الوطن:
2025-02-15@09:42:09 GMT

محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!

وسط أمواج بحار السياسة المتلاطمة وبين جبال الخلافات والمناوشات والمكائد التى تموج بها الساحة العربية والإقليمية والدولية، ومع تسعر نيران الحقد والكراهية التى يضمرها الكارهون لكل ما هو مصرى تبقى مصر هى واحة الأمان لكل حائر وجزيرة الراحة لكل من أرهقته سياط الحياة وسفينة نوح لكل الغارقين والخائفين والتائهين.

الأحداث السياسية المتلاحقة ومشاهد الخيال العلمى التى يعيشها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة تفرض على الجميع وأولهم العرب أن يتركوا أماكنهم وحصونهم وقلاعهم وأبراجهم والتشبث بحبال مصر إذا أرادوا النجاة من طوفان الغرق الذى يداهم الجميع، لأنها أصبحت هى سفينة نوح وطوق النجاة الوحيد فى المنطقة مع تعالى حالة المد السياسى والعسكرى فيها بشكل لم يسبق له مثيل يصاحبه جزر شديد فى القومية والعروبة بعد الضربات المتلاحقة التى وجهت للعرب على مدار العشرين عاماً الأخيرة.

وكان من أبرز نتائجها تفكيك الجيش العراقى وحل الجيش السورى، أهم ضلعين فى مثلث قوة العرب مع الجيش المصرى الذى بقى صامداً ومتماسكاً وعصياً على الاختراق، ويبرز أنيابه للجميع كأسد شرس يتهيأ لالتهام كل من تسول له نفسه الاقتراب من مصر أو محاولة تهديدها.

الأطماع والجموح والجنون السياسى غير المسبوق الذى يتغنى به عناصر اليمين المتطرف فى إسرائيل والخاص بضرورة تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن بحجة إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية المتعطشة للدماء بدعم وتمويل أمريكى منقطع النظير تلقى صفعة قوية برد مصرى مزلزل برفض القاهرة القاطع لمخطط التهجير، سواء كان طوعياً أو قسرياً لأنهم أصحاب الأرض، ويجب دعمهم للحياة فيها، وليس إخراجهم منها عنوة لتوسيع نفوذ إسرائيل، وعلى خطى مصر سارت الأردن ورفضت المقترح.

وطلبت الدولتان تسوية سياسية عاجلة على أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المقترح واجه معارضة عالمية شديدة من إسبانيا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والبرازيل ودول كثيرة حول العالم، لأنه سيزيد التوتر والقلق والاشتعال فى منطقة الشرق الأوسط، وسيحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة وبرميل بارود قابل للاشتعال فى أى لحظة، وهو أدى إلى الرجوع خطوة للخلف وتغيير لهجة الخطابات العنترية أملاً فى أن تلين مواقف البعض مع مرور الوقت.

حتى الأبواق الإخوانية التي لم تتوقف عن الهجوم مدفوع الأجر ضد مصر ولم تذكر حسنة وحيدة لدولة لحم أكتافهم من خيرها بعضهم غير بوصلتها وأشاد بموقف مصر والرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين، وأبرزهم محمد ناصر الذى أعلن دعمه لموقف مصر القوى.

خلاصة القول: الوضع الحالي فى المنطقة العربية يحتاج إلى قراء جيدين للألغاز السياسية المتلاحقة التي تحول الحليم حيران، وعلى العرب أن يدركوا جيداً أن قوتهم فى وحدتهم والتشرذم سيقودهم إلى الهلاك لا محالة، وأن يتوقفوا عن المواقف المايعة ويكون لهم موقف موحد، وأن يكون باطنهم مثل ظاهرهم حتى لا يتحولوا إلى فريسة طرية ..!!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر الأردن غزة التهجير

إقرأ أيضاً:

الرئيس التّركي: نثقُ تماماً بالإدارة السّوريّة الجديدة ونعمل معها بشكل وثيق

أنقرة-سانا

أعرب الرئيس التّركي رجب طيّب أردوغان عن ثقة بلاده الكاملة بالإدارة السوريّة الجديدة، مؤكداً العمل معها بشكل وثيق.

ونقلت صحيفة زمان التركيّة عن أردوغان قوله للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من جولة آسيويَة: نراقب باهتمام جميع الأحداث في المنطقة، ونتعامل معها على الفور، ونثق تماماً بالإدارة السوريّة ونعمل معها، وهذا يساعد في تسريع العمليات.

واعتبر أردوغان أنّ الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل مستقبل سوريا لها أهمية كبيرة، ليس فقط للوضع الداخلي في سوريا، ولكن أيضاً بالنسبة لأمن تركيّا وعلاقاتها مع جميع الأطراف في المنطقة، مشدّداً أنّ على التنظيمات الإرهابية أن تفهم أنّه لا مكان لها في سوريا، وأنّ بلاده لم توفر مأوى أو فرصة لبقاء مثل هذه التنظيمات الّتي تشكّل تهديداً لتركيا في شمال سوريا.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التّركي: نثقُ تماماً بالإدارة السّوريّة الجديدة ونعمل معها بشكل وثيق
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. وموقفه التاريخي من القضية الفلسطينية
  • القمم العربية.. من قمة إلى قمة، القصة ذاتها… وترامب يكتب السيناريو
  • مكي «الجريء» (بروفايل)
  • «الغاوي».. أكشن ودراما شعبية في حواري الجمالية (ملف خاص)
  • الحديث عن على قاقارين لاينتهى
  • أغاني مسلسل فهد البطل.. 4 مطربين دفعة واحدة لـ«التتر والرباعيات»
  • أحمد عبدالعزيز: «فهد البطل» تتويج لمجهود العوضي.. وتنبأت بنجاحه منذ «كلبش 3»
  • مسلسل فهد البطل يجمع النجوم مع المواهب الشابة بـ«مصنع للرخام»