطر أيضًا على أغاني الإعلانات الشهيرة، والتي كانت جميعها بألحانه، وسُمعت عبر الشاشات، ومنها "جمالها استثنائي" لحماقي، و"اللي بينا حياة" لعمرو دياب، "دقة قلبي" لـ يارا، "حالة حلوة" لميريام فارس وأحمد حاتم وأبو، "شكرا من هنا لبكرة" لعمرو دياب، "سحرها حقيقي" لرامي صبري، "تعالا" لعمرو دياب، "كل لحظة حياة" لـ أحمد عز، "استنى" لـ روبي، "الحياة" لـ نسمة محجوب.
وكان للمسرحيات حظ من ألحان عزيز الشافعي، وذلك في مسرحية "هادي فالنتاين" لـ أحمد عز، ومسرحية "على وضع الطيران" لـ شيكو.
استحوذ عزيز الشافعي، على ألحان بعض تترات البرامج أيضًا، وبدأ بـ "سين" غناء عبد الفتاح الجريني في عام 2022، غناء النجم تامر عاشور في 2023، تقديم الإعلامي أحمد الشقيري.
ورُغم أن جميع تعاونات عزيز الشافعي كانت مع كبار نجوم الطرب، ولكنه حرص على أن يبدأ الطريق بكلماته وألحانه للمطرب الشاب أحمد سالم، بـ أغنية "مرمرة"؛ ليضيف إلى مشواره بصمة النجاح بالتعاون مع ملحن التريند، ملحن العرب.
لا يزال عزيز الشافعي أعوامًا محافظًا على نجاحه، يحرص على التجديد دائما، في الألحان، حتى تناسب أذواق جميع المستمعين لها، الذين يتفاعلون معها بكل انبهار مجرد طرحها.
لم تقف ألحان عزيز الشافعي عند المطربين والجمهور، بل وصلت إلى أسماع أذان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحرمه السيدة انتصار السيسي، من خلال أغنية "أنا وأنتي وهي" التي قدمتها النجمة أنغام، في احتفالات المرأة المصرية.
وبذلك أصبح عزيز الشافعي أهم ملحن مصري في الوطن العربي، والسبب الأساسي في نجاح عدد كبير من النجوم، حتى صاروا لم يستطيعوا الاستغناء عنه؛ لأنه تميمة الحظ بالنسبة لهم، بمجرد طرح الأغنية تحقق ملايين المشاهدات، وتتصدر التريند.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عزيز الشافعي الملحن عزيز الشافعي الهضبة عمرو دياب عزیز الشافعی
إقرأ أيضاً:
مونيكا ويليم تكتب: الهدنة الروسية الأوكرانية: هل تُمهد لتسوية شاملة أم تعيد ترتيب الأوراق؟
أصبحت العلاقات الدولية تشهد تسارعًا ملحوظًا في التغيرات وتشابكًا متزايدًا في الملفات، مما أدى إلى تعقيد المشهد الجيوسياسي العالمي. فلم تعد النزاعات تقتصر على أطرافها المباشرين، بل باتت تمتد تأثيراتها إلى قوى إقليمية ودولية، تتداخل مصالحها وتتفاوت مواقفها بين الدعم والممانعة، هذا التشابك جعل من الصعب تحقيق حسم سريع في الصراعات، إذ أصبحت الدول أكثر اعتمادًا على بعضها البعض، مما يفرض على الجميع حسابات دقيقة قبل اتخاذ أي موقف حاسم.
وتُعد الحرب الروسية الأوكرانية في هذا الإطار، مثالًا واضحًا على هذا الواقع الجديد، حيث لم تبقَي المواجهة محصورة بين طرفي الصراع، بل امتدت تداعياتها لتشمل قوى كبرى وفاعليين إقليمين، مما جعل موازين القوى أكثر تعقيدًا. وعليه، برزت جهود دبلوماسية، كالمباحثات التي استضافتها المملكة العربية السعودية، والتي تعكس رغبة بعض الأطراف في إيجاد حلول وسطية تُجنّب العالم مزيدًا من التصعيد، وذلك بالتزامن مع دراسة ترامب التراجع عن قراره بتجميد المساعدات العسكرية والتبادل الاستخباراتي مع أوكرانيا بشكل رسمي.
أثار هذا قرار العديد من التساؤلات حول دلالاته وتأثيراته المحتملة على مسار الحرب، لاسيما أن هذا التصعيد سوف يُعيد ترتيب ساحة المعركة مع روسيا، إما عن طريق وقف القتال، أو تغيير موازين القوى لصالح روسيا بمنحها ميزة حاسمة.
ارتكزت دلالة قرار الرئيس الأميركي كونه سيؤثر على تدفق الأسلحة والذخيرة بما في ذلك الصواريخ الباليستية أرض- أرض، والمدفعية الصاروخية بعيدة المدى، التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، إذ سيؤدي إلى وقف عمليات تسليم المعدات من مخزونات وزارة الدفاع (البنتاجون)، بالإضافة إلى المساعدات عبر مبادرة "المساعدة الأمنية لأوكرانيا"، التي توفر الأموال التي يمكن لكييف استخدامها لشراء معدات عسكرية جديدة من شركات الدفاع الأميركية بشكل مباشر.
وعلي الصعيد التكتيكي، تزامن هذا القرار مع استعادة روسيا ثلاث قري في كورسك من القوات الأوكرانية، على الرغم من تمسك أوكرانيا بالاحتفاظ بكورسك للمقايضة ضمن مفاوضات إنهاء الحرب، كما تستمر روسيا في غارات وهاجمتها، واستهدفت البنية الطاقة وذلك بالتزامن مع المساعي الأوكرانية لتحسين وضعها التفاوضي والاستقواء بأوروبا.
وبالنظر إلي أن المشهد الحالي يثير عدة تساؤلات، فلابد من قراءة دقيقة ومفصلة لكافة موازين القوي داخل الصراع الروسي الأوكراني والتي تتضمن أطراف مثل أوروبا والولايات المتحدة التي بدأ يحدث تغيير في شكل دعمها وموقفها السياسي، كما يمثل هذا الانسحاب اختبار حقيقي الي حلف الناتو في أول حرب يخوضها أكبر حلف عسكري.
ودفع هذا التصعيد الجانب الأوكراني لقبول الهدنة ووقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً وتوقيع صفقة المعادن الإطارية والتي سوف يتبعها عدد من الاتفاقيات الذي يمتد تأثيرها إلي نمو الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا، والتي تنص على مناحي مختلفة بينها في نظري الحيز الأمني بارتباط المصالح الاقتصادية الأوكرانية بالمصالح الأمريكية.
وعلي الرغم من أن الموقف الأوكراني هش، بل ويفتقر إلى أي أوراق تفاوضية للمساومة، كما يفتقد إلى قوة ميدانية تمكّنه من فرض شروطه، وأثبات استعداده للسلام في مقابل حصوله على بعض الامتيازات، تتمثل في 3 مطالب وسيناريوهات الأول متعلق بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو والتي تعتبر أعلي ضمانة أمنية لأوكرانيا تضمن معها عدم حدوث أي اعتداء مستقبلي من قبل روسيا تفعيلاً بالبند الخامس، وفي هذا الإطار يتعين استذكار بان أوكرانيا في عام 1994 تخلت عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات أمريكية وروسية وبريطانية.
في حين أن السيناريو الثاني يختص بضمانات تكتيكية من قبل الولايات المتحدة لتعزيز موقف أوكرانيا التفاوضي، إما السيناريو الثالث فهو تعزيز قدرات الجيش الأوكراني لتدعيم قوته ولصد أي هجمات مستقبلية، ومما لا شك فيه أن تنفيذ أي من هذه سيناريوهات سوف ينشب صدام بين الولايات المتحدة وروسيا.
أما من جهة ترامب فهو سعي إلى إرغام زيلينسكي على تغيير موقفه حيال محادثات السلام؛ بما في ذلك الاستعداد لتقديم تنازلات على غرار التخلي عن أراضي لصالح روسيا وأيضا التحرك نحو أجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومن المرجح أن يصر الرئيس الأمريكي عن تنحي زيلينسكي عن منصبه وذلك بعد أن شهدت العلاقات بين الطرفين منعطفًا دراماتيكيًا علي خلفية اللقاء المحتدم بينهما. في ضوء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى بشكل رئيس إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بهدف تحييد روسيا عن أي تعاون محتمل مع الصين. فهو لا يرغب في أن تكون روسيا قوية بما يكفي لمنافسته، ولا ضعيفة إلى الحد الذي يدفعها لتعميق علاقاتها مع الصين.
فضلا عن أن الولايات المتحدة تعاني من أزمات داخلية متفاقمة تتمثل في أسعار النفط وأيضا حجم الديون الأمريكية تبلغ نحو 36 تريليون دولار.
وفي المقابل بدأت القارة الأوربية تدرس سبل تعويض أوكرانيا عن المساعدات الأمريكية، كما أعلنت فرنسا أنها سوف تستخدم فوائد الأصول روسيا المجمدة لتمويل 95 مليون يورو المساعدات العسكرية المقدمة إلي أوكرانيا.
ومع استقراء خريطة الاحتياجات الأوروبية في حال تم بانسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو الأول حول النظام الدفاعي في أوروبا، فوفقا لسيناريوهات عدة طرحتها فايننشال تايمز نوفمبر 2024 بالتوقع الخاص بانسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو .
فأوروبا سوف تنفق ما يعادل 4% من الناتج القومي لزيادة الإنفاق الدفاعي والموازنة العسكرية، كما أن انسحاب الولايات المتحدة من قواعدها داخل الدول الأوروبية يعني احتياج أوروبا لنحو 300 ألف جندي، و1400 دبابة و2000 عربة قتالية و700 مدفع وبالتالي سوف تحتاج أوروبا ما يقرب من 250 مليار يورو لتعزيز الاستثمار الدفاعي، وفي الوقت نفسه وفقا لتقديرات عدة، فهناك تأويلات حول عدم جاهزية أوروبا لهذا الانسحاب الكلي والمفاجئ.
أما ما يتعلق بسيناريوهات الموقف الروسي، فهناك عدة تساؤلات باتت تطفو علي السطح وذلك علي غرار، هل ستوافق روسيا علي الهدنة ووقف اطلاق النار لمدة 30 يوماً وما هي التحفظات المتوقعة؟
فعلياً، تعتبر روسيا هذه الهدنة هي محاولة لكسب الوقت من ناحية أوكرانيا لاستعادة قواها واستعادة ثقة الولايات المتحدة بعد أن جمدت الولايات المتحدة التعاون الاستخباراتي والدعم الأمريكي، ووفقا للتصريحات الروسية فأن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لابد من يأخذ في الاعتبار التقدم العسكري الروسي وإبعاد الناتو عن الحدود الروسية، وفي نظري ثمّة أسبابٌ عديدةٌ تدفع روسيا إلى إنهاء الحرب، يأتي في مقدّمتها رغبتها في إنهائها من موقع قوّة، لا سيّما في ظلّ تحقيقها مكاسب عسكرية ملموسة على الأرض وأيضاً مواقفة الجانب الروسي علاوة علي ذلك تسعى روسيا إلى تجنّب المزيد من الخسائر الاقتصادية، التي قد تتفاقم مع استمرار النزاع، مما يجعل التوصّل إلى تسوية تعزّز مكاسبها الاستراتيجية. وأخيرا نتيجة تنامي السمة التفاوضية والملفات التوافقية بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي والتي تنطلق من نسق عقائدي مفاداه ضرورة أنهاء التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا الذي نشب خلال الثلاث السنوات الماضية.
ختاما، التوصل إلى تسويات حاسمة يظل رهينًا بإرادة القوى الفاعلة ومدى استعدادها لتقديم تنازلات حقيقية تُنهي حالة الجمود والصراع المستمر.