تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تزايد الوعي بالمخاطر الصحية الناجمة عن التدخين التقليدي، يسعى عدد متزايد من المدخنين البالغين إلى البحث عن بدائل مبتكرة أقل خطورة.

وقد شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للمنتجات البديلة؛ مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن وأكياس النيكوتين، والتي يُنظر إليها كخيارات قد تساهم في تقليل المخاطر الصحية مقارنة بالسجائر التقليدية.

ومع ذلك، فإن تداول المعلومات غير الدقيقة حول هذه البدائل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أثار جدلًا واسعًا بين الخبراء والمتخصصين في الصحة العامة؛ ما يستدعي مراجعة دقيقة للحقائق والتوعية المستندة إلى الأدلة العلمية.

وقد أدى هذا الجدل إلى انقسام بين المختصين من مختلف دول العالم حول فعالية هذه البدائل وتأثيرها على الصحة العامة. فبينما يرى بعض الباحثين أنها تمثل خطوة إيجابية نحو الحد من مخاطر التدخين التقليدي، يعتقد آخرون أن الترويج لها قد يؤدي إلى زيادة استخدامها بين الشباب؛ ما يثير مخاوف إضافية، كما تطرق البعض أيضًا إلى فكرة "ثقافة الإلغاء" ودورها في تعطيل الجهود المبذولة لمكافحة التدخين التقليدي.

وفي هذا السياق، يرى العديد من الخبراء أن "ثقافة الإلغاء" تُشكل عقبة أمام إحراز تقدم في مجال الصحة العامة. إذ يعتقد المختصون في الحد من مخاطر التبغ أن المعارضة المستمرة للابتكارات الحديثة، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، تعيق الجهود الرامية إلى مكافحة التدخين التقليدي.

 ويوضح هؤلاء أن رفض أي بدائل محتملة دون النظر في الأدلة العلمية يعرقل الجهود المبذولة لمساعدة المدخنين البالغين على التحول إلى خيارات أقل خطورة. لذلك، يشدد الخبراء على أهمية الحوار القائم على الحقائق العلمية بدلًا من تبني مواقف متشددة قد تضر بالصحة العامة على المدى الطويل. 

من جهته، يشير الدكتور روهان أندرادي دي سيكويرا، أخصائي أمراض القلب، إلى أن قرار حظر السجائر الإلكترونية في الهند أسفر عن نتائج غير متوقعة، حيث ازداد استخدامها بين الشباب بدلًا من تراجعها.

وأوضح أن الحظر الكامل يفتح المجال أمام السوق السوداء، مما يحد من قدرة الجهات التنظيمية على مراقبة جودة المنتجات، وبالتالي، يُعَرِض المستخدمين لمخاطر أكبر. كما أكد أن نقص المعرفة لدى الأطباء الهنود حول بدائل التدخين الحديثة يسهم في انتشار المفاهيم الخاطئة، داعيًا إلى توفير برامج تعليمية لتعزيز الوعي في هذا المجال.

وفي السياق ذاته، أشارت الدكتورة ماريوا جلوفر، الباحثة في مجال الصحة العامة من نيوزيلندا، إلى وجود "حرب ثقافية" تستهدف تقويض جهود الحد من مخاطر التدخين. وأوضحت أن بعض الجهات تحاول فرض رؤيتها الخاصة من خلال نشر معلومات مضللة وإثارة الجدل، مما يخلق حالة من الخوف والتردد بين المدخنين البالغين الراغبين في التحول إلى بدائل أقل خطورة، ويعطل المبادرات الهادفة لتحسين الصحة العامة.

وعلى الصعيد العالمي، نجحت دول مثل المملكة المتحدة ونيوزيلندا والسويد في تقليل معدلات التدخين بشكل ملحوظ من خلال تبني استراتيجيات شاملة للحد من المخاطر. فقد ساهم دعم المنتجات البديلة ووضع أطر تنظيمية واضحة في تحقيق انخفاض تاريخي في نسبة المدخنين البالغين. وتبرز هذه التجارب الحاجة إلى تبني سياسات مماثلة لضمان الحد من الأضرار المرتبطة بالتدخين وتحسين الصحة العامة.

وقد أثبتت الدراسات العلمية أن منتجات النيكوتين الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن والتبغ الممضوغ وأكياس النيكوتين، تُعَد بدائل أقل خطورة من السجائر التقليدية، حيث تساعد بعض المدخنين البالغين على الإقلاع التدريجي عن التدخين. وبينما يُعتبر النيكوتين مادة مسببة للإدمان، فإن الخطر الرئيسي يأتي من الدخان الناتج عن احتراق التبغ، وهو السبب الأساسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.

لذلك، فإن توفير بدائل مبتكرة يمكن أن يشكل خطوة مهمة نحو تقليل المخاطر الصحية، مع التأكيد على أن الإقلاع التام عن التدخين يظل الخيار الأفضل لأي مدخن. وبينما تستمر الأبحاث في تقييم فعالية هذه البدائل، يظل الحوار القائم على الأدلة العلمية والتشريعات المتوازنة عنصرين أساسيين لضمان صحة الأفراد والمجتمعات على المدى الطويل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: خبراء التدخين التدخين الالكتروني البالغين أستاذ الصحة العامة السجائر الإلکترونیة التدخین التقلیدی الصحة العامة أقل خطورة الحد من

إقرأ أيضاً:

خبير بالشؤون الأمريكية: ترامب لن يستجيب للضغوط بشأن سياسته الخارجية |فيديو

أكد عاطف سعداوي، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شخصية عنيدة ويصرّ على قراراته، مما يجعل من الصعب أن يستجيب لأي ضغوط أو مطالب تتعلق بسياسته الخارجية.

وأوضح «سعداوي»، خلال لقاء مع الإعلامية «آية لطفي»، ببرنامج «ملف اليوم»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن عملية صنع القرار في الولايات المتحدة تمنح الرئيس سلطات واسعة في السياسة الخارجية، وهي المجال الذي يميز كل إدارة عن الأخرى، مضيفا أن تأثير الضغوط على قرارات ترامب في هذا المجال يظل محدودا، لا سيما إذا لم تُصغ هذه المطالب في إطار تشريعي ملزم.

وأشار إلى أن المطالب التي يتم تقديمها بشأن سياسات ترامب الخارجية هي في الغالب مجرد ضغوط معنوية للحفاظ على صورة الولايات المتحدة الدولية، وليس لها تأثير تشريعي مباشر، موضحًا أنه حتى في حال عرض القضية على الكونجرس، فإن الأغلبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب نفوذ الحزب في المحكمة الفيدرالية العليا، تجعل من الصعب أن تتحول هذه الاعتراضات إلى قرارات ملزِمة.

وأضاف «سعداوي» أن بعض الجمهوريين قد يعارضون سياسات ترامب، لكن في حال الوصول إلى مرحلة التصويت، فإن الحزب غالبا ما يلتف حول الرئيس، ونادرا ما يحدث انشقاق داخلي واسع يؤدي إلى التصويت ضده، مؤكدا أن ما يجري حاليا هو محاولات ضغط معنوية أكثر من كونها قرارات فعلية داخل آليات صنع القرار الأمريكي.

وأشار الخبير في الشؤون الأمريكية إلى أن ترامب اتخذ قرارات تتجاوز حتى الدستور الأمريكي نفسه، مستشهدا بقراره منع حق الجنسية بالولادة، وهو ما يعكس عدم اكتراثه بالضغوط، سواء الداخلية أو الخارجية.

وخلص إلى أن هذه التحركات لن تثنيه عن قراراته، خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية التي يرى أنها من صلاحياته المطلقة كرئيس للولايات المتحدة.

اقرأ أيضاًغزة.. من جحيم نتنياهو إلي جحيم ترامب

الكرملين: ترامب يمكنه زيارة روسيا في أي وقت وبوتين يتطلع إلى اللقاء الأول

خبير اقتصادي: سياسات ترامب التجارية تهدد استقرار أسواق السلع «فيديو»

مقالات مشابهة

  • خالد الرفاعي عن معاناته الصحية بسبب التدخين: صرت أتنفس بفلوس.. فيديو
  • وزير الصحة يبحث استراتيجية التحول الرقمي للمشروعات الهندسية
  • وزير الصحة يبحث مع وفد أوتوديسك استراتيجية التحول الرقمي للمشروعات الهندسية
  • برنامج توعوي لتعزيز ثقافة السلامة العامة ببوشر
  • الشيوخ يناقش سياسة الحكومة بشأن التحول إلى السيارات الكهربائية
  • ببدائل الأفيونات.. وضع مصر على خريطة علاج الإدمان بالأدلة العلمية
  • خبير بالشؤون الأمريكية: ترامب لن يستجيب للضغوط بشأن سياسته الخارجية |فيديو
  • خبير بالشؤون الأمريكية: ترامب لن يستجيب للضغوط بشأن سياسته الخارجية
  • خبراء: نعيش طفرة.. ومعرض «إيجبس 2025» سيسهم في تبادل الخبرات لتعزيز التحول الطاقي
  • وزير الصحة: استقدام خبراء من الفلبين لتدريب التمريض المصري