حذر دبلوماسيون وقادة عسكريون ومصادر من الناتو والاستخبارات البريطانية من أن خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال إعطاء الرئيس فلاديمير بوتين ما يريده تهدد بإضعاف الناتو وتقوّض الدور الأميركي التقليدي في حماية القارة الأوروبية، وتضع ضغوطا على أوروبا قد لا تكون قادرة على تلبيتها.

وقالت تلك المصادر للموقع الإلكتروني لصحيفة آي بيبر البريطانية إن ترامب بدأ المفاوضات مع بوتين بهدف تأمين السلام في أوكرانيا، ولكن من خلال القيام بذلك تخلّى فعليا عن الدعم الأميركي في مساندة أوكرانيا بحربها على روسيا، وأعاد ضبط علاقتها الدفاعية مع أوروبا.

واتفق الجميع على أن التدخل يجب أن يكون بمنزلة "جرعة واقع" للدول الأوروبية التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على واشنطن لضمان أمنها.

وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أعلن في اجتماع مع أعضاء الناتو أن طموح أوكرانيا باستعادة حدودها السابقة قبل عام 2014 غير واقعية، واستبعد انضمامها إلى الحلف قريبا. كذلك أكد أن الولايات المتحدة لن تقبل بعد الآن بعلاقات غير متوازنة مع حلفائها، مشددا على ضرورة أن تتحمل أوروبا الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية وغير العسكرية لأوكرانيا.

إعلان

وأعرب مسؤولون في الناتو عن قلقهم من أن تكون الدول الأوروبية غير مستعدة حاليا لتولي مسؤولية الدفاع عن نفسها. وأشاروا إلى أن الاعتماد المفرط على الحماية الأميركية خلال العقود الماضية أدى إلى تقليص الإنفاق العسكري في معظم الدول الأوروبية، حيث ركزت الحكومات على قضايا داخلية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

كذلك قال جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني في موسكو حتى عام 2022، إن الرضا عن الذات جعل أوروبا غير قادرة على الدفاع عن نفسها. أما فكرة أن تصرفات ترامب كانت مفاجئة فهي "سخيفة بصراحة"، حسب قوله، وأوضح أن "ترامب واقعي متشدد. لماذا يدعم 300 مليون أميركي 500 مليون أوروبي؟".

وكان ترامب منتقدا صريحا لحلف الناتو وطالب فريقه الدول الأعضاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين بلغ الهدف الحالي 2% فقط، كما أن 23 من أصل 32 عضوا في الحلف هم من سيفون فقط بهذا الإنفاق هذا العام، بحسب الصحيفة.

ووصف أحد المسؤولين السابقين في البيت الأبيض ترامب بأنه "يتفاوض على خروج الولايات المتحدة من أوروبا" عبر مفاوضات أوكرانيا، وقال إن على المملكة المتحدة وحلفائها الأوروبيين "أن يستيقظوا ويقاوموا بقوة" سياسات ترامب ويدافعوا عن النظام الأمني الذي حافظ على استقرار القارة منذ عام 1945.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

صحف العالم| نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعمار غزة ..بريطانيا: حرب أوكرانيا خط الدفاع عن أوروبا.. ترامب يوقف برامج مكافحة الإرهاب

وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى تل أبيب لإجراء محادثات 
أنباء عن رغبة دونالد ترامب في تعديل بعض بنود الاتفاق مع حماس
الرئيس الأمريكي يريد إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين قبل المفاوضات
لامي: حرب أوكرانيا هي "خط المواجهة" لأوروبا وبريطانيا ستزيد الإنفاق 

تناولت صحف دولية مخاطر تطلعات ترامب التي تدور في فلك خارج فلك المصالح والترتيبات الأمريكية التقليدية بل إنها تذهب في اتجاه يضر أمريكا أكثر مما يفيدها، هذا علاوة على التطورات في غزة والمنطقة.


قالت شبكة يورونيوز الدولية، إن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، رفض إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى غزة، رغم الاتفاق الذي ينص على تسهيل وصول المساعدات لإعادة الإعمار.

وفي هذا السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان-ريشيت بيت" بأن القضية ستُناقش في الأيام المقبلة، فيما يعتقد مراقبون أن إسرائيل تمارس سياسة المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق، مستفيدة من الضغوط السياسية الداخلية والخارجية.


من جهتها، أكدت حركة حماس أنها تنتظر تنفيذ إسرائيل للبروتوكول الإنساني، مؤكدة أن الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين مرهون بالتزام إسرائيل الكامل ببنود الاتفاق.


وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي لم يسمح بإدخال البيوت المتنقلة أو المعدات الثقيلة عبر معبر رفح، رغم تواجد هذه المعدات على الجانب المصري.
وأوضح سلامة معروف، رئيس المكتب، أن أكثر من 1.5 مليون شخص في القطاع يعانون من النزوح بسبب الدمار الواسع للبنية التحتية.


وأضاف معروف أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل المزيد من التأجيل، مشيرًا إلى أن الوسطاء يتابعون الانتهاكات الإسرائيلية ويضغطون لتنفيذ البروتوكول الإنساني.


في وقت متزامن، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول تنفيذ الاتفاق، وسط أنباء عن رغبة دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، في تعديل بعض بنود الاتفاق، بما في ذلك إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين قبل المرحلة الثانية من المفاوضات.


من جانبه، أعرب نتنياهو عن استعداده لاستئناف الحرب إذا لزم الأمر حتى وإن أدى ذلك إلى احتجاز المزيد من الرهائن.


في نفس الوقت، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية تلقي شحنة ذخائر (MK-84) من الولايات المتحدة، بعد أن أوقفت إدارة بايدن الشحنة العام الماضي بسبب المخاوف من سقوط ضحايا مدنيين في غزة.
في إطار التحركات الدبلوماسية، أعلنت مصر عن خططها لاستضافة قمة عربية في 27 فبراير ، حيث تعمل مع دول أخرى على صياغة اقتراح بديل يهدف إلى إعادة بناء غزة دون التأثير على سكانها.


وحذرت مصر من أن أي تدفق جماعي للفلسطينيين من غزة قد يهدد معاهدة السلام مع إسرائيل.
كما اشترطت الدول العربية والإسلامية لأي دعم لغزة العودة إلى الحكم الفلسطيني ومسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية تشمل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.


في قت سابق، عرضت مصر تشكيل لجنة من المستقلين تحت رعاية السلطة الفلسطينية لإدارة وإعادة إعمار غزة، وهو الاقتراح الذي لاقى قبولًا من حماس لكنه لم يجد قبولًا من السلطة الفلسطينية، مما أعاق تنفيذ الخطة.


يُذكر أن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي ينص على وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق الرهائن وإعادة الإعمار. ومع ذلك، يهدد التلكؤ الإسرائيلي بتعطيل تنفيذ باقي بنود الاتفاق.

قالت صحيفة واشنطن بوست في موضوع غزة بأن توجهات الرئيس الأمريكي دونما خطة أو بوصلة لا تشي بمزيد من التقدم في الحالة الراهنة.


ونقلت الصحيفة عن اللواء الاحتياط يسرائيل زيف بأن مقترح ترامب بشأن غزة سيضر بالاتفاق لإعادة الرهائن.
فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله بأن حكومة نتنياهو تفعل كل ما بوسعها لمنع المرحلة الثانية من الصفقة، ما يقول بأن نتنياهو يعمل على مصالحه الخاصة.
وأرودت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه وفق المعطيات على الأرض فحماس لم تنكسر في الحرب طوال 15 شهرًا وأبدت مقاومة شديدة، وهو ما يقول بتضاؤل فرص أي تطلعات أخرى.


كما إن ذلك يشكك في فرضية تراجع الحركة الآن، قائلا "لماذا تنكسر الآن ونحن نطالبها بإعادة المخطوفين وهي لم تنكسر طوال أشهر طويلة".


قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ناقلة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هناك مخاوف كبيرة من سياسات الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ونمط قرارته وفجائيتها خاصة للحلفاء أكثر من الخصوم.
وذكر المسئولون إن قرار ترامب بتجميد ووقف برامج مكافحة الإرهاب التي تضررت بشدة يرفع مستويات القلق خاصة وإنها صممت للرد على التهديدات الأمنية.


أضافت واشنطن بوست بأن المسؤولين الأمريكيين اعتبروا قرار تعليق برامج مكافحة الإرهاب وعدم دعمها يعرض الولايات المتحدة وحلفاءها الدوليين للخطر.


وأكدت واشنطن بوست عن مسؤول عسكري أمريكي بأن "تجميد المساعدات أثار مخاطر أمنية لمئات من قواتنا المتمركزة في الصومال حيث غادر مقاولون في قواعد قوات صومالية فجأة نتيجة تجميد المساعدات، حيث إن 400 من القوات الصومالية التي ندربها تركوا خارج قاعدة أمريكية دون إمدادات".

في موضوعٍ آخر، أوردت شبكة إل بي سي البريطانية، ما قاله وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، من إن أزمة أوكرانيا تمثل "مسألة وجودية" بالنسبة لأوروبا، وأيد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أن دعا زيلينسكي إلى تشكيل "جيش أوروبي".


وفي كلمته خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، أكد وزير الخارجية التزام المملكة المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي لدعم المجهود الحربي الأوكراني.


وقال ديفيد لامي إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "هي الآلية الأرخص والأفضل لضمان السلام ليس فقط في أوروبا ولكن عبر المحيط الأطلسي".


ذكر: "هناك سؤال موجه إلى أوروبا. إذا نظرنا إلى الناتج المحلي الإجمالي مجتمعا، فإننا ننفق نحو 0.01% من إجمالي الناتج المحلي على هذه المعركة من أجل أوكرانيا. ونحن نعلم أن هذا هو خط المواجهة، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل وبالنسبة لأوروبا أيضا. نحن نعلم أيضًا أنه حتى عندما نتوصل إلى سلام عن طريق التفاوض، فإن بوتن لن يرحل. لذا فإن هذه مسألة وجودية بالنسبة لأوروبا".


ويأتي ذلك بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيبدأ مفاوضات مع بوتين لحل الحرب "قريبا"، تاركا أوروبا خارج المحادثات.


وأشار إلى أن الدول كانت تنفق نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع خلال الحرب الباردة، وتنفق المملكة المتحدة حاليا نحو 2.3% على الرغم من أن هذه النسبة من المقرر أن تزيد.
وأضاف أنه "في حال فشلت أوكرانيا فإن التكاليف ستكون أعلى بكثير"

.
وفي ظهوره إلى جانب نظرائه من فرنسا وألمانيا وبولندا، اقترح لامي أيضًا أن تسعى أوكرانيا إلى إقامة علاقات تجارية أوثق مع الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب لضمان أمنها في المستقبل".


وقال "لماذا؟ لأن أفضل صفقة وأفضل ضمان للأمن هي التي تربط الصناعة والأعمال والقدرات الدفاعية الأميركية بمستقبلها وهذا هو ما سيجعل بوتن يستيقظ وينتبه، وهذا هو ما يجذب رئيس الولايات المتحدة الذي يعرف كيف يحصل على صفقة جيدة".


وتناقش إدارة ترامب صفقة مع كييف بشأن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة مقابل استمرار الدعم العسكري.

كما التقى وزير الخارجية مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس خلال المؤتمر في ميونيخ لمناقشة "الدور المتزايد لأوروبا في أمنها".

مقالات مشابهة

  • تحذيرات فانس في ميونيخ.. هل أصبحت أمريكا تهديداً للديمقراطية الأوروبية؟
  • ترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟
  • هل خان ترامب أوكرانيا؟
  • اجتماع باريس.. التزام بدعم أوكرانيا وتنديد بالتهديد الروسي
  • إيطاليا والجدل حول قمة باريس: ميلوني تعترض على استبعاد بعض الدول من المفاوضات بشأن أوكرانيا
  • ترامب: سأسمح لأوروبا بشراء أسلحة أمريكية لدعم أوكرانيا
  • وثيقة أمريكية تطالب أوروبا بتوضيح ترتيبات أوكرانيا الأمنية
  • فايننشال تايمز: من سيدافع عن أوروبا؟
  • صحف العالم| نتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعمار غزة ..بريطانيا: حرب أوكرانيا خط الدفاع عن أوروبا.. ترامب يوقف برامج مكافحة الإرهاب
  • رئيس الوزراء البريطاني يشارك في اجتماع طارئ بشأن أوكرانيا بقيادة ماكرون